Pages

Saturday, September 24, 2022

نهاية عصر البرونز وهجوم شعوب البحر


ملك مصر المحارب ، صقر الشرق ( رعمسيس الثالث )

في حدود العام 1200 قبل الميلاد هاجمت جحافل أقوام عديدة قادمة من الغرب وجزر بحر ايجه مدن وحضارات الشرق القديم فيما عرف بنهاية عصر البرونز وهجوم شعوب البحر .

شعوب البحر هو الاسم الذي أطلقه الأثريون ومؤرخي الشرق الأوسط القديم في القرن الـ19 على مجموعة من الشعوب القديمة التي هاجرت عن طريق البحر الأبيض المتوسط وهاجمت الممالك التي كانت واقعة شرقي حوض المتوسط، وكذلك مصر فترة حكم الأسرتين التاسعة عشر والعشرين، والحيثيون في الأناضول.

أدت هجمات شعوب البحر إلى سقوط الإمبراطورية الحيثية وإضعاف المملكة المصرية الفرعونية لمدة طويلة، وتدمير العديد من مدن شرق المتوسط العامرة كأوغاريت مثلاً.

شعوب البحر وأهمهم بالستو سيطروا على أراض واسعة من الساحل الجنوبي لبلاد كنعان، تشيرُ عدّة نظريات إلى أن شعوب البحر هي قبائل فلسطينيّة استوطنت بلاد الإغريق وعادوا إلى وطنهم الأصلي فلسطين، بعد أن أسّسوا ممالك في اليونان، وكانوا أسلاف اليونانيين.


نقوش على جدران معبد مدينة هابو التي بناها رمسيس الثالث تصور الانتصار على قبائل شعوب البحر

أقدم ذكر لشعوب البحر يعود إلى نهاية القرن الـ13 قبل الميلاد حيث يسرد الفرعون مرنبتاح قائمة من الشعوب التي انتصر عليها، من بينها «شعوب أجنبية تابعة للبحر» كما وصفها في رسائله.

20 سنة لاحقًا، يذكر الفرعون رمسيس الثالث هجوم آخر لهذه الشعوب على مصر ويفتخر بأنه انتصر عليهم بالرغم من قوّتهم التي أدت إلى هزيمة الحيثيين وشعوب أخرى.


هياكل عظمية تكشف سر شعوب البحر المتوسط

يُطلَق اسم شعوب البحر على تحالف من الغزاة البحريين الذي أغار على المدن والبلدات الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بين عامي 1276-1178 قبل الميلاد، وركز أولئك الغزاة هجومهم على مصر.

ويُعدهم المؤرخون أحد الأسباب الرئيسية التي أفضت إلى انتهاء العصر البرونزي (1250-1150 قبل الميلاد) بل أحيانًا السبب الرئيسي في ذلك.

ذكرت السجلات المصرية أسماء القبائل التي تكونت منها شعوب البحر مثل شيردين وشكلش ولوكا وتورشا وأكاواشا. لم يقتصر هجوم شعوب البحر على مصر فحسب، بل وصل الاعتداء إلى أقاليم في الإمبراطورية الحثية وبلاد الشام ومناطق أخرى على ساحل المتوسط.

لا يوجد أي نقش أطلق على تحالف الغزاة هذا اسم (شعوب البحر)؛ وقد صاغ هذه التسمية عالم المصريات الفرنسي غاستون ماسبيرو عام 1881، إذ جاء ماسبيرو بهذا المصطلح لأن التقارير القديمة تزعم أن هذه القبائل قد أتت من البحر أو من الجزر، لكنها لا تذكر أبدًا من أي بحر أو من أية جزيرة قد أتوا، ولذلك يبقى أصل شعوب البحر مجهولًا.

وقد ذكرهم الفراعنة الثلاثة العِظام، وهم رمسيس الثاني العظيم (1279-1213 قبل الميلاد) وابنه وخليفته مرنبتاح (1203-1213 قبل الميلاد) ورمسيس الثالث (1155-1186 قبل الميلاد)، وادعى جميعهم انتصارات ساحقة في صراعات مع شعوب البحر، ونقشوها على جدران معابدهم، وتشكل نقوشهم الدليل الأكثر تفصيلًا عن شعوب البحر.

اقترح مؤرخون أن أصل شعوب البحر وجنسيتهم قد تكون إتروسكان (طرواديين) إيطاليين، وفلسطينيين، وميسنيين، وحتى مينوان، ولكن الروايات والقصص المكتشفة لم تقدم شيئًا جديدًا على ما هو معروف حاليًا، لذلك تبقى أي ادعاءات محض تخمينات وتكهنات لا أكثر.

تبقى جنسية شعوب البحر لغزًا غامضًا لأن السجلات الحالية التي تحدثت عن أنشطتهم مصرية، ذكرتهم فقط من ناحية المعارك والحروب مثل السجل المنقوش على لوحة من تانيس (موقع أثري في مصر واسمه بالعربية سان الحجر)، ونقرأ فيها: «قد أتوا من البحر على متن سفنهم الحربية، ولم يستطع أحد الوقوف في وجههم».

وتصوير شعوب البحر بهذا الشكل ليس إلا دلالة مصرية تقليدية ذكرت أولئك الغزاة الغامضين.

شعوب البحر ورمسيس الثاني

كان رمسيس العظيم من أنجح الحكام في تاريخ مصر القديمة، ومن بين إنجازاته الكثيرة تأمين الحدود في مواجهة غزو القبائل البدوية، وتأمين طرق التجارة الحيوية لاقتصاد البلاد.

وفي مستهل عهده، سيطر الحثيون على مركز قادش التجاري المهم الذي يقع حاليًا في سوريا.

وفي عام 1274 قبل الميلاد، قاد رمسيس جيشه لطرد الحثيين.

وحقق رمسيس فوزًا عظيمًا وأمر بنقش القصة بالتفصيل وقراءتها للناس.

ويتعارض ادعاء رمسيس بنصر مؤزر على الحثيين مع ما يرد في رواية الحثيين عن نصرهم هم، لكن يبقى النقش أهم مما خاله رمسيس لعدة أسباب، منها ما يذكره النقش عن شعوب البحر.

في قصة رمسيس، ورد وصفهم بأنهم حلفاء للحثيين، إضافة إلى خدمتهم في جيشه بوصفهم مرتزقة.

لم يذكر النقش أية معلومات عن هوية شعوب البحر أو من أين أتوا، ما أوحى للباحثين أن الجمهور كان يعرف بالفعل هويتهم؛ فلم يكن الناس بحاجة للتعريف بشعوب البحر.

ويروي رمسيس كيف هزم أولئك الناس في معركة بحرية قبالة ساحل مصر في العام الثاني من حكمه.

فقد سمح لسفن شعوب البحر الحربية وسفن إمدادهم وبضائعهم بالاقتراب من مصب نهر النيل حيث يتموضع أسطول مصري صغير في تشكيلة دفاعية، وانتظر رمسيس قوات شعوب البحر في أطراف جيشه لينقض عليها في هجوم بدا أنه ليس كبيرًا، إلى أن أطلق كل هجومه على جوانبها وأغرق سفنها.

ويبدو أن قبيلة الشيردن كانت وحدها في هذه المعركة، أو أنها وحدها التي ذُكِرت وأُجبرت على الخدمة في جيش رمسيس بعد المعركة، وقد خدم بعض أفرادها في حرس النخبة لدى تشكيله، وهو المخول بمهمة حماية الفرعون.


معركة الدلتا

وكان رمسيس يبدو واثقًا جدًا في النقش، ما يعطي انطباعًا بأنه قد حيَّد تهديد شعوب البحر، لكن نقوش خلفائه تخبرنا بقصة أخرى.

فبعد أن تعرضت مناطق شرقي البحر المتوسط، ولاسيما سوريا والساحل الفينيقي ووادي النيل، في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، لهجمات من قبائل مختلفة يعتقد أن غالبيتها كانت هندو-أوربية Indo-European، قدمت من مناطق أرخبيل بحر إيجة والبلقان، وربما من جزيرة قبرص واليونان أيضاً، حسب المعطيات الأثرية الحديثة.


جبالة تل تويني: جرار تخزين وجدت في طبقة تدمير العصر الحديدي المبكر.

توفر نتائج التأريخ بالكربون 14 إطارًا زمنيًا للعصر الحديدي المبكر في شمال بلاد الشام.

ويبدو أن هذه القبائل أو ما سمي فيما بعد شعوب البحر The Sea Peoples، لم يكونوا بمجملهم قراصنة يبتغون الاستيلاء على المناطق الخصبة، وإنما كان منهم أقوام مهاجرون، أُجبروا على ترك أراضيهم، تحت ضغط قبائل أخرى، وهذا ما حصل لقبائل الآخيين Achaeans الذين اضطروا إلى الرحيل عن أرضهم، نتيجة استيلاء الدوريين القادمين من البلقان عليها.

وكان بين شعوب البحر قبائل وشعوب أصابها القحط، فهاجرت إلى مناطق شرقي المتوسط ولاسيما سوريا ومصر.

نقش ميرنبتاح


إستمر شعوب البحر بقض مضاجع مرنبتاح، وقد تحالفوا مع الليبيين لغزو دلتا النيل، إذ يروي نقش مرنبتاح أنه في العام الخامس من حكمه تحالف زعيم الليبيين ميري مع شعوب البحر لغزو مصر.

وأشار إلى الحلفاء الليبيين بالآتين من البحر من الشمال، وأشار أيضًا إلى أسماء المناطق والأقاليم: أكويش وتريش ولوكا وشيردين وشيكليش.

ومنذ ذلك الحين يحاول الباحثون تحديد مواقع هذه الأراضي لكن دون جدوى.

وبقدر ما توجد نظريات كثيرة تقترح هوية شعوب البحر، وُجد من الباحثين من يفندها جميعًا.

وبغض النظر عن هويتهم وأصلهم، يصفهم مرنبتاح بالخصوم الجبابرة.

وفي نقشه على جدران معبد الكرنك، وعلى شاهدة عُثِر عليها في المعبد الذي دُفن فيه، يسطر مرنبتاح مآثره وفخره بسحقهم.

وفي هذه المرحلة من تاريخ شعوب البحر، بدا وكأنهم يسعون لتأسيس مستوطنات دائمة في مصر، لأن القوات الغازية قد إصطحبت معها الكثير من الأمتعة المنزلية وأدوات البناء.

وبعد أن صلى مرنبتاح وصام وإستشار الآلهة من أجل وضع خطة لقهر شعوب البحر، واجههم في بيير حيث قضت القوات المصرية المؤلفة من جنود المشاة والخيالة والرماة على أكثر من 6000 مقاتل من خصومهم، وأسرت أفردًا من الأسرة الحاكمة الليبية، وحقق مرنبتاح فوزًا ساحقًا، وتأمنت الحدود المصرية مجددًا.

وللاحتفال بإنجازه هذا، أمر مرنبتاح بتخليد الواقعة في نقش على جدران الكرنك، وعلى الشاهدة الشهيرة أيضًا التي وُجدَت في مدفنه في طيبة.

وجاء في خاتمة هذه اللوحة:

«يسجد الأمراء ويقولون السلام!

لا يتجرأ أحد من الغرباء على رفع رأسه.

طهينو قد سُلبَت في حين بقيت حاتي مسالمة، كنعان قد أسقطها كل ذميم وآثم، وعسقلان نُهبَت ومثلها جازر.

ينعام جعلناها كما لو أنها لم توجد قط.

أما إسرائيل، فإنها تفنى وتضيع دون شباب ودون دماء جديدة تضمن بقاءها.

أما خور فقد أصبحت أرملة لمصر.

كل البقاع والأراضي تنعم بالسلام.

كل شخص يرتحل ويتنقل قد خضع لسلطان ملك مصر العليا والسفلى».

يشير مصطلح (Nine Bows) إلى الغرباء أو الآخرون، وهو مصطلح معروف يشير به المصريون لأعدائهم، أما طهيدو فهو اسم ليبيا.

ويوضح النقش أن مرنبتاح قد هزم كل الدول التي هاجمت مصر وأخضعها وجلب السلام.

تمثل لوحة مرنبتاح أول ذكر لإسرائيل في التاريخ المسجل، لكن في الرقيم يُشار إلى إسرائيل بأنهم شعب لا دولة أو بلد، وما يزال العلماء يجهلون معنى هذه الإشارة، وتظل هذه الإشارة لإسرائيل وشعوب البحر تحير المؤرخين في يومنا الحالي.

أما مرنبتاح فلم يعنه أمر إسرائيل أو أي بلد من البلدان التي ذكرها؛ إذ كان سعيدًا وراضيًا بهزيمة شعوب البحر وأن مستقبل مصر آمن.

ولكن ستثبت الأيام خطأه مثلما فعلت مع سلفه رمسيس الثاني، لأن خطر شعوب البحر لم يختفِ وسيعودون ثانية.


شعوب البحر Sea Peoples ، هم مجموعة من الشعوب القديمة التي هاجرت عن طريق البحر المتوسط وهاجمت الممالك الواقعة شرقي حوض المتوسط، وكذلك مصر في فترة حكم الأسرتين التاسعة عشر والعشرين، والحيثيون في الأناضول.

رمسيس الثالث ومعركة كسويس

خلال عهد الفرعون رمسيس الثالث، هاجم شعوب البحر مركز قادش التجاري ما أدى إلى تدميره، وحاولوا ثانية غزو مصر.

بدأوا نشاطاتهم بغارات سريعة على طول الساحل (كما فعلوا في زمن رمسيس الثاني) قبل أن يضعوا الدلتا صوب أعينهم.

هزمهم رمسيس الثالث عام 1180 قبل الميلاد، لكنهم ما لبثوا أن عادوا بقوات جديدة.

في النقش الذي يخلد نصره، يصف رمسيس الثالث الغزو ويقول:

«تآمرت البلدان الأجنبية في جزرها، وفي لمح البصر، إختفت أراضٍ في ظل الاشتباكات.

لم يقوَ أي بلد على مقاومة أسلحتهم، فقد استأصلوا أجزاء من حاتي وكودي وكركيميش وأرزاوا والعاشية دفعة واحدة.

وأقاموا معسكرًا في أمورو وقضوا على سكانها وجعلوها كما لو أنها لم توجد من قبل.

كانوا متوجهين صوب مصر في حين تنتظرهم النار واللهيب.

وكان اتحادهم نتاج أقاليم بيليست وتيكير وشيكليش ودنن وشيش.

وكلما ظهروا على منطقة أو حازوا شبرًا من الأرض، ازدادوا ثقة ولسان حالهم يقول: ستنجح خططنا!».

قد تكون البلدان المذكورة التي شكلت اتحاد شعوب البحر هي فلسطين (بيليست) وتيكير (سوريا)، ولكن يبقى هذا الأمر غير مؤكد.

من الواضح أن هؤلاء الناس مع جماعات أخرى هم نفسهم من هاجموا مصر برفقة الليبيين في زمن مرنبتاح. وكان في هذا الغزو كسابقه تحالفًا بين شعوب البحر مع الليبيين، ويرى رمسيس الثالث أنهم كانوا على ثقة من النصر؛ إذ دمروا بالفعل الدولة الحثية عام 1200 قبل الميلاد.

وعندما يكتب رمسيس الثالث «أنهم قادمون صوب مصر»؛ فمن المرجح أنه يقصد من ذلك أن تقدمهم يمضي بسلاسة وثبات دون معارضة.

علم رمسيس الثالث من صدامات أسلافه مع هؤلاء القوم ضرورة النظر إلى خطرهم بجدية، ولذلك اتخذ قرارًا بعدم الاشتباك معهم في الميدان واختار بدل ذلك تكتيك حرب العصابات، فنصب الكمائن على طول الساحل ودلتا النيل، وإستغل رماة الأسهم في جيشه استغلالًا جيدًا؛ إذ جعل أماكنهم مخفية على طول خط الساحل لإمطار سفن الغزاة بالسهام عند إشارته.

وحالما تغرق السفن أو يلقى طاقمها حتفه، فإن المراكب المتبقية كانت تُحرَق بالسهام المشتعلة.

سحق رمسيس الثالث الهجوم البحري لشعوب البحر، وإلتفت بعد ذلك نحو القوة الغازية في البر.

وإستخدم رمسيس التكتيكات ذاتها، ونالت الهزيمة النهائية من شعوب البحر خارج مدينة كسويس عام 1178 قبل الميلاد.


أنشودة انتصارات الملك مرنبتاح المسماه خطأ لوحة اسرائيل في المتحف المصري

وتروي السجلات المصرية ذلك النصر المؤزر بالتفصيل، وتذكر أن الكثير من شعوب البحر قد ذُبحوا وقُضِي عليهم، أما الآخرين فقد أُسروا وأُجبروا على الخدمة في الجيش والبحرية المصريين أو بِيعوا بوصفهم عبيدًا.

ومع أن رمسيس الثالث قد جنب مصر خطر الاحتلال، فقد كانت كلفة الحرب مرتفعة، إذ أُنهكت الخزانة الملكية ولم يعد بالإمكان دفع أجور بنّائي المعبد في بلدة سيت ماعت (دير المدينة حاليًا)؛ ما قاد إلى أول إضراب عمالي في التاريخ المسجل.

وفي ذلك الإضراب توقف العمال عن العمل ورفضوا العودة حتى تعوضهم السلطات تعويضًا كاملًا.

بعد الهزيمة على يد رمسيس الثالث، إختفى ذكر شعوب البحر من التاريخ؛ ولربما اندمج الناجون في الحضارة المصرية.

ولا توجد سجلات تؤكد هويتهم أو المكان الذي أتوا منه، ولا توجد روايات أو قصص عنهم بعد عام 1178 قبل الميلاد.

ولأكثر من قرن كان شعوب البحر الغزاة الذين ترتعد فرائص الناس لدى ذكر اسمهم في البحر الأبيض المتوسط، ومثّلوا تحديًا دائمًا لقوة مصر وازدهارها.


مسح صور المجهر الإلكتروني الذي يُظهر الحفائر الأثرية لتعقب حياة وسجل حروب شعوب البحر الموجودة ببقايا كبيرة لعينات قصيرة العمر (Olea europaea و Brassica oleracea) وفرع (Olea europaea) مع تاريخ الكربون المشع المعاير المرتبط به.

تظهر أحجار الزيتون (A-D ، F ، H) ، خشب الزيتون (G) وبذور الكرنب (E).

يتم الإشارة إلى مقياس كل وحدة ماكرو على الصور.

لم تَفِدْ شعوب البحر إلى المنطقة دفعة واحدة، بل كانت هجماتهم على مراحل، وعلى إمتداد ثلاثة قرون من الزمن، ومن تلك الشعوب الفريجيون Phrygians، والليسيون المعروفون باسم Ekwesh، والفلستيون (البلست) Peleset والتجكر Tjekker والشاكلاش Shekelesh والشردانيون Sherden واللوكيون Lukka وغيرهم.

لغز من دون حل

لا يوجد اتفاق حول هوية شعوب البحر مع أننا سنجد عددًا كبيرًا من الباحثين الذين يتجادلون بحدية، كل منهم لصالح ادعاءاته.

تقدم النقوش المصرية كل ما استطعنا معرفته عن هؤلاء القوم إضافة إلى ما عرفناه عنهم من الإشارات والمراجع في الرسائل الواردة من الحثيين والآشوريين.

عرفهم المصريون جيدًا، ويتضح ذلك من أنه لم يعرّف بهم أي نقش بوصفهم غرباء، وتأتي احتمالية كونهم أصدقاء لمصر -أو حتى أو حلفاء لها- من وجودهم في جيش رمسيس العظيم، ومن شعور المفاجأة الذي انتاب المصريين وعبروا عنه إزاء الغزو.

يكتب المؤرخ مارك فان دو ميرب:

«يذكر كل من مرنبتاح ورمسيس الثالث الهجمات بوصفها أحداثًا مفاجئة غير متوقعة تضم أعدادًا هائلة من الأشخاص.

حتى أن نقوش رمسيس الثالث تُظهِر عربات محملة بالنساء والأطفال والسلع المنزلية، كما لو كان هناك حركة سكانية.

تشير روايته لظهور شعوب البحر في شمال شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أنه كان ظهورًا غير متوقع ومفاجئًا ومدمرًا جدًا.

لكنه كان قد تحدث عن ظهورهم ذاته قبل ثلاثين سنة، ولم تكن أسماء قبائل شعوب البحر جديدة في السجل المصري؛ إذ ظهر الكثير منها قبل عقود».

تطرق الأدب المصري لذكر شعوب البحر وخاصة في حكاية ون آمون، إذ ظهروا فيها كشخصيات وأفراد مألوفين في الصورة العامة لشعوب المتوسط.

ويبقى السؤال: لماذا ثار هؤلاء الناس على مصر على نحو متكرر؟

حقيقة انتفاضهم على المصريين لا تزال تحير المؤرخين والباحثين.

يرى باحثون أمثال مارك فان دو ميروب أن السؤال عن أصل شعوب البحر وهويتهم سيبقى لغزًا غير معروف ولا توجد جدوى من محاولة كشف هذا الغموض، فيكتب: «قد يتساءل أحدنا لماذا كل هذا الهوس والاهتمام بشعوب البحر؟» ويضيف: «يجب تفسير استمرار ظهورهم في كل كتاب عن تاريخ العالم».

والجواب بسيط: ستبقى هوية شعوب البحر لغزًا دون حل، ولطالما انشدّ البشر للأمور الغامضة المبهمة، وسيبقون كذلك.

وردت بعض أسماء قبائل شعوب البحر في وثائق فراعنة مصر، وملوك الدولة الحثية منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حيث كانت تصل أفواج منهم إلى مصر للعمل كمرتزقة في الجيش المصري كالشردانيين، أو في صفوف الدويلات السورية الموالية لمصر ضد الدولة الحثية مثل قبائل الدانونة Denyen والشاكلاش واللوكيين، وكانت قبائل منهم تنزل في منطقة الأناضول وتؤازر الدولة الحثية في حروبها ضد الامبراطورية المصرية، مثل البداسا Baddassa والدرداني Dardani والماسا Massa والكرانيشا Kranisha والإرونيتا Eronita وغيرها من القبائل.


"من البحر" في نقش الكرنك العظيم، في إشارة إلى شعوب إقوِش و شكلش و شردن

(n3 ḫ3s.wt n<.t> p3 ym) بالهيروغليفية

عهد مرنپتاح

بدأت هجمات شعوب البحر على مصر منذ عهد الفرعون «مرنپتاح» (1236-1223ق.م)، الذي واجه تحالفاً ضم شعوب البحر مع الليبيين، إلا أن «مرنبتاح» استطاع صدَّهم، وهَزَمَهم وقتل وأسر الكثير منهم.


نقش الكرنك العظيم

أدت هجمات شعوب البحر إلى سقوط الإمبراطورية الحثية وإضعاف المملكة المصرية الفرعونية لمدة طويلة، وتدمير العديد من مدن شرق المتوسط العامرة كأوغاريت مثلاً.


أتت هذه الشعوب المحاربة ومعهم شرزمة قتلة وسفاحين من قطاع الطرق المعزولين بجبال أوربا يصطحبهم العديد من قراصنة البحر الدمويين الذين إستأجروهم لمعرفتهم بالطرق الخفية وتضاريس البحار الضحلة والجبال الوعرة لنهب خيرات الشرق الذين بهروا به وبكنوزه وقدموا حبوا من جنوب أوروبا و غرب الأناضول و جزر بحر إيجه مدفوعين بسبب جفاف وأوبئة ومجاعات قاتلة ضربت بلادهم فهاجموا كل البلاد والمدن شرق المتوسطية مستخدمين السفن و أسلحة من حديد.


وصف جزئي للنص الهيروغليفي على العمود الثاني في مدينة هابو، أعطاه لأول مرة جان-فرانسوا شامپليون عقب أسفاره إلى مصر في 1828-29.

هذه الصفحات من المخطوطات المنشورة بعد وفاته تبين تحليله لـ "Ces cinq derniers peuples nommés de suite. Il y est question d'une battle navale et de ceux quil tua sur le bord de l'eau".

وبالرغم من أن شامپليون لم يترجمهم، فالهيروغليفات المعنوَنة 4 إلى 8 سُمـِّيت بعد عقود: پلست و تجكر و شكلش و دنين و وشش.

المصطلح "شعوب البحر" إستخدمه لأول مرة إمانوِل دى روجيه في 1855، وكان حينها أمين متحف اللوڤر، حين لاحظ "في دروع الشعوب المهزومة، من شردن و ترش يوجد وسم 'peuples de la mer'". de Rouge's work was based upon

وقد شكلوا تحالفات من أجناس وأعراق مختلفة وغزت هذه الجحافل مملكة (خيتا) الحثية و قتلت ونهبت كنوزهم كما أجتاحوا بدموية جزبرة قبرص وجزبرة كريت و أخضعوا ملوكهم وأزلوهم وقتلوا الكثير من شعبهم و دمروا (ميسينيا) في اليونان كما أجتاحوا قرقميش علي نهر الفرات.

فلاذ الجميع منهم وفروا إلي المدن المجاورة وتحصنوا بها ،، ثم قاموا بغزو سواحل الشام و دمروا وأحرقوا مدينة أوغاريت التاريخية السورية.


مسلة أتريب، حديقة متحف القاهرة

مسلة أتريب، حديقة متحف القاهرة

وصل القسم الأول من هذه القبائل من البلقان، وهو من الفريجيين والماسا، إلى سواحل آسيا الصغرى، وإتحدوا مع قبائل الكازكاز Kazkaz، أعداء الحيثيين، الذين كانوا يقطنون في المناطق الشمالية من آسيا الصغرى، ولاسيما السواحل الجنوبية من البحر الأسود وبحر مرمرة، وتحركوا نحو العاصمة الحثية حاتوشا، وعملوا على إحراقها وتدميرها، عام 1200 قبل الميلاد تقريباً، ورغم تحرك فرعون مصر «مرنپتاح» لمساعدتها، ورغم مؤازرة المدن الموالية لها كأوغاريت.


السجلات الوثائقية الرئيسية

وبعد تدميرهم للدولة الحثية تابع الغزاة سيرهم فدمروا كركميش (جرابلس)، وجعلوا قاعدتهم في أمورو.

أما القسم الثاني من القبائل المغيرة، فقد إتجه بسفنه من كريت إلى قبرص فدمروها وأجبروا حكامها على الإنضمام إليهم أو القتل، ثم تابعوا مسيرهم إلى أوغاريت حيث دمروها، واتجهوا إلى أرواد فجعلوها قاعدة لهم للهجوم على الساحل السوري بالكامل.


تظهر بعض ألواح مكتوبة بالخط المسماري عثر عليها في ( أوغاريت ) قدوم الغزاة من رسالة إستغاثة كتبها (حمورابي الثاني) ملك مدينة (أوغاريت) الي ملك ( قبرص ) يخبره بمحاصرة سفن الغزاة لمدينته وما قاموا به من قتل وحرق و أعمال دموية فظيعة تقشعر لها الأبدان.

لم تصل الرسالة للأسف و تم تدمير المدينة ، ولم تفلح محاولات ممالك العالم القديم في صد هؤلاء الغزاة المتوحشين الذين زحفوا إلى الشرق كالجراد.

و إحتلوا المدن و أحرقوها و قتلوا وإغتصبوا سكانها.

فقتلو الشيخ والقسيس وقطعوا رؤوس العجائز والأطفال.

وبقروا بطون الحوامل ودمروا مساجد وكنائس.

يهرب أينياس من حرق طروادة ويحمل والده أنشيس ويقود ابنه أسكانيوس بيده. نقش خشبي بواسطة Ludolph Büsinck.

ولم يتركوا جرم واحد إلا وفعلوه كما لو كانت مسابقة للقتل والذل والتنكيل بالشعوب وسرقتها.

وزادت دمويتهم تلك لوجود القراصنة المطرودين والمشتتين فى البحار والذين يتقنون أساليب القتل والنهب والحرق والسرقة وليس لهم عرف إلا الدم.

ثم واصلت جحافلهم زحفها حتي وصلت شمال فلسطين و كان هدفهم النهائي هو مصر.

ليس فقط لنهبها أو لتدميرها و لكن لإمتلاكها و نهب ثرواتها.

يخبرنا ملك مصر و المحارب الأسطوري (رعمسيس الثالث) الذي تصدي لتحالف الغزاة انذاك في كتاباته التاريخية فيقول :" تآمرت شعوب عديدة في بلادها و سرعان ما زالت بلاد و شردت الحرب أهلها وتكون حلفهم من : الدنانا و الشكلس و الثكر والبلست ، و وضعوا أياديهم علي كل الأرض ، ولم تستطع بلد أن تصمد أمام أسلحتهم ، ثم تقدموا نحو مصر ، لكن إنتبهوا . شبكة ضخمة أعددناها لهم لإصطيادهم ، وكان اللهب الحارق بانتظارهم ".

معركة الدلتا. نقش بارز من معبد جنائزي لرمسيس الثالث في مدينة هابو.

هذا المشهد الشهير من الحائط الشمالي لـمدينة هابو كثيراً ما يُستخدم كرسم توضيحي للحملة المصرية ضد شعوب البحر، فيما صار يُعرف بإسم معركة الدلتا.

وبينما لا تسمي الكتابة الهيروغليفية المصاحبة أعداء مصر، إذ تصفهم ببساطة بأنهم من "البلدان الشمالية"، فقد لاحظ الدارسون التشابه تصفيف الشعر والمعلقات الشخصية التي يرتديها المقاتلون مع تلك النقوش البارزة التي تسمي تلك الجماعات.

في العام 1180 قبل الميلاد تقريبا إلتقت الجيوش المصرية الباسلة في معركتين ملحميتين مع جحافل شعوب البحر عند دلتا النيل إلتقي الاسطول المصري مع اساطيل الغزاة في أقدم معركة بحرية يسجلها التاريخ.


فيما عرف بمعركة الدلتا حيث وقعت سفنهم في كماشة حربية محكمة و أبيدت وأسرت جحافلهم.


و في معركة أخري برية في منطقة (جاهي) بفلسطين حيث إلتقي الجيش المصري مع الغزاة وسحق قواتهم قرب بيت المقدس الحالي لتنهي مصر خطرهم و تنقذ الشرق وحضاراته من أعظم نكبة أصيب بها في تاريخه .

سجلات وثائقية أخرى

فترة العمارنة المبكرة

مسلة جبيل


معبد المسلة، جبيل

رسائل في اوگاريت

أطلال اوغاريت.

حكم رمسيس الثالث

تجددت هجمات شعوب البحر في عهد الفرعون رعمسيس الثالث (1198-1166 ق.م.)، حيث قاموا بعدة حملات على مصر، كان أولها في السنة الخامسة من حكمه، حين شنت شعوب البحر مع حلفائهم الليبيين هجوماً كبيراً على حدود الدلتا الغربية، وحاولوا الوصول إلى مدينة منف، فاستطاع رعمسيس صدهم، وهزمهم هزيمة منكرة.


شعوب البحر في حرب مع المصريين في معركة دجاحي.

وأعادوا الكرة في السنة الثامنة من حكمه، ولكنه استطاع سحقهم، وتمكن من استئصال شأفتهم وإبعاد خطرهم بشكل نهائي عن مصر وغربي آسيا، وقد سجل تفصيلات انتصاراته على جدران معبده في مدينة هابو الواقعة على البر الغربي للعاصمة طيبة.


كانت آخر حملاتهم على مصر في السنة الحادية عشرة من حكم رعمسيسس الثالث، حيث قامت قبائل المشواش Meshwesh القاطنة في الصحراء، غربي أراضي ليبيا، بهجوم من جهة الدلتا مع حلفائهم الليبيين، واستطاع الحلفاء الاستيلاء على المنطقة الواقعة إلى الغرب من الدلتا، ووصلوا إلى فرع النيل الغربي، إلا أن رعمسيس صدَّهم وانتصر عليهم مرة أخرى.

لا يوجد أرض ممكن أن تصمد أمام أسلحتهم

الناجون

فرضيات حول شعوب البحر

الفرضية الفلسطينية


الفخار الفلسطيني ثنائي الكروم ، المفترض أن يكون من أصل شعوب البحر.

إستقرت بعض قبائل شعوب البحر في نواحي البحر المتوسط، فقبائل البلست، التي جاءت من كريت، أو قبرص حسب الدلائل الأثرية الحديثة، إستقرت على ساحل فلسطين الجنوبي الممتد من دور إلى غزة، ثم إنضم البلست إلى الكنعانيين والعموريين سكان المنطقة الأصليين وإنصهروا فيهم وعبدوا إلههم (دجن)، ومع مرور الوقت أخذت المنطقة اسمهم وأصبحت تدعى فلسطين، وهم الذين أدخلوا معدن الحديد إلى المنطقة.


إتيوكليس وپولي‌ نايسيس في قتال في حرب السبعة ضد طيبة، وهو مثال للقتال بين الأخوة في الحضارة الموكنية. الرسم بريشة جوفاني باتيستا تييپولو.

الفرضية المنيوية

فرضية الهجرة اليونانية


تم وضع نتيجة التأريخ بالكربون المشع بترتيب طبقي على منحنى المعايرة.

المقياس الأفقي في السنوات التاريخية قبل الميلاد. المقياس الرأسي في سنوات الكربون المشع التقليدي BP.

فرضية طروادة

فرضية الحرب المسينية

فرضيات الشعوب الإيطالية


الاجتياحات والتحركات السكانية والدمار أثناء انهيار العصر البرونزي ، ح. 1200 ق.م.

أما الشردان فقد توجهوا إلى جزيرة سردينيا واستوطنوا فيها وأعطوها اسمهم، وكذلك الأمر بالنسبة لقبائل الشكلاش الذين استقروا في صقلية وسميت باسمهم، بينما ذهب الأتروسكيون Etruscans إلى شبه الجزيرة الإيطالية وأسسوا عدداً من دول المدن في القسم الشمالي الوسيط منها.


نموذج برونزي للنوراغي. القرن العاشر قبل الميلاد.

فرضية مجاعة الأناضول

فرضية الغازي

كان لغزوات شعوب البحر نتائج مهمة ومؤثرة على مناطق المشرق العربي القديم، ومن أهمها القضاء على إحدى أعظم امبراطوريات ذلك العصر، وهي الدولة الحثية، ودمار بعض المدن الفينيقية التي كان لها دور مؤثر في المنطقة، مثل كركميش وصيدا وصور، واوغاريت التي إختفت من خارطة التاريخ، بينما نهضت مدينتا صيدا وصور من جديد.


بلدة المرفأ جبالة تل تويني وحجم طبقة دمار أهل البحر.

الصورة عبارة عن منظر جوي للجزء الشرقي من حقل الحفر أ في جبالة - تل تويني.

تُظهر الصورة (ب) الطبقة المدمرة لأناس البحر بالرماد والأنقاض الحجرية من الجدران المتساقطة وشظايا السيراميك.

ويظهر من البقايا الأثرية أن بعض قبائل شعوب البحر قد إستقر في موقع إبن هانئ التابعة لأوغاريت على الساحل السوري.


جبالا ، مملكة أوغاريت: رؤوس سهام برونزية ومجموعات خزفية نموذجية لنهاية العصر البرونزي المتأخر وحروب شعوب البحر في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط.

تم إستخراج السيراميك ورؤوس الأسهم من مستوى التدمير 7 أ.

توفر قيمة المتوسط المرجح 14C والمعايرات إطارًا كرونولوجيًا قويًا لحوادث شعوب البحر.


تفاصيل الأعمار التي تمت معايرتها باستخدام الكربون المشع لمسح المنطقة أثريا.

لقد إستطاعت مصر صد الهجمات التي توجهت إلى أراضيها، لكنها خسرت أراضيها في سورية والساحل الفينيقي، وإضطرت إلى التراجع بعد التأكد من تأمين الأماكن وتفرغوا لتنمية شعوبهم فى وادي النيل.

مستنقع سربون


شعوب البحر ، من الألواح المسمارية إلى التأريخ الكربوني


معايرة توزيعات احتمالية عمر التقويم للعينات من المستويين 7D و 6E.

تتم الإشارة إلى مستويات الثقة 1σ (68٪) و 2σ (95٪) على التوالي بواسطة الخطوط العليا والسفلى تحت كل توزيع لفترة العصر البرونزى والعصر الحديدى.


جبالة - تل تويني: تفاصيل عن العصر البرونزي المتأخر الأوسط (3190 ± 40 14C yr BP) والعصر الحديدي (2845 ± 35 14C yr BP).

المصادر :

1- اريك كلاين : 1177عام انهيار الحضارة .

2- جاستن ماسبيرو : صراع الممالك .

3- براين فاجان : الصيف الطويل .

4- تريفور بريس : مملكة الحثيين .

5- أسد الأشقر، تاريخ سورية، ج1، ق1 3500 ـ 539 ق.م./ (1987).

6- جيمس هنري بريستد، تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي، ترجمة حسن كمال (مكتبة مدبولي القاهرة 1990).

7- محمد السيد غلاب، الساحل الفينيقي، ظهيره في الجغرافية والتاريخ (بيروت 9691).

R.D.Barnett,The Sea Peoples, the Cam­bridge Ancient History II part 2, (Cam­bridge University Press 1975).

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.