لم يمض وقت طويل على استخدام المدافع في الحروب، جتى بدأ استخدامها في عمليات الإعدام أيضا، لم يكن يتم إطلاق قذيفة المدفع على الشخص المراد إعدامه، بل يتم ربطه في فوهة المدفع ثم إطلاق القذيفة، كان أُثر ذلك مدمرا ومرعبا، لهذا كان يتم استخدام تلك الوسيلة عادة في حالات التمرد لتحقيق الردع لدى الجمهور.
أول استخدام معروف للمدفع في الإعدام كان على يد سلطنة مغول الهند في القرن 16، وكذلك إمبراطورية البرتغال من أقصاها في سريلانكا بقارة آسيا إلى موزمبيق في أفريقيا إلى البرازيل في أميركا اللاتينية في القرنين 16 و17، لكن الاستخدام الأوسع نطاقا كان على يد الإنجليز أثناء احتلال الهند، خصوصا أثناء ثورة الهنود (ثورة السيبوي) سنة 1857، استخدم الانجليز المدفع لإعدام جنودهم من أصل هندي كعقوبة على التمرد أو حتى الهرب.
كان تأثير الإعدام بالمدفع يتم كالتالي: يتم ربط السجين بالمدفع بحيث يكون ظهره على فوهة الإطلاق، حين يتم اشعال الفتيل وينطلق المدفع، تطير رأس السجين عادة حوالي 15 إلى 20 مترا، وتطير ذراعاه نحو اليمين واليسار إلى مسافة أكثر من 30 إلى 40 مترا، تنخسف ساقاه في الأرض، أما جذعه فيتفتت تماما. وذلك على الرغم من أنه كان يتم استخدام خرطوشة قذيفة فارغة لتفادي آثار الانفجار على المحيطين بالمدفع.
لكن الإعدام لم يكن يتم دائما حسب الخطة، ففي حملة إعدام جماعي قام بها الإنجليز في فيروزبور بولاية البنجاب أُثناء الثورة الهندية، تم وضع قذيفة معبأة في المدفع بدلا من خرطوشة فارغة، وأدى ذلك إلى إصابات بتر عديدة لدى الجمهور والجنود المحيطين، لم تحدث الإصابات بسبب كرات الحديد التي تحتويها القذيفة فحسب، بل بسبب قطع العظام واللحم البشري التي تطايرت بقوة الانفجار وأصابت المتفرجين إصابات خطيرة.
في ظل كثرة عمليات الإعدام بالمدفع أثناء ثورة السيبوي، روى شهود أن الطيور الجارحة كانت تحلق عادة حول مكان الإعدام، وقد نشأت لديها مهارة التقاط قطع اللحم البشري أثناء طيرانها في الهواء بعد إطلاق المدفع، بينما كانت تحيط الكلاب الشرسة بموقع الإعدام للحاق ببعض اللحم "الطازج".
ورغم بشاعة طريقة التنفيذ، ظل استخدام الإعدام بالمدفع حتى بدايات القرن العشرين، وانتهى لكن البشر لم يفتقروا إلى طرق أكثر وحشية للتخلص من بعضهم البعض.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.