أثبت فريق من العلماء الأمريكيين صحة اعتقاد ديني لدى سكان أستراليا الأصليين يتعلق بعلاقة صيدهم للحيوانات بكثرة أو قلة تلك الحيوانات وتنوع الحياة النباتية في المنطقة التي يعيش فيها هؤلاء السكان.
كان السكان الأصليون في أستراليا يعتقدون أنه إذا تراجعت أعداد الحيوانات المتوفرة للصيد أمامهم فإن ذلك ليس بسبب كثرة حملات الصيد التي يقومون بها، بل بسبب عدم قيامهم بالصيد. وكان الكثير من العلماء يعتقدون أن ذلك الاعتقاد مجرد أسطورة مبنية على أساس ديني وليس لها خلفية واقعية في الطبيعة. لكن باحثين أمريكيين يرون الآن أن هذا الاعتقاد صحيح وله تفسير منطقي في الطبيعة، حسبما ذكر الباحثون في دراستهم التي نُشرت نتائجها في مجلة "بروسيدنغز ب" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا.
وأوضح الباحثون تحت إشراف ريبكا بليج بيرد، أستاذة علم تطور الإنسان بجامعة ستانفورد، أن صحة هذا المعتقد تستند إلى أن السكان الأصليين يحتاجون لإشعال نار صغيرة في كل مرة يصطادون فيها، لأنهم يحتاجون لهذه النيران في صيدهم، ذلك أنهم لا يعتمدون فقط على الحراب في هذا الصيد.
وقال الباحثون إن هذه النيران تبعد السحالي من جحورها في كهوف السكان الأصليين وإن هذه البقع تكثر مع مرور السنين ويتحول مكانها إلى رماد، ما يؤدي إلى تنوع التربة في هذه الأماكن ونمو نباتات سكرية وحشائش مفيدة للسكان في حياتهم، الأمر الذي يجعل التربة أشبه بساحة من الفسيفساء تساعد الحيوانات التي يحتاج السكان لصيدها على التكاثر. فتلك الحيوانات لا تحتاج فقط لأماكن خضراء تعيش فيها، بل تحتاج أيضاً إلى أماكن جرداء تلجأ إليها هرباً من أعدائها. وأوضح الباحثون أن هذا التنوع في التربة يؤدي بالضرورة إلى تنوع الحيوانات في المنطقة.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.