من جديد تعود الينا الرائعة رحاب الخضرى لتكتب: الزعيم و البلكيمى و ابو اسماعيل ..من الذى أساء للدين ؟!

نشرت اليوم 29 أبريل  بجريدة الاحرار

الزعيم و البلكيمى و ابو اسماعيل ..من الذى أساء للدين ؟!
-------------------------------------------------

فى كل يوم يمر ومنذ قيام ثورة 25يناير تزداد ماساة الانقسام بين صفوف الشعب المصرى وتتسع هوته بين القوى السياسية لصالح رافعى الرايات الدينية و المتمسحين بالدين لاغراض دنيوية زائلة ، وتتعدد الطوائف والاراء والاحكام والمطالب وردود الافعال التى لا تفضى الا الى حاله من التشرذم منقطعة النظير، واصبحنا امام ظاهرة خطيرة تهدد استقرار الوطن فبقدر ماكان التوحد والتجانس هما العمود الفقرى للثورة فى ايامها الثمانية عشر منذ قيامها و حتى تنحى او خلع الرئيس السابق فى 11 فبراير 2011 و كان شعار" ارفع راسك فوق انت مصري "اروع ما فيها بقدر ، الا انه سرعان و بعدما بدا للبعض ان الامور استقرت فوجئنا بجميع القوى فى التوافق تتكالب و تتسابق فى التناحر على السيطرة وفرض الوصايه مما اصاب الشعب من وجهة نظرى بالتخمة الفكريه والتخبط بين الطوائف و الاتجاهات والتيارات المتعددة وفقدان التمركز حول فكر موحد وهدف واضح فما تشهدة وتعيشه مصر الان مرحلة من اخطر ما يواجهه اى شعب يتفكك بفعل فاعل و سرعان ما يفقد القدرة على ادارة شئونه و النتيجة الحتمية هى مانراه الان جميع القوى لا تثق فى بعضها البعض فالشك وسوء الظن و التخوين والمزايدة هو العامل المشترك بين معظم القوى فكيف نبنى وطنا لا يثق فيمن يتولون شئونه ؟؟
ولا ننكر دور العقلاء والمخلصين من ابناء الوطن الذين يحاولون القضاء على الاستقطاب والتطرف ومحاولة تجاذب الاطراف المتنافسه على السلطة ولكن دون جدوى انى اشفق على وطنى الذى بات كل ما يشغل من يطلقون على انفسهم (اولى الأمر) يه تقسيم الغنائم وتصفية الحسابات فظهر الفراغ الرهيب الذى يتجلى فى محاسبة فنان على ادوار قام بها منذ سنوات عده وتوجيه تهمة ازدراء الاديان بحجة تشويهة صورة الدين الاسلامى وانا ارى ان القضيه لم تستهدف شخصا وانما هى محاولة لسحق حرية التعبير والابداع وتنفيذ خطه مموله خارجيا لاقصاء دور مصر من التميز فى شتى المجالات الم يقدم الفنان عادل امام فيلم( حسن ومرقص )الذى كان اصدق واروع مثل فى واد الفتنه التى كانت تتفشى فى صعيد مصر فى ذلك الوقت و ما رايناه و غض بعضنا الطرف عنه من حرق لكنائس واعتداءات وغير ذلك ، فماذا فعل عادل امام فى افلامه سوى التاكيد على الوحده والترابط بين الاقباط والمسلمين ؟ هو اذن يجسد احداث حقيقية لعلاج امراض تفتك بنا و بالوطن .. فعلى ماذا نحاسبه؟ّ وكأن كاشف المرض هو المتسبب فيه و هو المسئول الوحيد عن الاساءه للاسلام حين ينتقد سلوكيات او كلام بعض من ينتمون للدين من الشيوخ و غيرهم ؟! ، أما كان من الأولى محاسبه وعقاب مرشح الرئاسه ونائب مجلس الشعب الذى يتكلم بشريعة الله وكتابه وسنة رسوله ويريد ان يتولى امر شعب ووطن وهو كاذب و ينكر هوية والدته والتى كشفت اللجنة العليا للانتخابات الأوراق التى تظهر اكتساب والدته الجنسية الأمريكية فى وقت ما نفى فيه الشيخ حازم ذلك وهذا موثق بالمستندات والادلة القاطعة فمن يحاسبه على هذه اللحيه التى يطلقها وهو يخادع ويكتم كلمة الحق الا يسىء بها للدين وهو ينهج نهجا يخالف كل قيم الدين ويغافل اناس ائتمنوه على ان يولى عليهم ولا يكتفى بذلك بل يكابر ويحشد الحشود الى ميدان التحرير ويقيم المنصات ويتمادى فى الكبر والرعونة وتضليل العامه ومن قبله النائب انور البلكيمى الذى يمثل حزب النور السلفى ذات المرجعيه الاسلامية وحادثته الشهيرة حيث أنه لم يتم الاعتداء عليه وسرقة مبلغ من المال كان بحوزته حسب ادعائه و تاكيدات المناصرين له ،وإنما قام بإجراء عملية تجميلية لأنفه وخشى البوح بذلك على اساس انه( حلال له وحرام على الناس ) ويحضرنى سؤال لماذا لا يتوقف بعض الذين يدعون الغيرة على الدين الان امام نموذجين يمثلان أسوأ مثال على استغلال الدين للوصول إلى مآربهما الشخصية؟!
فلابد وان نعى جيدا لما نحتاجه فى هذه الايام العصيبه و لكى نخرج بالوطن من هذا النفق المظلم لا بد من التوحد والتوافق والوقوف وراء من يقدم لنا حلولا صائبة حول القضاء على البطالة و الفساد، وتقديم الخدمات والعمل على إقامة دولة سيادة القانون ،ورسالتى لكل مواطن مصرى "ليس كل من يرفع راية الدين هو بالضرورة اهل للثقة " ..ارجوكم ارحموا الدين و ابعدوه عن الاستخدام السيء لمآربكم و أهوائكم

رحاب الخضري