Pages

Friday, October 30, 2020

29 أكتوبر 1956 ذكرى العدوان الثلاثى على مصر

29 أكتوبر 1956 العدوان الثلاثى على مصر

29 أكتوبر 1956 إسرائيل تبدأ العدوان الثلاثى على مصر.. وجمال عبدالناصر يتلقى الخبر أثناء احتفاله بعيد ميلاد ابنه عبدالحميد

بعد خمس دقائق من بداية هجوم إسرائيل على سيناء فى الساعة الخامسة مساء 29 أكتوبر، 1956، تلقى الرئيس جمال عبدالناصر أول نبأ عنه من وكالات الأنباء الأمريكية «يونايتد برس»، حسبما يذكر محمد حسنين هيكل فى كتابه «ملفات السويس».

كان الهجوم هو المرحلة الأولى فى العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» ضد مصر بسبب قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، ردا على رفض أمريكا والبنك الدولى تمويل مشروع السد العالى، وكان أول خطوة فى اتفاقية «سيفر» بين رئيس الوزراء الإسرائيلى «بن جوريون» و«جى موليه» رئيس وزراء فرنسا، و«سلوين لويد» وزير خارجية بريطانيا، وعرفت بهذا الاسم نسبة إلى المكان «سيفر» فى فرنسا الذى شهد اجتماعاتها التى استهدفت إرغام مصر على التراجع عن قرار تأميم القناة..

ويؤكد هيكل، أن «بن جوريون» أصر على كتابة الاتفاقية فى ورقة يوقعها الأطراف، وبالفعل تمت صياغتها فى ورقتين وقعهما «بن جوريون» عن إسرائيل، و«كريستيان بينو» عن فرنسا، والسير «باتريك دين» عن بريطانيا، واتفق الجميع على سريتها، وبعد التوقيع طبق «بن جوريون» نسخته مرتين ووضعها فى جيب «جاكتته» الداخلية، قائلا: «حققنا هنا فى سيفر جميع أهداف إسرائيل».

بدأ الهجوم الإسرائيلى بتقدم اللواء السابع المدرع فى اتجاه موقع «الكونتيلا»، وكان جمال عبدالناصر فى بيته يشارك فى احتفال عيد ميلاد ابنه عبدالحميد.. تتذكر زوجته السيدة تحية كاظم فى مذكراتها «ذكريات معه»: «فى يوم 29 أكتوبر سنة 1956 كان عيد ميلاد ابنى عبدالحميد، كان الرئيس موجودا فى البيت فى مكتبه، وطلب منى أن أخبره عند حضور الأطفال إذ كان يسعده أن يحضر حفل أعياد ميلاد أولاده، دخل حجرة السفرة وصافح الأطفال، ووقف لدقائق وقت إطفاء الشموع، وكان عبدالحميد عمره خمس سنوات».

يؤكد هيكل أن عبد الناصر قرأ تقرير الهجوم الإسرائيلى ثم ناوله إلى عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة، ثم غادر الاثنان الغرفة التى فيها عيد الميلاد، إلى غرفة مكتب الرئيس فى بيته لمتابعة الموقف الذى بدأت تفاصيله تتردد دقيقة بعد دقيقة.

وزعت اتفاقية «سيفر» المهام على أطرافها الثلاثة، ونصت على:

1 - فى مساء يوم 29 أكتوبر 1956 تشن القوات الإسرائيلية هجوما واسع النطاق على القوات المصرية بهدف الوصول إلى منطقة قناة السويس فى اليوم التالى..

2 - عندما تعرف الحكومتان البريطانية والفرنسية بهذه التطورات توجهان يوم 30 أكتوبر نداء إلى الحكومتين المصرية والإسرائيلية نصه:

إلى الحكومة المصرية: وقف إطلاق نار كامل، سحب كل القوات المسلحة إلى مسافة عشرة أميال بعيدا عن قناة السويس، القبول بصفة مؤقتة باحتلال المواقع الرئيسية على القناة بواسطة قوات بريطانية فرنسية، لضمان حرمة المرور فى القناة بكل البواخر من كل الأمم، وإلى حين وصول ترتيبات نهائية مضمونة.. إلى الحكومة الإسرائيلية: وقف إطلاق نار كامل، سحب قواتها المسلحة مسافة عشرة أميال إلى الشرق من القناة.

3 - تخطر الحكومة الإسرائيلية بأن الحكومتين البريطانية والفرنسية طلبتا إلى حكومة مصر أن توافق على الاحتلال المؤقت للنقط الرئيسية على قناة السويس، بواسطة قوات بريطانية وفرنسية، وإذا رفضت أى من الحكومتين هذا النداء، أو إذا تأخرت فى إعلان موافقتها عليه خلال 12 ساعة، فإن القوات البريطانية الفرنسية ستتخذ الإجراءات الضرورية للتأكد من قبول طلباتها.

4 - إن حكومة إسرائيل لن تكون مطالبة بقبول شروط النداء المرسل إليها فى حال إذا ما تأخرت الحكومة المصرية فى قبول النداء الذى تتسلمه.

5 - إذا لم تستجب الحكومة المصرية إلى شروط النداء فى الموعد المحدد تقوم القوات البريطانية الفرنسية بالهجوم على القوات المصرية فى الساعات الأولى من صباح 31 أكتوبر..

6 - على الحكومة الإسرائيلية أن تبعث بقواتها لاحتلال الشواطئ الشرقية لخليج العقبة وجزر تيران وصنافير لكى تضمن حرية الملاحة فى الخليج.

7 - إن إسرائيل لن تقوم بمهاجمة الأردن فى فترة العمليات ضد مصر، وإذا حدث أن قام الأردن بمهاجمة إسرائيل خلال هذه الفترة فإن الحكومة البريطانية لن تساعد الأردن.

يذكر الكاتب الصحفى الأمريكى «دونالد نيف» فى كتابه «عاصفة على السويس 1956»، ترجمة وتعليق وتقديم: عبدالرؤوف أحمد عمرو، جانبا من الإرهاب الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى هذا اليوم، قائلا إنه تم وضع كل الفلسطينيين تحت المراقبة من الخامسة مساء وحتى السادسة صباح اليوم التالى، وحدثت مذبحة فى قرية «كفر قاسم»، حين عودة مزارعيها من حقولهم بعد صدور القرار تم إيقافهم، ثم صدرت الأوامر بقتلهم وسقط 16 قتيلا بينهم امرأتان ورضيع عمره ثمانية أشهر.

العدوان الثلاثي

عندما وقف الزعيم الراحل، جمال عبدالناصر، في ميدان المنشية، وسط حشد جماهيري كبير، ليعلن تأميم قناة السويس ، كتم العالم أنفاسه؛ مصر الثورة تتحدي القوي الدولية، وتفرض سيادتها وقوتها علي قناة السويس ، شريان التجارة العالمية.

كان القرار بمثابة الصدمة للقوي الدولية، وأدي لوقوف العالم علي شفا حرب عالمية ثالثة، بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة من جهة، و الاتحاد السوفيتي والقوي الشيوعية ، من جهة أخري.

أدي قرار عبدالناصر الصعب، بتأميم قناة السويس ، لشن العدوان الثلاثي علي مصر، أو ما عرف بحرب السويس ، بعد تدبير مؤامرة بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.

ولكن صمود شعب بورسعيد الباسل، ومن خلفه القيادة السياسية، والتحركات الدبلوماسية المصرية، فضحت المؤامرة وقضت علي قوي الاستعمار ، وغيرت خريطة دول العالم الثالث و الشرق الأوسط .

العدوان الثلاثي أو حرب 1956 كما تعرف في مصر والدول العربية أو أزمة السويس أو حرب السويس كما تعرف في الدول الغربية أو حرب سيناء أو حملة سيناء أو العملية قادش كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت حاسمة في أفول نجم القوى الاستعمارية التقليدية، وتألق نجوم جديدة على الساحة الدولية.

بدأت جذور أزمة السويس في الظهور عقب توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بعد مفاوضات مصرية بريطانية رافقتها مقاومة شعبية شرسة للقوات الإنجليزية بالقناة. 

بدت علاقة عبد الناصر مع الدول الغربية في تلك الفترة في صورة جيدة خاصة مع موافقة البنك الدولي بدعم أمريكي بريطاني على منح مصر قرضاً لتمويل مشروع السد العالي الذي كان يطمح به عبد الناصر أن يحقق طفرة زراعية وصناعية في البلاد.

في تلك الفترة كانت المناوشات الحدودية مستمرة بشكل متقطع بين الدول العربية وإسرائيل منذ حرب 1948، وأعلن عبد الناصر صراحة عداءه لإسرائيل، وضيّق الخناق على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، ما شجع الأخيرة ووجدت فيه مبرراً لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا، فقرر عبد الناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنهما ماطلا في التسليم ورفضاه في النهاية معللين ذلك بوضع حد لسباق التسليح بالشرق الأوسط، لم يجد عبد الناصر بديلاً إلا أن يطلب السلاح من الاتحاد السوفيتي وهو ما قابله الأخير بالترحيب لتدعيم موقفه بالمنطقة؛ فقررت كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة الرد على الخطوة المصرية والرد على رفض عبد الناصر الدخول في سياسة الأحلاف، ورفضه الصلح مع إسرائيل طبقاً لشروط الغرب كما أقرتها الخطة "ألفا" وذلك بوضع خطة جديدة أُطلق عليها "أوميجا" هدفت إلى تحجيم نظام عبد الناصر عبر فرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين أصدقائها العرب، وتقليص تمويل السد الذي تم إلغاؤه بالكامل في وقت لاحق.

وبعد ذلك التشديد رأى عبد الناصر فى تأميم قناة السويس فرصته الوحيد للحصول على تمويل لبناء السد العالى، وبالفعل أعلن فى 26 يوليو 1956 قرار التأميم، وفشل الضغط الدبلوماسى على مصر بالعدل عن القرار، فلم تجد بريطانيا وفرنسا وإسرائيل إلى وضع خطة لاستخدام القوة العسكرية ضد مصر أُطلق عليها بروتوكول سيفرز ، آملين بذلك تحقيق مصالحهم من تلك الضربة، فعلى الصعيد البريطاني كان الهدف التخلص من عبد الناصر الذي هدد النفوذ البريطاني بتحقيق الجلاء وتحالف مع السوفيت، وأمم القناة التي تمر منها المصالح البريطانية، وعلى الصعيد الفرنسي كانت فرصة للانتقام من عبد الناصر الذي ساند ثورة الجزائر وأمم القناة التي كانت تحت إدارة فرنسية، في حين وجدت إسرائيل فرصتها لفك الخناق المحكم على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، وتدمير القوات المصرية في سيناء التي كانت تشكل تهديداً صريحاً لها.

سبب العدوان الثلاثي 1956

كان الزعيم جمال عبدالناصر، يطمح بعد أن تمكن من طرد الاحتلال الإنجليزي من مصر، في بناء دولة مصرية قوية، ولكن أبت الدول الغرب ية، ترك مصر تنطلق للأمام، لاسيما مع الدور الذي تلعبه مصر، في دعم كفاح الثورات العربية والإفريقية، لنيل الاستقلال وطرد الاستعمار .

فعندما تقدمت مصر بطلب للحصول علي قرض من صندوق النقد الدولي، لتمويل مشروع السد العالي، تمت الموافقة علي الطلب في البداية، ولكن  إسرائيل، التي كانت تحتل الأراضي العربية، ذهبت للتسلح بعقد صفقة أسلحة مع فرنسا.

وهو ما دفع مصر لطلب السلاح، من بريطانيا والولايات المتحدة، فرفضا الطلب المصري، مما يصب في صالح ترسانة الأسلحة الإسرائيلية، وقوتها في المنطقة.

لم يجد عبدالناصر سبيلًا للحصول علي السلاح، سوي التوجه إلي الاتحاد السوفيتي ، والذي وافقت علي دعم مصر وقواتها العسكرية، في إطار الحرب الباردة مع أمريكا .

في هذا الوقت، وقف الجميع علي المحك، وتشابكت المصالح بين الشرق و الغرب ، وشنت بريطانيا والولايات المتحدة، حملة "أوميجا السرية" لتشويه صورة مصر وعبدالناصر، ومعاقبته بفرض عقوبات تحظر المساعدات العسكرية، وتقليص تمويل السد العالي وإلغائه بالكامل.

أمام هذا التحدى، لم يجد الزعيم عبدالناصر، وسيلة للانطلاق والتحرر، والحصول علي مورد لتمويل السد، إلا تأميم قناة السويس ، ليوجه صفعة للدول الاستعمار ية، فرنسا وبريطانيا، ومن خلفهم الولايات المتحدة.

الأدهى من ذلك، أن نجاح المصريين في إدارة خطوط الملاحة في القناة، بعد طرد الموظفين الأجانب، وفشل الحملة الدعائية ضد مصر، والضغط الدبلوماسي علي الحكومة المصرية، زاد من شدة الاحتقان بين أطراف الأزمة، بعد أن تبددت علل إعلان الحرب علي مصر.

مؤامرة

لم تجد فرنسا وسيلة لاسترجاع نفوذها علي منطقة القناة، سوي عقد بروتوكول "سيفرز أملين" السري، مع بريطانيا وإسرائيل، لاستخدام القوي العسكرية ضد مصر، والانتقام من عبدالناصر بسبب مساندته لثورة الجزائر.

أما بريطانيا، فكانت تريد الانتقام من ناصر، بسبب نجاحه في تحقيق الجلاء، وتحالفه مع الاتحاد السوفيتي ، وهو ما قلص نفوذ الأسد العجوز في الشرق الأوسط ، في حين وجدت إسرائيل الفرصة سانحة، لتدمير القوة العسكرية للجيش المصري واحتلال سيناء.

بدأ تنفيذ المؤامرة في 29 أكتوبر 1956، هبطت القوات الإسرائيلية في عمق سيناء، واتجهت إلي قناة السويس ، لإقناع العالم أن الملاحة في القناة مهددة، وفي اليوم التالي، 30 أكتوبر، أصدرت فرنسا وبريطانيا، إنذاراً يطالب بوقف القتال، وانسحاب مصر وإسرائيل لمسافة 10 كم عن القناة، وقبول احتلال مدن القناة بواسطة الدولتين بريطانيا وفرنسا، بغرض حماية الملاحة الدولية.

رفضت مصر احتلال إقليم القناة، وفي اليوم التالي، 31 أكتوبر، هاجمت الدولتان مصر، لاستكمال باقي مؤامرة العدوان، بغارات مكثفة للطيران علي القاهرة الإسكندرية، واجه عبدالناصر ذلك الهجوم، بالانسحاب من القناة والإسكندرية، حتي لا تتشتت القوات المصرية، بين جبهة سيناء وجبهة القناة.

بروتوكول سيفرز

(بالفرنسية: Protocole de Sèvres)‏ هو اتفاقية سرية بين حكومات إسرائيل وفرنسا والمملكة المتحدة جرى الاتفاق عليها خلال اجتماعات في سيفر بفرنسا في الفترة ما بين 22 و24 أكتوبر عام 1956 لتنظيم رد سياسي-عسكري مشترك على قيام رئيس مصر جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس مما أدى لنشوب ما يعرف بأزمة السويس.

اجتماع سيفرز

في 22 أكتوبر، قام كلا من رئيس وزراء دولة إسرائيل دافيد بن غوريون, والقائد العام لوزارة الدفاع شيمون بيريز ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي موشى ديان برحلة سرية من إسرائيل لمنزل منعزل في سيفرز بفرنسا لمقابلة وزير الدفاع الفرنسي موريس بوجيه مونوري، ووزير الخارجية الفرنسي كريستيان پينو ورئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال موريس شال، وسكرتير الخارجية البريطانية سلوين لويد ومساعده السير پاتريك دين.

ولم يتم الكشف عن بروتوكول سيفرز إلا بعد عده سنوات .

طبقاً لبروتوكول سيفرز وفي 29 أكتوبر 1956 هبطت قوات إسرائيلية في عمق سيناء، واتجهت إلى القناة لإقناع العالم بأن قناة السويس مهددة، في 30 أكتوبر أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً يطالب بوقف القتال بين الطرفين، ويطلب من مصر وإسرائيل الانسحاب عشرة كيلومترات عن قناة السويس، وقبول احتلال مدن القناة بواسطة قوات بريطانية فرنسية بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة، أعلنت مصر بدورها رفضها احتلال إقليم القناة، وفي اليوم التالي (31 أكتوبر)، هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية.

ونظراً لتشتت القوات المصرية بين جبهة سيناء وجبهة القناة وحتى لا تقوم القوات المعتدية بتحويطها وإبادتها، أصدر عبد الناصر أوامره بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة، وبدأ الغزو الأنجليز-فرنسي على مصر من بورسعيد التي تم ضربها بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.

بورسعيد الباسلة تتصدي للعدوان

أمام الإصرار المصري علي التصدي للعدوان، ومنع الدول الاستعمار ية من فرض سيطرتها، بدأ العدوان الأنجلوفرنسي علي مدن القناة، بالغارات في بورسعيد ، في 5 نوفمبر 1956، وأحرقت القوات البريطانية حي المناخ بأكمله بالنابالم، وفي حي العرب، دمروا بالطائرات منطقة الجمرك القديمة، وعدد من العمارات السكنية.

وتم الإنزال المزدوج البريطاني، في مطار الجميل غرب المدينة، بينما كان الإنزال الفرنسي في منطقة الرسوة جنوب بورسعيد ، بجانب الإنزال البرمائي البحري، والإنزال بالهليكوبتر البريطاني.

أمام هذا الهجوم للقوات المعادية، ضرب أهل بورسعيد مثالًا للمقاومة الشعبية، فكان القتال يدور من منزل لمنزل، وتمكنت المقاومة من تكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في حرب شوارع، تم التخطيط لها وفقا لتنظيم محكم، من قيادات الجيش المصري.

وتمكنت المقاومة من بث الرعب في قلوب القوات المهاجمة، بالرغم من تفوقها بالعتاد والسلاح، من خلال عمليات فدائية منظمة، ونجحت المقاومة في خطف الضابط "أنطوني مور هاوس"، ابن عمة الملكة أليزابيث، ملكة إنجلترا.

واغتيل الماجور جون وليامز، رئيس مخابرات القوات البريطانية في بورسعيد ، وقد قام بهذه العملية أحد أفراد المقاومة السيد عسران، وقامت المقاومة، بالتعاون مع مجموعة الصاعقة، بمهاجمة الدبابات البريطانية بالصواريخ في شوارع بورسعيد ، بقيادة بطل الصاعقة الملازم إبراهيم الرفاع.

وتمكنت المقاومة من مهاجمة مقر كتيبة بريطانية، فى مبنى مدرسة الوصفية نهارا، ومهاجمة الدوريات الراكبة والسائر لقوات العدوان، بالقنابل اليدوية، وهو ما كبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة، تسببت في فضيحة عالمية للدول المهاجمة.

قاومت المقاومة الشعبية ببورسعيد الاحتلال بضراوة واستبسال حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول

وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بوقف القتال، وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان

كما استهجنت الولايات المتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتان وقف إطلاق النار ابتداءً من 7 نوفمبر تلاها دخول قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة

وفي 19 ديسمبر أُنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر

وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وهو التاريخ الذي اتخذته محافظة بورسعيد عيداً قومياً لها أطلق عليه "عيد النصر". وفي 16 مارس 1957 أتمت القوات الإسرائيلية انسحابها من سيناء.

انتصار مصر علي العدوان الثلاثي

وبالرغم من نجاح القوات المعادية، في التقدم لمسافة 35 كم في امتداد القناة، بعد أن تمكنت من احتلال بورسعيد ، إلا أن استبسال المقاومة، حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان، وقامت بنسف أنابيب البترول.

ونجحت تحركات مصر الدولية، بمساندة دول العالم الثالث و الشرق الأوسط ، التي كانت تقاوم الاستعمار ، في إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 2 نوفمبر، قرارا بوقف القتال.

واستمرت القوات المعادية في هجومها، إلا أن إنذار موسكو في 3 نوفمبر، باستخدام القوة النووية، في حال استمرار العمليات القتالية، كان له تأثير كبير، فقد أصبح العالم علي محك حرب عالمية ثالثة.

وهو ما جعل الولايات المتحدة، تتراجع عن موقفها المساند للعدوان، وأدي لوقف التغلغل القوات المهاجمة، وقبول إنجلترا وفرنسا وقف إطلاق النار، في 7 نوفمبر.

وتحت الضغوط الدولية، والفضيحة التي كشفت المؤامرة علي مصر، أنزل العلم البريطاني من فوق هيئة قناة السويس ب بورسعيد ، وانسحبت القوات المعادية من بورسعيد ، في 22 ديسمبر، وفي اليوم التالي، 23 ديسمبر، تسلمت السلطات المصرية، مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس ، وهو تاريخ اتخذته المدينة عيدها القومي، أطلق عليه "عيد النصر".

خرجت مصر من هذه الحرب منتصرة، وقلمت بورسعيد أظافر الأسد العجوز بريطانيا، لتغيير خريطة القوي في الشرق الأوسط ، وانطلقت حركات التحرر في إفريقيا وآسيا، وزادت من قوة ونفوذ عبدالناصر والثورة، بعد كشف مخطط القوي الاستعمارية.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.