مواجهات وأعمال شغب أمام البنك المركزي الأوروبي
لم يكن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي يعتقد أن افتتاح المبنى الجديد للبنك سيتحول إلى تظاهرة معادية للرأسمالية.
أعمال الشغب أسفرت عن جرح المئات من رجال الشرطة والمتظاهرين، كما قبضت الشرطة على أكثر من 500 ناشط.
افتتح ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي بمدينة فرانكفورت الألمانية اليوم الأربعاء (18 مارس 2015) المبنى الجديد للبنك على وقع احتجاجات وأعمال شغب العنيفة في محيط المبنى. وبينما كان المتظاهرون يشعلون النيران في صناديق القمامة والسيارات أمام المباني الزجاجية المغلقة للبنك المركزي الأوروبي ويلقون الحجارة، أقام البنك احتفالية صغيرة للافتتاح في حضور نحو مائة ضيف.
وتطرق دراغي في خطاب الافتتاح إلى الحديث عن المتظاهرين والأشخاص غير الراضين عن سياسة إدارة الأزمات في منطقة اليورو، والذين فقدوا الدخل والرخاء خلال أعوام الأزمة الماضية. وأضاف في حديثه أن المصابين باليأس إثر الأزمات ركزوا على البنك المركزي الأوروبي بصفته أحد المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي والتي أدت دورا محوريا في الأزمة. وقال: "ربما يكون هذا الاتهام غير منصف لأن سياستنا تهدف تحديدا للتخفيف من الصدمات الاقتصادية".
القبض على أكثر من 500 ناشط
ووقعت احتجاجات عنيفة في عدة أماكن داخل قلب مدينة فرانكفورت، وقالت متحدثة باسم الشرطة إنه جرى إضرام النيران في العديد من السيارات التابعة للشرطة وتعرض رجال شرطة للقذف بالحجارة من قبل المحتجين، الذين ألقوا بالحجارة أيضا على سيارات الإطفاء وعربات الترام، كما قاموا بتشكيل حواجز في الطرقات.
وجرح 90 شرطيا كما جرح أيضا عدد كبير من المتظاهرين. وألقت قوات الأمن القبض على حوالي 550 من مرتكبي أعمال الشغب، الذين ارتكبوا جرائم من بينها "جرائم جسيمة" حسب ما قال رئيس نقابة الشرطة الاتحادية أوليفر مالخو.
وزير العدل يحذر المتظاهرين
فرانكفورت تشتعل إثر مظاهرة مناهضة للرأسمالية
ونشبت أعمال شغب الأربعاء (18 مارس) في مدينة فرانكفورت الألمانية مع انطلاق مظاهرات حركة "بلوكوبي" اليسارية.
أعمال الشغب لم تقع بجانب المبنى الجديد للبنك المركزي الأوروبي فقط بل شملت أيضا وسط المدينة.
البنك المركزي الأوروبي اضطر لتصغير حجم حفل الافتتاح الرسمي لأسباب أمنية. وحتى الحضور الإعلامي الذي كان يريد تغطية حفل الافتتاح عرف بعض التحجيم لنفس الأسباب.
وحتى على مسافة بعيدة من الأماكن التي كانت مسرحاً لأعمال الشغب يمكن رؤية الدخان المتصاعد وسط ناطحات السحاب في العاصمة الاقتصادية الألمانية.
المتظاهرون يرشقون رجال الشرطة ورجال الإطفاء بالحجارة، وحتى القطارات لم تسلم من شغب المتظاهرين.
أنصار حركة "بلوكوبي" اليسارية المناهضة للرأسمالية تبرر أعمال الشغب باستخدام الشرطة للعنف المفرط والغاز المسيل للدموع.
الشرطة استخدمت أيضاً مدافع المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين.
أسفرت الاشتباكات عن جرحى في صفوف رجال الشرطة والمتظاهرين. وقد ألقت الشرطة القبض على حوالي 300 شخص منهم.
جاء أكثر من 10 آلاف من رجال الشرطة إلى فرانكفورت لتأمين المظاهرة. ومن المتوقع أن يكون عدد المتظاهرين قد وصل إلى نفس عدد رجال الشرطة.
حركة "بلوكوبي" اليسارية المناهضة للرأسمالية أعلنت في وقت سابق عن مظاهرات حاشدة بمناسبة افتتاح المبنى الجديد للبنك المركزي الأوروبي. ولكن لم يكن أحد يتوقع أن تكون المظاهرات بهذا الحجم من العنف.
حتى قبل حفل الافتتاح، قامت الشرطة بإحاطة المنطقة، حيث يوجد المبنى بالقضبان والأسلاك الشائكة، تحسبا لأعمال العنف. فقط الموظفون وسكان المنطقة يسمح لهم بالدخول بعد التحقق من الهوية. بالإضافة إلى توقيف حركة الحافلات والترام في المدينة.
مقر البنك المركزي الأوروبي الجديد هوعبارة عن ناطحة سحاب زجاجية تضم حوالي 2900 مكتب عمل. ولكن الميزانية الأصلية المخصصة للمبنى الزجاجي المقدرة بـ 850 مليون يورو وصلت في نهاية المطاف إلى 1.3 مليار يورو.
وبسبب موجة العنف الشديدة أوقفت السلطات تشغيل الترام في شوارع فرانكفورت.
كما وجهت إدارة المطافئ عبر "تويتر" دعوات للمحتجين بألا يعرقلوا أعمال إطفاء الحرائق.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه في مواجهة مرتكبي أعمال الشغب، وقال متظاهرون إن الشرطة استخدمت إضافة إلى ذلك القنابل المسيلة للدموع، وقال متحدث باسم حركة "بلوكوبي" اليسارية المناهضة للرأسمالية "ما يحدث ليس كما خططنا نحن في بلوكوبي لليوم كله. لكن يجب التنبيه إلى أن سيناريو الحرب الأهلية الذي بدأته الشرطة على ما يبدو، فهمه كثير من الناس (المتظاهرين) على أنه عملية تحد واستفزاز."
وتتوقع الشرطة الألمانية أن يشارك في المظاهرات عشرة آلاف شخص على الأقل طوال اليوم، حيث أن هناك خططا للقيام بمسيرات عديدة بعد الظهيرة. وقد حذر وزير العدل في ألمانيا هايكو ماس المتظاهرين المشاغبين من أن "من يخرق أو يسيء استخدام قانون التظاهر سيشعر بشدة القانون كاملة." مضيفا أن أعمال العنف ضد رجال الشرطة لا يوجد له مبرر وأن أعمال الشغب الخالصة تتعدى حدود كفاح الرأي السياسي.
وحركة "بلوكوبي" الداعية للمظاهرات عبارة عن اتحاد لليساريين المعادين للبنوك والرأسمالية ويضم أكثر من 90 منظمة تقول إن هدفها هو "بناء الديمقراطية والتضامن من أسفل (أي من الشعب وليس من الحكومة)".
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.