Pages

Tuesday, January 21, 2020

her father breastfeeder paint لوحة مرضعة أبيها


اللوحة التي هزت العالم وروما خصوصا.

Woman breastfeeding her father who was sent to prison

اثارت لوحة لاحد الفنانين الاجانب جدلا وضجة ونقاشا متباينا في الافكار والطروحات، ولكن الملفت للانتباه ان العديد من تلك الاراء والتعليقات جاءت ساخرة من اللوحة وموضوعها ومن ثم سحب الموضوع الى اتجاهات اخرى.

جاءت بعض ردود الفعل على اللوحة وهي تحمل ما بين تهكم منها وسخرية من الفن وبين اشمئزاز دون ان يمنح صاحب الرأي نفسه فرصة قراءة حكايتها، وهناك من اعادة التذكير بما يحدث في الواقع العربي من فتاوي مثل (ارضاع الكبير)، الناس تبحث عن الظاهر دائماً وتشدهم الفضائح التي تشبه ما في أذهانهم، لا حياء في الفن ان الفن عابر لكل تصورات السذج ونفوسهم المريضة ومن يعانون كبتا جنسيا قاتلا.

و هذه اللوحة هي للرسام ماكس ساوكو الذي رسمها حديثاً حول الفتاة التي ترضع أباها ( سيمون وبيرو ) الموجودة في متحف رايكس ميوزيام في أمستردام التي رسمها روبنز سنة 1630، و هناك لوحة أخرى رسمها روبنز حول نفس الموضوع سنة 1612 موجودة في متحف الهارميتاج، روسيا ) و أمام هذا العمل الفني، يهتاج الناس في الغالب قبل معرفة خلفية الموضوع أو الإحاطة بتفاصيله الكاملة.

في هذه اللوحة التي تظهر فيها فتاة في ريعان الشباب وهي ترضع من صدرها رجلا كبير السن، نرى بشكل واضح موضوعا غريبا،ويبدو غير لائق أيضاً، ولكن عندما نبحث عن بعض المعلومات التي تتعلق بهاتين الشخصيتين، ونعرف أن هذه الفتاة الجميلة كانت ترضع أباها، نصاب بالذهول أكثر.

لكن حين نتعمق بكل تفاصيل القصة، نعرف الحقيقة الكاملة والمدهشة لما حدث، ونفهم لماذا قام برسم هذا الحكاية أو الحدث عشرات الرسامين من مختلف العصور، الفتاة هي (بيرو) والاب هو (سيمون)، وهناك لوحة جديدة تحمل الموضوع ذاته للرسام الروسي الموهوب ماكس ساوكو ( ولد 1969 في مدينة أركوتسك )، ضمن لوحاته الجديدة لعام ( 2013 ) معيداً أمجاد روبنز وكارافاجيو وباقي الرسامين العباقرة

قصة اللوحة: بحثنا عن قصة اللوحة التي تحمل عنوان (مرضعة والدها) ووجدنا المعلومات الاتية عنها:

في لوحة صادمة اسمها: مرضعة والدها، تبدو البنت وقد أخرجت ثديها الكبير من فتحة صدر فستانها، ووضعته في فم أبيها. الأب يبدو عجوزًا، بلحية وقورة، لكنّه قويّ كحصان، بعضلات مفتولة، ورأس حليقة، ولباس قديم، يشبه لباس سكّان روما القديمة في التّماثيل .
 

في وقتها سجن رجل كبير في السن وحكم عليه بالموت جوعا وكان غير مسموح لاحد بزيارته غير ابنته . كان مسموح لابنته بزيارته كل يوم وكان يتم تفتيشها بشكل دقيق حتى لا تستطيع ادخال الطعام لابيها.

وكانت تشاهد والدها وحياته تتلاشى بسبب الجوع ويذوب امام عينيها رويدا رويدا...

حتى اقدمت على فعل هز العالم ..اقدمت على شيء لا يمكن لاحد ان يفعله .. لقد قامت بارضاع والدها من حليب اثدائها ..

المفترض في القصّة هو أنّ الأب سجين محكوم عليه بالإعدام، بالموت جوعًا؛ بأن يبقى هناك ملقى بالبرد دون طعام أو شراب، حتّى الموت.

هذا هو حكم الآلهة العادل فيه.

الحرّاس كانوا أقلّ قسوة من الآلهة، لم يمنعوا ابنته من زيارته ساعة في النّهار، فقط كانوا يفتّشونها جيِّدًا، قبل أن يتركوها تدخل الزّنزانة، مستغلّين الفرصة أثناء تفتيشها ليلمّسوا نهديها الكبيرين كالعميان.

وكانت تظلّ صامتة ومبتسمة رغم ذلك ابتسامة متجمّدة كي يتركوها تمرّ.

حين يغلقون باب الزّنزانة عليهما، وينسحبوا جنب الحائط كي يثرثروا، تخرج نهدها الأبيض الكبير، وتضع حلمته الحمراء في فم الأب كأنّها أمّه.

لكنّه كان يرضع أكثر ممّا يمكن أن يرضعه طفل، ويحسّ أحاسيس غامضة أثناء الرّضاعة، يقمع بعضها بسرعة؛ كأن يرى المرء في خياله صورة شيطان أثناء الصّلاة الخاشعة.

مرّت شهور وشهور، والآلهة تنتظر أن يموت العجوز جوعًا، والحرّاس ينتظرون أن يجدوه في الصّباح جثّة هامدة، يحملونها على خشبة، ويلقونها في حفرة في ساحة السّجن دون تابوت، ودون صلوات.

لكنّ العجوز لم يمت بعد شهر، ولا بعد شهرين، لم يمت أبدًا! بل ظلّ قويًّا كحصان، وعضلاته ظلّت مفتولة كدافعيّ العربات.

إنتشر في السّجن عدد لا بأس به من الإشاعات الجيّدة؛ أنّ العجوز قدّيس حقيقيّ، وأنّ الملائكة تأتيه بطعام من السّماوات كلّ ليلة، وأنّ الآلهة ندمت، فسامحته، ومنحته شرف المعجزات، وأنّ من يؤذيه أكثر فالشّياطين ستفسد عليه حياته وحياة أولاده.

وهكذا كانت تمضي الايام ...ولم يراها أحد من حراس السجن وهي تقوم بارضاع والدها...ومما سبب صدمة للحراس ولمنفذين الحكم أنه مازال حيا رغم الجوع والعطش والبرد..

وخوفا من أن يكون نبيا أو قديسه ويدمر حياتهم قال أحد الحراس أنه يحيا لأن إبنته ملاكا وهو قديسا فخافهم الجميع ونظرا لحب الإبنة وتفانيها بحب والدها وتكريما لحبها واخلاصها لوالدها الذي تخطى كل الحدود والاعراف ...فأطلقوا سراحه ..

جاء الحرّاس بخشوع، فتحوا زنزانته فأحدث بابها صريرًا عميقًا، ركعوا قرب قدميه، وطلبوا منه المغفرة بمهانة. لم يفهم ما بهم! رجوه بخنوع وذلّ أن يغادر الزّنزانة والسّجن، فهو حرّ طليق، وذلك بأمر الآلهة كلّها. في كوخه، كانت البنت ترضع طفلها على ضوء اللّمبة، كان هو حزينًا مغمومًا طيلة المساءات، رغم نجاته، يراقبها بصمت. حليبها الّذي سرى في عروقه وفي روحه حوّله من أب إلى طفل، نصف نائم، ونصف مستيقظ. أراد أن يبكي، أن يقول لها: يا أمّي، يا أمّي.

ومما خطر ببالي وانا اقرأ القصه انه مازال هناك الكثير من الناس يحزنون عندما يرزقهم الله ب انثى تبا لكم من مجتمع جاهل.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.