Pages

Sunday, November 1, 2020

فخر مصر..المدمرة دمياط وأول شهداء البحرية المصرية في حرب ١٩٥٦


صور للمدمرة دمياط

صدرت الأوامر فى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم 31 أكتوبر الى الصاغ البحرى “شاكر حسين” قائد الفرقاطة “دمياط” – وهو من مواليد “بنى سويف”


الصاغ بحري الشهيد محمد شاكر حسين قائد المدمرة دمياط

سنة 1929 ومن خريجى أول دفعة بالكلية البحرية عام 1948 – بمغادرة القاعدة البحرية المصرية فى ميناء الأدبية بمدينة السويس”… والأتجاه جنوبا الى شرم الشيخ للأنضمام الى الفرقاطة “رشيد” الموجودة هناك ، وتعزيزا للقوات البرية المصرية بالمنطقة ومساعدتها فى إغلاق مضيق تيران أمام سفن الأعداءمجرى حوادث داورية الاستطلاع

كانت الفرقاطة دمياط تطوف أمواج خليج السويس بسرعة 11 عقدة فى داورية استطلاع حمائية متوجه الى شرم الشيخ، بعد منتصف ليلة الأربعاء 31 اكتوبر مستعملة كشافات اضوائها الملاحية وعندما وصلت الى حذاء فنار “رأس غارب” ، بالقرب من رأس الغريب على الجهة الأفريقية من الاراضى المصرية لشاطىء البحر الاحمر لاحظ جنود نقط المراقبة على سطح “دمياط” اشباح ثلاثة سفن حربية ظهرت أمامها مطفأة الأضواء تسير فى ظلام تام بمحازاة جانب الفرقاطة المصرية على بعد 400 ياردة وتتجه ناحيتها احداهما ضخمة مما يؤكد انها بارجة

وكانت هذه القطع هى الطراد البريطانى نيوفاوندلاند ومعه مدمرتان بريطانيتان …” فأصدر قائدها الصاغ البحرى البحرى محمد شاكر حسن اوامره لطاقم دمياط بالستعداد واطفأ اضواء الفرقاطة ماعدا اضواء الملاحة الحمراء والخضراء على جانبيها حتى لا تقع فريسة للبارجة المجهولة واستمرت دمياط فى طريقها الى شرم الشيخ يدون تحرى مجرى حوادث المواجهة والتى ادت الى غرق “دمياط” كما يلى “…. 

قاموا بارسال اشارة ضوئية الى “دمياط” تأمرها بالوقوف فردت عليها الفرقاطة تسألها من تكون، عندئذ إقترب الطراد البريطانى من الفرقاطة دمياط ، بينما تحركت إحدى المدمرتين لتكون من خلف الفرقاطة المصرية ، وتحركت المدمرة الأخرى الى الناحية اليسرى من الفرقاطة، وكرر الطراد البريطانى اشارته الضوئية بالوقوف الى “دمياط” فما كان من قائد “دمياط” الاأن زاد من سرعته الى ثمانية عشر عقدة مستمرا فى السير جنوبا …

”القائد البطل الشهم الصاغ البحرى محمد شاكر حسن“….. كان لثبات قائد الفرقاطة المصرى وتصميمه على المضى فى القتال ولحماسة باقى أفراد الفرقاطة أثره فى الأعداء الذين كانوا ينتظرون تسليم الفرقاطة بغير قتال، وبالرغم من إصابة الفرقاطة فقد استمرت فى إطلاق قذائفها ، ثم أصيبت “دمياط” مرة أخرى بقذائف السفن البريطانية فتعطل مدفعها ،

وتوقفت المولدات الكهربائية وتحطمت غرفة اللاسلكى وأظلمت السفينة ، ولكن سرعتها لم تتأثر وظل كل فرد فى مركزه يقوم بدوره فى ثبات كامل ، ولما لم يجد الصاغ شاكر حسين سلاحا يحارب به ووجد الطراد البريطانى قاب قوسين منه أو أدنى ، فكر فى نطحه بسفينته ليغرقا معا ، وفى شجاعة وتصميم أدار السفينة الى اليمين واتجه بها ليصدم الطراد بأقصى سرعته ، وما كاد يحقق غرضه حتى فطن عدوه الى خطته ، فصب عليه نيران جميع بطاريات مدفعيته دفعة واحدة ، فمالت “دمياط” على جانبها ، وبدأت تغرق بعد أن دمرت غرفة القيادة ، وانفجرت مراجل السفينة وتسربت المياه فى ثغرات كبيرة منها ،

وعندئذ أصدر قائد “دمياط” أمره الى رجاله بمغادرة السفينة وبدأ بإجلاء الجرحى الى العوامات ، وترك السفينة كل من كان فيها من الآحياء …

رفض الصاغ محمد شاكر حسين وضابطه الأول اليوزباشى مغادرة الفرقاطة وبقيا فوق السطح العلوى للسفينة يشرفان على نزول جميع الأفراد ويأمرونهم بسرعة الأبتعاد عن حطامها ، حتى لا يجذبون مه السفينة للأعماق … ولم يهتما بسلامتهما الشخصية … 

فقد ابي البطلين المصريين الا أن يحافظا على التقاليد البحرية ، ينقذا طاقم الفرقاطة أولا ، ثم يصاحبا سفينتهما الى الأعماق ويغرقا معها كما تأمر التقاليد البحرية ….

رفض الضابطان الأستجابة الى نداء ضباط السفينة وجنودهما والحاحهم عليهما ليغادراها … وبقيا فوق سطحها ، وقد إشتعلت النيران فى مخازنها ، …

ومضت دقائق سريعة …. قبل أن تختفى دمياط عن الأنظار ، ليبتلع البحر الأحمر “دمياط: فى أجوافه …….

وغرقت سفينة التدريب البحرى المصرية “الفرقاطة دمياط” وعليها ضابطان شجاعان ، إستشهدا وهما يودعان رفاقهما وأختفيا … الى الأبد …


الناجون من الفرقاطة المصرية دمياط ، الذين أغرقتهم السفينة إتش إم إس نيوفاوندلاند خلال أزمة السويس.

تم التقاط الصورة أثناء هبوط الناجين من السفينة الملكية ديانا في جيبوتي ونقلهم إلى الحجز الفرنسي.

يمكن رؤية Commandant Labrousse ، قائد الميناء بأيدي على الوركين يسارًا قليلاً في المنتصف. 

مدام لابرس على يمين الصورة.

غرقت الفرقاطة “دمياط” فى الدقيقة 25 من يوم أول نوفمبر 1956 ، واستشهد فى هذه المعركة ستة ضباط و 50 ضابط وجندى بحرى…..”

شـــاهد رجال البارجة البريطانية ما حدث أمام أعينهم … فتوقف قصف المدافع … ورفع الكابتن “هاميلتون” قبعته ، ثم وضعها على رأسه مرة أخرى… وأصدر أوامره “بالميكروفون” الى أن تطلق البارجة … جميع صفاراتها … وأن يقف الجميع “دقيقة صمت” تحية لبطل شجاع … حافظ على الشرف العسكرى البحرى ….

وانقذ البريطانيون 68 فردا من مياه البحر الأحمر أخذهم الإنجليز الي ميناء جيبوتي .

تحية إجلال وإعزاز وتقدير لأرواح شهداؤنا الأبرار..خير أجناد الأرض..فخر مصر..

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.