أما قص الشعر للسيدات، فتم اقتباسه من إبنة "إخناتون"، لحزنها على أبيها، بعد أن اصطدم بكهنة المعبد، فاضطرب وفقد بصره، فكانت تقوده ابنته، ومن هنا أصبح الكشف عن الرأس، قص الشعر، أسلوب احتجاجي مصري شعبي.
وربما تكون طريقة العري في الاحتجاج، جديدة في نظر البعض، ولكنها في الأصل ظاهرة قديمة، تعود للقرون الوسطى في الغرب، وقد استخدمتها المدونة "علياء المهدي"، بنشر صورها عارية منذ عامين، احتجاجًا على التمييز الجنسي والتحرش والعنف ضد المرأة، وهو ما أحدث صدمة في المجتمع المصري وقتها، وعلى الرغم من طريقة الاحتجاج الغريبة والمختلفة، إلا أنه ما قامت به "علياء" لم ينجح في جذب الانتباه لقضية المرأة وحرية التعبير في مصر، بل إن البعض رأى فيه نوعًا من الدعوة إلى الإباحية والجرأة؛ بعدها اختفت علياء تمامًا عن الأنظار، وعادت مرة أخرى بنفس طريقة الاحتجاج أمام السفارة المصرية في "ستوكهولم"، اعتراضًا على الدستور المصري.
بينما تعتبر الطريقة الأكثر شهرة في طرق الاحتجاج الغريبة، هي رقصة "الهارلم شيك" أمام مقر جماعة "الإخوان المسلمين" بالمقطم، اعتراضًا على سياسة الإخوان، كطريقة جديدة للإعتراض، الطريف فيها أن صاحب أول رقصة ليس لديه أدنى فكرة عن معناها الحقيقي، ولم يكن يتوقع أن تنتشر بهذه السرعة الفائقة حول العالم، والتي بدأت عبر مقطع فيديو على موقع يوتيوب في فبراير الماضي لخمسة مراهقين، من ولاية كوينزلاند باستراليا، وجاءت رقصة "الهارليم شيك" من أغنية تحمل الاسم نفسه، وعادة تكون الرقصة لعدة أشخاص يرقص أحدهم في البداية (ويكون ملثماً أو مرتدياً لخوذة أو ماسك)، على أنغام الأغنية لمدة قصيرة، بينما يكون بقية الأشخاص غير مبالين به، ولكن عندما يبدأ الإيقاع القوي يبدأ الآخرون فجأة رقصهم بجنون.
ومؤخرًا كان "غسيل السيارت" الذي قام به مجموعة من أطباء الأولتراس أمام نقابتهم، احتجاجًا على رواتبهم المتدنية، مطالبين برفع ميزانية الصحة، وتطبيق الكادر وتأمين المستشفيات، وهي فكرة مقتبسة من احتجاجات لأطباء بالمانيا، كنوع من الضغط لتلبية مطالبهم.
ويعقب الدكتور علاء سليمان- أستاذ الطب النفسي وأمين مجلس الصحة النفسية الأسبق -في تصريحات لـ"البديل"- قائلاً: "طريقة التعبير والاحتجاج بسخرية أو فكاهة، هي تعبير عن الغضب، وبالطبع هي طريقة غير مدمرة، فاذا لم يعبر الانسان بهذه الطريقة، فالعنف هو الحل الوحيد، نتيجة لإحباطه وشعوره بعدم الرضا، فهى بديل للعنف، ويسمى ذلك في الطب النفسي "العنف السلبى"، وساعد التواصل الاجتماعي على انتشارها مثل ما حدث في الثورة".
وأضاف "سليمان"، أن هناك طرق غير مقبولة اجتماعيًا، تتوقف حسب المجتمع الذي ظهرت فيه، مثل "العري"، فالسلوك الذي يجد النفور يصيبه الاضمحلال، في حين أن السلوك الذي يجد الدعم يزيد، لذا طريقة استخدام العري في الاحتجاج لم تلفت الأنظار إلى القضية بقدر ما لفت الأنظار إلى صاحبة المدونة التي تعرت، فسلوكيات العري والتحرش تقابل في مصر باستهجان، أما "غسل السيارات"، فهو مزيج من السخرية والمرارة في نفس الوقت، ومن يرى أنها إهانة للطبيب هو من يمتلك منصب، ولكنهم أطباء يعبرون عن حالهم".
كما حذر "سليمان" من الإحباط الذي يصيب الإنسان، والذي يولد العنف وهو ما أصبح ظاهرًا بشكل عام...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.