بعد أكثر من 18 يومًا على مذبحة قسم كرداسة، والتي راح ضحيتها 11 ضابطًا من قسم شرطة كرداسة، تبرأ عدد من أهالي القرية من المذبحة معلنين رغبتهم في عودة قوات الأمن من جديد إلى "القرية"، رافضين ما أسموه بحصار البلطجية للقرية واستهداف قوات الأمن للأهالي أثناء الخروج منها.
ونفى محمد مصطفى، صاحب "كشك" مواجهة للقسم، مشاركة أهالي كرداسة في مذبحة قسم الشرطة، مشيرًا إلى أن الداخلية قتلت 5 من شباب القرية خلال المواجهات يوم 28 يناير 2011، ورغم ذلك استمر قسم الشرطة، دون أن يقتص الأهالي لقتلاهم، مطالبًا بالقصاص من المشاركين في المذبحة، سواء كان من "كرداسة" أو خارجها.
وأكد محمد مصطفى، أن المسلحين الذين هاجموا القسم من خارج البلد، لافتًا إلى أن مأمور القسم ونائبه لديهما ترابط وحب وبين أهل القرية، وشاركوا في العديد من جلسات الصلح بين عائلات القرية، ولكن هناك من كان يريد الثأر لفض الاعتصام، فجاء إلى قسم كرداسة للانتقام، ويتهم فيها أهل كرداسة، وتبتعد الحكومة عن قريتهم.
واشتكى محمد مصطفى من ضيق الرزق، بعد رغد العيش الذي كانت تتمتع به القرية التي تشتهر بصناعة الملابس الفرعونية، وبيعها للسياح، مطالبًا بعودة قسم الشرطة لتأمين المحال التجارية وعودة الحياة لطبيعتها بالقرية.
ورفض محمد مصطفى وصف "كرداسة" بقرية الإرهاب، وإن القرى المجاورة هي السبب فيما آلت إليه القرية من خراب، بعد المذبحة، مؤكدًا أن أهالي كرداسة شاركوا في تهريب العساكر وبعض الضباط من القسم أثناء مهاجمته.
وأشار صاحب الكشك الصغير المواجه للقسم، إلى سقوط عدد من أهالي القرية خلال الاشتباكات على أيدي المسلحين الذين هاجموا القسم من الأغراب عن القرية، مؤكدًا أن الأهالي ساعدت في هروب الأقباط وعدد كبير من ضباط الشرطة من أيدي المسلحين.
وأوضح شريف عوض، صاحب أحد البازرات المجاورة لقسم الشرطة بالشارع السياحي، والتي تأثرت بالمذبحة، حيث هجر السياح القرية والشارع السياحي، أن مركز كرداسة يضم عددًا من القرى المجاورة له، وليس قرية كرداسة فقط، وهو ما استغله المهاجمون، حيث لا يوجد بالقرى المجاورة قسم شرطة أو مركز لقوات الأمن أكبر منه للانتقام من الداخلية بعد فض الاعتصام.
وأكد عوض، أن الأهالي جمعوا ما سرق من داخل القسم، والذي يحرص الأهالي على حمايته الآن رغم تفحمه، مشيرًا إلى كل ما جمع من السارقين للقسم سجل باللجنة الشعبية الخاصة بالقرية، لحين عودة الشرطة لتسليمه.
ولفت إلى طرد عدد من أهالي القرية من أشغاله لمجرد انتمائهم لكرداسة بعدما طال سمعة القرية، واتهام أهلها بالإرهاب والعنف، مؤكدًا أن من اقتحموا المركز هددوا الأهالي بالقتل إذا لم يتركوهم في مواجهة الأمن دون تدخل.
وأكد سعيد عبدالمحسن السيد، محاسب بإحدى الشركات، أن المهاجمين هددوا الأهالي بالقتل، مشيرًا إلى أن القرية غير مسلحة كما يخيل للبعض من خارجها، وطالب أجهزة الأمن بالعودة من جديد للقرية والعمل بها، للحفاظ على الأمن وعودة السياحة مرة أخرى.
وكشف أن هناك ثأرًا بين المهاجمين وقوات الأمن، وليس للأهالي علاقة ودخل فيما حدث، ولفت إلى وقوع عدد من أهالي كرادسة في المواجهات بسبب إطلاق الغرباء النيران على القسم.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.