جريدة الأحرار: رحاب الخضري تكتب.. من يعزل مصر ؟!

حين يكون مسعى دولة تم زرعها بفعل استيطانى مثل اسرائيل هو محاولاتها المستميتة لعزل مصر عن دورها الريادى و الحضارى فهذا امر قد يكون له ما يبرره ، و حين يتوافق هذا المسعى مع مصالح و مطامح بعض الدول المسماة (العربية) فإن هذا ايضا قد نجد مبرراته فى احساس هذه الدولة او تلك بالضآلة و النقصان امام هذا التاريخ الحضاري و الارث المعرفي الذى كان و لا يزال بوتقة للثقافات العالمية و الحضارات الانسانية ، كل هذه قد تكون اسبابا واضحة المعالم لدى العدو الصهيونى مثلا و لدى الحاقدين و الطامحين الجدد من الاخوة ( الاعدقاء ) و بالتاكيد سيكون من واجبنا كمصريين حكومة ( ننتظرها ) و شعب ( تم تفرغه للمليونيات الكلامية ) ان نتيقظ لهذا او ذاك و نعى اننا لا نزال محط احقاد لا تنتهى لا لشيء الا لاننا و بدون عتصرية نكقتها كان لنا الفضل على العالم و خاصة كل من حولنا ايام كانت شعوبا يطلق عليها الهكسوس و الرعاة الهاربون من مجاعة فى الشرق القريب الى جنة و جنينة و حقول حنطة و بر أسمها مصر !

الا ان الذى لا نفهمه ابدا ان حاولنا هو هذه الدعوات التى يطلقها بعض ممن ابتليت بهم مصرنا هذه الايام ، تلك الدعوات التى تتخذ من الديموقراطية معبرا لها على السنة اعداء الديموقراطية ذاتها ، فما طنطن به احد النواب داخل البرلمان و الذى نظن انه على درجة من العلم والفهم على الاقل نفاجأ به يطالب بإلغاء تدريس اللغة الانجليزية ويقول فى شجاعة نحسده عليها بل و يحسده أعتى الجاهلين انها مخطط خارجى ، والكارثة الكبرى ان السيد العضو من لجنة التعليم داخل مجلس الشعب ! اليست مثل هذه الدعوات تحمل رسالة واضحة فى محاوله اقصاء مصر وابعادها عن المشهدالعالمى و السؤال الملح الان هل نسي هذا النائب الموقراو تغافل ان اللغة هى وسيله لتواصل بين الشعوب ؟وانها اصبحت لغة العلم فى هذا العصر فمعظم الابحاث العلمية والمراجع الهامة فى شتى المجالات تكتب باللغة الانجليزيه ؟

الاكثر خطورة هو ما يقوم به من يطلقون على انفسهم اولى الامر الذين يريدون ان يضعوا مصر فى عزله حقيقيه عن العالم كل من يجد فى نفسه القدرة يملى علينا اقتراحات وتصاريح وينشرها كالنار فى الهشيم حتى اكلت ونالت من الكثير داخل قطاعات عدة كادت تفتك بمصالح الشعب والوطن معا
و لا يتوقف الامر على غرائب و عجائب اقتراحات بعض النواب داخل البرلمان ، لكن ماخرج به علينا خرجت به علينا و على الشرعية الشعبية ماتسمى نفسها الاغلبية العددية بالبرلمان حين قامت بتشكيل الجمعية التاسيسيه واكتفت بمن يختاره من الاحزاب المسيطرة طبعا والتى لها اغلبيه انتخابية - و هى بالمناسبة تختلف كثيرا عن الاغلبية الشعبية - الا ان النتيجة الطبيعية هى محاولة لاقصاء الاخر المختلف فى الراى او التوجه الفكري و الدينى ، وهى ايضا محاولات لسيطرة احزاب بعينها على الدوله والدستور..فهل مثل هذه الممارسات تعطى فرصة لتواصل انسانى او تقدم ؟كيف لنا بالانفتاح على العالم ومواكبة كل ماهو جديد ونحن نجد من يترك كل مشاكل الاقتصاد والصحة والامن والشعب ليخرج لنا من يتقدم بطلب تحت قبة البرلما ن فى القرن الحادى و العشرين يطلب فية اطلاق الحيه لرجل الشرطة هل انتهت كل مشاكلنا لتكون ازمة هذا النائب او ذاك هى اطلاق اللحية هل يريد قيام دولة داخل دولة ام هى الية عنصريه مقصودة وموجهة ، لا اعرف حقا ماذا يريد هؤلاء المتظاهرين باسم الدين فالدين الاسلامى يحثنا على الاتحاد يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُم)...صدق الله العظيم

هل يريدون ان تصبح مصر مثل افغانستان بمعزل عن العالم ؟!