دفعه فضوله ليرى كيف تكون "المليونيات"، وبما يهتف المتظاهرون، حيث أن تواجده خارج مصر خلال الأيام الأولى لثورة يناير، حرمه من المشاركة أو حتى متابعة المظاهرات عن قرب. ولقرب منزله في "أبوقتادة" من مليونية مؤيدي الرئيس أمس، أمام جامعة القاهرة، جذبه قدره ليقترب من المتظاهرين، ليجد نفسه معرضا للموت فجأة، لمجرد تعبيره عن استيائه من "وقف حال البلد" حسب تعبيره.
" أنا نقاش بروح كل يوم مدينة الشروق عشان أجيب مصاريفي وأساعد والدي في مصاريف البيت، وكل اللى قلته أدام المتظاهرين إنى عايز حال البلد يتصلح وأنا عمرى ما نزلت ثورة ولا مظاهرة"، يقولها بحسرة محمد بدوى عوض، 25 سنة، الذى كاد أن يفقد حياته بعد انقضاض عدد من مؤيدي الرئيس عليه أمام جامعة القاهرة.
وأضاف محمد أن الطرق كلها كانت مغلقة، ولم يتمكن من التوجه إلى مدينة الشروق وعاد إلى منزله مرة أخرى وقرر أن "يقضى اليوم على توك توك شقيقه ليقتات منه". وتابع محمد "لقيت الحال نايم، ورجعت التوك توك على البيت وقلت لازم أروح المليونية دى عشان أشوفها عن قرب".
وأوضح محمد أنه وقف إلى جوار المشاركين في المليونية، وقال "حرام عليكم بقى.. كفاية كده عايزين البلد حالها يتصلح". وأضاف "لقيت واحد كان واقف قدامي ضربني بإيده، وواحد تانى من ورايا، ولقيت 3 أشخاص معاهم مطاوي ضربونى بيها".
ضحية مؤيدين مرسي
أصيب محمد بطعنه فى الفخذ الأيمن، وقطع بشريان ووتر اليد اليمنى بعدما حاول صد أحد الطعنات الموجهة إلى بطنه، وجرح بأصابع اليد. وأشار إلى أنه نقل إلى مستشفى بولاق العام، ومنه إلى مستشفى أم المصريين لتتطلب حالته تدخلا جراحيا، لافتا إلى أنه كان قريبا جدا من المكان الذي لقى فيه "شعبان" مصرعه بعد سقوط فرع شجرة عليه أثناء المليونية.
"حسبى الله ونعم الوكيل.. أنا في الإعادة انتخبت الدكتور مرسي"، يقولها محمد موجها رسالة إلى الرئيس مرسى قائلاً "كفاية كدة بقى، عايزين نشوف مصر اللى مشوفنهاش من زمان".
وقالت والدة محمد إنها كانت فى منزلها حين علمت بنبأ إصابة نجلها، واكتفت بقولها "أنا عايز أقول للرئيس مرسي حسبى الله ونعم الوكيل فيك، من ساعة ما مسكت البلد مشوفناش حاجة عدلة، دا أيام مبارك كان كلها أمان" حسب قولها.
بينما قال بدوى متولى، 65 سنة، والد المجنى عليه أنه ذُهل حين رأى الدماء تسيل من ابنه، وأضاف "احنا عايزين البلد تمشى بس مش بالطريقة دى، ولا هما الإخوان مسلمين واحنا اللى كفرة"، واختتم حديثه قائلاً "الحمد لله أنه جالى بالسلامة وياريت حق إبنى يرجع".
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.