بالفيديو .. قصه الشهيد ياسر الذى قتل بذنب..أنه بارا بوالدته!!!
كتبت :- زيزى ابراهيم
تصوير :- محمد ملاك
إستمرارا لحملة "قصة شهيد" نتعرف كل يوم عن قصة شهيد جديد من شهداء بورسعيد الباسلة واليوم قصة الشهيد ياسر السيد الذى كان يبلغ من العمر 41 عام ، كان ياسر أبا لأربعه أطفال بنتان توأمان لم يتعدى عمرهم العشر سنوات وابنه فى الصف الأول الاعدادى وابن فى الصف الأول الثانوى . استشهد ياسر يوم 26/1/2013 بسبب طلق نارى اخترق رأسه من الخلف لتخرج من الامام. والذنب الذى اقترفه أنه كان بارا بوالدته !! . توجهنا إلى منزل والدة الشهيد ياسر السيد والتى عندما سألناها عن ابنها قالت :"أنا أم لثلاث شباب ، كان ياسر ابنى الكبير ، وكان محترم جدا ويحترم الصغير قبل الكبير ومحبوبا بين الجميع". منذ الصغر وهو بارا بى ويعاملنى معاملة حسنه حتى بعد أن تزوج منذ 17 عام لم يأتى يوماً ولم يزورنى فيه ، كان ياسر كل يوم يذهب من بيته إلى عمله ثم يعود إلى بيته يأكل وينام ثم يستيقظ ويأتى لزيارتى الساعه الثامنة ليلا بالضبط ليطمئن على ، لم ينسانى يوما ، أو يغفل عنى ، يطمئن على زوجته وأولاده ثم يأتى لكى يرانى ويسأل عن أحوالى . ثم بكت والدته بحرارة وهى تردد وتنظر إلى صورته : ابنى حبيبى لن تأتى اليوم لى الساعه الثامنة كما عودتنى صح ؟؟ . ثم أكملت حديثها :"جاء اليوم الذى لن أنساه يوم 26/1 ، انتهى ابنى من عمله مثل كل يوم ثم عاد إلى بيته ، تناول وجبة الغذاء مع أبنائه الذين يحبهم وبالأخص الطفلتنان التوأمان ، ثم أخلد إلى النوم واستقيظ حوالى الساعه السابعه مساءا ، ارتدى ملابسه ليأتى ليطمئن عليا ، فقالت له زوجته : "إنى أخاف عليك ...لاتذهب اليوم لوالدتك ..إطمئن عليها تليفونيا" .
أخذت زوجته تلح عليه كأن قلبها يشعر ، ولكنه أصر أن ينزل ليرى أمه للمرة الأخيرة ، وقال لها : "لا تقلقى الساعه الثامنة مساءً .. واطلاق النار توقف با حبيبتى ..لا تقلقى " لم تعلم الزوجه أن هذه المرة هى أخر مرة سيقبل فيها زوجها أطفاله وأنه لن يراهم مرة أخرى . إستدركت الأم حديثها قائله:"جاء ياسر كما اعتاد فى الثامنه بالضبط ، جلس وضحك وغنى ولعب مع أولاد اخيه الأصغر وشرب القهوة معنا واطمئن علي ، ثم نزل ليذهب إلى بيته" . وسكتت الأم مرة أخرى ونظرت إلى الصورة وهى تبكى قائله : "نزل ابنى ليستقل الميكروباص من شارع مديرية الزراعة وأسوان تحت بيتى أمام كفالة اليتيم وكان واقف مع زملائه الذين قابلهم بالصدفة هناك" . وبكت الأم هنا بحرقه وقالت: "ولكن القناصه من فوق قسم الشرق لم ترحمه ، ضربته بالرصاص ليسقط من بين زملائه لتدخل الرصاصة من الخلف وتخرج من رأسه من الأمام ، وعندما علمت الأمر ظللت أصرخ وأبكى" .. "يـــــــــــــــــــــــاسر حبيبى ياعمرى يا قلبــــــــــــى" .
وأكملت الأم الحزينة حديثها قائله "سافر ابنى إلى مستشفى الجامعة بالاسماعليه...ذهبت فى اليوم الثانى صباحا لكى أراه كان مبتسما ولكنه ظل صامتا لا يتفوه بحرف وكل جسمه كان مغطى بالاسلاك ووصانا على أولاده، وبعد أربعة أيام استشهد ياسر" . (ابنى كان مبتسم لأخر لحظه .. قالت والدته هذه الجمله وهى تنظر إلى ساعة الحائط وتقول كل يوم أنظر إلى الساعه الثامنة عندما تدق وأنظر إلى الباب لأرى ياسر يدخل على ليطمئن على والدته المسنه .. وبكت الأم بحرقة وهى تحضن صورته). وبتوجيه السؤال لزوجة الشهيد السيدة سها نصر حسن قالت: "زوجى كان محترم يحترمنى ويحترم أولاده ويحترم أمه ، رجل لن يتعوض كان يعشقنا ويحبنا ، لم يكن له أى ميول سياسي أو كروي ، عندما كان يشاهد التليفزيون كان يقول مستنكرا : "لماذا يحدث هذا بين مصرى وأخيه المصرى .. أين نحن؟؟؟ لماذا كل هذا العنف ؟؟ . وأضافت السيدة سها :"زوجى كان معتاد على الذهاب لوالدته كل يوم ليطمئن عليها ، وفى هذا اليوم حذرته من الذهاب ، ولكن شاء الله أن يستشهد زوجى بيد الغدر وبيد القناصة الظالمه التى كانت فوق قسم الشرق" . زوجى لم يتوفى بالقرب من السجن أو من أمام القسم ولكن زوجى إستشهد وهو بيركب ميكروباص ! .
بكت ثم أكملت حديثها :الرصاصه التى تلقاها زوجى أصيبت النخاع الشوكى لديه ، وأدت إلى تدمير القصبه الهوائية تماما ، مما جعل زوجى يفقد القدرة على الكلام خلال الاربعه ايام قبل وفاته وكان فقط يحرك يديه لتوصيتنا على أولادنا وطلبه بأن يعود لبورسعيد. قالت الزوجه فى نهايه حديثها معنا: أنهم لم ولن يقبلوا أى أموال من الرئيس "مرسى" الذى لم يعترف بمن سقطوا فى بورسعيد كشهداء ، وقد كذبت ما نشرته جريدة االجمهورية بإرسال أربعون ألف جنيها من الرئاسة لمحافظ بورسعيد لكى يسلمهم لأهالى الشهداء . وقالت : أنهم لم ولن يوافقوا على أى أموال منه ومن مؤسسة الرئاسة ، وهم لا يطالبون بغير القصاص العادل ، وأكدت على أن أهالى شهداء بورسعيد قد رفضوا مقابلة مرسى وسيظلون على موقفهم مهما كلفهم الأمر. وأنهم لم يقبلوا أموال غير من الأستاذ كامل أبو على رئيس النادى المصرى من أجل أولاد الشهيد وذلك لأنه منهم ويشعر بأوجاعهم . ثم بكت زوجته ولم تكمل حديثها .. وقالت أن كل يوم يستيقظ توأمها يقولون لها سعداء : "ماما .. بابا جالنا باليل وطلب مننا أن ينام بجانبنا ويحضنا حتى الصباح وطلب مننا أن نترك له مكانا بجانبنا على السرير" . إنتهى الحديث مع عائلة الشهيد ياسر .. إنتهت ووالدة الشهيد تنظر إلى ساعة الحائط وتقول "الساعة هتيجى 8 باليل وهستنى ياسر يجيلى ..أنا بحس بيه..وهو حاسس بيا وبيجيلى يطمئن عليا كما أٌعتاد.
الفيديو
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.