صعّدت قوات الجيش حملتها لتطهير سيناء من الإرهاب، وبدأت فى مهاجمة «بؤر خطرة» لم تطلها الهجمات من قبل، وداهمت أمس الأول منطقة الناصرية بالشيخ زويد، ودمرت 14 وكراً لـ«جماعة التوحيد والجهاد»، وقتلت 3 عناصر إرهابية، وعثرت داخل ملابس أحدهم على رسالة منسوبة لقائد الجماعة يدعو عناصرها لانتهاز أى فرصة للهرب من «جنود الطاغوت» لمحافظات الصعيد.
وقال مصدر أمنى إن القوات عثرت على أوراق تنظيمية هامة بينها الرسالة المؤرخة فى 21 نوفمبر الجارى، والموقّعة بعبارة «أمير الجماعة بسيناء»، وأوضح أن الرسالة تتضمن عبارات تحاول الشد من همة عناصر تلك الجماعة، بعد أن شددت قوات الجيش من حصارها عليهم، وتتضمن اعترافاً صريحاً بأنهم أصبحوا غير قادرين على مواجهة قوة وأسلحة الجيش، وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الاستشهاد برصاص جنود الطواغيت، حسب وصف الرسالة، أو السقوط أسرى فى أيديهم. كما طالبتهم الرسالة بتكثيف هجماتهم، على أن ينتهز أى فرد من الجماعة الفرصة المناسبة التى تكفل له الهرب، من شمال سيناء لإحدى محافظات الصعيد، والعمل على إيجاد حل وبسرعة للتخلص من هذا الحصار، حتى لا يطولهم الموت جميعاً. وتابع المصدر أن الرسالة تم تسليمها لإحدى الجهات السيادية بالعريش لتحليل ما ورد بها لمعرفة من كتبها لا سيما أنها أشارت إلى أن أمير جماعة «التوحيد والجهاد» هو الذى خطها بيديه لعناصر جماعته بشمال سيناء، ولكنه لم يحدد اسمه أو هويته بالرسالة.
من جهته، أوضح مصدر بالجيش الثانى الميدانى أن الناصرية تُعتبر أهم مراكز عناصر جماعة التوحيد والجهاد الذين رفضوا الانضمام لجماعة «أنصار بيت المقدس» وظلوا متمسكين بالجماعة التى أسسها فى سيناء الدكتور خالد مساعد، مضيفاً أن القوات فرضت حصاراً عليها، لمنع هروب أى إرهابيين منها ولتطهيرها بشكل كامل. وأضاف أن الجيش يستعد لمداهمة عدة بؤر خطرة لم تتم مداهمتها من قبل بالعريش وبئر العبد خلال الساعات القليلة القادمة، مؤكداً أن القوات وعت الدرس جيداً، وقررت ألا تغادر أى مكان تتم مداهمته إلا بعد تطهيره تماماً، لذلك تواصل محاصرة قرى الشيخ زويد لمنع عناصر الإرهاب من التسلل لمدن أخرى أو الهرب. ميدانياً، قال شهود عيان إن القوات الأمنية نشرت أكثر من 6 أكمنة متحركة، أمس، على الطرق الدولية والالتفافية بقرى ومدن شمال سيناء. وأكد أحد المقربين من الجماعات المسلحة أن الكمائن منتشرة بطريقة تشل تحركات المسلحين، مضيفاً أنها جاءت بعد معلومات استخباراتية دقيقة عن الطرق والأماكن التى يسلكها المسلحون. وعلى صعيد متصل نشرت جماعة «أنصار بيت المقدس»، أمس مقطع فيديو، تبنت فيه عملية تفجير أوتوبيس جنود الأمن المركزى التى وقعت فى 20 نوفمبر الماضى، وأسفرت عن استشهاد 11 مجندا، وظهر فى الفيديو أحد عناصر التنظيم وهو يكتب عبارة «أنصار بيت المقدس.. الحرب لم تبدأ بعد» على سيارة بيضاء مفخخة استخدمت فى عملية التفجير.
وأظهر الفيديو الذى نشرته الجماعة تحت عنوان «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة.. الجزء الثانى» عمليات تدريب المسلحين فى سيناء، وسلسلة عمليات وتفجيرات قديمة لحافلات ومدرعات الجيش والشرطة، بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة.
وظهر فى الفيديو أحد عناصر التنظيم مرتديا زى الجيش المصرى، وهو يشرح لآخرين، يرتدون ملابس الجماعة «السوداء» التى تشبه ملابس حماس، إحدى العمليات.
وبث الفيديو مجموعة من البيانات لبعض أعضاء تنظيم القاعدة سواء الموجودون على قيد الحياة أو الذين فارقوها، من بينها بيان اتهم الجيش المصرى بأنه عميل يحارب الإسلام، ولا يريد تطبيق شرع الله، ولا يخدم إلا الحكام الطواغيت.
كما بث الفيديو لقطات لتلك الجماعة، وهى تستهدف حافلتين لنقل الجنود على طريق «العريش - رفح» الدولى، وأمام الحافلتين مدرعة وخلفهما مدرعة، حيث استهدفوهما بـ«الآر بى جى» والأسلحة الآلية، وقتلوا البعض من الجنود، وأصابوا الآخرين، وتسببوا فى إعطاب إحداهما ..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.