14 أبريل يوم تاريخى فى علم الفلك، سواء لهواة السماء أو للعلماء، فهواة السماء سوف يستمتعون فيه برؤية الكوكب الأحمر أو "كوكب المريخ"، ظاهرا فى السماء الدنيا، براقا ولامعا وأكبر من حجمه المعتاد، وتحديدا ستتم هذه الظاهرة فى توقيت ما بعد الغروب، أو تحديدا الساعة 3:53 صباحا حسب التوقيت العالمى الذى يطلق عليه "Coordinated Universal Time".
تشير حسابات الفلكيين أن المريخ غدا سيكون فى أقرب نقطة له بالنسبة للأرض والتى لم يصل إليها منذ يناير عام 2008 والتى ستبلغ 92 مليون كم فقط، أو ما يعادل 57.4 مليون ميل من الأرض، وهى تلك الظاهرة التى تحدث كل عامين تقريبا أو بالتحديد كل 26 شهرا، ويطلق عليها اسم "اقتران المريخ".
يعتبر هذا الاقتران بمثابة فرصة سانحة للعلماء والمتخصصين لرصد الكوكب الأحمر عن قرب من خلال التليسكوبات، فيتمكنون حينها من رؤيته بشكل أوضح، وستطلق وكالة ناسا الفضائية على سبيل المثال المركبات الفضائية إلى كوكب المريخ فى هذه اللحظة، وبالتالى هى أيضا فرصة سانحة لهواة فن التصوير على مستوى العالم للتجمع فى الأماكن المفتوحة، والتقاط بعض الصور المذهلة والتاريخية فى نفس الوقت، هذا بالإضافة إلى رصد الجامعات الأمريكية لهذا الحدث.
وصرح الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن كوكب المريخ سوف يصل لأعلى نقطة له فى السماء تحديدا عند منتصف الليل، ويسطع أكثر إشراقا بما يزيد على إشراقه فى الأوضاع العادية بنسبة تقع من 7 إلى 9 أضعاف.
والطريف أن فى نفس هذه الليلة لاقتران المريخ، يتصادف معها حدوث "خسوف كلى للقمر"، الأمر الذى أكد الدكتور تادرس فيه أنه لا علاقة له بظاهرة اقتران المريخ، إلا أنه يحدث مصادفا معه.
والخسوف هو وقوع ظل الأرض على القمر، ولا يحدث الخسوف إلا إذا كان القمر بدرا، وقد بينت الأبحاث العلمية فى العصر الحديث أن كسوف القمر - أى اختفاء القمر لفترة من الزمن - ناتج عن وقوع الأرض بين الشمس والقمر فتحجب الأشعة المنعكسة عن القمر فنظن أن القمر اختفى ولا يُرى منه إلا آثار بسيطة.
وإن خسوف القمر يحدث مرة واحدة على الأقل فى كل عام، وعند حدوث الخسوف الكلى للقمر يمكن رؤيته من أى مكان على الأرض، إلا أن الجالس على القمر فى هذه اللحظة، يظن أن ما يحدث هو "كسوف للشمس"، أى أنه لن يرى الأرض وإنما يرى ظلها، وذلك لأن الشمس تكون خلفها، لذلك ستظهر له الأرض من على القمر كأنها محاطة بحلقة حمراء.
أما عن ظاهرة الاقتران، فهو مصطلح فلكى يستخدم فى الفلك الحديث، والمقصود به هو اصطفاف جرمين سماويين أو أكثر على خط واحد فى السماء، وكذلك تأتى أهمية هذا المصطلح مع اقتران الأجرام السماوية مع الشمس، فإذا صادف وجود كوكب خلف الشمس بالنسبة لراصد من الأرض، أى تكون الشمس بين الأرض والكوكب على خط واحد، عندها نطلق عليه اسم "اقتران خارجى"، وهو يحدث مع جميع الكواكب السيارة والكويكبات دون استثناء.
وأما إذا وقع الكوكب أو الجرم السماوى بين الأرض والشمس، فيسمى حينها بالاقتران الداخلى، وهذه الحالة لا تحدث سوى مع الكوكبين الأقرب للشمس من الأرض وهما عطارد والزهرة، ولا يمكن حدوث الاقتران الداخلى للكواكب السيارة التى تقع مداراتها خارج مدار كوكب الأرض.
الجدير بالذكر أن كوكب المريخ بلغ تقابله مع الأرض فى الثامن من إبريل الجارى، حيث استقام الكوكبان "الأرض والمريخ" مع الشمس، وكانت الأرض فى المنتصف، وحسبما أوضح الدكتور تادرس، أنه ولو كان مدار المريخ دائريا تماما لكان هذا اليوم هو أقرب مسافة فاصلة يصل إليها المريخ بالنسبة للأرض، ولكن لأن مدار كل من الأرض والمريخ بيضاويا حول الشمس فإن أقصر مسافة فاصلة بين الكوكبين ستكون فى منتصف إبريل الجارى، كما أضاف أن هذا التقابل بين الأرض والمريخ سوف يتكرر مرة أخرى بعد سنتين وتحديدا حسب الحسابات الفلكية فى 22 من مايو لعام 2016.
شـــــــــــــــــــاهد الفيديو على الرابط التالى
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.