Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان

Wednesday, May 1, 2013

الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان


 مصطفى بكري: بيعت المقاومة وتوقفت البندقية الفلسطينية من أجل أن يحفظ الإخوان بقاءهم في السلطة

يتوقّع خبراء وباحثون أن حكم الإخوان المسلمين في مصر سيسقط خلال الأشهر القليلة القادمة، بعد فشلهم الذريع في إدارة البلاد. لكنهم حذروا من أن الجماعة لن تتوانى عن استعمال العنف وسفك الدماء من أجل البقاء في كرسي السلطة وأخونة البلاد من أجل تحقيق وهم الخلافة الإسلامية.

أبوظبي- العرب:  وعدوا وأخلفوا، تلك هي حقيقة النظام الإخواني في مصر والتي ستؤدّي إلى انهيار مؤامرات ومخططات ظلت جماعة الإخوان المسلمين ترويها على امتداد ثمانية عقود لتنهار بعد أقل من سنة من وصولهم إلى الحكم. ويرى المراقبون أن من بين الإيجابيات التي يمكن أن تحسب على ما يطلق عليه بـ”الربيع العربي” هي وصول الإسلاميين إلى الحكم لتنكشف حقيقة نظامهم الانقلابي وصورتهم الدموية.

شعبية الإخوان بدأت تتآكل في مصر ونظامهم مآله الانهيار، هذا ما أكّد عليه المشاركون في “مجلس الحوار” ضمن فعاليات أبوظبي الدولي للكتاب خلال مناقشة كتاب “الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان” لعبد الرحيم علي.

يتناول كتاب “الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان” للكاتب الصحفي عبد الرحيم علي بالرصد والتحليل، وعلى مدار أكثر من خمسة وثمانين عاما، هي عمر جماعة الإخوان المسلمين، كيف انزلق الإخوان في مستنقع الانتهازية السياسية، منذ البدايات على يد المؤسس حسن البنا، مرورا بكافة الحكومات التي تعاقبت على مصر، وحتى 25 يناير 2011. وعلى امتداد هذه السنين والحكومات كانت الازدواجية في التعامل السمة المميزة لسياسة الإخوان، عداء في الظاهر وتوافق في الخفاء.

تاريخ الإخوان كتبت حروفه بدم المصريين الذي كشفوا مخططاتهم الإرهابية المدمّرة للدولة، بداء من أحمد خزندار الذي اغتيل سنة 1948، مرورا بالنقراشي باشا وأحمد ماهر وأنور السادات، وغيرهم كثير، وصولا إلى دماء شباب مصر التي أسيلت أمام قصر الاتحادية. هؤلاء الذين رجحوا كفة مرسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإذا به ينحاز إلى أهله وعشيرته، ويستخدمهم في مواجهة الثوار.

مخططات الجماعة

 يقول عبد الرحيم علي الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، في مقدمة الكتاب: “من يقرأ المشهد السياسي، اليوم، في مصر، وممارسات الرئيس مرسي وجماعته، لا بد أن يتوقف أمام عدد من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى إيضاح، فرغم التخبط الواضح في قرارات الرئيس، إلا أن هناك إصرارا وتصميما على المضي فيها، ضاربا عرض الحائط بكل معارضيه ومخالفيه في الرأي، بصورة أدت وتؤدي كل يوم إلى انقسام الوطن إلى فريقين يتقاتلان، الأمر الذي قد يدفع البلاد إلى أتون حرب أهلية، هذا الإصرار من الرئيس في الاستمرار في ممارساته لا بد وأن يكون وراءه قوة أكبر من جماعته وتنظيمه وميليشياته تحميه وتدافع عنه”.

ويضيف “الحقيقة أن مؤسسة الرئاسة تمارس خطة ممنهجة لرسم سياستها بعد 25 يناير، تمثلت أبرز ملامحها في الدور الكبير الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية على الساحة المصرية، من فرض سطوتها وبسط نفوذها على الدولة المصرية، فهي تعتبر شريكا أساسيا في رسم سياسات مصر بعد الثورة على كافة المستويات (الداخلية – الإقليمية – الدولية)، وقد بدأ الترتيب لهذه الخطة منذ أن أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايز مصطلح الفوضى الخلاقة بمنطقة الشرق الأوسط، وكان التكتيك الأميركي يهدف إلى وصول الاتجاه الإسلامي السني إلى سدة الحكم في معظم الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما نشاهده يتحقق، اليوم، في جميع دول الربيع العربي التي شهدت احتجاجات شبابية وجماهيرية كبرى”.

وهذا التكتيك الأميركي يقوم على محورين:

- الأول: حماية الأمن القومي الإسرائيلي الذي يحقق مصالح الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط من خلال التوصل إلى حل للصراع القائم بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة، وبالتالي الوصول إلى حل نهائي للمشكلة الفلسطينية، وحسم الصراع الإسرائيلي مع جماعة حزب الله.

- الثاني: إيجاد  تحالف إسلامي سني على غرار حلف الناتو بمنطقة الشرق الأوسط، تحت قيادة مصر والمملكة العربية السعودية؛ للحدِّ من المد الشيعي والنفوذ الإيراني بالمنطقة، دون دفع أميركا إلى التورط في تدخلات عسكرية، على أن يقتصر دور واشنطن على تقديم المساعدات اللوجستية؛ حيث استفادت أميركا من تجربتها في العراق وأفغانستان، والتي كبدتها خسائر مادية وبشرية باهظة، جعلتها حريصة على عدم التورط في أية عمليات عسكرية خارج بلادها مرة أخرى.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت من خلال اتصالاتها بالولايات المتحدة الأميركية، خلال السنوات العشر الأخيرة، في إقناع واشنطن بأن الإخوان هم التيار الأصولي السني الوحيد الذي يمكنه أن يلعب هذا الدور، بما للجماعة من ثقل، ليس على مستوى مصر فقط بل يمتد ليشمل العديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط.

كان لزاما على الجماعة لتحقيق هدفها أن تحدد موقفها من بعض القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام الأميركي ودول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتعلق برؤية الجماعة (للمرأة– الأقباط– الموقف من السلام مع إسرائيل– التعددية الحزبية– الديمقراطية- التداول السلمي على السلطة).

وبمنهج الحق الذي يراد به باطل، نجحت الجماعة في الوصول إلى تحالف وثيق مع الولايات المتحدة، فمن يقرأ المشهد السياسي، اليوم، يجد أن ثورات دول الربيع العربي أفرزت حكومات إسلامية سنية إخوانية بالأساس، وليس ما يقع في سوريا والأردن من أحداث- تقف جماعة الإخوان خلفها جميعا- ببعيد، إنما يؤكد الدور الذي تلعبه واشنطن في المنطقة بمساعدة حليفتها جماعة الإخوان المسلمين.

الكمين الأميركي

الغريب في الأمر أن معظم بلدان الربيع العربي التي نجحت جماعة الإخوان في الوصول إلى السلطة فيها، لم تشهد أي نوع من أنواع الاستقرار حتى الآن، سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا أو إجتماعيا، بل على العكس، هناك مزيد من الأزمات والانقسامات، التي قد تصل في بعض البلدان إلى حافة الحرب الأهلية، والسبب يرجع إلى وجود تعارض بين مفهوم الاستقرار وفكرة الفوضى الخلاقة التي تتبناها الولايات المتحدة الأميركية، والتي تمثل الهدف الإستراتيجي لواشنطن، الذي سوف يساعدها على إعادة تقسيم دول المنطقة، ورسم خريطة جيوسياسية جديدة لها، والتي تعتبر جماعة الإخوان جزءا أساسيا من آليات تنفيذ ورسم هذه الخريطة، إن لم تكن الجزء الرئيسي.

إن افتقاد الرئيس ومعاونيه، سواء بمؤسسة الرئاسة أو مكتب الإرشاد للحنكة والخبرة السياسية، وكذلك اندفاع جماعة الإخوان باتجاه تنفيذ ما تعتقد أنه مشروع إسلامي طال انتظاره، هو ما دفع الولايات المتحدة الأميركية لممارسة الألاعيب السياسية التي من شأنها الوصول بالبلاد إلى ما نحن فيه الآن، فلقد قرأ صناع الإستراتيجية في واشنطن أفكار الرئيس وجماعته جيدا، وأدركوا أن الإخوان يعتبرون أن الجماعة فوق الوطن، من خلال عدد من المشاهد المتتالية، منها على سبيل المثال لا الحصر:

ملاحظة صناع القرار في واشنطن، أن مشاكل المواطن (المشاكل الداخلية) ليست لها الأولوية في أجندة الرئيس، بقدر بحثه عن دور يجب أن يلعبه على المستوى الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو ما أوصل رسالة إلى واشنطن، أن تبدأ اللعب على هذا الوتر، فسمحت للرئيس بأن يلعب هذا الدور من خلال التدخل لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل مقابل السماح لها بوضع مجسات على الحدود المصرية الإسرائيلية لمراقبة عمليات تهريب السلاح التي تتم لصالح حركة حماس بقطاع غزة عبر منطقة سيناء، وإن موافقة القيادة السياسية على وضع مجاسات على حدودها الإقليمية مع إسرائيل هو تهديد للأمن القومي المصري (سبق وأن عرضت أميركا على النظام السابق هذا الأمر وتم رفضه).

إن هذا المثال، وغيره من الأمثلة، يوضح كيف نجحت أميركا في قراءة الإخوان جيدا، إلى الحد الذي باتت معه تمسك بزمام الأمور في البلاد لتدفعها باتجاه فوضى خلاقة تمهد لتقسيمها؛ ضمانا لأمن إسرائيل مدى الحياة، ثم نجد من يحدثنا عن مؤامرات للمعارضة هنا وهناك.

تحذير للجماعة

يقدم المؤلف تحذيرا واضحا للجماعة قائلا: “لماذا لا يرى الإخوان في كل ما يحدث على طول البلاد وعرضها، من غضب ورفض لسياساتهم التسلطية؛ سوى المرتزقة والنظام القديم والمؤامرة على الرئيس. ملايين المواطنين الشرفاء الذين خرجوا على طول البلاد وعرضها، من الإسكندرية إلى أسوان، مرورا بطنطا والمنصورة والسويس والإسماعيلية والإسكندرية وأسيوط والمنيا، هل كل هؤلاء من المرتزقة ورجال النظام القديم، هل البرادعي وحمدين وعمرو موسى، الوفد والتجمع والناصري، المصرية للتغيير وكفاية، الصحفيون والقضاة، هل كل هؤلاء من المرتزقة ورجال النظام القديم؟

ألا يوجد رجل رشيد واحد ضمن هذه الجماعة، التي صدعتنا كثيرا بكونها جماعة كبيرة تعج برجال الفكر والرأي، يرى ما يرى المصريون جميعا، من غضب عارم في الشوارع والأزقة والحارات والميادين، في الداخل والخارج، موجه لسياسات الجماعة والرئيس مرسي، غضب وصل إلى حد الغل والكراهية التي دفعت البعض إلى حرق مقرات الجماعة في عدد كبير من المحافظات، غضب أججته تلك الطريقة الهمجية التي فض بها منتسبو الجماعة اعتصام الاتحادية، والدم البرئ الذين تسببوا في سفكه، ألم تتعلم الجماعة الدرس؟ إن الدم لا بد وأن يأتي بالدم، ألم يدركوا أن الذي أطاح بمبارك، بعد التعاطف الشعبي الكبير مع خطابه قبل الأخير هو ما حدث فيما سمي بموقعة الجمل، ألا وهو سفك الدماء البريئة؟ قد يرد الإخوان، ولديهم بعض الحق، إن في القتلى أيضا إخوانا. ومن الذي أخرجهم ليدافعوا بهذا الشكل الفج والممقوت، عما قيل إنها الشرعية، أليس هناك مؤسسات أمنية في الدولة، تلك مهمتها؟

أليس من أخرج هؤلاء الشباب ليتصدوا لإخوانهم من المصريين العزل، ويفضوا اعتصامهم بهذه الغلاظة والعنف، الذي وصل إلى حد التعذيب الجسدي المروع، الذي جرى على مرأى ومسمع من العالم كله، ونقلته أجهزة الإعلام المختلفة؟ أليس من فعل كل ذلك واتخذ قرار التدخل بهذه الطريقة، هو من يتحمل دماء الجميع؟ لماذا إذن يتباكى المرشد العام وهو يصلي على الشهداء – نحسبهم كذلك جميعا عند الله- دون أن يشير ببنت شفة لمن اتخذ لهم قرار الخروج للتصدي لمواطنين مصريين مثلهم، منتزعين بذلك سلطات ليست لهم.

الجماعة ورئيسها يسيرون في طريق المجهول إن لم يبصروا ما يبصر المصريون، ويلبوا مطالب الشعب الذي رفعهم من مواطنين زائدين على الحاجة، ضمن نظام يلفظهم وينكل بهم، إلى حكام يتحكمون في مستقبل أوطانهم، هم الذين لم يساندوا الثورة منذ بدايتها، ولحقوا بها والقطار على وشك الوصول إلى محطته الأخيرة، ثم خطفوه ليوجهوه نحو وجهة غير التي أرادها المصريون، أيها الرئيس، أيها المرشد العام، يا كل فرد في جماعة الإخوان، أفيقوا قبل فوات الأوان، واحذروا غضبة المصريين، يرحمكم الله!”.

وهم الإخوان

من خلال أبوابه الثلاثة يقدّم كتاب “الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان” جماعة الإخوان المسلمين في سياق تاريخي موضوعي. وهذا السياق، وفق تأكيد عبد الرحيم، يتجاوز الأفراد وسلوكهم على الصعيد الذاتي. ويضيف “الانتهازية قاعدة راسخة لا يعزّ إدراكها عند من يدرسون عقودا من العمل السياسي للجماعة، الظاهر منه والباطن، العلني والسري على حد سواء”.

لقد عاصر الإخوان المسلمون، منذ أن بدأ الشيخ حسن البنا دعوته سنة 1928، عهدين ملكيين وأربعة عهود جمهورية، وكان حريا بهم أن يتعلموا الكثير والمفيد من المحن التي تعرضوا لها والنكبات التي أصابتهم، وأن يقفوا مع النفس وقفة تأمل ومراجعة، تندرج تحت شعار “النقد الذاتي”، لكن المشكلة المزمنة لدى الإخوان أنهم لا يتعظون من تجاربهم، ويصرون على تكرار أخطائهم، ويوقنون دائما أنهم على صواب، وأن الآخرين لا يعرفون إلا الخطأ والخطيئة”.

قبل نحو ستة أعوام من 25 يناير-كانون الأول 2011، وفي سبتمبر-أيلول 2005 على وجه التحديد، نشر المؤلف كتابه “الإخوان المسلمون: فتاوى في الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن”، وقال ما نصه: “يعلو حديث الإخوان والحديث عنهم في الشهور الأخيرة، فهم حاضرون بكثافة في سياق المطالبة بالإصلاح والتغيير، يشاركون في أنشطة حركة “كفاية”، ويتحالفون مع الاشتراكيين الثوريين، ويغازلون الحكومة والوفد، ويلوحون للمرشحين في الانتخابات الرئاسية بقدرتهم على تقديم الدعم والمساندة”.

من يرى هذا كله يتصور أن الإخوان هم القوة الأولى سياسيا وجماهيريا في مصر، وتغيب عنه حقيقة أن الإخوان أنفسهم يحرصون على تكريس هذا الوهم والفهم المغلوط، مستغلين في ذلك ضعف الآخرين وتهافتهم من ناحية، وكونهم أقلية منظمة تتسم بالانضباط الصارم والطاعة العمياء من ناحية أخرى”.

تتمثل المأساة الحقيقية للإخوان المسلمين في الولع غير الرشيد بتكرار الأخطاء الاستراتيجية التي تصنع نكباتهم وانكساراتهم، وقد كان المأمول أن يطرأ تحول نوعي على سلوكهم بعد ثورة يناير، التي توحد فيها المصريون واندمجوا وتآلفوا، لكنهم واصلوا السير على الدرب القديم، فخلطوا بين الدين والسياسة، واستمروا في فلسفة التحالفات غير المبدئية، وتورطوا في سلسلة من الوعود الكاذبة. وبوصولهم إلى الاستحواذ على الأكثرية في مجلس الشعب، ثم ظفرهم بمنصب رئيس الجمهورية، في معركة انتخابية حافلة بالانتهاكات والتجاوزات، بدؤوا في التحول السريع نحو الهيمنة والإقصاء وتصفية الحسابات، وكشفوا عن الوجه الحقيقي الذي يعادي الديمقراطية، ويرفض التعددية، ويضيق بالخلاف، ويقود إلى ميلاد الدولة الدينية القمعية.




حقيقة مشروع دولة الإخوان

«الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان»، كتاب عن «الملفات السرية للإخوان المسلمين» يمثل حلقة في الصراع الفكري الممتد للكشف عن حقيقة الجماعة، ويعتمد في ذلك على وثائق صحيحة لا يمكن تكذيبها أو إنكارها، فهو في أبوابه الثلاثة: «الإخوان والانتهازية السياسية»، «الملفات السرية»، «دولة الإخوان»، يقرأ التاريخ متكئا على وثائق الجماعة، ويتتبع هذا التاريخ الطويل الممتد، الذي عمد الإخوان خلاله إلى خلط الخطاب الديني «الثابت» بالمقاصد السياسية «المتغيرة»، ليخلقوا خطابا ضبابيا متعدد الوجوه، يهدف إلى الاستحواذ والإقصاء، بمفردات وسلوكيات تحمل في طياتها الكثير من الاستعلاء والمراوغة.

صحيح أن النشاط السياسي بطبيعته يتطلب قدرا من المرونة والمواءمة والبحث عن التوازن، وهو يدفع – بالضرورة – إلى الإعلان والتصريح بشعارات ومبادئ وقيم وأفكار تخالف الحقيقة الراسخة الكامنة التي لا يتسنى الجهر بها، لكن الصحيح أيضا أن تقييم حركة سياسية ما لا يمكن أن يكون موضوعيا ومنصفا بمعزل عن إدراك لطبيعة الفكر الذي تؤمن به ومراميه.

يهدف الكتاب إلى الكشف عن حقيقة مشروع دولة الإخوان، والاتكاء في تحقيق الهدف على مزيج من التاريخي والواقعي، والبرهنة بالوثائق على أن الجماعة قد بدأت رحلة صعودها التراجيدي نحو الهاوية. هذه النهاية التي شدّد المفكرون المصريون والمشاركون خلال الندوة الحوارية حول كتاب عبد الرحيم علي، في مجلس الحوار، في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، على أن زمن التدخلات في أي دولة عربية قد انتهى وأن من يحاول الاعتداء على الدولة الوطنية سينتهي إلى الزوال.

أكّد على ذلك، الدكتور السيد ياسين، الكاتب بصحيفة الأهرام وأستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للبحوث، خلال تقديمه للندوة والكتاب، مشيرا إلى أن «حلم جماعة الإخوان باسترداد الفردوس المفقود لا يخضع إلى قواعد منطقية، فليس في تراث الجماعة، الذي يتسم بالفقر الفكري المدقع، أية إشارة إلى كيفية اختيار الحاكم وآليات الانتخابات أو التعيين، وما وظيفته في ظل وجود عشرات الحكام المسلمين على رأس دولهم»، لافتاً إلى أنه «لا توجد إجابة عن هذه التساؤلات لأن الإجابة الصحيحة تفيد بأن ذلك لن يتم لهم إلا بالانقلاب على الدول العربية والإسلامية القائمة ولو باستخدام العنف». وحدّد السيد ياسين، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للبحوث، عناصر المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، منذ نشأتها على يد حسن البنا في مصر عام 1928، يقوم ضمن خمس مبادئ أساسية هي:

1 – إحياء نظام الخلافة ولو باستخدام العنف: وهي مسألة تبدو مفارقة للرؤية المعاصرة ولا تتوافق مع النظام الدولي. وثبت هذا المبدأ في العقل الإخواني وأكّده التصريح الذي أدلى به المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، فوز الجماعة بأغلبية الأصوات في انتخابات مجلس الشعب في أول انتخابات تجرى بعد ثورة 25 يناير والذي يقول: «يبدو أن تحقيق حلم حسن البنا في استعادة الخلافة الإسلامية قد اقترب». ويعلّق السيد ياسين على هذا الحلم بأنه وهم فاشل.

2 – أسلمة المعرفة: ويقضي هذا المبدأ الثاني من مبادئ الجماعة على القطع مع المعارف الغربية ولكن هذا لا يمنع السطو عليها وأسلمتها.

3 – الشورى أفضل من الديمقراطية: وهو من أكثر النقاط التي تكشف عن ازدواجية الإخوان؛ فعندما تقتضي مصلحة الجماعة يرحبون بالديمقراطية التي أوصلتهم إلى السلطة لأول مرة في تاريخهم.

4 – تديين الاقتصاد: وهذا المبدأ من أخطر المبادئ، حسب السيد ياسين. يقوم على رفض آليات الاقتصاد العالمي وأسلمة الاقتصاد المصري. وهذا المبدأ يكشف أيضا عن تناقض الإخوان وانقلابهم، حتى على مبدئهم، إذا اقتضت المصلحة، فقبل الانتاخابات كان الربا بالنسبة إليهم محرّم، أما بعد استلام السلطة أصبحت الضرورات تبيح المحضورات.

5 – مبدأ السمع والطاعة: الذي يجعل من أعضاء الجماعة مجموعة من الأتباع العبيد لا سلطة أو رأي لهم إلا ما يقوله المرشد العام للجماعة، ومن لا يطيع يتعرض للفصل والإقصاء. هذه المبادئ الخمس التي تلخص الفكر الإخواني المتطرف والانقلابي، على حد وصف المفكر المصري السيد ياسين، وقال: «إن هذه الجماعة تتبنى فكرا متطرفا مضادا لحركة التقدم التاريخي. ومشروع الفكر المتطرف لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام العنف ضد الدول العربية والإسلامية القائمة». وهذا الفكر الذي يقوم على الانقلاب على السياسات القائمة لن ينجح في العصر الحالي بسبب عدم تفاعله مع حقائق العالم المعاصر. واعتبر السيد ياسين أن الإخوان فشلوا فشلا ذريعا في إدارة مصر وأثبتوا أن شعارهم «الإسلام هو الحل» شعار فارغ من المضمون. وختم بالقول إن السقوط التاريخي للمشروع الإخواني بات قريبا جدّا.

نهاية الإخوان

الناشر والمعارض السياسي المصري فريد زهران، أكّد بدوره، أن ما يدفعه المصريون اليوم ثمنا لتغلغل جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع، منذ عشرات السنوات، وما يشهدونه منذ حوالي 9 أشهر، أي منذ استلام الإخوان السلطة في مصر، هو نتيجة لتلك السنوات من المؤامرات والخطط التي عكفت الجماعة على وضعها من أجل اليوم الذي يصلون فيه إلى حكم مصر وبالتالي إلى تدمير مصر. لكن اليوم، ومن خلال الوثائق التي يكشفها كتاب عبد الرحيم علي «الطريق إلى الاتحادية»، والتي تؤكّد على عدم ديمقراطية البناء الداخلي للإخوان، فإن نهايتهم قريبة. واستدل زهران على «بوادر سقوط حكم الإخوان بالفشل الذريع الذي منيوا به في أربع انتخابات نقابية في مصر، لم يحققوا فيها ما كانوا يستحوذون عليه أيام حكم مبارك. فشلوا فشلاً ذريعاً في انتخابات نقابات الصحافيين والصيادلة والبيطريين واتحاد الطلاب، ما يعني أن الشعب المصري بكل فئاته لم يعد يثق في وعودهم.

وقال فريد زهران، مدير «مركز المحروسة للطباعة والنشر»، في قراءته للكتاب، يحاول «الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان» أن يسهم في معركة سياسية دائرة حاليا وهي معركة الأمة ضد الأخونة، وبما يملك المؤلف من منهجية وقدرة على التحليل السياسي الموضوعي، فهو يقدم وصفا دقيقا لأداء الإخوان المسلمين في العمل السياسي منذ نشأتهم وحتى الآن». وأشار زهران إلى أن الباحث «قام أيضا بتسليط الضوء على مدى انتهازية الإخوان وكيف تحالفوا مع النقراشي باشا وجمال عبد الناصر وأنور السادات والمجلس العسكري، وكيف انقلبوا عليهم».

وسقوط الإخوان القريب حدّده مؤلف الكتاب عبد الرحيم علي بأنه سيتم خلال الثلاثة الأشهر المقبلة. وأرجع الباحث المصري ذلك إلى تغير الأسباب ذاتها التي كانت قد ساعدت الإخوان على الوصول إلى السلطة وهي:

- الموقف الدولي الذي تراجع عن دعم الإخوان المسلمين 180 درجة؛ ويتجلى ذلك، مثلا، في تصريح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي وصف نظام الإخوان في مصر بأنه نظام سيء لا يعرف شيئا عن قوانين الحكم. وامتنع الكونغرس عن منح النظام مساعدات تصل إلى مليار دولار أميركي، وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي الذي حذّر الرئيس المصري محمد مرسي من مغبة التضييق على الحريات. ودعا رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، إلى وقف التعاون الاقتصادي والسياسي بين الاتحاد الأوروبي ومصر، كوسيلة للضغط على الرئيس محمد مرسي.

- القوات المسلحة المصرية هي الآن مستقلة، وهي قريبة من الشعب ستدعمه؛ وستكون أول من يقف في وجه النظام حماية لشرعية الشعب المصري ودفاعا عن مخططات هدم الدولة المصرية.

- يمثل الشعب المتغير الثالث. وقد عادت الثورة إلى الشوارع بشكل كبير جدا، في ظل الاقتصاد المتدهور والوضع الأمني والاجتماعي المنهار، بالإضافة إلى تصاعد تغذية ظاهرة الطائفية وانقسام المجتمع وغيرها من المؤشرات التي تؤكّد أنه لن يكون للجماعة دعم شعبي في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي من المتوقع أن يعمد الإخوان إلى تزويرها.

واستهل عبدالرحيم علي الندوة بالقول «إننا نمر في مرحلة حساسة وبمنتهى الخطورة فبعد وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر نشهد تخبطا في الإدارة وعدم الخبرة وانهيارات اجتماعية على خلفية وصولهم للسلطة بعد أكثر من 80 عاما من العمل السياسي داخل مصر. ولفت إلى أن جماعة الإخوان عملت على مدى العقود الماضية على أن تجهز نفسها كتنظيم وحيد وقوي وجاهز لأن يصبح البديل لاستلام السلطة حتى قام الشباب بالثورة وقفزت واستولت عليها. بعد ذلك اتجهت إلى محاولة الاستيلاء والسيطرة على الأعمدة الرئيسة للدولة وهدم الجيش المصري وجهاز المخابرات وهدم أمن الدولة تحت حجج كثيرة. وحول رابطة الإخوان المسلمين في الخارج قال إنها تضم نشطاء من أعضاء الجماعة المصريين في الخارج ويقود ذلك القسم تنظيمياً داخل مكتب الإرشاد محمود عزت أما التنظيم الدولي فيقوده المرشد العام شخصياً باعتباره مرشدا عاما للتنظيم ككل .وأشار إلى أن الذين تم القبض عليهم في الإمارات ينتمون لهذا التنظيم.




الإخوان انتقدوا التزوير «المباركي» ومارسوا تزويرا أشد وطأة عندما التفوا على مستقبل البلاد

تفنيد جديد لأراجيف الإخوان: اتهموا مبارك بالتعاون مع إسرائيل وتجاوزوه في ذلك

تتعدد الدراسات والوثائق والبيانات التي تسبر أغوار زيف الإخوان، فبعد الحقائق التي ادلت بها قيادات مستقيلة (مثل ثروت الخرباوي وغيره) صدرات دراسة اسرائيلية «تشيدُ» بتولّي مرسي دواليب الحكم في مصر.

كشف مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في دراسة صدرت في آذار/مارس الماضي، عن ارتياح إسرائيلي واضح يعمّ المسؤولين الاسرائيليين مع تولي الرئيس محمد مرسي الحكم في مصر، وهو الارتياح الذي يتنافى مع ما ردده البعض بشأن قلق الإسرائيليين من حكم الإخوان.

وأوضحت الدراسة التي وضعها خبراء المعهد على غرار الخبير الامني والاستراتيجي عاموس يادلين المعروف بعلاقاته الكبيرة بدوائر صنع القرار في تل أبيب، أن مرسي بصورة خاصة وجماعة الإخوان المسلمين بصورة عامة، لا تنويان الدخول في صراع مباشر وعنيف مع إسرائيل، خاصة أن مثل هذا الصراع سيغضب الولايات المتحدة التي تكن لها جماعة الإخوان المسلمين التقدير والاحترام، وترى أن توثيق العلاقات مع واشنطن هو المفتاح الرئيسي لبقاء الاخوان أطول مدة في الحكم.

ونقلت الدراسة التي حملت عنوان «استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط»، في البداية تصريحات بعض قيادات الإخوان المسلمين، وعدد من مساعدي الرئيس والتي تعكس تغييرا في الموقف السياسي للجماعة، وكان أبرزه ما صرّح به نائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر في مؤتمر عام للجماعة عقد في فبراير/شباط الماضي ومفاده أن دخول مصر في مواجهة مع إسرائيل أمر لا يمكن قبوله الآن في ظل المشاكل التي تعانيها مصر.

وأشار الشاطر في هذا المؤتمر إلى أن دخول مصر في حرب مع إسرائيل الآن سيكون أمراً غير مأمون العواقب وغير مقبول في الشارع المصري. وبعد ذلك عرضت الدراسة تفاصيل التعاون الأمني الوثيق الحاصل بين مصر وإسرائيل في عهد الرئيس مرسي، وهو التعاون الذي بات أكثر قوة مما كانت عليه هذه العلاقات في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

واستدلّت الدراسة في ذلك بقضية الأنفاق الرابطة بين سيناء وقطاع غزة وهي التي يتم من خلالها تهريب أغلب الاحتياجات الفلسطينية، حيث قام الجيش المصري حتى الآن بتدمير ما يفوقُ 230 نفقاً، ويؤكد أن الجيش يسير في سياسة واضحة تهدف إلى مواصلة هدم الانفاق، وهو تماما ما تريده إسرائيل التي تقول إن هذه الانفاق تستخدم في تهريب الأسلحة والمعدات الاستراتيجية التي تستخدمها حركة حماس أو بقية الحركات الفلسطينية العسكرية في ضرب إسرائيل.

تضيفُ الدراسة حول هذه النقطة: «مرسي يعمل ضد الأنفاق ما لم يفعله سلفه مبارك الذي حارب الأنفاق أيضاً وبدأ بغلقها بألواح حديدية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لوصدها» وأوضحت الدراسة أن مرسي رأى أن مصلحته الرئيسية تمكنُ في تهدئة العلاقات مع إسرائيل بدلا من معاداتها، وأضافت: «تيقن مرسي أن هناك ضرورة قصوى لهذا التعاون، وهي الأهمية التي تفوق الوئام بين حماس والإخوان».

وكشفت دراسة معهد الامن القومي الاسرائيلي أن مرسي أرسل عدداً من الرسائل إلى حركة حماس يدعوها للتخلي عن الكفاح المسلح ضد إسرائيل، والمضي قدماً في العمل السياسي لكي تحظى الحركة الإسلامية بقبول المجتمع الدولي.

وتضيف الدراسة أن الإخوان يحاولون الآن إقناع قادة حركة حماس وبقية الحركات الفلسطينية، سواء التي تجري معها جماعة الإخوان اتصالات مباشرة أو غيرها، بأن السياسة باتت الطريق الأقرب للحصول علي الحقوق، وهي وحدها التي ستضمن اعتراف العالم بحماس وتحولها من منظمة إرهابية، حسب وصف أغلب دول العالم، إلى منظمة سياسية ترغب في الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني، وهو أمر لن يتحقق إلا بالعمل السياسي.

وتختتم الدراسة بتسليط الضوء على المحاولات الإخوانية في العهد السابق لتشويه صورة الرئيس السابق مبارك، حيث زعم الإخوان بأنه كان صديقا وفياً لإسرائيل، إلا أن هذا الزعم مجانب للصواب، واستشهدت الدراسة بما قاله وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط الذي قال في حوار مع قناة أون تي في المصرية إن مصر تجاهلت عبور شحنات من الأسلحة الإيرانية إلى لبنان، من أجل دعم حزب الله وتزويده بالسلاح في عهد الرئيس مبارك، وهو السلاح الذي تم استخدامه بعد ذلك في ضرب اسرائيل.

وأوضحت أن خطورة نظام مبارك على إسرائيل تجلت في التصريحات التي أدلى بها أخيراً نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسي أبو مرزوق، حين أشار إلى تحيّز رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان لجانب حماس، حين دعمها وأيّدها داخليا وخارجيا.




مصطفى بكري: الإخوان أكبر خطر على الإسلام

أبوظبي- الكاتب وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري حذّر، خلال مشاركته في «ملتقى الحوار» حول كتاب «الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان»، من مخطط تفكيك الدولة المصرية، والذي يتم، ليس من إجل إصلاح أو تطهير الدولة الوطنية بل لحساب الأخونة.

في مستهل كلمته توجه بكري بالشكر إلى أبناء الإمارات على كل ما قدموه للشعب المصري مؤكدا على عمق العلاقة الإماراتية-المصرية التي لا يمكن أن تتأثر بأية مؤامرات تستهدف أمن الأمة العربية. 

ووصف  السياسي المصري كتاب عبد الرحيم بأنه «كتاب اللحظة الراهنة لأنه لم يلق فقط الضوء على تاريخ الجماعة وإنما قدم حقائق تفسر كثيرا من الأحداث التي تمر بها مصر اليوم».

توقف مصطفى بكري في مداختله عند عدد من النقاط الهامة في سياسة الإخوان منذ صعودهم إلى الحكم. وأكّد أن الإخوان انقلبوا انقلابا جذريا وتنكروا لكافة الشعارات التي رفعوها عندما كانوا في خندق المعارضة.

وتوقف بكري بالخصوص عند الشعارات الإخوانية ضد «إسرائيل وأميركا»، والتي رددوها على مدى عقود طويلة. عندما لوحت أميركا بالكرسي للإخوان نسيت الجماعة من هو «الشيطان الأكبر» بل إنها اتحدت مع هذا «الشيطان» واتفقت معه في الخفاء على ما تعارضه في العلن.

أخطر المشاهد، التي يرى مصطفى بكري، أنها تجسّدت بعد التقارب الإخواني الأميركي، «الاتفاق الشيطاني الذي وقع في 21 نوفمبر-تشرين الثاني بين حماس وإسرائيل برعاية الرئيس المصري محمد مرسي. هذا الاتفاق الذي تجاوز كل أطروحات ونضالات حركة المقاومة الإسلامية، حماس، على مدى سنوات. حيث ينص البند الثاني من هذا الاتفاق على أن المقاومة هي من الأعمال العدائية. ويدعو إلى وقف هذه الأعمال ضد إسرائيل. لقد بيعت حماس وبيعت المقاومة وتوقفت البندقية الفلسطينية من أجل أن يحفظ الإخوان بقاءهم في السلطة… هذه هي الانتهازية السياسية.

ويضيف بكري: عندما نتحدث عن شعارات الإخوان ما قبل الثورة من قبيل: عدم الإقصاء واحترام الآخر والديمقراطية وغيرها من الثوابت كانت تجعلنا نحن المختلفون معهم في الرأي نضع أيدينا في أيدهم من أجل المشروع الوطني. والآن عندما وصلوا إلى السلطة أخلفوا بكل تلك العهود حتى مع حلفائهم.

هذا التناقض في سياسية الأخوان وفشلهم في إدارة البلاد جعل «نسبة كبيرة من الشعب المصري تراجع نفسها في تأييد الإخوان بعد مرور أحد عشر شهراً من حكمهم عندما شاهدت الرئيس محمد مرسي يقول كلاما ثم يناقضه في اليوم الثاني، والوعود التي كان يقررها ثم يتخلى عنها في اليوم الثاني؛ والوضع الاقتصادي في انهيار والوضع الأمني في انفلات.

وكشف المتحدّث عن أن الإخوان المسلمين اتفقوا سنة 2005 مع أمن الدولة، مشيرا إلى أنهم التيار الوحيد الذي لم يقل لمبارك ارحل… وأن شروط الاستبداد السياسي أيام الرئيس السابق حسني مبارك أهون بكثير من الآن.

وأضاف بكري أن «حكم الإخوان لا يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كما يزعمون، ولن يطبقها بدليل أنه لم يمنع الخمور، وقام بمنح عقود لثلاث سنوات للملاهي الليلية في شارع الهرم، وفي المقابل يعمل على إقصاء السلفيين والعصف بهم»، مشدداً على «أهمية عدم الزج بالعقيدة في لعبة السياسة، فالعقيدة الإسلامية أطهر من أن يمسها بشر، وفشل الإخوان لا يرجع إلى الدين الإسلامي الحنيف، حيث قدموا تجربة سلبية للحكم الإسلامي أمام العالم».




No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.