القاهرة في ٣ إبريل ١٩٢٥م
(الجمعية الجغرافية المصرية…تاريخ عريق)
في الصورة، الملك فؤاد يتوسط مجموعة من كبار رجال الدولة وسفراء الدول في الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الجمعية الجغرافية بالقاهرة ..
يظهر في الصورة عدد من الشخصيات التي شغلت منصب رئاسة الوزراء في عهد السلطان حسين كامل والملك فؤاد وهم: محمد سعيد باشا، محمد توفيق نسيم باشا، سعد باشا زغلول، يحيى إبراهيم باشا، كما يظهر في الصورة الأمير يوسف كمال وسعيد ذو الفقار باشا كبير الياوران.
أصدر الخديوي إسماعيل باشا في ١٩ مايو ١٨٧٥م مرسوما بإنشاء الجمعية الجغرافية الخديوية في القاهرة ،أشار فيه إلى إقرار نظامها الأساسي، وإلى الإعانة الحكومية السنوية لها وقدرها ٤٠٠ جنيه، وإلى تعيين الأستاذ جورج شفاينفورت الرحالة المشهور رئيسا لها وكان مقرها قاعة في بيت محمد بك الدفتر دار زوج الأميرة زينب هانم ابنة محمد على باشا الكبير، وكان هذا البيت يمثل ما تبقى من قصر محمد بك الألفي الذي شغله بعد ذلك ديوان المدارس ثم مدرسة الألسن ثم فندق شبرد الذي احترق في يناير ١٩٥٢ ضمن حريق القاهرة الكبير.
تغير مقر الجمعية عدة مرات، ففي عام ١٨٧٨م انتقلت الجمعية إلى مقر جديد حلت فيه محل المحكمة المختلطة القديمة ومازالت أطلاله باقية حتى اليوم في آخر حارة العسيلي فيما بين ميدان الخازندار وشارع الجيش الحاليين.
وفى عام ١٨٩٥م انتقلت الجمعية إلى مقر آخر كان يقع عند ناصية التقاء شارع القصر العيني مع شارع مجلس الشعب الحالي، وقد تم هدم هذا المبنى ليحل محله المبنى الملحق بمجلس الشعب.
وفى عام ١٩٢٥م انتقلت الجمعية إلى مقرها الحالي وهو مبنى تاريخي يقع داخل سور يضم عدداْ من الأبنية السياسية والحكومية الفخمة التي توجد في قلب القاهرة، ومن بينها مقار مجلس الشعب والشورى ووزارات الري والشئون الاجتماعية والنقل وبعض دواوين محافظة القاهرة.
وقد تم افتتاح هذا المقر يوم الجمعة الموافق ٣ إبريل ١٩٢٥م، حيث احتفل رسميا بالعيد الخمسين لإنشاء الجمعية الجغرافية الملكية المصرية .
ونظرا لما حدث من تغيير سياسي في مسمى نظام الدولة بمصر من الخديوية إلى السلطانية، فقد تغير مسمى الجمعية الجغرافية الخديوية ليصبح الجمعية الجغرافية السلطانية وصدر مرسوم سلطاني أصدره السلطان حسين كامل في ٣٠ أكتوبر ١٩١٥م بتعيين الأمير أحمد فؤاد رئيسا للجمعية الجغرافية السلطانية بدلا من د. أبات باشا
كما أصدر مرسومًا سلطانيا بالنظام الأساسي المعدل للجمعية الجغرافية السلطانية في ١١ أغسطس ١٩١٧م، وجاء فيه أن الجمعية تتلقى سنويا إعانة حكومية قدرها ستمائة جنيه مصري.
ومع التغيير التالي في المسمى السياسي لنظام الدولة من سلطنة إلى مملكة في سنة ١٩٢٢م تغير مسمى الجمعية إلى الجمعية الجغرافية الملكية المصرية حتى كان التحول إلى النظام الجمهوري في مصر عام ١٩٥٣م فأخذت الجمعية اسمها الحالي الجمعية الجغرافية المصرية.
في العهد الملكي كما أشار الاستاذ الدكتور فاروق الباز، كان العلم والأدب والثقافة وكذلك العلماء والأدباء بجانب السياسيين هم نجوم المجتمع…
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.