بالفيديو.. من «جدع يا باشا» إلى «دكر يا شيخ».. كيف تحول المصريون من كره الشرطة إلى كره الإخوان؟

يتقدم الضابط محمود الشناوي ممسكاً بندقية خرطوش، ليطلق عدة طلقات تجاه متظاهري شارع محمد محمود، ثم يعود مرة أخرى للصفوف الخلفية ليثني عليه أحد العساكر، قائلاً "جدع يا باشا.. جت في عينه".

أثار هذا المشهد غير الإنساني الذي وقع في شهر نوفمبر عام 2011 استهجان المصريين، الذين لم يتوقعوا وقتها أن يكونوا أمام مشهد مماثل، بل أكثر بشاعة بعد أقل من عامين على أحداث محمد محمود الأولى، والأغرب أن يكون الفاعل هو جماعة الإخوان التي طالبها الثوار في نوفمبر 2011 بالانضمام لصف الثورة، وقتما كانوا يظنون أن الإخوان فصيل وطني حقيقي.

يقف رجل ملتحي يرتدي زي أفغاني خلف جدار بالقرب من نفق الهرم -كما يقول متداولوا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي- ويطلق النار من سلاح آلي باتجاه المارة والشرطة، ليثني عليه آخر، قائلاً "دكر يا شيخ"، ليظهر بعد ذلك صوت يقول مهللاً "3 وقعوا منهم.. 3 وقعوا منهم"، وبعد أن تفرغ خزنة الآلي، يظهر صوت يقول "يا شيخ.. عاوزني أعبيلك خزن؟ بعرف أعبي"، فيرد الشيخ "خلاص يا حبيبي الله يباركلك".

استطاع هذا المشد -وغيره من مشاهد مماثلة- وبجدارة أن يمحو صورة المشهد الأول من أزهان المصريين، الذين وقفوا مع الشرطة جنباً إلى جنب.. كتفاً بكتف لمواجهة أعداء الدولة الإرهابيين الظلاميين.

لكن يبقى السؤال.. بعد القضاء على ذلك العدو الذي يهدد كيان الدولة وشعبها، كيف ستكون العلاقة بين الشرطة والشعب؟.. سؤال تجيب عنه الشرطة.. لكن الكلمة الأخيرة للشعب.