Pages

Friday, December 25, 2020

كف الجوسقي..يوم أن صفع نابوليون بونابرت على وجهه فى مصر

يوم أن صفع نابوليون بونابرت على وحهه فى مصر

نعم..لقد مد يده و صفع نابليون صفعة قوية قائلا : "معذرة يا بونابرتة هذه ليست يدي هذه يد الشعب" !!! ..
👈 انه الشيخ سليمان الجوسقي !!

ولد الشيخ سليمان الجوسقي في منطقة "جوسق" بمحافظة الشرقية ، كان أهله طامحين إلى إلحاقه بالأزهر .

و لما التحق الجوسقي بالأزهر الشريف تفوق في دراسته برغم أنه كان كفيفا ، ولكنه قهر الظلام .. 

كان الجوسقي على موعد مع القدر وقت أن اندلعت ثورة القاهرة الأولى ضد العسكر الفرنسيين في أكتوبر عام 1798 .


الشيخ سليمان الجوسقي مناضل وقائد مقاومة وعالم أزهري مصري لقب بسلطان العميان، سمي بالجوسقي نسبه إلى قريته "الجوسق"، يعد أبرز رموز المقاومة ضد الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وكان له دور كبير في ثورة القاهرة الأولى ووصف بأنه كان القائد الفعلي لها.


ولد كفيفاً وتعلم بالأزهر وأصبح شيخاً لطائفة المكفوفين واستطاع ببراعة إدارة أوقاف المكفوفين وأموالهم وصنعت لهم فائض من الأموال مكنته من الحصول على الكثير من النفوذ، وعقب قدوم الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت قرر البدأ في مقاومتهم وقام بتجنيد المكفوفين للقيام بعمليات جاسوسية ونقل المعلومات إلى الوجهاء والمشايخ والأعيان، كذلك كانوا يقومون بالحيل لإغتيال الجنود الفرنسيين، كما عمل كخطيب وحث المقاومة على الصمود أثناء قيام القوات الفرنسية بضرب القاهرة بالمدافع.


وعندما اشتد وطيس ضرب المدافع لجأ له العامة فطالبهم بالصمود وقال مقولته المشهورة: " إنكم بشر مثلكم مثلهم، فاخرجوا إليهم فإما أن تبيدوهم أو يبيدوكم " .. 
لم يقف دور الجوسقي إلى حد الخطابة بل قرر أن يُطوّع العميان وطائفتهم التي يترأسها وجَيّشهم في جيش لمواجهة الغزو الفرنسي ، حيث كان العميان هم حلقة الوصل والجاسوسية لصالح مصر ، حيث كانوا ينقلون أخبار المعسكر الفرنسي لرموز المقاومة الشعبية في مصر وقتها ، كما ساهم الجوسقي في إجراء كتيبة من العميان لإجراء عمليات اغتيالات في صفوف العسكر الفرنسيين .. 


اخرج الجوسقي ما لديه من مال و كان ثريا واشترى السلاح و وزعه على الناس و يحكي المؤرخون ان الجوسقي كان يشق القاهرة بحماره ليتفقد المتاريس و الحصون و يتفقد احتياج المجاهدين للسلاح و يأمر بارسال السلاح و المؤن الى الاماكن المحتاجة . وكان الجوسقي وراء الكثير من عمليات اغتيال العسكر الفرنساوية ..

علم نابليون أن "الجوسقي" هو كلمة السر في عمليات الاغتيال فقرر إلقاء القبض عليه.

حاول نابليون استمالته و قدم له العديد من العروض التي رفضها وقابلها بالاستهزاء إلى أن قدم له العرض الأكبر، وهو أن يجعله سلطانا على مصر ، فأظهر الشيخ قبولا للعرض ومد نابليون يده إليه متنفسا الصعداء، وكذلك مد الشيخ يده اليمنى مصافحا إياه، فكانت المفاجأة أن رفع يده اليسري، ليصفع نابليون بونابرت صفعة قوية على وجهه لا ينساها، وقد سجل الأديب الكبير علي أحمد باكثير هذا الموقف في مسرحيته "الدودة والثعبان" وقال على لسان الجوسقي : " معذرة يا بونابرته هذه ليست يدي .. هذه يد الشعب" ، فاستشاط نابليون غضبا وأمر بقتل الرجل وإلقاء جثته في النيل .


إشتهرت هذه الحادثة في الثقافة الشعبية وسميت بـ"كف الجوسقي".

ولم تفلح وساطة المشايخ لبونابرت ، فتم إلقاء الجوسقي رحمه الله من فوق القلعة .

كانت قصة نضال ومقاومة الجوسقي وحادثة الصفع ملهمة للعديد من المؤلفين ونشر عنها الجبرتي في كتابه عجائب الآثار بالإضافة إلى العديد من المسرحيات والأفلام والمسلسلات التي تناولت فترة الحملة الفرنسية.

رحم الله الشيخ سليمان الجوسقي
و رحم الله كل من دفع حياته حبا و إخلاصا لهذا الوطن ..

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.