Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: ذكرى استشهاد اسطورة العمل الفدائي - استشهاد وديع حداد

Thursday, March 29, 2012

ذكرى استشهاد اسطورة العمل الفدائي - استشهاد وديع حداد

ذكرى استشهاد اسطورة العمل الفدائي 
28-3-1978
استشهاد وديع حداد

لن أدع هذا العالم يستريح ما دام شعبي يتألم ( وديع حداد )

أن تخطف طائرة .. مرة .. لا شك بأنك ستلفت أنظار العالم لقضيتك .. وأن تعيد الكرة .. مرة ثانية وثالثة ورابعة .. سيقف العالم ليتساءل .. من هم أولئك الرجال والنساء .. ولماذا يقومون بهذه الأفعال .. لكن أن تخطف أربع طائرات في الوقت نفسه وتستحدث مطاراً في وسط الصحراء لاستقبالهم .. وتقوم بحمايتهم ولفترة طويلة .. وتفاوض لإطلاق سراح المعتقلين في إسرائيل والخارج .. فذلك جعل العالم يقف على رؤوس أصابعه .. مشدوهاً .. لما يحصل .. فلقد استطاع وديع عبر هذه العملية وغيرها أن يغير صورة الفلسطيني .. والعربي .. من صورة اللاجئ المجرد المنكسر .. إلى صورة الإنسان المقاتل الذي يستطيع بتصميمه وإرادته .. أن يصل إلى أهدافه المقررة وتحقيقها .. فلقد كان وديع في تلك العملية متواجداً على أرض مطار الثورة .. لم يكن مكشوفاً على الرهائن وجيوش الصحافيين .. لكنه كان هناك خلف الستار .. يدير ويخطط ويدرس ويوجه سير العملية .. ويضع خطط المفاوضات والإعلام .. وغيرها من الأمور .. كله ضمن خطط مجهزة لتحقيق أهدافها .. ولدى انسحاب الفدائيين مع آخر الرهائن .. وفي ثلاثة باصات متوجهة إلى مدينة عمان .. قامت وحدات من الجيش الأردني بمحاصرتها .. وكان وديع داخل أحد الباصات الثلاث .. فطلب من الفدائيين توجيه بنادقهم إلى الرهائن .. وأصر على عدم الاستسلام.. إلى أن تراجع الجيش الأردني .. وهنا طلب من المسئولين عن الباصين الأول والثاني التوجه إلى عمان لتسليم الرهائن الذين لديهم .. بينما أعطى أوامره للباص الثالث بالمراوغة والانفصال عن بقية المسيرة .. للوصول إلى أحد مخيمات عمان .. وكان هو على ذلك الباص الذي يحتوي على الأسرى الإسرائيليين والذي أكمل بواستطهم مسيرة المفاوضات لإطلاق سراح الفدائيين المطلوبين.....
الرجل الذي هز العالم
الفدائي الاسطورة
معلم الثوار
رمز الأحرار
القائد الخالد .. وديع حداد
الذي أطلق شعاره الشهير ( خلف العدو في كل مكان )...

وديع حداد المناضل والمقاوم الذي هز العالم في ذكراه المقاومة مستمرة حتى النصر

وديع حداد

او

ابو هاني

في ذكراه نتعرف عليه نتعرف على رجل عمل بصمت وقاتل وناضل من اجل القضية لتبقى روح الثورة ترفرف مع روحه الطاهرة لتعلنه ثورة من جديد على الصهاينة واذنابهم الجدد عملاء امريكا في الدول العربية .

من هو وديع حداد
او الدكتور وديع حداد
رفيق حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش
نتعرف عليه .

الرجل الذي هز العالم

المناضل الأممي ..

والقومي الكبير

القائد الوطني الأسطورة

الشهيد الدكتور وديع حداد

عضو المكتب السياسي

للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

نبدة عن حياته
ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927 ، وكان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا ، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في هذه المدينة ، وأثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز الشهيد وديع بذكائه المتقد ونشاطيته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات ، كما أنه كان شابا رياضياً يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخري.

ونتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 48 ، اضطر الشهيد وديع للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلي مدينة بيروت حيث استقر بهم المآل هناك ، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.


لقد ولّدت النكبة داخل الشهيد وديع شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه شعبه وقضيته التي إزدادت مأساوية علي ضوء النكبة ، الأمر الذي عكس نفسه علي اهتماماته وتوجهاته المستقبلية ، ودفعت به باتجاه الإنخراط الفعلي في الفعل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني ، وقد تجلّت بواكير هذه التوجهات خلال انخراطه وهو ما يزال علي مقاعد الدراسة في اغاثة أبناء شعبه المشردين جراء النكبة ، ولاحقاً عبر انخراطه في جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها ، وتولي الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.

وما أن أعلن عن تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل" والتي تم تشكيلها من قبل "الشباب العربي القومي" تصدّر الشهيد وديع الأنشطة السياسية التي كانت تقوم بها هذه الهيئة كعضو قيادي فيها ، وكانت هذه الهيئة تقوم بأنشطة عديدة لمناهضة الصلح تمثلت بالمظاهرات والمنشورات ، الى جانب دورية "الثأر" ، ويمكن القول أن الشهيد وديع بدأ عمله السياسي كمحترف وقائد سياسي وجماهيري بعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الي هناك ، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلي جانب عيادتيهما ، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي ، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.

وفي سبيل تعميق وتجذير التوجه الذي اختطّاه في العيادة الطبية ، قاما بإنشاء صفوف تدريس لمحو الأمية لكبار السن ، كما استطاعا وعبر رفاق اردنيين أعضاء في الحركة النفاذ إلي نادي "المنتدي العربي" واعتباره أحد المنابر التي إنطلق نشاط الحركة من خلاله.

وقد تتوجت تلك التوجهات ببلورة نواة كحركة القوميين العرب في الأردن ، استطاعت وبزمن قياسي أن تساهم بشكل أساسي في المواجهات التي خاضتها الحركة الوطنية الأردنية في مواجهة "تمبلر" ومشروع حلف بغداد واسقاط حكومة هزاع المجالى وتالياً تدريب قيادة الجيش رحيل كلوب باشا ، وقد مثلت هذه التوجهات بداية نهوض وطني عام في الأردن.

وعلي ضوء هذه المعارك والمواجهات والدور الملموس الذي لعبته الحركة خلالها ، أصبحت تحظي بدور وسمعة جماهيرية عالية وكبيرة ، وبرز الشهيد وديع بوصفه الدينامو المحرك والموجه لفعلها الميداني المتنامي.

لكن النظام الأردني لم يسلم بالهزيمة التي لحقت به ، وقام بهجوم معاكس تمثل بانقلابه الأسود في نيسان عام 1957 ضد حكومة النابلسي الوطنية ، واتبعها بحملة اعتقالات واسعة طالت رموز وقيادات الحركة الوطنية ونشطائها ، وكان من ضمن الذين ألقي القبض عليهم الدكتور وديع الذي أودع في المعتقل الصحراوي المعروف "بسجن الجفر".

ومكث الدكتور وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي ، وبعد جهود مكثفة افرجت السلطات الاردنية عنه ، وخلال وجوده في المعتقل مثل الدكتور وديع نموذجاً وقدوة لكافة القوي ، ولم ينس رسالته الانسانية والجماهيرية ، حيث قام وخلال سجنه باغاثة وعلاج أبناء العشائر البدوية المقيمين في المنطقة بشكل طوعي ومجاني.

التحق الدكتور وديع فوراً بمقر الحركة في دمشق بعد تحرره ، وهناك وعلي ضوء العلاقة الجيدة بين الحركة وقيادة الجمهورية العربية المتحدة وعبد الناصر ، ونظراً لاندماجه في المواضيع العملية ، انخرط في دورة عسكرية في دمشق وكان المسؤول الأول عن هذه الدورة ، ولاحقاً أسندت له الحركة مسؤولية العمل الفلسطيني والذي كان حتي ذلك الوقت ممثلاً برأس قيادي في إطار الحركة ولم يكن فرعاً متكاملاً.

وعلي ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا ، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني ، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت ، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلي المستوي الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.

وجاءت هزيمة حزيران 1967 لتزيد اندفاعته وحماسه في ممارسة الكفاح المسلح ، خصوصاً وبعدما تأكد عجز الأنظمة العربية وقصور برامجها ، وكان الشهيد وديع مشدوداً لانشاء جبهة فلسطينية كاملة تضم كل القوى المسلحة على الساحة الفلسطينية علي شاكلة الجبهة التي تشكلت في الجزائر ، ولاخراج هذه الفكرة إلي حيز الوجود الفعلي ، قام الشهيد وديع مندوباً عن الحركة بفتح حوار مع كل من حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية ، و "طلائع حرب التحرير الشعبية" (الصاعقة) وفشلت المحاولة بسبب موقف قيادة فتح من مسألة الجبهة الوطنية.

وفي ظل الأجواء الملبدة بغيوم الهزيمة العربية الرسمية في حزيران 67 ، وفي ظل الشعور المتزايد لدي قيادة حركة القوميين العرب أن النضال القومي قد غيّب الخاص الفلسطيني ، فقد اتجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينية تكون مهمتها النضال من أجل تحرير فلسطين ، عبر تبنيها لأشكال نضال ووسائل كفاحية تتخطي وتتجاوز الأشكال والأساليب التى اتبعتها الأنظمة العربية الرسمية ، والتي ثبت عجزها علي مواجهة التوسع الصهيوني واسترداد فلسطين ، وتم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من الشخصيات والرموز الوطنية القومية الناصرية.

ومنذ التأسيس تولي الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي ، وأثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قيادية وعملية جديرة بالاحترام والتقدير ، حيث جسد شعار "وراء العدو في كل مكان" بطريقة فاعلة.

ومهما تكن وجهات النظر التي طرحت سابقاً وربما تطرح الآن بخصوص هذا الشكل الكفاحي ، فإن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة ، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع كانت في حينه ضرورة من ضرورات اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بقضية هذا الشعب ومعاناته جراء الغزوة الصهيونية الغاشمة التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.

لسنوات مضت قبل استشهاد وديع عاشت قيادة الجبهة مع الشهيد خلافاً تنظيمياً تلمس رفاق الشهيد د. وديع حداد الدور الكفاحي الذي لعبه علي المستويين الوطني والقومي ، وأعاد المؤتمر الوطني الخامس الإعتبار التنظيمي له ، باعتباره رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً قدم كل شئ في سبيل فلسطين التي حلم وعمل دائماً من أجل الوصول إليها بأقرب الآجال وبأقصر الطرق.

الرجل الذي هز العالم

صـورة تجتاحــها الجبهـــة الشعبيــة فــي وهــج التحــدي.. تـرتقـي فيــها البطــولات إئتــلافــاً والـرفــاق تورث الرفــاق صحــواً .. يـــا لهــذا الوديـــع كيــف إنســان فـي حزبنا بطـلاً ضــج بالرفـــاق ارتشـافــاً .. أغـــرق الكــون بجبهـــة لا تغيب. هكذا كان حداد يؤسس .. يحفر بعيداً في الأعماق بإصرار ودأب .. كان يؤسس لنموذج آخر يأتي مع الزمن البطيء .. كان يسقي الفولاذ بنا الصدق والانتماء والوفاء والتضحية والشجاعة الخاصة. كان الرحيل كبيراً .. وكانت الأسطورة أكبر .. أسطورة العشق الأزلي لأبناء فلسطين الذين يتعربشون أسوار المجد كفراشات ملونة .. يشرعون صدرهم للرصاص والقذائف .. يختلطون بالتراب .. ليس لأنهم يكرهون الفرح ونبض الحياة .. بل لأنهم يدركون محاكمة الأم الرحيمة والحنونة القاسية التي لا تسمح بإهانة تراثها المقاوم .. ولا ترخى ظفائر ليلها أو شلالات شعاعها على ظلم أو رضوخ. لكل هذا كان وديع قائداً فرياً .. وإنساناً ثورياً فريداً .. لكل هذا بكته فلسطين .. دمشق .. بيروت .. عمان .. الجزائر .. المغرب .. بغداد .. تونس .. القاهرة .. لكل هذا استطاع أن يتخطى الحدود بموته الكبير دون إذن أو موافقة بوليسية .. في ذلك اليوم وفي المستشفى البعيد بكت زوجته .. وحفنة الخُلص الذين شهدوا الإغماضة الأخيرة .. وفي أماكن كثيرة بكى كثيرون .. رفاقه في المجال الخارجي .. خسروا قائداً كان "مدرسة نكران الذات" .. وحزن رفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .. وتذكره رفاقة في "حركة القوميين العرب" .. حزن عليه شباب المخيمات .. وبكى ثوار من أصقاع كثيرة وفدوا إليه .. تعلموا وتدربوا .. وتركوا في العواصم دوياً بوسع دائرة المعركة .. صاروا يتامى .. كارلوس الذي اسمه "سالم" يقيم في السجن و"مريم" اليابانية في السجن أيضا .. تبدد الشمل وتغير العالم .. فلم يكن وارداً أن يرتاح ابن صفد في تراب صفد .. فلا هو ينام تحت علم الاحتلال .. ولا الأخير يطمئن إلى ساكن القبر .. كان يبحث عن وطنه .. والآن يبحثون له عن أشبار في الغربة. رفيقنا "الخال" أبو هاني .. أصبحنا أيتاماً الآن .. النسر الجارح غاب .. والفضاء تملؤه الغربان .. والهواء غبار ساخن يشقق الروح .. الحلق يغوص به الرمل .. كل حبة تلد صحراء. رفيقنا الوديع .. رفيق حبش وجيفارا وغسان .. نحن مأسورون بالحب القاتم .. الدمع معدن تلوكه جفوننا .. والقمر من بعدك التحق بركب المتآمرين .. لم تعد هناك أصوات عذرية في قبيلتنا والشبق يهوي على الجميع .. فلا جسر الآن بين منافينا وأرضنا القديمة .. مسك روحك يعطر تراباً غريباً .. واللوز الحزين في صفد مجهول الهوية .. منذ أن رحلت .. والأرض تحمل رائحة الغريب.

بعد العمليات الأولى لـ«المجال الخارجي» في الجبهة الشعبية، الذي كان يقوده وديع حداد، توافدت مجموعات ثورية من بلدان مختلفة الى الشرق الاوسط تطرق باب حداد، وبعد المرور بالتنظيم الطالبي لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» والإعلام فيها، كان حداد يستقبل من يتوسم الجدية في عملهم.

تبدأ العلاقة ببلورة الأرضية السياسية وحين تتأكد صلابتها يبدأ التعاون وفق برنامج محدد. تبادل معلومات وتوفير وثائق وأسلحة وتسهيلات وتدريبات وأحيانا مشاركة مباشرة في العمليات.
تحوّل حداد رمزا وملاذا. وتحوّل «المجال الخارجي» معهدا للثوار تخرج فيه من هزوا العالم بعنف: «سالم» الفنزويلي الذي لم يكن غير كارلوس، و«مريم» اليابانية التي لم تكن غير نوريكو شيغينوبو زعيمة «الجيش الأحمر»، و«مجاهد» الأرمني الذي لم يكن غير آغوب أغوبيان زعيم «الجيش السري الأرمني لتحرير أرمينيا».
«سالم» يقيم اليوم في سجنه الفرنسي. «مريم» سجينة في بلادها و«مجاهد» جندله الرصاص. سقطوا بعد رحيله. ربما بسبب غياب المظلة وربما ايضا لأنهم وقعوا في ما كان يحميهم منه: نسج علاقات مع دول واجهزة فضلا عن الوقوع في النجومية.

وجاءت عملية مطار اللد التي كانت ضربة موجعة وجهها «المجال الخارجي» في «الجبهة الشعبية» الى اسرائيل عبر «الرفاق» اليابانيين. لم تنجح الأجهزة الاسرائيلية في كشف قصة المجموعة اليابانية التي تدربت في «معسكر بعلبك» في البقاع اللبناني وفي موقع قريب من صيدا في جنوب لبنان. ولم تعرف ان الشاب الياباني الذي غرق مصادفة في بحر بيروت كان احد الذين اختارهم حداد لتنفيذ عملية مطار اللد في 30 مايو 1972. وكانت عملية اللد واحدة من سلسلة عمليات استهدفت اسرائيل برا وجوا وبحرا.
تلك العمليات نفذها رجال ونساء من مختلف الجنسيات.. يابانيون من «الجيش الأحمر» الياباني، ألمان من «بادرماينهوف» وسواها، فرنسيون كانوا يعملون تحت رايات اليسار الثوري المتطرف، أرمن.. أكراد وطبعا فلسطينيون وعرب آخرون، كلهم تجمعوا تحت جناح وديع حداد (أبو هاني) وقد جاؤوا إلى «المجال الخارجي» في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي كان تحت قيادته، من أبواب عدة.

هنا بعض من هذه العمليات كما وردت في كتاب غسان شربل «أسرار الصندوق الأسود»:

مهاجمة إسرائيل.. براً وجواً وبحراً

عملية مطار اللد تهز تل أبيب فترد الضربة بأقسى منها في عنتيبي

ينقل غسان شربل عن احد مساعدي وديع حداد روايته عن عملية مطار اللد، وفيها :

اقام «المجال الخارجي» علاقات وثيقة مع تنظيمات ومجموعات كانت تعتقد ان المعركة واحدة على مستوى العالم كله وان كانت لكل بلد اوضاعه وخصوصياته، من تلك العلاقات كانت العلاقة مع الاخوة اليابانيين في 1972 كانت هناك مجموعة من «الجيش الاحمر الياباني» موجودة في بيروت وتخضع لعملية تدريب وكنا نتولى نقل عناصرها من شقة الى اخرى للمحافظة على سرية العمل.
كان لدى افراد المجموعة اليابانية ولع بالنقاش خصوصاً حول المائدة.
وقع في تلك الفترة حادث غير متوقع، كنا نتناول الغداء مع وديع في الجبل، ولدى وصولنا الى محلة الروشة في بيروت شاهدنا ازدحاماً غير عادي، سألنا عن السبب فقالوا ان شابا غرق امام صخرة الروشة مباشرة، لم يقل احد من هو الغريق، سألني الدكتور وديع: من هو الغريق؟ لم نعرف، تابعنا طريقنا ووصلنا الى مقرنا.
وبعد نصف ساعة تلقينا النبأ وهو ان احد الاخوة اليابانيين، كان مفروزا للمشاركة في عملية اللد، غرق في محلة الروشة، كان للخبر وقع قوي، فالعملية محاطة بقدر كبير من الكتمان والسرية، من الطبيعي ان يثير غرق شاب ياباني اسئلة حول هويته وماذا يفعل، كان لا بد من احتواء المسألة وقرر وديع التعجيل في ترتيبات تنفيذ العملية، طبعاً شعر المشاركون في العملية بالألم لفقدان رفيق كان مقرراً ان يشاركهم، لكنهم تجاوزوا الحادث وعقدوا سلسلة لقاءات مع وديع وتم التزام البرنامج وتعيين بديل للشاب الذي غرق خلال قيام عدد من افراد المجموعة بالاستحمام قبالة الروشة.

خطة العمل

شرح وديع لافراد المجموعة الخطة كاملة: الصعود الى الطائرة والاسلحة التي ستكون بحوزتهم ومن بينها قنابل صنّعها «المجال الخارجي» ولم تكن اجهزة المطارات قادرة على اكتشافها، بعد انتهاء قصة الياباني الغريق واستكمال الاستعدادات اعطيت تعليمات التنفيذ والتي كانت تتضمن الانطلاق الى محطة اخرى ومنها الى مطار اللد، كان المنفذون ثلاثة في حوزة كل واحد منهم رشاش من طراز «كلاشينكوف» مع الذخائر والقنابل، وصلوا الى مطار اللد وحين جاء دورهم للتفتيش فتح كل واحد منهم حقيبته وبدأ باطلاق النار.

هزت عملية اللد الكيان الصهيوني، كانت الضربة التي وجهت اليه مؤلمة ومكلفة، دخل المنفذون المطار باسلحتهم، يابانيون ينفذون هجوماً جريئاً و«الجبهة الشعبية» تعلن مسؤوليتها، في الجانب المالي وحده انفقت مبالغ مالية هائلة لتحسين اجراءات الامن في مطارات اسرائيل ومطارات الدولة الغربية ايضا، راحوا يستبدلون اجهزة الرقابة باخرى اكثر تطوراً.

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول مسؤوليتها عن عملية مطار اللد

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول مسؤوليتها عن عملية مطار اللدالمصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ص284 -286"
بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول مسؤوليتها عن عملية مطار اللد.

بيروت، 31 /5 /1972

(الهدف، العدد 154، بيروت،
3 /6 /1972، ص3 )
تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها الكاملة عن عملية الاقتحام الباسلة التي نفذتها مجموعة الشهيد باتريك ارغويللو الصدامية الخاصة مساء اليوم في مطار اللد في أرضنا المحتلة، والتي تأتي على أبواب الذكرى الخامسة لهزيمة حزيران [يونيو]، لتضع أمام جماهير شعبنا وقوى الثورة في العالم جملة حقائق أساسية تؤكدها هذه العملية البطولية.
أولا: إن ملاحقة العدو وضربه في كل مكان، كانت وستبقى اهتماما أساسيا في توجهاتنا في محاربة العدو الصهيوني الامبريالي الرجعي. إن مثل هذه العملية التي نفذها أبطالنا اليوم تأتي لتعزز خط قطع شرايين إمداد العدو الصهيوني بمقومات حياته، ومن هنا تكتسب هذه العملية ومثيلاتها شرعيتها كأسلوب فعال في محاربة الوجود الاستيطاني الصهيوني فوق أرضنا المحتلة.
ثانيا: إن الهجمة الامبريالية في منطقتنا أخذت في تعزيز مواقعها تجاه قوى حركة التحرر الوطني العربية في محاولة لفرض هيمنة امبريالية صهيونية رجعية شاملة في المنطقة. وقد اتسمت هذه الهجمة الامبريالية منذ أيلول [سبتمبر] 1970 بشراسة عنيفة، تمثلت في الهجمة القمعية ضد المقاومة في الأردن والتضييق عليها في بلدان عديدة أخرى، مما كان له أكبر الأثر في دفع عجلة التراخي والتراجع والمساومة في مواقف عدد من أنظمة البورجوازية الصغيرة الوطنية، واتخاذها في كثير من الحالات مواقف تخدم مخطط الهجمة الامبريالية على المنطقة.
ثالثا: ومن مظاهر الهجمة الامبريالية ونتائجها محاولة عدد من أنظمة البورجوازية الصغيرة الوطنية احتواء حركة المقاومة الفلسطينية، وسلبها إرادتها المستقلة وإبقاءها ضمن حدود معينة تمكن هذه الأنظمة من الاستفادة منها إن هم أرادوا ذلك. وإيقافها إذا دعت الضرورة ومصلحة هذه الأنظمة إلى ذلك. والجبهة الشعبية التي وقفت دائما. في وجه أية عملية احتواء، تكرر موقفها اليوم مؤكدة أن استقلالية حركة المقاومة ضرورة حتمية في هذه المرحلة أكثر منها في أية مرحلة سابقة.
رابعا: كما أن من مظاهر هذه الهجمة الامبريالية ذلك النشاط المحموم الذي تبذله السلطة الرجعية في الأردن لإيجاد تسوية سياسية تحافظ من خلاله على كيانها. وما مشروع " المملكة العربية المتحدة "، ذلك المشروع الخيالي، إلا محاولة يائسة من قبل هذا النظام العميل لتثبيت نفسه كمثل للشعب الفلسطيني. ولكن شعبنا الفلسطيني يدرك تماما أن كل هذه المحاولات، سواء ما كان منها مرتبطا بالجانب الإسرائيلي أو بالنظام الرجعي في الأردن، هي محاولة فاشلة لكونها لا تنبع من إرادة الشعب الفلسطيني نفسه الذي لا يعتبر ممثلا شرعيا له سوى حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة.
خامسا: إن الذكرى الخامسة للعدوان الصهيوني الامبريالي على أمتنا العربية هي مناسبة للثوار كي يجددوا عهدهم لجماهير الثورة الكادحة، وأجيالنا العربية الطالعة وأرواح الشهداء بأن شعلة الفداء عالية، وأن مسيرتنا مستمرة وإننا لنعهد هذا العهد بدماء أبطالنا، وبإصرارنا الذي لا يلين أمام كافة الصعاب مهما بلغت.
إن الذكرى الخامسة للهزيمة، هي أيضا مناسبة للثوار كي يعلنوا للعدو، في صميم قلعته المزروعة وسط أرضنا المحتلة، وبأشد ما يمكن من العنف، أن حرب الخامس من حزيران[يونيو] لم تنته بعد، وأن الجماهير التي طحنتها همجية الامبريالين والصهاينة والرجعيين، تنبعث من جديد وتخطو خطوة أخرى نحو وطنها المغتصب وتضرب عدوها حيث ينزف. إن فقراء هذا الوطن ومشرديه، وإن قوى الثورة والتحرر في العالم - بوجهها التضامني الأممي العملي المشرق - تواصل مسيرتها نحو النصر، وتدق مسمارا جديدا في نعش العدو الرابض فوق وطننا والعامل علي قهر إرادة شعبنا الرازح تحت نير الاحتلال.
سادسا: إن هذه العملية العظيمة التي نفذها مقاتلون بواسل في قلب حصن العدو، مسددين إليه طعنة تاريخية ومقدمين للعالم كله نموذجا للمقاتل الثوري الذي يؤمن إيمانا لا يتزعزع بحتمية الانتصار، ويقدم في سبيل ذلك الانتصار أعز ما يملك عبر أرقى أساليب الكفاح، ومن خلال الإيمان العميق بأن حياته ليست إلا نقطة في نهر الجماهير الهادر.
إن هذه العملية البطولية تأتي لتشكل برهانا ساطعا جديدا على أن مسيرة جماهيرنا الفلسطينية المتحالفة تحالفا عضويا مع قوى الثورة العالمية، لن تتوقف، وأن القتال في سييل التحرير هو الولاء الأول لهذه الجماهير، وأن أية قوة مهما بلغ حجم جبروتها وعسفها، لن تستطيع إيقافها عن مسيرتها الجبارة، المزدحمة بالتضحية والمؤمنة كل الإيمان بحتمية الانتصار العظيم.
سابعا: إن عملية الاقتحام الجريئة التي نفذها رجالنا الأبطال، جاءت في هذه الفترة الحاسمة من تاريخنا النضالي لتؤكد أسمى درجات البطولة والتضحية.

1 - إن كل مؤامرات التصفية التي تتعرض لها قضيتنا لا تشكل عقبة أمام إصرار جماهيرنا على مواصلة
نضالاتها، والبذل حتى أعلى الدرجات في سبيل تحقيق أهدافنا

2 - إن كل إجراءات التطويق والحصار والتجويع، لا تستطيع أن تشكل حاجزا أمام عزمنا على المضي قدما في ممارسة العنف الثوري وضرب عدونا في الأماكن التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرته بسرعة.

3 - إن كل حملات العدو الصهيوني والامبريالي والرجعي، لتصوير واقعنا الفلسطيني وكأنه قد انتهى ثوريا، وبالتالي إعداد العدة لتنفيذ مشاريع التصفية، والإيحاء لجماهيرنا بأن المقاومة المسلحة قد أحبطت، وتصوير أوضاع الاحتلال وكأنها تمر في حالة من الازدهار والقبول والسلام. إن ذلك كله ليس إلا أكذوبة ينبغي لها أن لا تعيش طويلا.
ثامنا: إن عملية الاقتحام التي جرت اليوم جاءت أيضا، ردا ثوريا على المجزرة الإسرائيلية التي نفذها الجزار موشيه دايان وزبانيته، بدم بارد، بالفدائيين البطلين الشهيدين علي طه وعبد العزيز الأطرش، اللذين حاول الإسرائيليون أن يوحوا بأن استشهادهما سيكون إجراء تأديبيا يؤدي إلى إصابة العمل الثوري الفلسطيني بالشلل. إن ردنا الثوري على المجزرة التي نفذها دايان جاء وفاء لدماء بطلين سقطا نتيجة خدعة رخيصة، وجاء أيضا تأكيدا للمحتلين بأن العمل الثوري الفلسطيني لا يؤدي إلا إلى انبثاق عمل ثوري متجدد، وإن استشهاد المقاتلين لا يؤدي إلا إلى انبثاق مقاتلين جدد، وإن دماء الأبطال التي سفحها الجزار الصهيوني دايان تصب في نهر الجماهير الذي يكسح في طريقه نحو الانتصار كل أعداء الحياة.
تاسعا: إن محاولات عديدة سوف تستغل هذه العملية للحديث عن الجوانب الإنسانية وتعريض الأبرياء للقتل والخطر وما إلى ذلك. وما يهمنا في هذا المجال أن نذكر بأنه لابد للجميع، وعلى رأسهم جزارو الاحتلال الصهيوني، أن يفهموا بأن المجازر التي نفذوها ضد الأطفال الأبرياء في مدرسة بحر البقر وضد العمال في مصانع أبو زعبل في مصر، وضد أهالي السلط واربد في الأردن، وضد الأهالي الآمنين في قرى جنوب لبنان، أن يفهموا أن هذه المجازر لن تمر بدون حساب مهما تقادم عليها الزمن.
إن الحديث عن الأبرياء لا يمكن أن يبقى سيفا مسلطا فوق رؤوسنا وحدنا فقط. فالسياح القادمون إلى مطار اللد، هم في نظرنا ليسوا أبرياء لأن مجرد اختيارهم أرضنا المحتلة كمكان للسياحة هو في حد ذاته انحياز للعدو الغاصب، وبالتالي نحن لا نعتبرهم أبرياء بأي شكل من الأشكال. والجبهة العربية لتحرير فلسطين أعلنت تحذيرها للسياح للامتناع عن الذهاب إلى فلسطين المحتلة في بيان أذيع خلال شهر أيلول [سبتمبر]، 1969، ولا تتحمل الجبهة مسؤولية عدم اطلاع أي شخص على محتويات هذا البيان.
يا جماهير شعبنا المناضل،
أيها الفقراء من أبنا أمتنا العربية،
ياقوى الثورة في العالم،
إن أبطالنا البواسل يعيشون الآن في ضميركم الثوري، حيث كانوا دائما، وحيث كانت ولاءاتهم العميقة.
إن مشاركة مناضلين ثوريين من القرى الثورية في العالم في هذه العملية البطولية جاءت لتؤكد من جديد، كما أكدها من قبل الشهيد باتريك جوزف ارغويللو، طبيعة التلاحم العضوي والتحالف الذي لا ينفصم بين قوى الثورة على الصعيد العالمي. إن هذه المشاركة تأتي لتؤكد وحدة القوى الثورية في العإلم في مواجهة معسكر العدو المشترك المستغل والمضطهد للشعوب الفقيرة في كل مكان، ولتقول لهولاء الأعداء إن زمن الاستفراد بالقوى الثورية قد ولى إلى غير رجعة، وإن رايات التضامن البروليتاري الأممي عالية خفاقة، في فلسطين كما في فيتنام وفي كل بقعة من بقاع عالمنا.
إن الأبطال من أفراد مجموعة الشهيد باتريك ارغويللو الذين قاموا بتنفيذ عملية "دير ياسين "، قد جاءوا عبر آلاف الأميال لمشاركة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد قوى الصهيونية والامبريالية الغاشمة، وليقدموا أرواحهم على أرض التراب الفلسطيني في عملية بطولية رائعة يثبتوا من خلالها أعلى درجة التزام ثوري بمبدأ التضامن البروليتاري الأممي الثوري، مؤكدين للعالم كله أن قضية فلسطين ليست قضية شعب فلسطين وحده وإنما هي قضية كل ثوري أينما كان باعتبارها رمز قضية الإنسان المضطهد والمستغل في حاضرنا.
إن شعب فلسطين يتطلع إلى هؤلاء الأبطال الثلاثة بكل تقدير واعتزاز وفخز، وينظر إلى كل فرد منهم نظرته إلى أي مقاتل فلسطيني قدم روحه فداء لتحرير فلسطين. كما أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تؤكد للقوى الثورية التي أبت إلا أن تشارك في نضالنا مشاركة تمتزج فيها دماء ثوارهم بدماء رفاقهم ثوار فلسطين، وعلى أرض فلسطين بالذات، تؤكد لهذه القوى تقديرها البالغ لهذه البادرة الأممية والتي تتجلى اليوم بأروع صورة تضامن عرفها نضال شعبنا الفلسطيني.
إن ترافق هذه العملية مع عمليات ثوارنا في الأرض المحتلة إنما يعزز استراتيجيتنا في ضرب العدو الصهيوني في الداخل، كما في الخارج، وحيث يمكن إنزال أقسى الضربات به. وما عملية اليوم المتجهة إلى قلب العدو إلا كسرا لغروره، الاستعماري العنصري، وما تلاحم المناضلين في هذه العملية الاقتحامية مع رفاقهم على أرض فلسطين ي عملياتهم الجريئة إلا تأكيدا للعدو الصهيوني أن قلاعه
الحصينة، وجزاريه القابعين فوق ثرى أرضا الحبيبة، وعلى رأسهم كبير جزاريه موشيه دايان، ليسوا بعيدين عن بنادق ثوارنا الأبطال، مؤكدين أن شهداء مطار اللد لا يمكن أن يكونوا إلا حافزا لنا ولكافة القوى الثورية لتوجيه مزيد من الضربات للعدو الغاصب.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني،
يا قوى الثورة في كل مكان،
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لا زالت كما عهدتموها دوما وأبدا، ذلك التنظيم الثوري الذي لا يهادن ولا يساوم، يسيرعلى درب النضال بكل ثقة وإيمان بحتمية الانتصار، غير عابئ بكل ما يعترضه من صعاب، متجاهلا أية محاولات رخيصة للنيل من سمعته وفعاليته القتالية، مؤكدا أن طريق النضال الثوري الطويل الأمد هو طريق جماهير شعبنا في نضالها من أجل تحرير فلسطين وبناء مجتمعها الديمقراطي الموحد.
إن نضال الجماهير، بقيادة التنظيم الثوري الذي يعبئ إمكانياتها إلى أقصى الحدود وعبر سنوات طويلة من الكفاح، لا يمكن إلا أن يحقق الانتصار. وما مثال نضال الشعب الفيتنامي البطل الذي يسجل انتصارا تاريخيا في هذه الأيام، إلا مثل تحذو حذوه العرب المضطهدة والمستعمرة والمستغلة. إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحيي الثوار الفيتناميين في نضالهم البطولي ضد العدو الامبريالي المشترك، متمنية لهم مزيدا من النجاح والتقدم وصولا إلى تحقيق أهداف شعبهم في تحرير الوطن وطرد الامبريالي الدخيل وتوحيد بلادهم، وهي أهداف نعتقد أن في تحقيقها مكسبا كبيرا لنضال شعبنا والشعوب المناضلة الأخرى في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ولنضال القوى الثورية في العالم الرأسمالي نفسه.

لترتفع خفاقة رايات النضال والتضامن الأممي المشرق، ولتتوهج دماء شهدائنا أمام أبصارنا، ضوءا ينير طريق الكفاح المستمر،

والنصر والثورة والمجد لجماهيرنا
2
3
بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول مسؤوليتها عن عملية مطار اللدالمصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ص284 -286"
بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول مسؤوليتها عن عملية مطار اللد.

بيروت، 31 /5 /1972

(الهدف، العدد 154، بيروت،
3 /6 /1972، ص3 )
تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها الكاملة عن عملية الاقتحام الباسلة التي نفذتها مجموعة الشهيد باتريك ارغويللو الصدامية الخاصة مساء اليوم في مطار اللد في أرضنا المحتلة، والتي تأتي على أبواب الذكرى الخامسة لهزيمة حزيران [يونيو]، لتضع أمام جماهير شعبنا وقوى الثورة في العالم جملة حقائق أساسية تؤكدها هذه العملية البطولية.
أولا: إن ملاحقة العدو وضربه في كل مكان، كانت وستبقى اهتماما أساسيا في توجهاتنا في محاربة العدو الصهيوني الامبريالي الرجعي. إن مثل هذه العملية التي نفذها أبطالنا اليوم تأتي لتعزز خط قطع شرايين إمداد العدو الصهيوني بمقومات حياته، ومن هنا تكتسب هذه العملية ومثيلاتها شرعيتها كأسلوب فعال في محاربة الوجود الاستيطاني الصهيوني فوق أرضنا المحتلة.
ثانيا: إن الهجمة الامبريالية في منطقتنا أخذت في تعزيز مواقعها تجاه قوى حركة التحرر الوطني العربية في محاولة لفرض هيمنة امبريالية صهيونية رجعية شاملة في المنطقة. وقد اتسمت هذه الهجمة الامبريالية منذ أيلول [سبتمبر] 1970 بشراسة عنيفة، تمثلت في الهجمة القمعية ضد المقاومة في الأردن والتضييق عليها في بلدان عديدة أخرى، مما كان له أكبر الأثر في دفع عجلة التراخي والتراجع والمساومة في مواقف عدد من أنظمة البورجوازية الصغيرة الوطنية، واتخاذها في كثير من الحالات مواقف تخدم مخطط الهجمة الامبريالية على المنطقة.
ثالثا: ومن مظاهر الهجمة الامبريالية ونتائجها محاولة عدد من أنظمة البورجوازية الصغيرة الوطنية احتواء حركة المقاومة الفلسطينية، وسلبها إرادتها المستقلة وإبقاءها ضمن حدود معينة تمكن هذه الأنظمة من الاستفادة منها إن هم أرادوا ذلك. وإيقافها إذا دعت الضرورة ومصلحة هذه الأنظمة إلى ذلك. والجبهة الشعبية التي وقفت دائما. في وجه أية عملية احتواء، تكرر موقفها اليوم مؤكدة أن استقلالية حركة المقاومة ضرورة حتمية في هذه المرحلة أكثر منها في أية مرحلة سابقة.
رابعا: كما أن من مظاهر هذه الهجمة الامبريالية ذلك النشاط المحموم الذي تبذله السلطة الرجعية في الأردن لإيجاد تسوية سياسية تحافظ من خلاله على كيانها. وما مشروع " المملكة العربية المتحدة "، ذلك المشروع الخيالي، إلا محاولة يائسة من قبل هذا النظام العميل لتثبيت نفسه كمثل للشعب الفلسطيني. ولكن شعبنا الفلسطيني يدرك تماما أن كل هذه المحاولات، سواء ما كان منها مرتبطا بالجانب الإسرائيلي أو بالنظام الرجعي في الأردن، هي محاولة فاشلة لكونها لا تنبع من إرادة الشعب الفلسطيني نفسه الذي لا يعتبر ممثلا شرعيا له سوى حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة.
خامسا: إن الذكرى الخامسة للعدوان الصهيوني الامبريالي على أمتنا العربية هي مناسبة للثوار كي يجددوا عهدهم لجماهير الثورة الكادحة، وأجيالنا العربية الطالعة وأرواح الشهداء بأن شعلة الفداء عالية، وأن مسيرتنا مستمرة وإننا لنعهد هذا العهد بدماء أبطالنا، وبإصرارنا الذي لا يلين أمام كافة الصعاب مهما بلغت.
إن الذكرى الخامسة للهزيمة، هي أيضا مناسبة للثوار كي يعلنوا للعدو، في صميم قلعته المزروعة وسط أرضنا المحتلة، وبأشد ما يمكن من العنف، أن حرب الخامس من حزيران[يونيو] لم تنته بعد، وأن الجماهير التي طحنتها همجية الامبريالين والصهاينة والرجعيين، تنبعث من جديد وتخطو خطوة أخرى نحو وطنها المغتصب وتضرب عدوها حيث ينزف. إن فقراء هذا الوطن ومشرديه، وإن قوى الثورة والتحرر في العالم - بوجهها التضامني الأممي العملي المشرق - تواصل مسيرتها نحو النصر، وتدق مسمارا جديدا في نعش العدو الرابض فوق وطننا والعامل علي قهر إرادة شعبنا الرازح تحت نير الاحتلال.
سادسا: إن هذه العملية العظيمة التي نفذها مقاتلون بواسل في قلب حصن العدو، مسددين إليه طعنة تاريخية ومقدمين للعالم كله نموذجا للمقاتل الثوري الذي يؤمن إيمانا لا يتزعزع بحتمية الانتصار، ويقدم في سبيل ذلك الانتصار أعز ما يملك عبر أرقى أساليب الكفاح، ومن خلال الإيمان العميق بأن حياته ليست إلا نقطة في نهر الجماهير الهادر.
إن هذه العملية البطولية تأتي لتشكل برهانا ساطعا جديدا على أن مسيرة جماهيرنا الفلسطينية المتحالفة تحالفا عضويا مع قوى الثورة العالمية، لن تتوقف، وأن القتال في سييل التحرير هو الولاء الأول لهذه الجماهير، وأن أية قوة مهما بلغ حجم جبروتها وعسفها، لن تستطيع إيقافها عن مسيرتها الجبارة، المزدحمة بالتضحية والمؤمنة كل الإيمان بحتمية الانتصار العظيم.
سابعا: إن عملية الاقتحام الجريئة التي نفذها رجالنا الأبطال، جاءت في هذه الفترة الحاسمة من تاريخنا النضالي لتؤكد أسمى درجات البطولة والتضحية.
1 -
إن كل مؤامرات التصفية التي تتعرض لها قضيتنا لا تشكل عقبة أمام إصرار جماهيرنا على مواصلة
نضالاتها، والبذل حتى أعلى الدرجات في سبيل تحقيق أهدافنا
2 -
إن كل إجراءات التطويق والحصار والتجويع، لا تستطيع أن تشكل حاجزا أمام عزمنا على المضي قدما في ممارسة العنف الثوري وضرب عدونا في الأماكن التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرته بسرعة.
3 -
إن كل حملات العدو الصهيوني والامبريالي والرجعي، لتصوير واقعنا الفلسطيني وكأنه قد انتهى ثوريا، وبالتالي إعداد العدة لتنفيذ مشاريع التصفية، والإيحاء لجماهيرنا بأن المقاومة المسلحة قد أحبطت، وتصوير أوضاع الاحتلال وكأنها تمر في حالة من الازدهار والقبول والسلام. إن ذلك كله ليس إلا أكذوبة ينبغي لها أن لا تعيش طويلا.
ثامنا: إن عملية الاقتحام التي جرت اليوم جاءت أيضا، ردا ثوريا على المجزرة الإسرائيلية التي نفذها الجزار موشيه دايان وزبانيته، بدم بارد، بالفدائيين البطلين الشهيدين علي طه وعبد العزيز الأطرش، اللذين حاول الإسرائيليون أن يوحوا بأن استشهادهما سيكون إجراء تأديبيا يؤدي إلى إصابة العمل الثوري الفلسطيني بالشلل. إن ردنا الثوري على المجزرة التي نفذها دايان جاء وفاء لدماء بطلين سقطا نتيجة خدعة رخيصة، وجاء أيضا تأكيدا للمحتلين بأن العمل الثوري الفلسطيني لا يؤدي إلا إلى انبثاق عمل ثوري متجدد، وإن استشهاد المقاتلين لا يؤدي إلا إلى انبثاق مقاتلين جدد، وإن دماء الأبطال التي سفحها الجزار الصهيوني دايان تصب في نهر الجماهير الذي يكسح في طريقه نحو الانتصار كل أعداء الحياة.
تاسعا: إن محاولات عديدة سوف تستغل هذه العملية للحديث عن الجوانب الإنسانية وتعريض الأبرياء للقتل والخطر وما إلى ذلك. وما يهمنا في هذا المجال أن نذكر بأنه لابد للجميع، وعلى رأسهم جزارو الاحتلال الصهيوني، أن يفهموا بأن المجازر التي نفذوها ضد الأطفال الأبرياء في مدرسة بحر البقر وضد العمال في مصانع أبو زعبل في مصر، وضد أهالي السلط واربد في الأردن، وضد الأهالي الآمنين في قرى جنوب لبنان، أن يفهموا أن هذه المجازر لن تمر بدون حساب مهما تقادم عليها الزمن.
إن الحديث عن الأبرياء لا يمكن أن يبقى سيفا مسلطا فوق رؤوسنا وحدنا فقط. فالسياح القادمون إلى مطار اللد، هم في نظرنا ليسوا أبرياء لأن مجرد اختيارهم أرضنا المحتلة كمكان للسياحة هو في حد ذاته انحياز للعدو الغاصب، وبالتالي نحن لا نعتبرهم أبرياء بأي شكل من الأشكال. والجبهة العربية لتحرير فلسطين أعلنت تحذيرها للسياح للامتناع عن الذهاب إلى فلسطين المحتلة في بيان أذيع خلال شهر أيلول [سبتمبر]، 1969، ولا تتحمل الجبهة مسؤولية عدم اطلاع أي شخص على محتويات هذا البيان.
يا جماهير شعبنا المناضل،
أيها الفقراء من أبنا أمتنا العربية،
ياقوى الثورة في العالم،
إن أبطالنا البواسل يعيشون الآن في ضميركم الثوري، حيث كانوا دائما، وحيث كانت ولاءاتهم العميقة.
إن مشاركة مناضلين ثوريين من القرى الثورية في العالم في هذه العملية البطولية جاءت لتؤكد من جديد، كما أكدها من قبل الشهيد باتريك جوزف ارغويللو، طبيعة التلاحم العضوي والتحالف الذي لا ينفصم بين قوى الثورة على الصعيد العالمي. إن هذه المشاركة تأتي لتؤكد وحدة القوى الثورية في العإلم في مواجهة معسكر العدو المشترك المستغل والمضطهد للشعوب الفقيرة في كل مكان، ولتقول لهولاء الأعداء إن زمن الاستفراد بالقوى الثورية قد ولى إلى غير رجعة، وإن رايات التضامن البروليتاري الأممي عالية خفاقة، في فلسطين كما في فيتنام وفي كل بقعة من بقاع عالمنا.
إن الأبطال من أفراد مجموعة الشهيد باتريك ارغويللو الذين قاموا بتنفيذ عملية "دير ياسين "، قد جاءوا عبر آلاف الأميال لمشاركة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد قوى الصهيونية والامبريالية الغاشمة، وليقدموا أرواحهم على أرض التراب الفلسطيني في عملية بطولية رائعة يثبتوا من خلالها أعلى درجة التزام ثوري بمبدأ التضامن البروليتاري الأممي الثوري، مؤكدين للعالم كله أن قضية فلسطين ليست قضية شعب فلسطين وحده وإنما هي قضية كل ثوري أينما كان باعتبارها رمز قضية الإنسان المضطهد والمستغل في حاضرنا.
إن شعب فلسطين يتطلع إلى هؤلاء الأبطال الثلاثة بكل تقدير واعتزاز وفخز، وينظر إلى كل فرد منهم نظرته إلى أي مقاتل فلسطيني قدم روحه فداء لتحرير فلسطين. كما أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تؤكد للقوى الثورية التي أبت إلا أن تشارك في نضالنا مشاركة تمتزج فيها دماء ثوارهم بدماء رفاقهم ثوار فلسطين، وعلى أرض فلسطين بالذات، تؤكد لهذه القوى تقديرها البالغ لهذه البادرة الأممية والتي تتجلى اليوم بأروع صورة تضامن عرفها نضال شعبنا الفلسطيني.
إن ترافق هذه العملية مع عمليات ثوارنا في الأرض المحتلة إنما يعزز استراتيجيتنا في ضرب العدو الصهيوني في الداخل، كما في الخارج، وحيث يمكن إنزال أقسى الضربات به. وما عملية اليوم المتجهة إلى قلب العدو إلا كسرا لغروره، الاستعماري العنصري، وما تلاحم المناضلين في هذه العملية الاقتحامية مع رفاقهم على أرض فلسطين ي عملياتهم الجريئة إلا تأكيدا للعدو الصهيوني أن قلاعه
الحصينة، وجزاريه القابعين فوق ثرى أرضا الحبيبة، وعلى رأسهم كبير جزاريه موشيه دايان، ليسوا بعيدين عن بنادق ثوارنا الأبطال، مؤكدين أن شهداء مطار اللد لا يمكن أن يكونوا إلا حافزا لنا ولكافة القوى الثورية لتوجيه مزيد من الضربات للعدو الغاصب.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني،
يا قوى الثورة في كل مكان،
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لا زالت كما عهدتموها دوما وأبدا، ذلك التنظيم الثوري الذي لا يهادن ولا يساوم، يسيرعلى درب النضال بكل ثقة وإيمان بحتمية الانتصار، غير عابئ بكل ما يعترضه من صعاب، متجاهلا أية محاولات رخيصة للنيل من سمعته وفعاليته القتالية، مؤكدا أن طريق النضال الثوري الطويل الأمد هو طريق جماهير شعبنا في نضالها من أجل تحرير فلسطين وبناء مجتمعها الديمقراطي الموحد.
إن نضال الجماهير، بقيادة التنظيم الثوري الذي يعبئ إمكانياتها إلى أقصى الحدود وعبر سنوات طويلة من الكفاح، لا يمكن إلا أن يحقق الانتصار. وما مثال نضال الشعب الفيتنامي البطل الذي يسجل انتصارا تاريخيا في هذه الأيام، إلا مثل تحذو حذوه العرب المضطهدة والمستعمرة والمستغلة. إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحيي الثوار الفيتناميين في نضالهم البطولي ضد العدو الامبريالي المشترك، متمنية لهم مزيدا من النجاح والتقدم وصولا إلى تحقيق أهداف شعبهم في تحرير الوطن وطرد الامبريالي الدخيل وتوحيد بلادهم، وهي أهداف نعتقد أن في تحقيقها مكسبا كبيرا لنضال شعبنا والشعوب المناضلة الأخرى في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ولنضال القوى الثورية في العالم الرأسمالي نفسه.
لترتفع خفاقة رايات النضال والتضامن الأممي المشرق، ولتتوهج دماء شهدائنا أمام أبصارنا، ضوءا ينير طريق الكفاح المستمر،
والنصر والثورة والمجد لجماهيرنا.



عملية مطار اللد الثانية 
مطار اللد 2 

بعد عملية مطار اللد (1) تقريباً بعام .. أرسل المجال الخارجي رفيقاً اسمه نصر يحمل حقيبة مفخخة .. ونزل بها في مطار اللد .. وما أن أقبل ضابط التفتيش ليهم بفتح الحقيبة .. ليبرز رفيقنا نصر محاولاً افتعال مشاجرة .. حتى يجتمع العدد الكافي من موظفي وأمن وحراسة المطار .. وليسلم بعدها نصر لعملية التفتيش بعد أن نجح في جمع أكبر عدد ممكن من مرتزقة المطار .. وليكن فتح الحقيبة في هذه الأثناء .. فتح طاقة من جهنم عليهم .. لتطول منهم عدداً هائلاً من القتلى .. ولقد استشهد الرفيق في العملية.


ليلى خالد
ليلى خالد التي شاركت في تنفيذ خطط حدّاد، في مطار بيروت عام 1970 (ه. كونداكجيان - أ ب)

ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا عام 1944 حيث كانت لا تزال تحت الانتداب البريطاني وأثناء حرب 48 قام غالبية سكان العرب بما فيهم عائلة ليلى باللجوء إلى مخيمات في لبنان. وفي 15 من عمرها إنضمت مع أخيها إلى حركة القوميين العرب المؤسسة من طرف جورج حبش.التي ستصبح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سنة 1968.

في بداية 1969 إنضمت إلى معسكرات تدريب تابعة للجبهة الشعبية في الأردن. في 29 أغسطس 1969 قامت ليلى بمساعدة سليم العيساوي بخطف طائرة ركاب أمريكية للرحلة رقم 840 التي تصل خط لوس انجلس/تل ابيب. حيث قاما بالطلوع إلى الطائرة عند مرورها من روما حيث بعد مرور نصف ساعة بعد صعودهم للطائرة قاما بتغيير مسار الرحلة إلى دمشق بسوريا حيث قاما بإخراج الركاب الـ116 وبتفجير الطائرة.

وقامت ليلى بخطف طائرة مرة بعد محاولة لتغيير ملامحها عبر عملية جراحية تجميلية في 6 أيلول/سبتمبر 1970. توجهت إلى فرانكفورت مع المناضل النيكاراغوي باتريك أرغويلو، هذه المرة لخطف طائرة «العال» الإسرائيلية كجزء من عملية مركبة لخطف ثلاث طائرات، واحدة في زيوريخ وأخرى في أميركا. انتهت العملية بكارثة، تخلف رفيقان لليلى عن الحضور، قتل أرغوليو بإطلاق رصاص وسقطت هي أسيرة لدى سكوتلانديارد. مضى شهر قبل إطلاق سراحها بعدما خطف رفاقها طائرة Pan American للضغط من أجل إطلاق سراحها. في 1 أكتوبر قامت الحكومة الريطانية بإطلاق سراحها في عملية تبادل للأسرى. وفي السنة التالية قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتخلي عن أسلوب خطف الطائرات واستخدام وسائل أخرى للمقاومة.

ليلى خالد تشغل منصب القيادة في المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أم لطفلين واليوم تعيش مع زوجها في العاصمة الأردنية عمان.



ثلاثون عاماً مرّت على اغتيال القيادي الفلسطيني وديع حداد (أبو هاني)، الذي أرّق دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال مراحل عمله الفدائي، التي اقترب بعض منها من أن يكون «أسطورة»، ولا سيما عملية مطار اللد وأوبك.
انتظرت إسرائيل 28 عاماً قبل أن تقرّ باغتيال أبو هاني في ألمانيا الشرقية عام 1978 بواسطة شوكولاته مسمومة، في أعقاب تدبيره اختطاف طائرة «إير فرانس» إلى عنتيبي في أوغندا عام 1976. وتأتي الذكرى الثلاثون للشهيد وديع حداد مختلفة عن سابقاتها، إذ صادفت مع مرور ذكرى أربعين يوماً على رحيل رفيق درب كفاحه جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وعُرف عن الشهيد حداد، الذي ولد في صفد عام 1927، بأنه الطبيب الذي لا يرتاح أبداً، ولم يخش الموت، فهو من دشن بامتياز أسلوب حق الضحية في اختيار طريقة مقاومة جلّادها، فقاد وخطط وأشرف على سلسلة عمليات بطولية حول العالم هزّت أركان دولة الاحتلال وحلفائها ورفع شعار «وراء العدو في كل مكان»، فكانت عملية مطار اللد وعملية أوبك وعملية عنتيبي وعملية مقديشو ومطاردة طائرات «العال» الصهيونية في كل مطار.
كما عُرف عنه تجواله الدائم بين المقارّ السرّية في بيروت ومواعيده الموزعة بين بغداد وعدن ومقديشو، كما عرف برجل الاستطلاع واختيار الأهداف وإعداد الوثائق والمنفذين وتحديد ساعة الصفر. لم تستهوه لعبة الصفوف الأمامية، وبريق المواكب والصالونات، ومتعة الابتسام أمام العدسات، لم يدل بحديث صحافي ولم يترك مذكرات، وحين غاب اصطحب معه غابة أسراره.


No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.