Pages

Saturday, October 12, 2013

بعد إطلاق سراحهما.. الكنديان المحتجزان بمصر يرويان الأوضاع «المروعة» للسجون


بدأ «كابوس» الكنديين طارق اللوباني وجون جريسون عندما سألا عن الطريق في إحدى نقاط التفتيش التابعة للشرطة أثناء عودتهما إلى الفندق بعد محاولتهما مساعدة المصابين في مظاهرات رمسيس في أغسطس الماضي.

أثارت لكنة اللوباني «الفلسطينية» الشكوك بداخل أحد ضباط الشرطة، حيث أكد اللوباني أنه أخطأ عندما قال إنه فلسطيني، لافتا إلى أنهما لم يتفهما بالكامل السياق الجغرافي والسياسي لوضعهما.

وحاول الكنديان التأكيد على أنهما غير مهتمين بمصر وأنهما في طريقهما إلى قطاع غزة وهو الأمر الذي زاد من غضب الضباط، حيث ذكر جريسون إنه "في اللحظة التي تقول فيها غزة يقولون حماس".

جاء ذلك، خلا أول حوارات اللوباني وجريسون الكنديان اللذان تم احتجازهما في سجن طرة عقب أحداث رمسيس، مع صحيفة «الجارديان» البريطانية نُشر أمس الجمعة، حول الأوضاع «المروعة» التي تعرضا لها منذ بداية إلقاء القبض عليهما وحتى إطلاق سراحهما.

وقال جريسون، إنه عقب وصوله إلى سجن طرة تعرض للضرب والركل حتى حُفرت إحدى الكدمات على ظهره، وكذلك صديقه اللوباني تعرض لذات المعاملة الوحشية.

وأضاف، "أنهما كانا يتخذان الوضع الجنيني لحماية أنفسهما من الضرب، وأنه ظل يشعر بالألم لحوالي أسبوع"، مشيرًا إلى مدى ضيق الزنزانة للدرجة التي جعلتهم ينامون ملتصقين ببعضهم البعض.

وعندما وصل الكنديان إلى سجن طرة، تعمد الحراس ترك عدد كبير من المساجين داخل الشاحنة المكتظة حتى يتألموا بفعل درجة الحرارة المرتفعة من شمس القاهرة الحارقة، وكان أحد المساجين على وشك الدخول في غيبوبة قبل أن تُفتح أبواب الشاحنة في نهاية المطاف.

وأشار اللوباني إلى إن المشهد خارج الشاحنة كان مخيفًا، حيث وقف صفان من رجال الشرطة المسلحين بالهراوات والعصا الكهربائية وضربوا الناس، وعقب ذلك بقليل تعرضا للإهانات التي أخلفت كدمة في ظهر جريسون.

كانت الظروف في الزنزانة «مروعة»، فكان ينام الـ 38 مسجون على الخرسانة وبينهم صنبور واحد فقط، وبحسب قول اللوباني كانت الرعاية الطبية «يرثى لها»، فقد وصل أحد المساجين وإحدى قدميه مصابة بكسر لم يتم علاجه لمدة ثلاثة أسابيع حتى تدهورت الحالة وتم بتر القدم.

واهتم الكنديان في حديثهما بالتأكيد على محنة زملائهم المعتقلين الذي تم اعتقالهم بدون تهم حتى الآن، وانهارت حياة الكثير داخل السجن، فقال جريسون: إن أحد المسجونين تم إلقاء القبض عليه يوم زفافه، والآخر لم يحضر مولد طفله، وخسر الكثير وظائفهم والبعض خسر منزله.

بداخل سجن طرة، أنشأ الكنديان روابط جيدة مع أغلب زملائهم، فقاما بتعليم اللغة الإنجليزية للراغبين ورسم جريسون صورًا لمن طلب ذلك بينما كان اللوباني طبيب الزنزانة.

وذكر الكنديان، أنه تم توجيه المعاملة الظالمة للجميع سواء كان بريئًا أو مذنبًا «إنهم لا يستحقون الضرب والظروف المروعة وانعدام الرعاية الطبية، ندائنا الأكبر هو : "قوموا بتوجيه التهم إليهم أو أطلقوا سراحهم".

وأوردت الصحيفة، أنه تم إطلاق سراح الكدنيين يوم الأحد الماضي عقب أن جاء والد اللوباني إلى مصر للعمل على حملة لإطلاق سراحهما، ومن خلال الجهود الدبلوماسية والضغط التقى «محمود اللوباني» بمسئولين بارزين حتى وجد نفسه يتحدث عبر الهاتف مع مجلس الوزراء المصري بأكمله.

وبعد المكالمة، تحسنت معاملة الكنديين وعقب أيام قليلة وفي مساء يوم الأحد، تم إطلاق سراحهما، قال اللوباني ضاحكًا "منذ أن كنت صغيرًا كان أبي يأتي لإخراجي إن كنت في ورطة، وهذا ما فعله هذه المرة أيضًا".

وعلقت صحيفة «الجارديان»، على شهادة الكنديين بقولها إن هذه الشهادة تكشف الأوضاع السيئة داخل السجون المصرية.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.