تشهد المدن الواقعة في غرب ألمانيا احتفالات نهاية الموسم الكرنفالي والذي تشتهر به مدينة كولونيا بشكل خاص، وتبلغ هذه الاحتفالات ذروتها يوم "اثنين الورود"...جولة مصورة للتعرف على أجواء احتفالات الكرنفال في ألمانيا.
كولونيا معقل الاحتفالات الكرنفالية
بداية الاحتفال الرسمي بالكرنفال التنكري تبدأ في ( 11 نوفمبر) بمدينة كولونيا تقتصر فقط على الأعضاء المنتسبين للنادي المخصص للكرنفال. وتستمر الاحتفالات حتى بداية شهر الصيام لدى المسيحيين. وتعتبر مدينة كولونيا الواقعة غرب ألمانيا الأشهر والأقدم والأكبر في احتفالات الكرنفال، حيث يشارك الملايين كل عام بهذه المناسبة.
النساء يتسلمن سلطة البلاد أثناء احتفالات الكرنفال
اليوم هو يوم الخميس المعروف باسم "فايبرفاستناخت" أو "ليلة صيام النساء" وهو يعد أحد أهم أيام أسبوع نهاية موسم الكرنفال. في هذا اليوم تتوجه آلاف النساء المحتفلات إلى مبنى السلطة المحلية في المدينة في خطوة رمزية تشير إلى تسليم دفة قيادة المدينة إلى المرأة، كما أن من حق أي سيدة قطع ربطة عنق الرجل، كرمز على تسلمها السلطة. وفي هذه الصورة نرى رئيسة وزراء ولاية راينلاند بفالز، مالو دراير، وهي تتبع هذه التقاليد وتقص ربطة عنق توماس غريزه، وزير الدولة لشؤون البيئة.
أصل الكرنفال
أصل الكرنفال غير محدد. ففي العصر الروماني كان بمثابة عيد لتكريم الإله "ديونيسوس"، وكانت الاحتفالات آنذاك تتميز بتحررها من جميع القيود إذ يكثر فيها الغناء وتناول النبيذ. أما الجرمان فكانوا يحتفلون به مع بداية الربيع، متنكرين بأشكال مخيفة من أجل طرد الأرواح الشريرة. ومؤخرا ارتبط الكرنفال بالفترة التي تسبق الصوم لدى المسيحيين، ومن هنا نشأت كلمة "كارني فال " والتي تعني حرفيا "وداعا لتناول اللحوم".
من منطقة الراين من وسط احتفالات الكرنفال، هنا تستعد النساء بالمقصات لقص ربطات العنق للرجال كرمز لتسلمهن السلطة
كرنفال واحد بتسميات مختلفة
في ألمانيا تختلف تسمية الاحتفال بالكرنفال وتقاليده من منطقة لأخرى، ففي غرب ألمانيا يعرف باسم كرنفال، أما في المناطق الواقعة وسط وجنوب ألمانيا فيطلق عليه اسم ليلة الصيام، وفي مقاطعة بافاريا اسم "فاشينغ".
في كولونيا عاصمة الكرنفال في ألمانيا
ليلة صيام النساء
تبدأ احتفالات نهاية الكرنفال يوم الخميس والمعروف باسم "فايبرفاستناخت" أي ليلة صيام النساء. وفي هذا اليوم تتوجه آلاف النساء المحتفلات إلى مبنى السلطة المحلية في المدينة في خطوة رمزية تشير إلى تسليم دفة قيادة المدينة إلى المرأة.
كوله ألّاف!
"كوله ألّاف"، هكذا تكون تحية المحتفلين لبعضهم في هذه الفترة. ويتميز الكرنفال بموسيقاه الشعبية الخاصة، والتي تغنى بلهجة "الكولش"، وهي لهجة خاصة بمدينة كولونيا.
"اثنين الورود" ذروة الاحتفال
ويصل الكرنفال ذروته في يوم الاثنين والمعروف بـ"روزنمونتاغ" أي يوم " اثنين الورود"، حيث يتجمع الملايين في الشوارع للاحتفال به. الكل بانتظار لحظة بداية الاحتفال الرمزية، التي تكون في الثانية 11 من الدقيقة 11 من الساعة 11 صباحا. ويشارك فيه الناس كبارا وصغارا مرتدين ملابس تنكرية مختلفة.
بانتظار رمي الحلويات
في يوم "اثنين الورود يتم تنظيم مواكب خاصة تجول في المدن والقرى، تعرف بـ"قطار الكرنفال"، حيث يتم رمي الحلويات على الناس المتجمعين على جانبي الطريق لالتقاط الحلوى والزهور. ويطلق اسم "أربعاء الرماد" على آخر يوم من الكرنفال، وفيه يتم حرق عيدان النخيل كرمز للتطهير من الخطايا قبل بداية الصوم.
عروض فنية متميزة
ويتميز الكرنفال بعروضه الموسيقية والفنية الراقصة تقدمها فرق متخصصة، إذ تقضي أشهرا كثيرة في التدريب استعدادا لهذا اليوم. ولا يتميز الكرنفال بالرقص والغناء وارتداء الملابس فحسب، بل هناك الكثيرون الذين يستغلون الفرصة لتناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية بشكل مبالغ فيه أحيانا حسب رأيي الكثيرين..
فرصة للتعبير عن الرأي
الاحتفال بالكرنفال يتخذ في بعض الأحيان طابعا سياسيا فكاهيا لوصف ما يدور في خلد الشعب الألماني. إذ يستغل أهل منطقة الراين احتفالات الكرنفال للتعبير عن سخريتهم أو رفضهم لبعض الشخصيات أو الأحداث التي تجري على الصعيد السياسي سواء داخل ألمانيا أو خارجها.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.