نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية تقريرا عن الذكريات المؤلمة التي عاشها وزارء الحكومة وعلى رأسهم رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" مع حرب أكتوبر 1973، وكيف عاشوا تلك الأوقات العصيبة.
وبدأ التقرير برئيس الوزراء "نتنياهو" وكان عمره وقت الحرب 24 عاما، وكان عائدا من دراسته في الولايات المتحدة، وانضم وقتها لوحدة "سياريت متكال" والتي اتجهت مباشرة لقتال الجيش المصري في سيناء، وقامت ببعض العمليات الخاصة ضد الجيش المصري.
ومن خلال الصعوبات القاسية التي واجهها نتنياهو فقد أيقن حقيقة واضحة دائما ما يرددها، وهي "قوة إسرائيل هي المفتاح الرئيسي لاستمرار وجودها".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي "موشية يعالون" جندي احتياط يبلغ من العمر 23 عاما وقت حرب أكتوبر، وقال كنت في المنزل عندما سمعت رسالة استدعاء الاحتياط عبر الراديو، ولم أصدق أن الحرب ستقوم، لكن بعد ذلك تحول الأمر إلى كابوس بالنسبة لي.
ويكشف وزير الدفاع الإسرائيلي أنه لم يكن يتوقع أبدا أن يكون ضابطا بالجيش ولم يكن يحب الحياة العسكرية، وكان يضع خطط أخرى لنفسه.
وشعرت وقتها بحالة خوف غريبة مثل تلك التي انتابت جميع الإسرائيليين الذي فوجئوا بما حدث من الجيشين المصري والسوري، حيث كان الجميع بعد حرب الأيام الستة (نكسة يونيو 1967) يعتقد أن اسرائيل أصبحت في أمان، لكن الموقف تغير وشعر الجميع بعجز وقلة حيلة.
أما وزير التعليم "شاي بيرون" فكان عمره وقت الحرب 8 سنوات ويدرس في مدرسة ابتدائية، ويقول إنه يتذكر كل شئ عنها، وشعرت وقتها بخوف شديد وأيقنت أننا في خطر من حديث أمي عما يجري، ورأيتها تصرخ وتبكي بعد أن سمعت في الراديو أن المصريين يشنون حربا ضد إسرائيل.
ويضيف بيرون أنه تذكر وقتها النكات التي كان يطلقها التليفزيون على مصر وإسرائيل والسخرية من الجيوش العربية، والتي كان يصدقها ويرددها الأطفال، لكن وقت الحرب اختلف الموقف تماما.
أما وزيرة العدل "تسيفي ليفني" فكان عمرها 15 عاما إبان حرب أكتوبر 1973 ومازالت طالبة في الثانوية، وتقول إنها كانت خارج المنزل وسمعت إحدى صديقاتها تخبرها أن "الحرب بدأت" والمصريون هاجموا سيناء، فاعتقدت في البداية أنها إشاعة.
لكن عندما عادت إلى المنزل ووجدت جميع الجيران في حالة انهيار وذهول مما يجري، وعندها تأكدت أن الحرب ليست إشاعة ولكنها حقيقة.
وأضافت ليفني أنها توجهت إلى الراديو مذعورة، وسمعت الأخبار التي تؤكد نجاح المصريين والسوريين في الهجوم، كما رأت الحزن على وجوه أسرتها، وكانت نظرات الرعب والخوف تطل من عيون الجميع.
ومنذ ذلك الوقت قررت تسيفي ليفني أن تعمل على مساعدة اسرائيل لعدم حدوث حرب أخرى وأن ترى الخوف والهلع في عيون الجميع مجددا، فقررت الانضمام إلى المخابرات الإسرائيلية، والعمل بكل قوة على حماية إسرائيل.
ولم تكن "ليمور ليفنت" وزيرة الرياضة والثقافة بأفضل حالا من ليفني في حالة الهلع والخوف التي انتابتها يوم 6 أكتوبر 73، ورغم أنها كانت أكبر سنا 23عاما وكانت تعيش بالخارج وقتها إلا أنها لم تتجنب القلق.
وتشير إلى أنها كانت تعمل بإحدى السفارات الإسرائيلية بالخارج، وفي هذا اليوم كنت أتناول الغداء مع بعض الزملاء وجاءنا أحد مسئولي المخابرات ليخبرنا بضرورة توخي الحذر لأن هناك احتمال أن تقوم حرب، ولم يمنحنا أية تفاصيل، ويبدو أنهم لم يكونوا يدركوا الموقف بالكامل لأن الحرب قامت بالفعل، وأصبح الموقف مؤلما جدا.
وتؤكد الوزيرة الإسرائيلية أن لا أحد في السفارة أو الخارجية كان يستطيع أن يتخيل أو حتى يفكر في احتمال نشوب حرب مع مصر وسوريا في هذا الوقت، وكانت تقديرات الجميع خاطئة، وفوجئنا بالحرب وعشنا أوقاتا صعب وكنا دائما في رعب وخوف هائلين.
وتؤكد في النهاية أن حرب أكتوبر كان أسوأ موقف مرة عليها في حياتها، بل وأسوأ وقت في تاريخ اسرائيل...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.