عمليات الثورة الفلسطينية النوعية، بالاضافة الى ثلة من الفدائيين والمقاومين والشهداء الفلسطينيين والعرب والاجانب على ارض فلسطين...
لتحيا فلسطين حرة مستقلة عاصمتها القدس الشريف من النهر الى البحر... ولتبقى ذكراهم خالدة في عقولنا وضمائرنا ما دامت هناك ارض عربية محتلة.
الشهيد الرفيق احمد قاسم الجعبري , من مدينة الخليل ..... رفض الاعتراف في التحقيق , و قام الاحتلال بالقائه و رميه من طائرة هوليكابتر .... حيث تم اعدامها رميا من الطائرة
.ولد الشهيد "قاسم أحمد قاسم الجعبري" في مدينة الخليل سنة 1933م، وكان يسكن في منطقة "حي واد القطع".
وقد شارك في مقاومة الاحتلال بعد سنة 1967، ووقع في الأسر، ولما رفض الاعتراف قام الصهاينة المجرمون بإلقائه من طائرة الهيليوكبتر التي اعتقلوه فيها.
الرفيق الشهيد قاسم أحمد الجعبري
ولد الرفيق في مدينة الخليل، وكان من الرفاق الاوائل الذين انخرطوا في صفوف العمل النضالي البطولي مؤمنا بقضية شعبه القومية والوطنية، وبالكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الامد اسلوبا لتحرير الارض المغتصبة. - شارك في العديد من العمليات والمعارك البطولية ضد العدو الصهيوني من خلال التزامه في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان طيلة سنوات نضاله مثال المقاتل الواعي الملتزم الذي لم يتوان عن القيام باي عمل نضالي وايه مهمة ثورية ضاربا بذلك امثولة حية للشباب العربي المتمسك بوطنه وقضيته.
استشهد الرفيق قاسم احمد الجعبري بتاريخ 20/8/1968 في سجون العدو الصهيوني نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له بعد اعتقاله من قبل العدو الاسرائيلي.
نقلاً عن موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
انتشرت ظاهرة المقاومين والمطاردين للاحتلال لما تبقى من فلسطين سنة 1967م,وقد عرفت جبال وكهوف وكروم عنب الخليل وأحراشها رجالا أشداء, كانت ضرباتهم المفاجئة والجريئة وحركتهم غير المتوقعة مصدر رعب ورهبة لهذه القوات والمتعاونين معها، هؤلاء المناضلون كانوا محاطين بسياج من المساعدين يسترون تحركاتهم,ويقدمون لهم الأكل والماء والعلاج ويزودونهم بمعلومات عن مواقع الجيش وتحركاته, وكان قاسم الجعبري واحدا من أولئك الذين شكلوا هذا السياج ,وقدم مساعدات كبيرة للثائر الفلسطيني الكبير'أبو منصور'الذي وصل صيته إلي الذرى وأصبح أسطورة يتغنى بها الصغير والكبير.
كان الشهيد قاسم يقوم بتقدم المأوى والغذاء واللباس والذخيرة ومراقبة مواقع وتحركات للعدو.
اعتقل لمدة شهر وتعرض للتعذيب والتنكيل ولكنه لم ينبس ببنت شفه وخرج مرفوع الهامة ليعاود الكرة من جديد .
حين اعتقلوه للمرة الثانية ,وحملوه بطائرة هيلوكبتر ,كان واضحا أن المعلومات التي حصل عليها جهاز المخابرات الصهيونية عن الشهيد خطيرة وذات أهمية كبيرة لهم وفي ذات الوقت كانوا يدركون ماهية الرجل فقد خاض تجربة قاسية انتصر فيها عليهم ,وتوصلوا إلي قناعة مفادها أن الرجل ليس صيدا سهلا وانه لن يعترف مهما عذب وبعد أن استنفذوا أساليبهم وهمجيتهم معه لجئوا إلي تهديده بالقتل وأنهم سينفذون هذا التهديد.
اقتيد الشهيد إلي سلم طائرة الهيلوكبتر التي استخدمت لاعتقاله,وقد بدأ الضرب العنيف عند مدخلها ...طبعا ليس معروفا ما حصل معه داخل الطائرة,لكن سيناريو ما حصل يمكن تصويره كالتالي :
رجل المخابرات المحقق ومساعده وبضعة جنود مسلحين داخل الطائرة,يبدأ رجل المخابرات بالحديث عن معرفته بكل شيء عن قاسم وعليه أن يعترف وانه إذا ما خرج حيا في السابق فلن يخرج الآن ألا إذا اعترف,يرد عليه بالنفي أو الشتيمة أو بالاستهزاء.
ترتفع الطائرة وضجيج محركاتها يصم الأذان ,رجل التحقيق يهدد الشهيد بإلقائه من الطائرة إذا لم يعترف ويدلي بمعلومات عن مكان أبي منصور ورفاقه,يبصق في وجه المحقق أو يشتمه أو يقول له لا يهمني فإذا مت فانا شهيد.
الشخصية وشجاعتها وجرأتها واستهزائها بالمحقق تستفز مشاعر المحقق فيصل إلذي قرر أن الرجل الذي أمامه يستحيل إرضاخه أو انتزاع أي اعتراف منه ... فقد حقق معه لمدة شهر ولم ينل منه مبتغاة... إذا لابد من قتله ,لكن كيف؟ نظر رجل المخابرات إلي العارض.مسافة مرتفعة جدا! وماذا لو وفرنا طلقاتنا وألقيناه من الطائرة, جالت الفكرة في رأسه, فكرة رجل أعمته التعبئة العنصرية وأغرته انتصارات إسرائيل... انتصارات علي أنظمة ضعيفة... فكيف برجل عادي ينتصر عليه وعلي جهازه... أمر المحقق بفتح باب الطائرة الذي يقفز منه المظليون, وهدده للمرة الأخيرة..ألا تريد أن تعترف ؟... يأتيه ردا محشرجا ولكنه مصمم:"لا".
يأمر المحقق بإلقائه من الطائرة يهوي قاسم من الطائرة ويتحطم رأسه وجسده ويسقط شهيدا ,لكنه حافظ علي رفاقه الذين أطعمهم وأسقاهم وآواهم وصانهم .وتكريما له انتقم له رفاقه بعمليات عسكرية جريئة.
ولد الشهيد سنة1932م في مدينة الخليل وأقام فيها طيلة حياته,لم ينل حظا من التعليم وبقي أميا لا يقرأ ولا يكتب ,عمل في شركة باصات الخليل الوطنية عاملا لمدة تزيد عن عشرين عاما ,تزوج من السيدة نجية الجعبري سنة1950م وانجبت منه أولادهم: احمد من مواليد سنة1951م، جادو سنة 1952م, جواد سنة1954م وابنتيه أمال سنة 1956م وأمينة سنة1957م .
لم يجر تشريح الجثة آنذاك حتى أن السلطات لم تبرر سبب وفاته وخلال عملية الدفن ظهر كسر في الجمجمة وكسور في جميع أنحاء الجسم.
شيع الجثمان في جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف من أهالي مدينة الخليل وفتح بيت عزاء استمر ثلاثة أيام
عملية نفق عيلبون الفدائية - صورة الشهيد احمد موسى قائد العملية
الشهيد احمد موسى كما تشير سيرته الذاتية هو من مواليد 1923 قرية ناصر الدين بمدينة طبريا …
وهاجر في عام 1948 الى الاردن بعد النكبة الامر الذي ولد لديه شعورا كبيرا بضرورة الانتقام عسكريا وبالقوة فقط لان العصابات الصهيونية قتلت وهجرت عشرات الآلاف بعدما دمرت منازلهم وقراهم ومنذ تلك اللحظات الرهيبة آمن بضرورة المقاومة المسلحة لتحرير الارض الفلسطينية‚ وعند بزوغ فجر الاول من يناير1965 اعلنت الثورة الفلسطينية بداية الكفاح المسلح حيث استشهد احمد موسى الدلكي بعد تفجير موقع إسرائيلي حيوي‚ وكان الشهيد الاول في الثورة الحديثة قد التحق بالفدائيين في عام 1956 وفي عام 1964 التحق بحركة فتح فكان الرجل السابع في جناحها العسكري (العاصفة) لها
حسب ترتيب المؤسسين والشهيد احمد موسى يرتبط اسمه دائما بالذكرى السنوية لانطلاقة حركة فتح كاول شهيد يسقط في مواجهة مسلحة مع القوات الإسرائيلية‚
فقد كان أول السباقين لتلبية نداء الثورة والتحق بقوات العاصفة وهي في طور التكوين والإعداد واجتاز دورة عسكرية في سوريا‚ ثم نفذ اول عملية جريئة ضد اسرائيل‚شهيد للثورة الفلسطينية احمد موسى الدلكي
وذكر ان الشهداء الذين كانوا مع الشهيد الراحل في تلك الليلة (ليلة ميلاد اكبر حركة مقاومة فلسطينية) هم حسن الحميدي الدلكي والذي استشهد في لبنان 1983 ‚
وحش الدلكي استشهد في عملية داخل إسرائيل عام 69‚ وحسن غورو الدلكي والذي استشهد ايضا في عام 68 بعملية بطولية ضد الاحتلال الاسرائيلي‚ سقط الشهيد احمد موسى في نهر الاردن بعد مواجهة دامية مع الاسرائيلين ومنذ رحيله وحتى يومنا هذا لا زال الشهداء يسقطون على ارض فلسطين من اجل التحرير والحرية والاستقلال
تهل الذكرى ال 46 لإستشهاد قائد عملية " نفق عيلبون " في فلسطين والتي قاد مجموعته الإستشهادية ، الشهيد البطل " احمد موسى دلكي " ، لدك حصون العدى في عملية نوعية لتكون رمز الإنطلاقة لقوات" العاصفة" حين ذاك ثم استبدلت لتكون حركة " فتح " في عملية اعد لها على درجة عالية من التخطيط والإعداد ولتكون إنطلاقة الرصاصة الأولى من داخل فلسطين لا من خارجها ، وذلك كما اريد لها أن تكون، ثم اثرها السلبي والمعنوي على جيش وحكومة العدو، التي لم تكن ترى في ساحة العروبة سوى نفسها ، فكان صدى العملية بعدما انهى الرجال مهمتهم على احسن وجه ، إذ اخذ العدو في تخبط ملحوظ من ناحية البيانات والتقارير الإخبارية التي اوردها متحدثه في نشراته الإخبارية من خلال الراديو ، ثم حديث جنرالاته وتوعده للفدائيين والذي نم عن فقدان السيطرة على الأمن الداخلي الصهيوني الذي كان بالنسبة للمقاومين الفلسطينيين ما هو إلا نزهة بالنسبة لهم ، يدخلون متى شاؤا ومتى يخرجوا ، وإن دل ذلك فهو المعرفة الدقيقة للمخارج والمداخل للأرض الفلسطينية ، فكيف لا وهم ابناء فلسطين فقد ولدوا على ثراها الطهور وخرجوا منها وهم رجال ، وقد كان للشهيد دوره الكبير في ثورة ال 36 ، وما تبعها من ثورات وحرب عصابات ضد الانجليز وقطعان المستوطنين .
كل هذه المفاهيم القتالية كانت كافية له ولإخوته من المقاتلين من ابناء عمومته الذين رافقوه في هذه العملية لتكون عمليتهم الناجحة جرحا نازفا في خاصرة ذاك الكيان الغاصب لأرضنا فلسطين ، حينما اذنت متفجراتهم التي طوقت إدارة ومعدات وتجهيزات نفق " عيلبون " بأن تنفجر وتهز شمال فلسطين ، وليسجل حينها اول ايام شهر رمضان الفضيل الذي وافق المناسبة الشامخة في الصراع العربي الصهيوني ميلاد فجر بطولة، وميلاد اول شهداء الثورة الفلسطينية وحركتها " فتح" " الشهيد البطل " احمد موسى دلكي ".
ولتبقى الذكرى بريئة من كل ما يحدث على ارض فلسطين من مفاوضات عبثية لا يأتي بها العدو سوى الشر، وضياع المزيد من ارض فلسطين ودرتها المسجد الأقصى .
تفاصيل العملية الفدائية :
ختيار مجموعة التنفيذ: (1)
بعدما وردت التقارير الاستطلاعية من الأرض المحتلة موضحاً فيها بدقة كل تفاصيل المنطقة المحيطة بالهدف من بداية سير نفق المياه في الشمال الغربي لبحرية طبريا مروراً بالقرب من مغار الأمير ثم ياقوق ويتعرج بالنزول حتى كلانيت ليصب في بحيرة الصلمون الصناعية وفي نهاية البحيرة العميقة يوجد سد مغلق يمر منه فتحات لتشغيل توربينات محطـة توليد الكهـرباء والتـي بدورها تدير مضخات الدفـع لتمـرير المياه عـبر الأقنيـة بعـد قريـة عيلبـون من تحت سطح الأرض.
وبينت الرسوم والكروكات المرفقة مع التقرير أماكن تواجد المعسكرات وبرنامج عمل دوريات الحراسة موضحة التوقيت والفترات الزمنية بحساب دقيق الذي يفصل بين كل دورية وخط سيرها.
ومراعاة لكل هذه الظروف، دأب المجاهد ياسر عرفات على دراسة خطة محكمة بأسلوب هندسي يهتم بأدق التفاصيل ليحقق النجاح التام للعملية مع ضمانة وصول المجموعة وعودتها سالمة، واهتم، كذلك بأن يعطي الانطباع للعالم أجمع أن المقاومة الفلسطينية الوليدة بإمكانها أن توقع الخسائر المادية القائمة في كل منشـأة وموقع تصل يد المقاومة له وحتى لا يتمكن العدو من تطـوير مشاريعـه الاستيطانية.
قبل نهاية أيام عام 1964م كان قد تم اختيار أربعة مجاهدين أشداء من ذوي الاختصاص والتدريب الجيد للقيام بتنفيذ المهمة وقد تم تأمين الدليل المتمكن من معرفته لطبيعة الأرض المحتلة في المنطقة ما بين طبريا ومدينة صفد حتى الحدود مع شمال الضفة الغربية.
خطة سير العملية: (2)
- وصول مجموعة المجاهدين الأربعة إلى خربة ناصر الدين قضاء طبريا بالزي المدني وكان بانتظارهم العنصر الخامس وهو الدليل الذي كان متخفياً على شكل راعي مع بعض من أغنامه.
- الوصول بالقرب من كفار حطين مكان وجود النقطة الميتة المدفون تحتها الألبسة الخاصة بالعملية وحقيبة المتفجرات والأسلحة وهي عبارة عن بندقيتين سينوبال ورشاشين كارول وحقيبة قنابل يدوية ومجموعة مخازن ذخيرة.
- الوصول إلى منطقة المجدال القريبة من شاطئ بحيرة طبريا وبعد التفتيش بين أشجار الشاطئ عن مكان مناسب للاستراحة والمبيت وبعد ترتيب الحراسة أمضى المجاهدون ساعات الليل الأولى على دراسة الخطة وتوزيع المهام ليعود الدليل مع أغنامه لمسح الآثار وتواعدو معه على أن يلتقي مع المجموعة وهم في طريق عودتهم عند قرية الشجرة.
بداية تنفيذ العملية: (3)
- تحركت المجموعة عبر الوادي المؤدي إلى عين رافيد، وتحت ثيابهم البدوية أخفوا الأسلحة والمتفجرات ومن بين شجيرات الوادي الكثيفة وصلوا إلى موقع العين ونصبوا كمينهم الأول تحضيراً للانتقال إلى الموقع.
- وعند حلول الظلام تم توزيع المهام فيما بينهم
الشهيد البطل كايد عبيدات .. اول شهيد اردني في فلسطين
يزال طيف "صقر فلسطين" كما يحلو لسكان قريته "كفر سوم" أن يطلقوا عليه يحلق فوق الكفارات في شمال الوطن الذي حمل لواء الدفاع عن فلسطين عبر العصور
تحرك الشعور القومي لدى الأردنيين عندما تنصل الحلفاء من وعودهم للشريف حسين بن علي، بتوقيعهم اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت بلاد الشام والعراق في العام 1916، تبعها وعد وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917.
أعلنت الجماهير رفضها لذلك الوعد، وتداعت زعامات الأردن للوقوف في وجه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، لعقد اجتماع تاريخي في عجلون بحضور مئات من الشخصيات الوطنية في مقدمتها الشيخ كايد مفلح العبيدات، الذي اختير لمراسلة شيوخ وزعماء العشائر الأردنية في بقية أنحاء الأردن، لحثهم على توحيد كلمتهم أمام المد الصهيوني
في أول هجمة أردنية ضد قوات الاحتلال البريطاني في منطقة تلال الثعالب في فلسطين، ارتفع الشيخ كايد شهيدا أردنيا أول على ثرى فلسطين. نقل النعش على أكتاف مناضلين من درعا في ظلام الليل إلى منطقة المخيبة ثم الحمة ومن ثم كفر سوم، حيث ووري الجثمان هناك
عمليات فدائية نوعية عبر الحدود الاردنية
نتذكر بعض العمليات الفدائية النوعية التي نفذت من الحدود الاردنية عسى أن يأتي اليوم ( المنتظر بلهفه ) وتفتح أطوّل حدود مع فلسطين مرّه اخرى وبشكل دائم أمام الأحرار
بعض العمليات البطولية قبل 1/1/1965م
يونيو/ حزيران 1953 – فدائيون هاجموا قرية زراعية بالقرب من اللد وقتلوا أحد سكانها.
وقد قام الفدائيون بإلقاء قنابل يدوية وإطلاق النار بكل الاتجهات. خلال الليلة ذاتها هاجمت مجموعة فدائية أخرى على منزل في بلدة الخضيرة. وجاءت العمليات المذكورة غداة توقيع الكيان الصهيوني والأردن على اتفاق, بوساطة الامم المتحدة , تعهد الأردن بموجبه بمنع تسلل الفدائيين من أراضيه إلى الكيان الصهيوني.
المنزل في موشاف تيران يهودا بعد أن تعرض للهجوم بالقنابل اليدوية 9.6.1953
العاشر من يونيو _حزيران
فدائيون تسللوا من الأراضي الأردنية قاموا بتدمير منزل في قرية ميشمار-أيالون الزراعية.
الحادي عشر من يونيو/ حزيران – فدائيون هاجموا صهيونيين في كفار-هس وقتلوهما بالرصاص.
الثاني من سبتمبر / أيلول - مجموعة من الفدائيين تسللت من الاراضي الأردنية ووصلت إلى حي كاتامون في وسط القدس. وقام الفدائيون بإلقاء قنابل يدوية بكل الاتجهات وبأعجوبة لم يصب احد بأذى.
1954
السابع عشر من مارس/ اذار – فدائيون نصبوا كمينا لسيارة باص كانت في طريقها من ايلات الى تل-أبيب وأطلقوا النار عليها باتجاها عندما وصلت الى منطقة معاليه–هعاقرابيم في منطقة النقب في جنوب الكيان الصهيوني. ونتيجة لإطلاق النار قتل سائق الباص وأصيب غالبية الركاب بجروح. ثم دخل الفدائيون سيارة الباص وأطلقوا النار على جميع الركاب, الواحد تلو الأخر, مما أسفر عن مقتل أحد عشرة راكبا. ويشار إلى أن الفدائيون تمكنوا من العودة إلى الحدود الأردنية الواقعة على بعد عشرين كيلومترا فقط عن موقع الحادث.
سيارة الباص التي تعرضت للهجوم قرب معاليه هاعاقرابيم في النقب. 17.3.1954
جثة سائق سيارة الباص
خمس من جثث القتلى في هجوم معاليه هاعاقرابيم 17.3.1954
1955
الثاني من يناير/ كانون الثاني- فدائيون قتلوا راكيبين في منطقة صحراء يهودا.
الرابع و العشرون من مارس/اذار – فدائيون ألقوا قنابل يدوية وأطلقوا النار على جمهور من المواطنين أثناء حفل زفاف في قرية باتيش الزراعية في منطقة النقب مما أسفر عن مقتل إمرأة وإصابة ثمانية عشر شخصا بجروح.
1956
السابع من إبريل/ نيسان - إمرأة من بلدة أشكيلون قتلت في منزلها بعد أن قام فدائيون بإلقاء قنابل يدوية داخل المنزل.
اثنان من سكان كيبوتس غيفات–هاييم قتلا نتيجة تعرضهما لإطلاق النار على سيارتهما في الطريق المؤدي من مفترق بلوغوت الى ميشمار هانيغيف.
كما سجلت عمليات أخرى بقنابل يدوية وإطلاق النار على منازل وسيارات في مناطق مختلفة مثل نيتسانيم وكتسيوت أدت إلى مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة أخرين بجروح.
الخادي عشر من إبريل / نيسان – مجموعة من الفدايين أطلقت النار على كنيس يهودي في قرية شافرير الزراعية مما أسفر عن مقتل أربعة في المكان وإصابة خمسة بجروح منهم ثلاثة بجروح بالغة.
الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول – مجموعة من الفدائيين قتلت ثلاثة حراس دروز في عين-عوفاريم في وادي العربة.
الثالث و العشرين من سبتمبر / أيلول – فدائيون أطلقوا النار من موقع أردني وقتلوا اربعة علماء اثار وأصابوا ستة عشر أخر بجروح بالقرب من كيبوتز رامات- راحيل.
الرابع و العشرين من سبتمبر/ أيلول – مقتل خمسة عمال صهاينة في سدوم.
التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول- مقتل عاملين في بستان قرية نافيه-هاداسا للشباب في منطقة هاشارون في وسط الكيان الصهيوني.
1957
الثامن من مارس/ أذار - مقتل مستوطن من كيبوتز بيت- غوفرين على يد فدائيون في حقل يقع بالقرب من هذا الكيبوتز.
السادس عشر من إبريل/ نيسان – فدائيون تسللوا من الأردن قتلوا حارسين في كيبوتز ميسيلوت.
الثاني عشر من مايو/ أيار – فدائي مسلح فتح النار على شاحنة في منطقة العربة وقتل أحد العمال الذين كانوا على متنها.
التاسع و العشرين من مايو/ أيار- مقتل سائق جرار وإصابة شخصين بجروح نتيجة انفجار لغم بالقرب من كيبوتس كيسوفيم.
بعد انفجار اللغم بالقرب من كيبوتس كيسوفيم 29.5.1957
أنقاض منزل فجّره فدائيون في تل موند 29.5.1957
الثالث و العشرين من يونيو/ حزيران – إصابة صهيونيين بجروح نتيجة تعرضهم لانفجار لغم بالقرب من الحدود الاردنية .
الثالث و العشرين من أغسطس/ أب- مقتل حارسين في شركة المياه الصهيونية "ميكوروت" بالقرب من كيبوتز بيت- غوفرين.
الواحد و العشرين من ديسمبر/ كانون الأول – مقتل أحد سكان كيبوتس غادوت في منطقة الحقول التابعة للكيبوتس.
1958
الحادي عشر من شباط/ فبراير – فدائيون قتلوا أحد سكان موشاف- يانوف كان في طريقه إلى كفار يونا في منطقة هاشرون وسط البلاد.
الخامس من إبريل/ نيسان- مقتل شخصين بالقرب من تل- لاحيش نتيجة تعرضهم لإطلاق النار في كمين نصبه لهما فدائيون.
الثاني و العشرين من إبريل/ نسان – جنود أردنيون فتحوا النار على صيادي سمك وقتلوهما في منطقة العقبة.
السادس و العشرين من مايو/ أذار -مقتل اربعة من ضباط الشرطة الصهيونية في هجوم قام به مسلحون أردنيون في جبل سكوبوس في القدس.
السابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني- فدائبون سوريون قتلوا زوجة الملحق الجوي البريطاني في إسرائيل الذي أقام في فندق صغير تابع للدير الايطالي على جبل التطويبات.
الثالث من ديسمبر/ كانون الأول- مقتل مستوطن في كيبوتز غونين. وإصابة 31 مدنيا في هجوم بالمدفعية.
1959
الثالث و العشرين من يناير/ كانون الثاني- مقتل مستوطن من كيبوتز ليهافوت- هاباشان .
الأول من فبراير/ شباط – مقتل ثلاثة صهاينة نتيجة تعرضهم لانفجار لغم زرعه إرهابيون بالقرب من موشاف زافديال.
الخامس عشر من إبريل/ نيسان – مقتل حارس في كيبوتز رامات- راحيل.
السابع و العشرين من إبريل/ نيسان- مقتل ركيبين نتيجة تعرضهما لاطلاق النار في منطقة مسادة.
السادس من سبتمبر/ إيلول- فدائيون من البدو قتلوا ضابط استطلاع في سلاح المظلات بالقرب من نيتزانا.
الثامن من سبتمبر/ أيلول- عدد من البدو فتحوا النار على موقع عسكري في منطقة النقب مما أسفر عن مقتل ضابط في الجيش الصهيوني هو الكابتن يائير بيليد.
الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول- مقتل مستوطن من كيبوتز حيفتزيبا بالقرب من كيبوتز ياد- هانا.
1960
السادس و العشرين من إبريل/ نيسان- فدائيون قتلوا أحد سكان مدينة أشكيلون جنوبي المدينة.
1962
الثاني عشر من إبريل/ نيسان- فدائيون فتحوا النار على سيارة باص تابعة لشركة ايغيد الصهيونية كانت في طريقها إلى ايلات مما اسفر عن مقتل أحد الركبات.
الثلاثين من سبتمبر/ أيلول- فدائيان هاجما سيارة باص تابعة لشركة ايغيد كانت في طريقها إلى ايلات. قتل 3 مستوطنين.
الأول من يناير/ كانون الثاني – سبعة فدائيين قتلوا 21 صهيونيا في منطقة بيت-اسرائيل, القدس.
1953
الرابع عشر من إبريل/ نيسان – حاول الفدائيون لاول مرة التسلل إلى الكيان الصهيوني من البحر ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد أن تم اعتراض واحد من القاربين الذين استخدمها الفدائيون ودارت معركة بحرية قتل فيها 4 جنود صهاينة.
السابع من يونيو/ حزيران – مقتل صهيوني وإصابة ثلاثة اخرين بجروح بإطلاق النار في جنوب القدس.
من كفر قاسم في فلسطين.. إلى ميونيخ في ألمانيا
مجزرة "كفر قاسم
جريمة عجز القاموس ان يجد في اوراقه الغنية مفردات لوصفها.. ذكرى لا تمحوها الأيام والسنين مهما طالت
في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 2007، ومع إكتمال الساعة الخامسة مساءاً تكتمل السنة الواحدة والخمسين للمجزرة الرهيبة التي إقترفها حرس الحدود الإسرائيلي في كفر قاسم، القرية العربية الواقعة في أقصى جنوبي المثلث العربي المحاذي لرأس العين ولقريتي كفر برا وجلجولية. ولمن يريد أن يقف على أبعاد هذه المجزرة فلا بد له من إدراك أهمية موقع كفر قاسم. فهي قرية حدودية تفصل بين إسرائيل والضفة الغربية، وقد ضمت لإسرائيل مع بقية قرى المثلث بحكم إتفاقية الهدنة التي أبرمت بين الممكلة الهاشمية والحكومة الإسرائيلية، والتي قضت بتجزئة فلسطين بين الطرفين. وتم ذلك بعد أن رفعت حرب عام 1948 أوزارها، ولكن أحداً لم يسأل أهل قرى المثلث عن رغبتهم في الإنضمام إلى الدول اليهودية الناشئة، ومنذ اليوم الأول لضم المثلث لإسرائيل بدأ العد التنازلي، والذي صادفت بدايته الساعة الخامسة من التاسع والعشرين من تشرين الأول قبل واحدا وخمسين عاماً خلت.
تسعة وأربعون شهيداً وشهيدة من أطفال وشيوخ، نساء ورجال، فتية وفتيات، سقطوا شهداء شهوة عسف حرس الحدود الإسرائيلي. مشاهد تضرم نيران الإنسانية التي تستنجد طالبة الرحمة، ولكن الرحمة لم تكن عند مدخل البلد فتتابع سقوط الضحايا عنده، وإمتزجت الدماء الزكية بالتربة التي ستبقى شاهدة على عمق المأساة. وبكل الألم والإشمئزاز لا بد لذاكرتنا الحية أن تستعيد سلسلة المجازر التي إرتكبت بحق شعبنا الفلسطيني. ويدرج إسم كفر قاسم من جديد في كل مقال وخطاب لدى وقوع أعمال دموية رهيبة مثل صبرا وشاتيلا، والأقصى، والحرم الإبراهيمي وحتى قانا وغيرها من المجازر التي ارتكبت بحق ابنا شعبنا الفلسطيني.
بعد أن تنقضي ساعات المجزرة تترسب الآلام وتنزف الجروح، آلام عائلات تيتمت بفقدان آبائها، وعائلات ثكلت أبناءها، آلام قرية بأكملها تحيي في كل سنة ذكرى الحوادث الدموية التي لا تمحوها الأيام مهما مر عليها ذيل النسيان الطويل، وجروح تنزف في تاريخ هذا الشعب الذي لم يصل بعد إلى شاطئ الأمان. وتنتصب وثائق ومحاضر المحكمة شاهدة على فظائع تلك الأيام. فقد حظيت كفر قاسم مثل صبرا وشتيلا، والحرم الإبراهيمي، بلجنة تحقيق ومحكمة دونت شهادات شهود العيان. وأرخت الكتب والمقالات الحوادث لتكشف أموراً لم تنكشف من قبل. والأهم من ذلك هو البعد التاريخي الذي تكتسبه المجزرة المفجعة على مدى الأيام مما يزيد فهمنا لها. علينا جميعاً أن ندرك الدوافع الحقيقية لإرتكاب المجزرة، ومجريات الأمور من خلف أبواب المحكمة المغلقة، والسر الكبير الذي لم يسمح للضحايا معرفته. بعد إنقضاء اكثر من خمسن عاماً بدأت الحقائق تظهر الواحدة تلو الأخرى بشكل غير منتظم. وكان علينا تركيب وجمع كل الأجزاء المبعثرة حتى تكتمل الصورة، لأن من حقنا أن نعرف الحقيقة.
عملية "ميونيخ
مجموعة من المقاومة الفلسطينية مكونة من ثمانية فدائيين تنفذ عملية حملت اسم "إقرث وكفر برعم"، وذلك عندما اقتحموا مقر البعثة الرياضية الإسرائيلية في القرية الاولمبية بمدينة ميونخ في الخامس من ايلول عام 1972 في ألمانيا الاتحادية أثناء دورة الألعاب الأولمبية، واحتجزوا تسعة من الرياضيين الإسرائيليين رهائن بعد أن قتلوا أثنين حاولا المقاومة. والمعلوم أن منظمة "أيلول الأسود"، بقيادة علي حسن سلامة، هي التي كانت قد خططت ونفذت العملية
.
وطالب الفدائيون في رسالة القوها من نافذة المبنى الذي احتجزوا فيه الرهائن بأن تفرج السلطات الإسرائيلية عن 200 من المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية من بينهم ريمة عيسى وتيريز هلسة اللتان تم أسرهما إثر عملية مطار اللد التي جرت يوم 8/5/1972 والفدائي الياباني أوكاموتو والضباط السوريون الخمسة الذين أسرتهم إسرائيل مع ضابط لبناني يوم 21/6/1972 وبأن تؤمن نقلهم إلى أي بلد عربي وفي حال وصول المعتقلين العرب إلى أية عاصمة عربية والتأكد من ذلك يتم التفاوض مع الحكومة الألمانية عن طريق جهة معينة أو بطريقة مباشرة لتسليمها الرهائن الإسرائيليين وخروج الفدائيين من الأراضي الألمانية بسلام.
وحدد الفدائيون مهلة ثلاث ساعات يقتل الرهائن بعدها إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم. وفي السابعة والنصف صباحاً أحاطت الشرطة الألمانية بالمبنى، وتمركز القناصة على سطوح المباني المحيطة به وبدأت المفاوضات مع الفدائيين بحضور وزير الداخلية الألماني الاتحادي ووزير داخلية مقاطعة بافاريا حيث تقع مدينة ميونخ ومدير شرطتها وإثر المفاوضات تم تمديد مهلة الإنذار مرتين.
عرضت السلطات الألمانية تقديم عدد من المسؤولين الألمان رهائن والاستعاضة بهم عن الرهائن الإسرائيليين ولكن الفدائيين رفضوا العرض وتقدمت السلطات الألمانية أيضاً باقتراح تقديم مبلغ غير محدد من المال لقاء الإفراج عن الرهائن فقوبل بالرفض التام وأصر الفدائيون على الاستجابة الكاملة لمطالبهم.
وجرت اتصالات بين الحكوميتين الألمانية والإسرائيلية أسفرت عن اتفاق بين الطرفين أعلنت فيه إسرائيل رفضها المطلق الاستجابة لمطالب الفدائيين وإصرارها على إعداد كمين لإطلاق سراح الرهائن حتى ولو أدى ذلك إلى مقتلهم وأرسلت شخصية كبيرة من جهاز الأمن الإسرائيلي وصلت إلى ميونخ في الساعة التاسعة والربع مساء للإشراف على إعداد كمين وتنفيذه وقد اعترفت بذلك رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك "غولدا مئير" أمام الكنيست في جلسة طارئة عقدتها إثر العملية. ويعتقد أن المسؤول الأمني هو الجنرال اهارون ياريف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الذي عين فيما بعد مستشاراً لرئيسة الحكومة للمهام الخاصة.
وإزاء الرفض الإسرائيلي طلب الفدائيون تأمين طائرة تقلهم مع الرهائن إلى القاهرة. وفي الساعة العاشرة والربع مساء أقلعت طائرتا هيلكوبتر محملتان بالفدائيين والرهائن إلى مطار "فورشينفليد بروك" العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي وكان قد نصب الكمين فيه.
احتل 12 قناصاً المانيا متسترين بالظلام مواقعهم في المطار، وكانت ساحته مضاءة بالأنوار الكاشفة، أطلقوا النار على الفدائيين فرد هؤلاء عليهم بالمثل، كما أطلقوا النار على الأنوار الكاشفة فساد الظلام مسرح العملية.
أسفرت المعركة عن مقتل الرهائن الإسرائيليين التسعة وشرطي ألماني وأستشهد خمسة من الفدائيين وأعتقل ثلاثة كان أحدهم مصاباً بجراح أدت فيما بعد إلى بتر ساقه.
وقد استخدمت السلطات الألمانية ضدهم أنواعاً مختلفة من التعذيب بما فيها العقاقير الطبية الممنوعة دولياً.
وتم الإفراج عنهم إثر عملية احتجاز طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية كانت متوجهة من بيروت إلى ألمانية الاتحادية يوم 29/10/1972
وقد حاولت السلطات الألمانية في البداية إلقاء تبعة إطلاق النار على الفدائيين، ولكنها عادت واعترفت رسمياً بمسؤوليتها عن إعداد الكمين والبدء بإطلاق النار.
ومنذ ذلك الوقت، قررت المؤسسة الحاكمة في الكيان الصهيوني الانتقام وقتل كل من شارك في هذه العملية. وقد نجح العدو في تنفيذ عملية الانتقام.
"لدينا أسماء لأحد عشر فلسطينيا، كلهم متورطون فيما حدث بميونيخ. ستقوم بقتلهم؛ واحدا تلو الآخر. كلهم في أوروبا حاليا. ستمكث هناك حتى تنتهي مهمتك بالكامل"، هذا ما يقوله أفرايم؛ أحد ضباط الموساد لآفنر، في أحد مشاهد فيلم "ميونيخ"، الذي يروي قصة اغتيال الموساد لناشطين فلسطينيين بعد عملية ميونيخ.
ويقول الشهيد أبو إياد؛ أحد قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في كتابه "فلسطيني بلا هوية"، إن الدافع وراء عملية ميونيخ كان رفض لجنة الألعاب الأولمبية إشراك رياضيين فلسطينيين في أولمبياد ٧٢، بحجة أن فلسطين واقعيا لا وجود لها، وكان الهدف لفت أنظار العالم إلى قضية فلسطين، والمطالبة بإطلاق سراح ٢٠٠ أسير عربي وأجنبي، من السجون الإسرائيلية.
ولعل هذه الضجة الإسرائيلية تؤكد لنا أن الصهاينة لا ينسون، ويحاولون دائماً استغلال ذاكرتهم واستثمار ذكرياتهم في رفض السير في الطريق إلى "تسوية عادلة" على النقيض من ذلك، فإن حكاماً عرباً يلقون بتصريحات تسيل غزلاً في القيادات الإسرائيلية الذين يصفونهم بأنهم "رجال سلام" مع أن الإسرائيليين أنفسهم يرون في قادتهم صورة مغايرة تماماً لذلك. والأخطر من ذلك عربياً إنه يجري الحديث عن "السلام" صباح مساء، وتتكون منظمات تتغنى بالسلام، وترتل تراتيل السلام، وتقيم معسكرات للسلام، تجمع مواطنين عرباً مع إسرائيليين
وفي حين، يؤكد العدو لنفسه ولنا أنه لا ينسى، نتسابق نحن إلى النسيان، تحت رايات الدعوة إلى "السلام" وليته يكون سلاماً حقيقياً، وليس ضرباً من الوهم، نخادع أنفسنا به. إن أحداً لا يعارض سلاماً حقيقياً يعيد الحقوق ويحرر الأراضي المحتلة، ويحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ويضمن حق العودة.. وهو ما يرفضه الصهاينة ويقاومونه
باختصار، إنهم لا ينسون، فلماذا ننسى؟ هذه هي القضية.
كارلوس
اسمه الييتش راميريز سانشيز المشهور بكارلوس ، مواليد 12 أكتوبر 1949، فنزويلي الأصل من عائلة معروفه بثرائها.. سافر إلى لندن لدراسة اللغة الإنجليزية وأصولها، وبدل تعلم الإنجليزية أجاد التحدث بسبع لغات (الاسبانية - الفرنسية - الإنجليزية - العربية - الايطالية - الروسية والأرمينية)، ومن ثم انتقل للدراسة في موسكو.. أثناء دراسته في جامعة باتريس لومومبا في موسكو، تعرف على (بو ضيا) الشاب الثوري الجزائري الذي انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهكذا نشأت علاقة حميمة بين كارلوس وبوضيا، وأعجب كارلوس بأفكار وأتجاهات بوضيا وخاصة أنه يشاطره نفس الأفكار والرأي .انخرط كارلوس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – العمليات الخارجية، وقد أشرف على تدريبه - الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد، وتلقى تدريبات عدة قبل إنخراطه في الجبهة في فنزويلا وكوبا.كارلوس نفذ عملياته في أكثر من دولة أوروبية، في فيينا بالنمسا خطط وشارك لعملية الهجوم على مقر اجتماع الأوبك لوزراء البترول عام 1975 حيث أذاع بيان (درع الثورة العربية) وهي من أغرب العمليات وأدقها وأكثرها مدعاة الدهشة وعدم التصديق! كما استولى كارلوس على السفارة الفرنسية في "لاهاي" بهولندا، مقر محكمة العدل الدولية، واختطف طائرة فرنسية إلى مطار "عنتيبي" بأوغاندا في عام 1976، فقد كان على الطائرة شخصيات وسواح اسرائيليون، كما قام باستهداف طائرة العال الإسرائيلية في فرنسا بواسطة (قاذف ار.بي.جي) وبعد اسبوع واحد قام بعملية جريئة بإقتحام نفس المطار مع مجموعته لاستهداف طائرة العال الإسرئيلية وقد كشفت العملية ونجح باحتجاز رهائن ورضخت فرنسا لمطالبه، وقد حاول اغتيال نائب رئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني في لندن، ورئيس شركة محلات ماركس اند سبنسر (جوزيف ادوارد ستيف) الداعم للحركات الصهيونية، وقام بتفجير عديد كبير من البنوك الصهيونية والممولة للحملة الصهيونية ومحطاتها الإذاعية، وكان لديه قائمة بأسماء الداعمين للحركة الصهيونية يريد تصفيتهم - كما قام بالتحضير لعمليات ضد الإمبريالية والصهيونية ومجموعة الرئيس المصري أنور السادات.و كان قد تم تحديد مكان وجوده في السودان عام 1994 من قبل رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية وهو الان مسجون في فرنسا بعد تامر السودان وتسليمه لفرنسا
الغارة الصهيونية على تونس....مجزرة حمام الشط
كان البحر في حمام الشط بتونس الخضراء عروس إفريقيا ولؤلؤة الساحل العربي مستسلماً لأشعة الشمس وللرياح الخفيفة، التي طيرت أوراق الشجر بحذر.وكانت عصافير المنطقة تزقزق مرتاحة البال وبلا هموم ومخاوف من الصيادين.. وكان أهالي المنطقة يمارسون أعمالهم كالعادة.. الرجال والنساء في أعمالهم وأشغالهن، التلاميذ من البنات والأولاد في مدارسهم. العجائز وكبار السن مع الأطفال والرضع في منازلهم..العمال في مصانعهم، والفلاحين في حقولهم، والشعراء والأدباء مع أحلامهم وأسفارهم يرسمون الشعر برشية فنان عشق تلك الأرض.
كانت منطقة حمام الشط تبدو كأنها قطعة من جنة على الأرض، هادئة، مسالمة ، جميلة، فيها حركة ونشاط وحيوية، تنتشر أشعة الشمس الذهبية على وجوه سكانها الطيبين.تنعش أجسادهم العربية السمراء نسمات الريح القادمة من جهة البحر.يستسلمون لغفوة سريعة تحت شجرة تين أو زيتون وعلى رمل أرض لشعب يحب الحياة.
هناك في حمامي الأنف و الشط وجدت عائلات المقاتلين الفلسطينيين الذين اضطروا للرحيل عن لبنان بعد حصار طويل للعاصمة بيروت وقتال وصمود وتألق في المعركة.وجدوا المنزل المؤقت الجديد، و الاستقبال الشعبي الكبير، والرعاية والاحتضان من أهل تونس. هؤلاء الفدائيين الذين صعدوا السفن وأبحروا لمدة أسبوع كامل من بيروت حتى وصلوا الى تونس الخضراء. خرجت جموع غفيرة وهائلة من جماهير الشعب التونسي الشقيق في استقبالهم. جاءت الجماهير من العاصمة وضواحيها ومن قصفة وتوزر والجريد وصفاقس وقابس وبنزرت والقيروان وقصر هلال والمهدية وسوسة وكل تونس للترحيب بهم كأبطال وأهل حلوا ضيوفاً بعد شدة وقهر على شعب ينام ويصحو وهو يفكر بفلسطين.استقبلتهم جماهير تونس المشبعة بحب الحياة والمواجهة وصعود الجبال ورفض العيش بين الحفر بالترحاب. فشعروا أنهم عند أهلهم وبين ناسهم.
ولما عادوا يلتقطون أنفاسهم بعد حصار بيروت ويجمعون شتاتهم ويلمون قوتهم، وأصبحوا عارفين أكثر بتركيبة تونس وطبيعتها شعباً ودولة وحياة.. فاجأتهم الطائرات الصهيونية فجر الحادي عشر من أكتوبر سنة 1985 بشنها غارة عنيفة على مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في حمام الشط. سمتها عملية الساق الخشبية. لست أدري لماذا اختاروا هذا الاسم على عمليتهم الوحشية، هل لأنها ستسفر عن مذبحة تجعل الذي يخرج حياً من الغارة بلا سيقان غير السيقان الخشبية؟؟ و هل هي صدفة أن يكون في مقر أبو عمار جرحى فلسطينيين بسيقان خشبية، منهم من استشهد ومنهم من لم يصبه أي أذى لأنه غادر المقر قبل أيام قليلة من القصف متوجهاً للعلاج في مستشفيات أوروبا. ؟!
أسفرت الغارة الصهيونية على حمام الشط عن سقوط نحو 60 شهيداً بين فلسطيني وتونسي. وكذلك أكثر من 100 جريح. وتم تدمير مقر عرفات. واحتجت الحكومة التونسية رسمياً وتقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي لكن الفيتو الأمريكي منع صدور قرار يلزم الصهاينة بالتعويض ويدين غارتهم على تونس.
هكذا عادت دماء الشعبين التونسي والفلسطيني لتسيل في خطٍ واحدٍ هو خط الانتماء لأمة واحدة وقضية واحدة ومصير واحد مشترك. فأهل تونس قدموا تضحيات كثيرة لفلسطين منذ النكبة والنكسة مروراً بانخراط الشباب التونسي المؤمن بالقضية الفلسطينية والقضايا المصيرية في فصائل العمل الوطني الفلسطيني في الأردن ولبنان، حيث كانت تدور معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. فاستشهد وجرح من التوانسة كما يحب أهل فلسطين تسميتهم عدداً من المناضلين.
في حمام الشط ترقد جثامين شهداء فلسطين تحرس قبورهم تلة صغيرة وأعين أهل المنطقة، الذين لازالوا يتذكرون بعض الشهداء وبعض الأحياء. ومازالوا يحملون هم فلسطين وشعبها في قلوبهم وعقولهم. هذا رأيته وسمعته خلال زيارتي للمقبرة ربيع هذا العام. ففي المقبرة رفاق وأخوة نحبهم ونتذكر صمودهم- صمودنا معاً في حصار بيروت. المجد للشهداء، الوحدة لامة العرب.. والنصر آتٍ لا محالة
جرائم الصهاينة
1. مذبحة (دير ياسين) : أبريل 1948 / واستشهد خلالها 254 ، وفر أكثر من 30 ألف مواطن فلسطيني .
2. مذبحة (نصر الدين) : أبريل 1948 / أبيدت القرية بأكملها ولم يبق إلا 40 فلسطيني هم من تمكنوا من الفرار .
3. مذبحة (صالحة) : مايو 1948 / استشهد خلالها 75 مواطن فلسطيني .
4. مذبحة (اللد) : يوليو 1948 / استشهد خلالها 250 مواطن فلسطيني .
5. مذبحة (الدوايمة) : أكتوبر 1948 / استشهد خلالها أكثر من 250 ، ورموا بالكثير منهم في آبار البلدة أحياء ..
6. ومع نهاية هذا الشهر -أكتوبر48- تحول 900 ألف فلسطيني إلى لاجئين ، وتم تدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية .
7. مذبحة (شرفات) : فبراير 1951 / استشهد فيها 11 شهيد ، وشرد باقي أهالي القرية .
8. مذبحة (بيت لحم) : يناير 1952 / استشهد فيها 10 شهداء .
9. مذبحة ( قلقيلية) : أكتوبر 1952 / دمرت القرية بأكملها وشرد أهلها .
10. مذبحة (قبية) : 24 أكتوبر 1952 / دمر خلالها 56 منزلا ، و استشهد فيها 67 شهيد .
11. مذبحة (غزة) : فبراير 1955 / استشهد خلالها 26 شهيد .
12. مذبحة (كفر قاسم) : أكتوبر 1956 / استشهد خلالها 48 شهيد .
13. مذبحة ( خان يونس) : أكتوبر 1956 / و استشهد فيها أكثر من 100 شهيد .
14. مذبحة ( قرية السموع) : نوفمبر 1956 / و استشهد فيها أكثر من 200 شهيد .
15. عام 1956 / العدو الصهيوني يحتل غزة ويشارك في العدوان الثلاثي على مصر ، وضرب المدن في بور سعيد والإسماعيلية والسويس ، وتشريد أهلها .
16. حزيران 1967 / الاعتداء الصهيوني على الأراضي المصرية والسورية والأردنية ، وضم الضفة وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، واستشهاد أكثر من 4000 جندي على الجبهة المصرية وحدها .
17. ما بين 1967 و 1968 / إسرائيل تقتل حوالي 1000 أسير مصري ، وتدفن الكثير منم أحياء في صحراء سيناء .
18. 21 أغسطس 1969 / إحراق المسجد الأقصى من قِبل المتطرفين اليهود .
19. عام 1970 / ضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية ومصانع أبو زعبل، بالطيران الإسرائيلي ، واستشهاد أكثر من 150 تلميذ وعامل مصري ..
20. خلال أعوام 71-72-73-1979 / اغتيال مجموعة من القيادات الفلسطينية على يد الموساد الإسرائيلى ، في بيروت ورما وباريس ، ومنهم : وائل زعيتر - غسان كنفاني - محمود الهمشري - كمال ناصر - كمال عدوان - محمد النجار "أبو يوسف" - على حسن سلامة ، وغيرهم .
21. عام 1980 / محاولة لنسف المسجد الأقصى من قِبل منظمة "كاخ" اليهودية المتطرفة ، واكتشاف شحنة متفجرات زنتها 120 كجم .
22. مذبحة (داراس) : 1980 / دمرت القرية بأكملها وسقط فيها أكثر من 60 شهيدا .
23. مذبحة (دير أيوب والرملة) : 1980 / و استشهد فيها 111 شهيد .
24. حزيران 1981 / ضرب المفاعل النووي العراقي .
25. اب 1982 / غزو لبنان واحتلال الجنوب ، وارتكاب مذابح (صابرا وشاتيلا) ، وقد استمر إطلاق النار فيها 48 ساعة متصلة على المدنيين العزّل حتى سقط منهم 3500 شهيد .
26.نيسان 1986 / الاعتداء الوحشي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال "أبو جهاد" .
27. ديسمبر 1987 / بداية الانتفاضة الفلسطينية ، وتقول جماعات حقوق الإنسان : أن إسرائيل قتلت نحو 1500 فلسطيني على مدار 6 أعوام من الانتفاضة المباركة .
28. مذبحة (المسجد الأقصى) : 8 أكتوبر 1990 / استشهد فيها أكثر من 21 شهيد ، وأكثر من 150 جريح ، وتم اعتقال 270 مواطن فلسطيني .
29. نوفمبر 1994 / استشهاد د. هاني العابد ، عضو حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد الإسرائيلي .
30. مذبحة (الحرم الإبراهيمي) : 25 فبراير 1994 / استشهاد 29 مصليا في صلاة الفجر ، وإصابة أكثر من 150 آخرين ، على يد المتطرف اليهودي " باروغ جولدشتاين" ، ليرتفع عدد القتلى بعد ذلك إلى أكثر من 50 شهيدا .
31. 2 نيسان 1995 / اغتيال "كمال كحيل" أحد أعضاء حركة حماس ، في انفجار بغزة مات على أثره هو وأسرته .
32. مذبحة (قانا) : 18 أبريل 1995 / و استشهد 150 رغم احتماؤهم بمكاتب الأمم المتحدة بلبنان بامر من شمعون بيرز الحائز على جائزة نوبل للسلام
33. خلال عام 1995 / استشهد "فتحي الشقاقي" أحد زعماء الجهاد الإسلامي على يد الموساد .
34. 5 كانون الثاني 1996 / استشهاد "يحيى عياش" مهندس العمليات الاستئهاديه فى حرمة حماس على يد الموساد .
35. أيلول 1996 / اكتشاف نفق أسفل المسجد الأقصى حفره اليهود عن عمد لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم .
36. عام 1997 / قيام اليهودية المتطرفة "نتانيا" بتوزيع ملصقات تسيء إلى الإسلام، وتسخر من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن القرآن الكريم .
37.اذار 1998 / استشهاد "محيي الدين الشريف" أحد زعماء حركة حماس على يد الموساد الإسرائيلي .
38. مذبحة (جنين): 29 مارس وحتى 9 أبريل 2002 / وقتل فيها أكثر من 200 فلسطيني حسب الروايات الإسرائيلية .
39. 15 شباط 2004 / انهيار في محيط المسجد الأقصى بسبب أعمال الحفر الصهيونية .
40. 22 اذار 2004 / استشهاد الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس .
41. 17 نيسان 2004 / استشهاد د. "عبد العزيز الرنتيسي" زعيم حركة حماس بعد الشيخ "أحمد ياسين" .
42. 12 تموز 2006 / اجتياح جنوب لبنان ، ومواجهة إسرائيل وحزب الله فى 34 يوم دمرت فيها معظم المدن اللبنانية الكبرى وقتل ما يزيد على 1200
43. 27 كانون الاول 2008 / القصف الإسرائيلي على غزة ، والذي أسفر عن أكثر من 350 قتيل ، وأكثر من 1500 جريح فى أربع أيام فقط .
44. 4 كانون الثاني 2009 / الاجتياح البري لغزة ، وارتفاع عدد القتلى لأكثر من 1380 والجرحى إلى أكثر من 4000 وما زال القتل مستمراً.
مناضلات يروين بطولاتهن
مناضلات يروين بطولاتهن في احكي يا عصفورة
للمخرجة الملتزمة عرب لطفي
لماذا بكت ليلي خالد في السجن البريطاني لأول مرة؟
عرضت المخرجة المصرية الملتزمة عرب لطفي فيلمها التسجيلي احكي يا عصفورة وجمعت فيه سبع نساء عربيات يحكين عن النضال من أجل فلسطين وهن المناضلات ليلي خالد وتيريز هلسا ووداد قمري ورشيدة عبيدة وعائشة عودة وأمينة دحبور، وهو سردية لحكايات النكبة والمقاومة من خلال شخصيات نسائية عشن الحكايات وشاركن في صنعها ومدته تسعون دقيقة وشاهده مع الجمهور ثلاث نساء ممن حكين فيه وهن ليلي خالد وتيريز هلسا ووداد قمري.
وهو فيلم تسجيلي يدمج الفكر بالقضية واشخاص انخرطوا في المسيرة النضالية وبحسب من شاهده فانه مثل سلة فكرية جامعة اظهر فكر وممارسات وحياة المناضلات السبع.
ابتدأ الفيلم بحديث المناضلة ليلي خالد (سارقة الطائرات) حسب احد اطفالها الذي سمع من مدرساته في الروضة انه ابن خاطفة الطائرات لكن لم يفهم العبارة ودخل البيت غاضبا وسألها: هل صحيح إنك حرامية؟
ليلي خالد
ليلى خالد شخصية فلسطينية مناضلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، اتخذت الاسم الحركي شادية أبو غزالة تيمناً بأول مناضلة فلسطينية تسقط شهيدة بعد حرب 1967.
هي من مواليد مدينة حيفا شمال فلسطين العام 1944 وعضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تعتبر أول امرأة تقوم بخطف طائرة، في آب/أغسطس 1969 حيث قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية وتحويل مسارها إلى سورية،بهدف إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين، ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية. وبعد فترة قامت بخطف طائرة TWA الأمريكية التي هبطت في لندن وألقي القبض عليها وأفرج عنها بعد ذلك وتعيش الآن في الأردن مع زوجها ووولديها وهي حاليا عضو في المجلس الوطني الفلسطيني.
ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا عام 1944 حيث كانت لا تزال تحت الانتداب البريطاني وأثناء حرب 48 قام غالبية سكان العرب بما فيهم عائلة ليلى باللجوء إلى مخيمات في لبنان. وفي 15 من عمرها إنضمت مع أخيها إلى حركة القوميين العرب المؤسسة من طرف جورج حبش.التي ستصبح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سنة 1968.
اختطاف الطائرات
ليلى خالد بعد اطلاق سراحها في دمشق عام 1970
في بداية 1969 إنضمت إلى معسكرات تدريب تابعة للجبهة الشعبية في الأردن. في 29 أغسطس 1969 قامت ليلى بمساعدة سليم العيساوي بخطف طائرة ركاب أمريكية للرحلة رقم 840 التي تصل خط لوس انجلس/تل ابيب. حيث قاما بالطلوع إلى الطائرة عند مرورها من روما حيث بعد مرور نصف ساعة بعد صعودهم للطائرة قاما بتغيير مسار الرحلة إلى دمشق بسوريا حيث قاما بإخراج الركاب الـ116 وبتفجير الطائرة.
وقامت ليلى بخطف طائرة مرة بعد محاولة لتغيير ملامحها عبر عملية جراحية تجميلية في 6 أيلول/سبتمبر 1970. توجهت إلى فرانكفورت مع المناضل النيكاراغوي باتريك أرغويلو، هذه المرة لخطف طائرة «العال» الإسرائيلية كجزء من عملية مركبة لخطف ثلاث طائرات، واحدة في زيوريخ وأخرى في أميركا. انتهت العملية بكارثة، تخلف رفيقان لليلى عن الحضور، قتل أرغوليو بإطلاق رصاص وسقطت هي أسيرة لدى سكوتلانديارد. مضى شهر قبل إطلاق سراحها بعدما خطف رفاقها طائرة Pan American للضغط من أجل إطلاق سراحها. في 1 أكتوبر قامت الحكومة البريطانية بإطلاق سراحها في عملية تبادل للأسرى. وفي السنة التالية قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتخلي عن أسلوب خطف الطائرات واستخدام وسائل أخرى للمقاومة.
حياتها
ليلى خالد تشغل منصب القيادة في المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أم لطفلين واليوم تعيش مع زوجها في العاصمة الأردنية عمان.
ليلى خالد بعد اطلاق سراحها في دمشق عام 1970
ليلى خالد عام 2009
تحدثت ليلي خالد عن سجن النساء وما عانته فيه كما تطرقت الي النضال الذي ساد الشارع العربي في ستينيات القرن الماضي حيث التبرعات من اجل دعم الثورة الجزائرية والمسيرات الداعمة لها و المحتجة علي قتل المناضل الآممي باتريس لومومبا واغتيال امين عام الامم المتحدة داغ همرشولد كما تطرقت عن النكبة وكيفية خروجها مع اسرتها واهالي بلدها حيفا الي لبنان وما تتذكره من اوضاع خلفها الغزاة علي ارض الواقع.
واكدت علي ان احدا لم يقتل من قبل خاطفي الطائرات الذين تم تزويدهم بتعليمات مشددة حول عدم القتل او ادخال الرعب في نفوس الركاب ذلك ان الهدف بعيد عن الارهاب وان المطلوب في تلك المرحلة كان ايصال رسالة اعلامية وسياسية للمجتمع الدولي وقد حققت العمليات اهدافها بيد انها اشارت الي ان الاخر هو الذي اطلق النار في بعض العمليات موضحة انها وابان دراستها وعملها في مدرسة الكويت كانت تحضر نفسها ومطرزاتها للعودة الي حيفا ولم تصدق هزيمة 67 الا بعد سماعها خطاب الرئيس الراحل عبد الناصر.
واوضحت ان بين الاهداف الاخرى وراء خطف الطائرات هو اجبار العدو علي اطلاق سراح الاسري والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. منوهة الي الاحكام الفلكية التي كان يصدرها القضاة العسكريون الاسرائيليون ضد المناضلين الفلسطينيين حيث صدر حكم بحق احدهم 3 مؤبدات و 50 عاما واختتمت ليلي خالد سرديتها في الفيلم بالقول انها بكت كثيرا لدي سماعها نبأ وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهي في السجن البريطاني الأمرالذي أثار الاستغراب لدي سجانيها لأنهم لم يروها تبكي قبل ذلك.
وتحدثت كذلك عن اطلاق سراحها ومن كن معتقلات في السجون الاوروبية حيث تم اخذهن الي مصر ثم سورية وكيف منعن من حضور جنازة الزعيم الراحل عبد الناصر.
تيريز هلسا
تريز هلسة، ولدت في مدينة عكا لعائلة مسيحية، ووالدها اسحاق هلسة، من مدينة الكرك الاردنية وصل إلي فلسطين في العام 1946، وتزوج من نادية حنا من مدينة الناصرة. بعد ان انهت تعليمها الثانوي بدأت بدراسة التمريض في الناصرة، وعندما زارت مدينة جنين المحتلة ورأت عن كثب كيف يعامل جنود الاحتلال ابناء شعبها، قررت ان تنضم الي صفوف الثورة الفلسطينية، فاجتازت الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية والتقت مع ضابط من حركة فتح حقق معها لخشيته بانها ارسلت من قبل الاسرائيليين، وبعد ان تأكد انها وطنية مائة بالمائة طلب منها التريث لانها ما زالت صغيرة السن (18 عاما)، فردت عليه بالقول لو اردت الانتظار لانتظرت في اسرائيل. جدير بالذكر انها وصلت الي لبنان برفقة الشاب باسم حماد من قرية المقيبلة، الذي القي القبض عليه وتم سجنه لمدة 11 عاما.
قامت في العام 1972 باختطاف طائرة بلجيكية تابعة لشركة الطيران سابينا، بهدف اطلاق سراح اسري فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
تعيش تريز هلسه اليوم في العاصمة الاردنية عمان، مع زوجها واولادها الثلاثة في وضع اقتصادي مرير، وعلي الرغم من مرور سنوات عديدة علي العملية التي نفذتها فان السلطات الاسرائيلية ما زالت تصر علي منعها من زيارة فلسطين. هلسة التي ادلت بتصريحات لصحيفة معاريف الاسرائيلية قالت في معرض ردها علي سؤال انها غير نادمة بالمرة علي ما قامت به. وكانت المناضلة قد انخرطت في صفوف حركة فتح، وقامت برفقة ثلاثة فدائيين باختطاف الطائرة البلجيكية، حيث كان علي متنها 99 راكبا، اغلبيتهم الساحقة من الاسرائيليين.
وبعد تنفيذ عملية الاختطاف طالب افراد المجموعة الفدائية الفلسطينية من الحكومة الاسرائيلية بالتجاوب مع مطالبهم واطلاق سراح 200 اسير سياسي فلسطيني من السجون، لكن الحكومة الاسرائيلية رفضت الطلب وقررت ان تعمل علي السيطرة علي الطائرة بالقوة، وفعلا قررت هيئة الاركان العامة في جيش الاحتلال تفعيل الوحدة المختارة المسماة اسرائيليا وحدة ماطكال . وشارك في العملية رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود باراك، ووزير المالية المستقيل بنيامين نتنياهو، والجنرال المتقاعد عوزري ديان، ورئيس الموساد السابق داني ياتوم. وخلال عملية الاقتحام تمكنت الوحدة الاسرائيلية من قتل الفدائيين الثلاثة، كما قتلت شابة اسرائيلية، اما هلسة قائدة المجموعة فقد اصيبت بعيارين ناريين وتم اعتقالها بعد ذلك واقتيادها للتحقيق. وقد حكمت عليها محكمة اسرائيلية بالسجن الفعلي لمدة 220 عاما، ولكنها حررت من السجن في اطار صفقة تبادل اسري بعد 12 عاما في السجن.
وقالت هلسة للصحيفة الاسرائيلية: لست نادمة علي ما فعلته بالمرة وقضية خطف الطائرة ماتت لكن الواقع ما زال يحييها، وعندما تنتهي الحرب، ماذا ستفعلون بجنودكم الاسرائيليين؟ انهم مرضي نفسانيون. ابناؤكم واحفادكم لن يغفروا لكم. الجندي الذي يطلق الرصاص علي الاطفال في الشارع ويجرحهم لا يستطيع النوم في الليل، انا متأكده من ان الكوابيس تلاحقه.
القيادة العسكرية في فتح قررت ان تقوم تريز الشابة باختطاف طائرة برفقة ثلاثة هم: علي طه ابو سنينة، (45 عاما)، مقدسي الاصل وكان خطف الطائرة سابينا هو الاختطاف الثالث الذي يقوم به. وعبد العزيز اطرش (33 عاما)،وريما طنوس (25 عاما).
سافر الاربعة بجوازات سفر لبنانية مزورة إلي روما، ومن هناك الي العاصمة البلجيكية، بروكسل، ومن هناك الي اسرائيل بجوازات سفر اسرائيلية مزورة. ومنحت هلسة اسم مريم حسون ابنة لتاجر مجوهرات غني في الدولة العبرية. وطالب الاربعة بتحرير 200 اسير فلسطيني من السجون الاسرائيلية، ولكن العملية كما ذكر فشلت بعد عملية الاقتحام الاسرائيلية.
وفي سياق ردها علي سؤال المراسل جاكي حوغي، الذي اجري معها اللقاء في بيتها قالت المناضلة الفلسطينية: كنت متاكدة من ان الحكومة الاسرائيلية لن ترضخ لشروطنا وتطلق سراح الاسري، ولكن الهدف الرئيس من العملية كان مغايرا: ففي العالم ساد الاعتقاد بان منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة ارهابية، وبواسطة اختطاف الطائرات اردنا ان نعرف العالم بقضيتنا، قضية الشعب الفلسطيني الذي شرد من ارضه ووطنه في النكبة. نحن لسنا ارهابيين، كما تدعي اسرائيل، الاحتلال هو الذي من انتج الارهاب.
اما تيريز هلسا فاستهلت حديثها بسرد تجربتها في المحكمة الاسرائيلية وما دار من حوار ملتهب بينها وبين المدعي العام الاسرائيلي الذي اراد اجبارها علي الاعتراف بأنها مذنبة منوهة الي ذكرياتها عن مكان ولادتها بفلسطين وما احدثه اليهود الغزاة.
وشددت هلسا علي ضراوة التعذيب الاسرائيلي في السجون والذي لا يقل ضراوة عن الاحتلال نفسه كما ان المحققات اليهوديات كن يضاهين المحققين قسوة.
وتطرقت الي عملية خطف الطائرة التي شاركت فيها مؤكدة فشلها لان القيادة تدخلت وطلبت من الخاطفين الموافقة علي تمديد المهلة الممنوحة للاحتلال ومدتها ست ساعات موضحة ان الاسرائيليين دخلوا الطائرة بلباس الصليب الاحمر وان مسؤول الصليب الاحمر كان يتقدمهم مما يدل علي تواطؤ الصليب الاحمر مع الاحتلال وقالت انهم اوحوا بانهم يريدون تزويد الطائرة بالوقود مضيفة انهم اطلقوا النار علي الخاطفين واصابوها بعدة رصاصات في يدها وكتفها وان جنديا اسرائيليا طعنها بسكين.
واوضحت متهكمة انهم حكموا عليها بالسجن 210 سنوات علما ان عمرها كان انذاك 17 عاما الا انها وفي غضون ذلك اكدت ان الامل كان يحدوها داخل السجن بانها ستتحرر لاحقا لكن دون ان تعلم متي وكيف مشيرة الي ان وجود الامل ضروري داخل المعتقل منوهة الي انها خرجت في اول عملية تبادل عام 1979 .
وقالت ان المحقق الاسرائيلي كان يحقق معها 16 ساعة دفعة واحدة وانه كان يخرج من غرفة التحقيق ثم يعود بعد خمس دقائق موهما اياها بانها نامت وانه الامر الذي ادخل الخوف الي نفسها انها ربما اصبحت مجنونة واضافت انها تركت قطعة خبز طازجة ووضعتها علي حافة الشباك عند خروج المحقق من الغرفة لتتأكد من كلامه مشيرة الي ان قطعة الخبز ان جفت يكون فعلا قد غاب كثيرا وان بقيت طرية فانه يكذب ويريد العبث بعقلها.
أوضحت انه عاد فتناولت قطعة الخبز لتجدها طرية الامر الذي اعاد ثقتها بنفسها ولم ينطل عليها ما يقوله المحقق وانهم اكتشفوا انها اكتشفت الحقيقة منوهة الي انهم كانوا يسلطون عليها الاضواء الشديدة وارادوا من خلال ذلك اصابتها بالهستريا.
وبينت المناضلة تيريز هلسا ان السجينات المتعلمات كن يقمن بتعليم وتثقيف السجينات الاقل تعليما الي درجة ان السجانات الاسرائيليات كن يقلن (تدخل الواحدة منكن قطة مغمضة لكنها تخرج مفتحة) كما انهن كن يعقدن حلقات الحوار السياسي والثقافي وتحليل القصص لاغناء التجربة وتصليب السجينات مشيرة الي ان ادارة السجن كانت تصادر الكتب وتحرم السجينات من الخروج الي الساحات في حال قيامهن باضراب.
واكدت ان السجانين كانوا يرشون عليهن غازات محرمة دوليا من الابواب والشبابيك وان المحامية المعروفة فيلينسيا لانغر زارتهن بعد شهر من رش الغاز وصافحتها لكنها شعرت بشيء غريب يسري في جسدها فاخبرتها عن الغاز الامر الذي ادي الي انسحابها بسرعة وعرضها الامر علي ادارة السجن وطلب فحصها لتكتشف الضرر الذي اصابها بسبب ذلك الغاز مختتمة بالقول ان ادارة السجن كانت تمنعهن من الغناء الوطني بيد ان السجانين ولدي سماعهم نبأ وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اقاموا الحفلات وانشدوا الاهازيج فرحا.
تيريز هلسة ابنة الـ 17 عاما تروي قصة خطف الطائرة سابينا
في الثامن من هذا الشهر كانت مدينة بيت لحم على موعد مع اكبر تجمع لقادة الثورة الفلسطينية هذا التجمع الذي أمّه المئات من قادة وكوادر حركة فتح من الوطن والشتات تجمعوا في هذه المدينة الصغيرة بعد سنوات غياب طويلة جدا لعقد مؤتمر الحركة الذي طال انتظاره.
وأنا لن اتحدث هذا اليوم عن تفاصيل هذا المؤتمر ولا عن القرارات التي تم اتخاذها ولا القضايا التي تم طرحها ولا عن المناوشات التي حصلت فلقد اسهب الكثير من الصحفيين والاعلاميين في الحديث عن المؤتمر وحيثياته، وعقدوا الكثير من اللقاءات مع عدد كبير من القادة والكوادر وتحدثوا بكل التفاصيل المتعلقة به.
أما انا فسأتحدث اليوم عن أمرين: وهما اجمل ما كان في هذا المؤتمر من وجهة نظري الجانب الأول: وهو الجانب الانساني، واما الجانب الثاني فهو التاريخ الذي يجب أن يوثق بكل صدق حتى لا يضيع وينسى بين زحام التطور والقضايا والهموم التي باتت تثقل كاهل كل ابناء هذا الوطن وحتى يتذكر ابناؤنا في المستقبل كم كان هناك اناس يحبون هذا الوطن ويضحون من اجله بكل شيء دون مقابل، هؤلاء الاشخاص لكل واحد منهم قصة او حكاية.
عندما كنت اتجول بين أزقة الفنادق أطرح السلام على من اعرفهم من الاصدقاء او من كنت احب ان التقي به منذ زمن بعيد، إذا بي اجد نفسي امام دموع تسيل في اروقة الفنادق، دموع صدق ومحبة وشوق لأخ او صديق او قريب لم يتم القاء به منذ زمن طويل؛ بين رجال ونساء حمعتهم قضية واحدة وهم واحد، ألا وهو الوطن توحدوا وتعاهدوا عهد السلاح فالتحقوا بركب الثورة تدربوا وشكلوا المجموعات وبدأوا بالعمل العسكري من أجل تحرير الوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من بقي يقارع المحتل فتجرع مرارة آلام السجن والابعاد عن ارض الوطن، وهاهم يجتمع من تبقى منهم فيتحدثون عن الماضي عن البطولات بكل تفاصيلها الدقيقة، وكأنها حصلت الان ويستذكرون الشهداء فترى الدمع بعيونهم.
وفي خضم هذا كله سمحت لي الظروف لألتقي بعض هؤلاء "الابطال" ليحدثوني عن بعض الحكايات والقصص، وكان من بين من التقيت بهم الأخت المناضلة تيريز اسحاق هلسة والتي سأروي لكم قصتها مع الثورة وخطف الطائرة- كما حدثتني بها- مع مجموعة "ابطال" لم يتبق منهم سواها.
الاسم: تيريز اسحاق هلسة
مكان الولادة: مدينة عكا / فلسطين
الديانة: مسيحية
سنة الأنتماء للحركة: 1969
تيريز هلسة بنت السابعة عشر ربيعا، وهو العمر الذي اختارته لتبدأ رحلتها مع الثورة الفلسطينية، التي انتقلت مراحلها من خطف طائرة إلى اعتقالها مروراً بحكم المؤبد مرتين واربعين عاما، وانتهاء بالنفي بعد الافراج، ضمن صفقة التبادل سنة 1983.
الثالثة بين أخواتها، عاشت في منطقة عكا التي انتقل إليها والدها منذ العام 1947، أما والدتها فكانت من قرية الرامة الفلسطينية.
وعندما بلغت هلسة، المتحدرة أصولها من مدينة الكرك الأردنية، السبعة عشر عاما، اعتملت في قلبها جراح الاحتلال الإسرائيلي، مشهد إهانة الرجال الفلسطينيين أمام عائلاتهم وأبنائهم كان من أكثر ما ملأ قلبها حسرة ورغبة في الثورة على الوضع السائد، لذا قررت شدّ رحالها مشيا على الأقدام من عكا إلى مرجعيون في الجنوب اللبناني كي تنذر نفسها لأي عملية ثورية من غير أن تُعلم أحدا من أهلها عن نيتها.
وبينما كان الأهل منهمكين بالبحث عنها كانت تيريز في مرجعيون تتلقى تدريباتها في معسكر تابع لحركة فتح على استخدام جميع أنواع الأسلحة والمتفجرات، تقول "حتى ذلك الحين لم أكن أعلم شيئا عن نوع العملية التي سأقوم بها، بيد أني لم أتفاجأ حينما أبلغوني بأنني سأقوم بخطف طائرة".
وفي يوم الرحلة المتجهة من بيروت إلى روما، قام ابو يوسف النجار وهو المسؤول المباشر عن العملية بتعريف تيريز على اعضاء المجموعة الذين سينفذون عملية الاختطاف معها، وكان من بينهم الشهيد زكريا الأطرش. تقول تيريز "استشهد زكريا أثناء العملية إلى جانب قائد العملية الشهيد علي طه"، فيما بقيت أنا والمناضلة ريما طنوس على قيد الحياة.
وعن تفاصيل ذلك اليوم تقول في تاريخ 2/5/1972 استقلينا الطائرة، أنا وزكريا، وريما وعلي، من بيروت إلى روما وكنا نحمل جوازات سفر لبنانية وكان اسمي بالجواز سميرة ومن ثم إلى ألمانيا وهناك تمت عملية تغيير الجوازات إلى جوازات سفر اسرائيلية وكنت احمل اسم مريم بهذا الجواز وبعدها إلى بلجيكا وتحديدا يوم 6/5/1972 وهو اليوم الذي أُبلِغنا فيه أن الطائرة المزمع اختطافها ستقلع من بروكسل إلى مطار اللد في اراضي عام 48. حيث كان التواصل يتم بيننا وبين الحركة عن طريق الشهيد علي بصفته قائد العملية.
ملامح غضب ترتسم على محيا هلسة، وهي تستحضر مشاعر ذلك اليوم وتروي العملية بكل تفاصيلها الدقيقة وكأن العملية تمت اليوم حيث كان همها الأول هو تنفيذ العملية بنجاح ومن دون تدخل من أحد.
توضح قائلة "من أبرز الثغرات أثناء تنفيذ أي عملية فدائية هو تدخل القيادة بها بعد مرحلة التدريب والتخطيط، وهذا ليس تقليلا من شأن القيادة أو لعدم الثقة بها أنما لأن الموجود في العملية هو الأقدر على الحكم على مصيرها وإلى أي اتجاه تتجه وهذا لأنه هو المتواجد بأرض العملية وهو اعلم بكل ظروفها. ولكن ما حدث معنا هو تدخل القيادة عندما مددت ساعات اعتقال الرهائن وبالتالي أضعفت من قوة الموقف".
وبعد أن استقلت هلسة ورفاقها طائرة سابينا، وهي خطوط بلجيكية برأس مال بلجيكي- إسرائيلي مشترك، والتي كان على متنها قرابة المائة وخمسين راكبا يهوديا وأثناء الرحلة المتجهة نحو مطار اللد وتحديدا في سماء فيينا قام علي ومن ثم زكريا ومن ثم هلسة وبعدها ريما من مقاعدهم وكأنهم متجهون نحو الحمام، بينما أشهروا أسلحتهم. واخذ كل واحد منهم موقعه فتوجه الشهيد علي الى كبينة الطيار والشهيد زكريا على باب الكبينة وهلسه في المنتصف وريما بالمؤخرة حينها أعلن الشهيد علي لركاب الطائرة عبر مكبرات الصوت أن الطائرة قد اختُطِفت. "ولأني أتكلم العبرية جيدا قمت انا بأبلاغ برج المراقبة بعملية الاختطاف وكان الهدف من عملية الاختطاف هو أولا أعتراف العالم وعلى رأسهم اسرائيل بالشعب الفلسطيني وحقه بالارض وانتزاع اعتراف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وتحرير الأسرى وأذا لم يتم ذلك خلال ست ساعات سيتم تفجير الطائرة"، قالت تيريز.
تكمل هلسة قائلة "وعن طريق كابينة القيادة صار التواصل بيننا وبين القيادة. وبعد انتهاء الوقت المحدد كان من المفروض ان يتم تفجير الطائرة ولأني كنت احمل الحزام الناسف ابلغت الشهيد علي اني سأفجر الطائرة لكنه رفض وذلك لأن القيادة اعطت اوامرها للشهيد علي بتمديد المهلة وبرغم أننا غير مقتنعين إلا أننا اضطررنا إلى الرضوخ لأوامرهم بتمديد فترة المهلة إلى ساعات ولكن لم يكن هناك استجابة وعندها طلبت من الشهيد علي بأن اعمل على تفجير الحزام ولكنه رفض مجددا وبلغ القيادة بأصراري على عملية التفجير فصدر الأمر بسحب الحزام مني ووضعه في مؤخرة الطائرة ومرة اخرى تم تمديد الملهة حتى وصلت أربعا وعشرين ساعة".
وتقول هلسة في تلك الساعات نفد الوقود من الطائرة وتوقفت محركاتها عن العمل والتي كانت تعمل حتى يتم توفير الاوكسجين، ما اضطرهم للمجازفة بفتح أحد الأبواب لدخول الهواء كي لا يموت الركاب.
تضيف "على الرغم من أنه كان بإمكاننا استغلال الأوكسجين الاحتياطي في الطائرة لمدة أيام بينما نترك الركاب يختنقون، غير أن ذلك ليس هدفنا إطلاقا، فنحن لسنا إسرائيليون لنتلذذ برؤية الموت كما يفعلون هم مع الفلسطينيين".
وتماشيا مع معاهدة جنيف، التي تسمح لرجال الصليب الأحمر بالصعود للطائرة المختطفة لتفقد أحوال الرهائن، وافقت هلسة ورفاقها على ذلك وهذا كان بعد مرور قرابة العشرة ساعات على عملية الاختطاف، وتقول معقّبة "بيد أنهم كانوا من الدهاء والمكر ما يكفي لتحديد عددنا ومواقعنا من دون أن نشعر".
وبعد ذلك طلبنا منهم وقودا للطائرة وطعاما للمسافرين، وأجابوا بالقبول وبعد مرور اربع وعشرون ساعة، وصل (لاند روفر) بجانب الطائرة على أساس أنه لمسؤول الصليب الأحمر كي يمدنا بالمطلوب، لذا فتح الشهيد علي فتحة موجودة في أرض الطائرة بداخل كبينة الطيار لإدخال الطعام بينما باغتته رصاصة إسرائيلية في رأسه، ليتبين أن (اللاند روفر) للجيش الإسرائيلي وليس الصليب الأحمر.
وبعد أن هرعت هلسة لمسدس علي كي تأخذه وتصوب رصاصة منه على المتفجرات المخبأة في آخر الطائرة كي تنفجر، باغتها الجنود برصاصات متتالية انهمرت على ساعديها حتى وقع المسدس من يدها التي غرقت في دمائها.
وعن تلك اللحظات تقول "تناهى لسمعي وأنا أمضي نحو المتفجرات صوت جنود الاحتلال وهم يقولون عن الشهيد علي بأنه فارق الحياة، بينما رأيت الشهيد زكريا غارقاً في دمائه. وقبل أن يصّوبوا على ذراعيّ حدثت مناوشة بيننا بالرصاص وكان من بين من أصيبوا نتنياهو".
وتقول "وبرغم كل ذلك رفضت الاستسلام، وهرعت نحو جناح الطائرة هاربة، فركض خلفي الجنود وألقوا القبض علي. وبعد ذلك تم وضعي على نقّالة، حتى جاء جندي وقطع شريان يدي اليسرى الذي يتصل بالقلب عن طريق سكين مثبتة في عقب بارودته.. وبعد ذلك فقدت الإحساس بكل شيء وغبت عن الوعي" تقول هلسة التي ما تزال تذكر تفاصيل ذلك اليوم وكأنه في الأمس القريب.
وأفاقت هلسة جرّاء سكب المياه على وجهها في مستشفى تل هشومير العسكري، لتبدأ دوامة التحقيق الطويلة. وبعد أن كانوا يداومون على سؤالها عن التنظيم وعن أسماء الأشخاص الذين يقفون وراءها برغم إعلانها ورفاقها على متن الطائرة بأنهم تابعون لمنظمة التحرير. وبرغم حالتها الصحية المتدهورة، إذ كانوا يضعون لها إبرة المغذي في رجلها لأنه لم يعد في ذراعيها المصابتين مكان للإبر، برغم ذلك ضربها جندي احتلال من غيظه على مكان الغرز عند الشريان المقطوع، ما اضطرهم لإدخالها مجدداً إلى غرفة العمليات.
وبعد مدة زمنية قضتها في المستشفى، تم اقتيادها إلى مبنى "نفي تريتسيا" لتجلس في غرفة الانتظار لأسابيع تحت ضغط التحقيقات المستمرة طوال الليل والنهار، ومن ثم تم أخذها إلى السجن. وحتى تلك اللحظات لم تكن تيريز قد حوكمت بعد.
بصوت هادئ تقول كانوا يضغطون عليّ بشتى الوسائل كي أتحدث. كانوا يضربونني ويسحبون الخيط من غرز جراحي بينما أرفض برغم الألم الهائل حتى مجرد ذرف دمعة.. كنت أرى في عيونهم أمام عنادي وعناد أي معتقل فلسطيني احتراماً ورهبة غريبين رغم كل ما كانوا يلحقونه بنا من صنوف تعذيب.
تتلاحق أنفاسها قبل أن تردف "كانوا يمنعون عني الماء وعندما أشارف على الجفاف يغذونني به من خلال المغذي وليس الفم". وتروي هلسة صنوفا أخرى من التعذيب منها "كانوا يضعونني تحت إضاءة قوية يرافقها صوت لا يتمكن أمامه أحد من النوم".
وكانوا يحاولون إيهامي بالجنون، إذ كانوا يغيبون عني لساعات ويوهمونني بأن نهاراً جديداً بدأ فيغيرون ثيابهم ويقولون لي صباح الخير، وكي أتأكد تركت يوماً ما خبزة وتحسستها عندما عادوا فوجدتها طازجة بعد فتأكدت بأن اليوم لم ينقضِ وحينما كشفتهم ضربوني ضرباً مبرحاً.
وفي يوم المحاكمة، الذي جاء بعد أربعة أشهر من الاعتقال، قرأ المدعي العام لوائح الاتهام المسندة إليها، والتي انتهت بابتسامة منها رغم الحكم المروّع.
تقول كانت المحاكمة صورية وإعلامية بحتة، وعندما نطقوا بحكم ريما المؤبد، وحكمي أنا بالسجن 240 عاماً ضحكت بشدة من عدم منطقية الحكم، لذا كتبت الصحافة حينها تيريز تبتسم رغم الحكم.
وبعد الحكم تم اقتياد هلسة نحو السجن، الذي دخل مرحلته الرسمية حينها، وبعد أسبوعين جاء أهلها لرؤيتي.. كنت في قمة الرعب لحظتها خوفاً من أن ألمح في عيونهم أي عتب، إذ لم أرهم منذ اختفيت قبل تنفيذ العملية.. ولكن مخاوفها لم تتحقق، إذ تقول عندما رأيت والدي ووالدتي وأخي وأختي من بعيد ومن خلف الشباك انزاح الهم عن صدري، إذ لم يكن في عيونهم غير المؤازرة.
دمعة وابتسامة تتعانقان في محيّاها، بينما تستذكر اقترب أخي الصغير الذي لم يكن تجاوز الخامسة بعد وقال لي طيب يا أختي ليش تسرقي طيارة، ما أنا عندي طيارات كتير كان أخدتي وحدة منها.. حينها ضحكت من قلبي وازداد إيماني بما فعلت.. وباتت زياراتهم راحة لي من وطأة البعد كل أسبوعين، بينما في حالة القصاص كانوا يمنعونهم من زيارتي ستة أشهر وحتى سنة.
اثنا عشر ربيعاً تعاقبت على هلسة خلف قضبان المعتقل، أمضتها في تعليم السجينات اللغة العبرية التي تجيدها بطلاقة، إلى جانب قيامها بمهنة التدريس في صفوف محو الأمية والتحضير لامتحان الثانوية العامة، وقراءة الكتب ومناقشتها مع المعتقلات ومناقشة الحق العربي في فلسطين مع السجّانين الإسرائيليين الذين كانوا ينهون الحديث بسرعة قائلين هذه أرضنا في التوراة.. حتى حانت لحظة الإفراج برغم حكم المؤبد من خلال صفقة تبادل أسرى.
وفي صبيحة ذلك اليوم، اقتاد الجنود هلسة وبعض المعتقلات لحملهن على التوقيع على ورقة من غير أن يُسمح لهن بقراءتها. برغم أنني لمحت كلمة إفراج بالعبرية إلا أن فرحة لم تطرأ على قلبي الحزين، فالحسرة التي عشتها وخلّفتها ورائي في المعتقل كانت أكبر. كيف كنت سأفرح وزميلاتي المعتقلات ما يزلن هناك تحت التنكيل والغازات الخانقة التي يرشوننا بها صباح مساء، تقول هلسة التي أطبق الصمت على حديثها للحظات.
دموع فرّت من عينيها بينما ربطت مشاعرها في تلك اللحظة بالأغنية الفلسطينية التي تحدثت عن إعدام المجاهدين عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي، عندما قال محمد طالباً إعدامه قبل رفاقه ويقول محمد أنا أولكم خوفي يا عطا أشرب حسرتكم.
تردف حسرة من بقين كانت تشتعل في قلبي.. واحدة منا كانت عروس اعتُقلت بفستان زفافها، أخريات طفلات ومراهقات وأمهات.
دقائق من تنهيدات الألم، عادت بعدها هلسة لاستجماع قوتها من جديد بينما استذكرت لحظات النفي إلى الجزائر. وبرغم أن ليبيا والجزائر وسورية عرضت على هلسة جوازات سفر دبلوماسية، إلا أنها آثرت العيش في الأردن التي وصلتها بتاريخ 30/4/1984. غير أنها لم تر أهلها حتى العام 1996 بعد أن وقّعت الأردن معاهدة السلام مع إسرائيل.
تعود الدموع من جديد لعينيها بينما تصف لحظة التقائها بأهلها بعد السنين الطوال. بصوت متحشرج تقول لم أذهب لاستقبالهم عبر جسر الملك حسين لأن زوجي الذي اقترنت به في العام 1986 خاف من تواجد أي إسرائيلي هناك. وانتظرتهم في منزلي الذي غصّ بالأقارب.. فجأة دخلت أمي وعندما لمحتها دار أمام عينيّ شريط ذكريات طويل، أجهشنا في بكاء لا يوصف.
تجهش هلسة في بكاء استحضر عذابات الفراق الغائرة في العمق، تماما كما تلك الجراح التي ما تزال عميقة في جسدها. يطلّ صوتها من بين سراديب الذكريات صاروا ييجوا كل سنة لمدة 14 يوما قابلة للتمديد، ما بشبع منهم مهما قعدنا سوا. شفت أهلي كلهم ما عدا أخ واحد يعيش حاليا في أميركا. ولسّة قلبي يحترق حزن على جنازة والدي اللي ما قدرت أروح أثناءها على عكا لوداعه.
ولم تزل هلسة حتى اليوم أسيرة ذكريات تلك المرحلة من حياتها، غير أن ذكرى لا تفارق خيالها هي تلك التي تتعلق بأخيها الصغير الذي زارها ذات مرة في المعتقل، معرّضا حياته للخطر كي يجلب لها أكلة تحبها. ففي ذات مرة سألها أهلها عن طعامها في المعتقل، وخصوصا أكلة الفلافل التي يعلمون أنها تحبها. وفي الزيارة الثانية تسلّل أخوها ذو الخمسة أعوام وأحضر معه سندويشة فلافل. وعندما حاوَلت المجنّدة منعه من إدخالها احتضن السندويشة واستمات في البكاء رغم تلقّيه بعض الضربات.
وبعد أن تمكن من الدخول بها حاول تسليمها لتيريز عبر الشباك فهجم الجنود عليه، حينها توعدتهم تيريز بـكسر يد أي أحد منهم يحاول المساس به، مخاطبة إياهم بالعبرية بأنها سترميها بعد ذهابه ولكن عليهم ألا يقتربوا منه. وما تزال هلسة حتى اليوم ترى ذلك المشهد الذي استمر فيه أخوها بالتلويح لها كي تأكل تلك السندويشة حتى غاب عن ناظرها.
لحظات التقطت فيها هلسة أنفاسها المتعبة قبل أن تبوح بضرورة المضي في الحياة رغم الذكريات الأليمة، إن لم يكن لأجل الشخص ذاته فلأجل من حوله. تقول تكفيني رؤية أبنائي سلمان وإسحاق وناديا ونظرة الفخر في عيونهم التي تبرئ أي جرح. لحظات أطلت فيها نظرات العنفوان من عينيّ تيريز قبل أن تقول لم أندم يوما ما على ما فعلت، بالعكس فلو عادت بي الأيام تلك لفعلت ما فعلت، فبغض النظر عن مدى الرضا أو الخذلان من أي تنظيم، فإن القضية لم تخذلني يوما، لذا قناعاتي كما هي.
تختم هلسة، التي هي اليوم احد اعضاء المؤتمر السادس، قائلة فلسطين عربية قبل أن تكون فلسطينية، فهي قلب واسع للجميع وليس لأحد أو جهة فقط. ولكن ما علينا النظر إليه الآن هو إعادة بناء منظمة التحرير من جديد على أرضية صلبة وصارمة، وإيلاء أسر الشهداء والجرحى والأسرى مزيدا من العناية لأنهم هم من وهبوا زهرة حياتهم لفلسطين.
عائشة عودة
اما عائشة عودة فتحدثت عن مشاعرها ازاء الاحتلال وانخراطها في النضال وقيامها بالمشاركة في العملية التي استهدفت سوبر مول في القدس المحتلة عام 1968 .
كما تحدثت عن تجربتها ومعاناتها في السجن وكيف كان السجانون يتعاملون مع السجناء بشكل عام والسجينات بشكل خاص مشددة علي ان الشعب الفلسطيني سيعود الي ارضه وان طال الزمن.
رشيدة عبيدة
من جهتها تحدثت رشيدة عبيدة التي شاركت في الهجوم علي سوبر مول القدس عام 1968 عن تجربة الاعتقال والسجن وكيف قام الاحتلال باعتقال اختها كبديلة لها لانها كانت متخفية عن الانظار ولاجبارها علي تسليم نفسها.
رسمية عودة
اما رسمية عودة فتحدثت هي الاخري عن تجربة الاعتقال والسجن في سجن المسكوبية وان اختها سألتها وهي تصافحها عند اول زيارة لها: هل صحيح ان اليهود اخذوا شرفك؟ فاجابتها: شرفي هو وطني ولن اسلم به.
وداد قمري
وتحدثت كذلك وداد قمري عن تجربة الاعتقال والسجن وكيف اعتقل الاحتلال اخاها لاجبارها علي العودة لكنه قال انه علي استعداد ليقضي عمره كله في السجن علي ان تسجن اخته.
وقالت ان الشهيد غسان كنفاني كتب رواية لم تكتمل بعنوان برقوق نيسان عن قصة حياتها.
امينة دحبور
اما امينة دحبور التي شاركت بخطف طائرة العال الاسرائيلية فتحدثت عن الاهداف الكامنة وراء خطف الطائرات وهي طرح القضية الفلسطينية علي الرأي العام العالمي.
وقالت ان استهداف طائرات "العال"الاسرائيلية كان بهدف اثبات انها طائرات مدنية تقوم بنقل الاسلحة من المانيا الغربية واوروبا الي اسرائيل وان طواقمها ليسوا الا ضباطا في الجيش الاسرائيلي.
مؤكدة ان التعليمات الصادرة للخاطفين كانت تقضي بعدم الاعتداء علي الركاب.
واضافت ان الطائرة التي تم خطفها كانت محملة بالاسلحة وانها لم تكن تحمل سوي اربعة ركاب مدنيين وانهم قالوا ذلك امام محكمة احدي المقاطعات السويسرية التي حاكمتهم لكنها لم تأخذ بذلك بيد ان المحامي ثبت الامر في المحضر.
وتخلل اوقات السرد مشاهد من فلسطين المحتلة ومخيمات اللاجئين وهدير البحر المتوسط ومعسكرات التدريب ولقطات من خطف الطائرات.
الفدائية الأولى في حرب اختطاف الطائرات
المناضلة أمينة دحبور
في الثامن عشر من فبراير شباط عام 1969 تكشفت وجهة الهجوم مطار زيورخ السويسري في ذلك اليوم كانت طائرة العال بوينغ (720b) على وشك الإقلاع في رحلتها رقم 432 القادمة من أمستردام في طريقها إلى تل أبيب عندما تعرضت إلى وابل من الرصاص من أسلحة نصف آلية أسفر عن مقتل طيار متدرب وثلاثة من الركاب وإصابة ثلاثة من طاقم الطائرة نفذ الهجوم أربعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هم محمد أبو الحجاج، إبراهيم يوسف، عبد المحسن حسن وأمينة دحبور أول فلسطينية تشارك في الهجوم على طائرة.
امينة دحبور التي شاركت بخطف طائرة العال الاسرائيلية تحدثت عن الاهداف الكامنة وراء خطف الطائرات وهي طرح القضية الفلسطينية علي الرأي العام العالمي.
وقالت ان استهداف طائرات "العال"الاسرائيلية كان بهدف اثبات انها طائرات مدنية تقوم بنقل الاسلحة من المانيا الغربية واوروبا الي اسرائيل وان طواقمها ليسوا الا ضباطا في الجيش الاسرائيلي.
مؤكدة ان التعليمات الصادرة للخاطفين كانت تقضي بعدم الاعتداء علي الركاب.
واضافت ان الطائرة التي تم خطفها كانت محملة بالاسلحة وانها لم تكن تحمل سوي اربعة ركاب مدنيين وانهم قالوا ذلك امام محكمة احدي المقاطعات السويسرية التي حاكمتهم لكنها لم تأخذ بذلك بيد ان المحامي ثبت الامر في المحضر.
بعد يومين من الهجوم تلقت الخارجية الأميركية برقية القنصلية الأميركية في القدس تفيد بأن مراسل الجورازالين بوست الإسرائيلية عثر على شقيقة أمينة دحبور في خان يونس في قطاع غزة والتي أكدت له مولد أمينة في خان يونس من أبوين لاجئين كانا قد فرا من منطقة عسقلان عام 1947 وأقاما في مخيم للاجئين في غزة تذكر الأدبيات الفلسطينية التي تتناول كفاح المرأة من أجل تحرير فلسطين أن السيدة أمينة قد اشتهرت وهي في خان يونس بأنها كانت تقوم بتجميع الفتيات وتشرح لهن كيفية تصنيع القنابل اليدوية وإلقاءها على الدوريات الإسرائيلية وتنظم لهن دورات للتدريب على السلاح تعمل السيدة أمينة الآن كمدير لدائرة التطوير وتقييم الأداء في وزارة العمل في السلطة الفلسطينية
في النهاية حكم القضاء السويسري على أمينة دحبور ورفيقيها بالسجن اثني عشر عاما وعلى الحارس الإسرائيلي رحميم ببضعة أشهر ثم أطلق سراحه استجابة لضغوط دبلوماسية لكن النيران لم تنطفئ في الثامن عشر من فبراير شباط عام 1970 أرسل قسم تمثيل مصالح ألمانيا الاتحادية في السفارة الفرنسية في بيروت إلى وزارة الخارجية في بون بتقرير عن تلقي السفارة السويسرية في العاصمة اللبنانية تهديدات باختطاف السفير السويسري في بيروت أو أي سفير سويسري في عاصمة أخرى إذا لم تقم سويسرا بإعادة محاكمة مجموعة الفلسطينيين التي نفذت الهجوم على طائرة العال الإسرائيلية في مطار كلوتن في مدينة زيورخ بعد أيام من هذه التهديدات وبالتحديد في الحادي والعشرين من فبراير انفجرت في الأجواء طائرة سويسرية بالقرب من مدينة زيورخ تلقت وزارة خارجة ألمانيا الاتحادية من سفارتها في تل أبيب التقرير الذي يرصد رد الفعل الإسرائيلي بالقول إن ثلاثة عشر إسرائيليا بينهم عدد من أعضاء السفارة المعروفين لدى السيدة مائيير شخصيا فقدوا حياتهم وإن الحكومة الإسرائيلية ستبحث في موضوع الاعتداء وإن إسرائيل سترد بالتأكيد على هذا الاعتداء المتجدد على المواصلات الجوية مع الخارج من خلال إجراءات انتقامية
وعقب انتهاء الفيلم دار حوار جمع المخرجة عرب لطفي والمناضلات ليلي خالد ووداد قمري وتيريز هلسا.
وقالت المخرجة عرب ان هدفها من وراء سردية المناضلات السبع هو تجمع الذاكرة واستعادة جماعية لها وان التجربة كانت مهمة جدا لان الحكاية واحدة روتها مجموعة واشتملت علي تصوير النكبة وتداعياتها وما تلاها من هزيمة وثورة.
اما ليلي خالد فمزجت بين النظرية والتطبيق والمقاتل والمنظر حيث قالت انها ورفيقاتها ميدانيات ولم يتعودن علي رؤية انفسهن علي الشاشة مشيرة انها تساءلت وهي تشاهد الفيلم: معقول انا هكذا؟
واضافت انهن رأين انفسهن من خلال المخرجة عرب لطفي التي وثقت الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني موضحة ان صورة الانسان فيهن نقية بفضل ثقافة المقاومة التي يتم العبث فيها هذه الايام.
واكدت استمراريتهن في النضال رغم كبر سنهن موضحة في ذات السياق ان الجيل الجديد سيستمر بالثورة والنضال من اجل تحرير فلسطين وبالتالي لا بد من ابقاء ثقافة المقاومة وحق العودة مستمرة بيد انها شددت علي ان العودة لن تتم بالمفاوضات بل بالمقاومة واختتمت بالقول : لنا شرف التجربة وعلي الاجيال ان تستمر وسنعود يوما وقالت ان جورج حبش اجبرها علي الحديث للصحفيين عن التجربة وقال لها : خطفت طائرة وتخافين من الصحافة؟.
اما وداد قمري فقالت انها بطبيعتها لا تحب الكلام لكن المخرجة عرب لطفي استنطقتها مشيرة الي انها لم تقابل وسائل الاعلام يوما للحديث عن التجربة.
وفي نهاية الحوار اجمع الحضور علي ان عمليات خطف الطائرات التي جرت اوائل سبعينيات القرن المنصرم اشاعت وعيا دوليا بالقضية الفلسطينية وان المدنيين لم يتم استهدافهم لان الهدف كان سياسيا واعلاميا كما انه كان هناك تكامل بين عمل المناضلات اللواتي قمن بتنفيذ العمليات وان المراة الفلسطينية اذهلت المحققين والسجانين الاسرائيليين وبالتالي فان دور المرأة في الانتفاضة كان امتدادا لدورهن مثلما كن هن امتدادا لجيل المناضلات
الاوائل امثال فاطمة غزال
الشهيد القائد ابو علي اياد
( وليد احمد نمر) الملقب بعمروش فلسطين
وليد احمد نمر 1934_ 1971
===قائد فلسطيني وعضو اللجنه المركزيه لحركه التحرير الوطني الفلسطيني
( فتح ) وعضو القياده العامه لقوات العاصفه , ولد في بلده قلقيليه وانهى فيها دراسته الابتدائيه والثانويه فحصل على شهاده المترك سنه 1953 والتحق سنه 1954 بدوره تدريبيه للمعلمين في العراق
=== انتقل وليد احمد نمر وكنيته ابو علي اياد الى المملكه العربيه السعوديه فعمل مدرسا لمده ثماني سنوات (1954_1962 ) ثم انتقل الى الجزائر عقب استقلالها فامضى سنوات ثلاث مساهما في عمليه التعريب فيها
=== تفرغ للعمل العسكري في الثوره الفلسطينيه منذ انطلاقتها في 1/1/1965
وفي سنه 1966 انتقل الى الضفه الغربيه حيث اوكلت اليه مسؤوليه الاعداد للعمل العسكري في الارض الفلسطينيه المحتله سنه 1948 , قاد عده عمليات عسكريه ضد العدو الصهيوني منها , عمليه مستعمره بيت يوسف بتاريخ 25/4/1966 والهجمات على مستعمرات المناره , وهونين , وكفار جلعادي
=== انتقل بعد ذلك الى سوريه وقام بتدريب عناصر قوات العاصفه فيها , وقد اصيب خلال التدريبات في احدى عينيه وعقب عدوان حزيران 1967 انتقل الى الاردن فاوكلت اليه قياده قوات الثوره الفلسطينيه في منطقه عجلون حيث قام
بتوجيه مجموعاته عبر نهر الاردن لتقوم بعمليات ناجحه ضد العدو الصهيوني وقواته ومستعمراته
=== عقب احداث ايلول سنه 1970 في الاردن انتقل بقوات الثوره الفلسطينيه الى منطقه جرش وعجلون وفي عام 1971 خاض معركه ضاريه مع قوات الجيش الاردني حيث استشهد في ذلك الصدام وباستشهاد القائد المعلم ابو علي اياد فقدت الثوره الفلسطينيه مناضلا صلبا وقائدا كبير
خلال المعركة الضاريه في جرش وعجلون حاولت جامعه الدول العربيه وسوريه خاصه اخراج الاخ ابو علي من الاردن حفاظا على حياته حيث ابلغه السوريين باستعدادهم لارسال طائره هليوكبتير خاصه لاخراجه الى ان قائدنا
ومعلمنا رفض ان ينجو بنفسه ويترك اخوانه المناضلين عرضه للقتل والاعتقال
والتعذيب فقرر البقاء معهم يقاتل واياهم وكانت برقيته الاخيره الى القياده _
قررنا ان نموت واقفين ولن نركع والله معنا
الشهيد الفدائي البطل فراس العجلوني .. أسد فوق حيفا
فراس العجلوني(1936 - 5 يونيو 1967) طيار حربي أردني استشهد في حرب 1967.
الاسم : فراس محمد علي العجلوني
الرتبة : رائد
الرقم التسلسلي : .493
البلدة الأصلية : عنجره/عجلون
مكان الاستشهاد : معسكر وحدته
تاريخ الاستشهاد : 5 /6/ 1967
ولد الرائد طيار فراس العجلوني في عنجرة عجلون من المملكة الأردنية الهاشمية عام 1936 بعد أن انهى دراسته الثانوية التحق بسلاح الجو الملكي الأردني، عام 1954، ليكون طيارا مقاتلا. تلقى تدريباته العسكرية الأولية في الأردن ثم أرسل إلى بريطانيا في عدة دورات. ترقى في مناصبه حتى أصبح برتبة رائد وأصبح قائد سرب الى ان استشهد الرائد طيار فراس العجلوني قائد سرب طائرات الهوكر هنتر في قاعدة المفرق الجوية (قاعدة الملك حسين) في حرب حزيران.
اشترك مع رفاقه في أول معركة جوية مع طيران العدو الإسرائيلي عام 1966 واسقطوا عدة طائرات إسرائيلية من نوع ميراج، وقلده على اثر ذلك الملك الحسين بن طلال وسام الإقدام العسكري.
استشهد الرائد طيار فراس العجلوني قائد سرب طائرات الهوكر هنتر في قاعدة المفرق الجوية في حرب حزيران.
استشهاده
كان قائد السرب مع زملائه الطيارين في مطار المفرق حين بدأت طائرات الميراج الإسرائيلية بالإغارة على المطار بهدف تدميره وتدمير جميع الطائرات فيه. وتحت القصف الجوي بدأ فراس يعدوا باتجاه الطائرات التي كانت تقتنصها الطائرات الإسرائيلية واحدة واحدة، فاختار إحداها قبل إصابتها وركبها وأقلع بها لمواجهة أسراب الطائرات الإسرائيلية. استطاع وحده الإقلاع والهبوط عدة مرات ليشتبك فيها مع الطائرات المعادية. إلا أن الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في مدرج المطار أعاقه من الإقلاع في المرة الأخيرة، فقصفته الطائرات الإسرائيلية واستشهد في طائرته على أرض المطار. لم تعد طائرات سليمة أخرى للطيارين الآخرين ولكنهم صمدوا مع قائدهم في تجهيز طائرته في كل مرة يقلع فيها. لم يقبل أن يقوم بالمهمة غيره حتى استشهد.
تمكن الطيارون الأردنيون الباقين من الانتقال برا إلى القاعدة الجوية العراقية (هاء 3 ) الرايضة على الحدود الاردنية العراقية. وفور وصولهم، وفرت لهم القوات الجوية العراقية عددا كافيا من طائرات الهوكر هنتر. وفي هجوم جوي واحد للطائرات الاسرائيلية على القاعدة العراقية تمكن الطيارون الأردنيون من اسقاط 9 طائرات من طرازات مختلفة.
ملاحظه:اسقطوا بكفاءة قتالية ومهارة تكتيكية عدة طائرات إسرائيلية من نوع ميراج التي كانت تعتبر في حينها من احدث واقوى الطائرات العسكرية المقاتلة.
طائرة الميراج III التي استخدمها الإسرائيليون في حرب 1967:
في ذكراه
* سمي شارع رئيسي في إربد بإسمه
* سمي ميدان بإسمه في عمان
* سميت مدرسة بإسمه في عمان
* صدر كتاب للصغار عنه في عمان بعنوان أسد فوق حيفا، كتبته الكاتبة الفلسطينية روضة فهيم محمد الفرخ، أصدرته دار كندة،1986؛.
الفدائي الكويتي البطل الشيخ فهد الأحمد الصباح
أمير عربي ترك حياة القصور و عاش حياة الثوار
لم يقبل بعيشة الرفاه فعاش مناضلا واستشهد بطلا شهيدا
في مقوله شهيرة للأمير الفدائي :
لو امسكوني ملك الدنيا كلها سأفضل أن امسك بالبندقية وأموت شهيدا
الشهيد البطل «أبا الفهود» كما يحلو للثوار في فلسطين ان يدعوه
الشهيد الشيخ فهد الأحمد قاتل في صفوف المقاتلين الفلسطينيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية ضمن العمل الفدائي ضد العدو الصهيوني داخل الاراضي المحتلة منذ عام1965 حتى عام 1972 في جنوب لبنان وقد اصيب، رحمه الله، أثناء هذه العمليات القتالية 3 مرات نفذها هو وزملاؤه داخل الاراضي المحتلة ..كما يذكر انه قاتل في معركة الكرامة بالأردن.
ولد الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح في العاشر من أغسطس من العام 1945 كأصغر أبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت لراحل وكأن الشهيد كان موعودا بأغسطس . جاء استشهاده في نفس الشهر وقبل ن يكمل عامه الخامسة والاربعون بثمانية ايام ومابين أغسطس 45 و أغسطس 90 عاش ( الفهد ) كما يحلو لمن عاصروه تسميته حياة حافلة بكل معنى الكلمة .. وبعد ان تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في الكويت التحق بالجيش الكويتي برتبة مرشح ضابط ابتداء من 22/4/1963 ليرقى الى رتبة ملازم ثاني في 19/7/1965 ثم الى ملازم اول في 1/3/1967 .
ارسل الشهيد في بعثة عسكرية في المملكة المتحدة في عام 1969 قبل ان يرقى الى رتبة نقيب في 7/6/1970 .
في هذه الفترة الحساسة من عمر الامة العربية والتي كانت تعيش فيه صراعا داميا مع العدو الصهيوني كان للضابط فهد الأحمد دور ريادي كبير في دعم العمل الفدائي الفلسطيني بل والمشاركة فيه عندما قاتل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ضمن العمل الفدائي ضد العدو الصهيوني منذ عام 65 وحتى عام 72 في جنوب لبنان وقد اصيب الشهيد ثلاث مرات اثناء العمليات العسكرية التي نفذها وزملاؤه داخل الاراضي المحتلة كما قاتل في معركة الكرامة في الاردن .
لم يكتف الفهد بالعمل الفدائي بل وحرص على المشاركة مع الجيوش العربية النظامية في حربها مع العدو فشارك مع الجيش الكويتي في جبهات القتال ضمن لواء اليرموك في جمهورية مصر العربية اذاً .. فشهيدنا كان عسكريا متمرسا وصلبا لم يعش النرجسية ولم يقبل الارستقراطية فعاش مناضلا ورحل شهيدا مقاتلا في معركة دسمان.
الامير فهد الاحمد ..في أغوار الأردن مع مجموعة من الفدائيين
يحمل اكبر شوارع (جنين الفلسطينية) اسم الشهيد فهد الاحمد
الشهيد الكويتي البطل فوزي المجادي
عاد إلى الكويت... يحمل فوق رفاته حبات من تراب فلسطين
فوزي عبد الرسول المجادي
حين تقدم متطوعاً في صوف القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أثار فضول المقاتلين والمسؤولين معا. تساءلوا باستغراب: ما الذي يدعو شابا مثله لأن يترك بلاده الكويت، وأن يغادر حياته الهانئة الوادعة، المترفة، وأن يلتحق بالمقاومة الفلسطينية. التساؤل أثار استهجانه، واستفزه، فاتخذ موقفا حادا، ملخصه أن الكويت بلد عربي، وأن شعبه شعب عربي، يعيش مشاعر الأمة العربية بحلوها ومرها، وفي القلب منها قضية فلسطين. وتحدث مطولا عن الحركة القومية في الكويت ودورها، وتحدث عن التصاق الشباب الكويتي بقضية فلسطين، ثم ختم قائلاً: أنا واحد من هؤلاء. جئت إليكم متطوعاً فاقبلوني. بعد تلك الجلسة الحارة جدا، في نقاشاتها، وافقت القيادة المسؤولة على قبول طلب تطوعه، وقد كتب في أسفله ملاحظة أكد فيها أنه يتطوع للقيام بعملية فدائية ضد العدو الإسرائيلي وليس للإقامة في المخيمات. في معسكر التدريب، شكا المدربون من ضعف بنيته الجسدية. وقالوا إن نقطة ضعفه تكمن في ساقيه، فهو لا يقوى على السير الطويل، أو الجري لمسافات بعيدة. وقالوا أيضا إن بنيته الجسدية لا تؤهله على الإطلاق للقيام بعمل قتالي واقترحوا إحالته إلى عمل إداري خاصة وأنه متعلم ويحمل شهادات عليا ويجيد عدة لغات. هذا التقرير لوضعه الصحي أثار غضبه، كما أثار حزنه في الوقت نفسه. ورفض الاقتراح بنقله إلى مهمة إدارية، وقال: لو كنت أرغب في أن أكون موظفا إداريا لبقيت في الكويت أنا هنا كي أقاتل فدعوني أحقق أمنيتي في مقاتلة العدو. كان على مسؤوله المباشر أن يخوض معه حوارا هادئا ليشرح له خطورة إشراكه في عمل قتالي إذا كان جسده لا يتحمل الأعباء الثقيلة لهذا العمل، قال له إن هذا يتطلب أن تسير لمسافات طويلة وأن تجري ربما لساعات دون تعب، وإلا وقعت في قبضة العدو أسيرا أو شهيدا. كما شرح له بهدوء ـ أيضا ـ أن إشراكه في عمل قتالي في ظل أوضاعه الصحية الضعيفة من شأنه أن يلحق الأذى بباقي أفراد المجموعة، لأن تخلف عضو فيها، ووقوعه في قبضة العدو، خطر على الآخرين. قال أمنحوني فرصة لمزيد من التدريب، ولمزيد من الجهد واتفق على نقله إلى أحد المواقع، في أحد مخيمات الجنوب، نزولا عند طلبه. في موقعه الجديد، وبعد أن أنهى الفترة التدريبية في المعسكر، واصل رفيقنا القادم من الكويت تدريباته الجسدية كان يقسو على نفسه يمارس رياضة الجري يوميا إلى أن يرهق فينهار، خاض تحديا صعبا ضد جسده الضعيف، بإرادة صلبة وعزيمة فولاذية شهد له فيها الكثيرون. وصار جسده يستجيب رويدا رويدا لمتطلبات القتال الفدائي وبخطوة ذكية منه، وليلفت نظر مسؤوليه، كان يدعو رفاقه في الموقع ليشاركوه تدريباته الرياضية، فيتغلب عليهم في اللياقة البدنية، ونجح فيما أراد، وحين شعر أنه بات جاهزا، أمسك الورقة والقلم، وكتب طلبا إلى القيادة، يدعوها فيه لترشيحه لأحدى العمليات القتالية ضد العدو. كان الجو الفلسطيني ملتهبا فالانتفاضة في أوجهها نحن في منتصف العام 1989 وقد انقضى على إعلان الاستقلال أقل من عام، والعالم كله يعيش تداعيات هذا الإعلان كانت الأجواء مشحونة بالحماسة الشديدة، الأرض، في الضفة والقطاع تلتهب نارا حازمة تحت أقدام العدو. لجان الانتفاضة شكلت سلطة بديلة لسلطة الاحتلال وشمال فلسطين تحول إلى جبهة قتال ضد العدو، لرفع الضغط عن الانتفاضة ولإرغام العدو على سحب قواته من الضفة والقطاع وحشدها في مواجهة دوريات الفدائيين ومجموعاتهم المقاتلة. وبعد طول دراسة وافقت القيادة على ترشيح الرفيق القادم من الكويت لعملية قتالية في شمال فلسطين وعندما أبلغت غرفة العمليات عن توفر هدف في مستعمرة «مسكاف عام» في أصبع الجليل، نقل رفيقنا، مع اثنين آخرين إلى مكان خصص لتحضير المجموعات القتالية تمهيدا لإخراجها في عمل ضد العدو. تعرف الرفاق إلى بعضهم البعض وبدأت التدريبات القاسية، ونجح رفيقنا القادم من الكويت في كل الاختبارات، وأبرز شجاعة مميزة، كانت السعادة تغمره، والابتسامة لا تغادر شفتيه لقد بات على مقربة من تحقيق حلمه مقاتلة العدو الإسرائيلي. لم تكن صدفة، بل كانت التطورات هي التي لعبت دورا في توفير الفرصة السياسية لعملية قتالية الهدف بات تحت السيطرة والمجموعة المقاتلة باتت جاهزة، وهناك في الضفة يرتكب العدو مجزرة ضد الأهل في نابلس. فاستقر الرأي «على أن يطلق على العملية اسم «شهداء نابلس» وعند الساعة صفر تحركت المجموعة إلى هدفها، وفي عدادها الرفيق القادم من الكويت. الهدف المنوي ضربه موقع عسكري إسرائيلي في إطار الحامية الخاصة لمستعمرة «مسكاف عام» وقد استطلع الهدف جيدا ووضعت خطة لاقتحامه، تدرب عليها المقاتلون طويلا، وحفظوا تفاصيلها عن ظهر قلب، ونفذوا الخطة أكثر من مرة ضد هدف وهمي شبيه بالهدف الحقيقي. موقع الرصد أفاد في تقرير أن المجموعة الفدائية التابعة للقوات المسلحة الثورية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التحمت الموقع بنيران بنادقها، وقذائفها الصاروخية وقنابلها اليدوية. ويضيف التقرير أن نيران المقاتلين الفلسطينيين اقتحمت بالنيران المعادية وأن تبادل إطلاق النار يؤكد أن المجموعة الفدائية نجحت في الوصول إلى هدفها وأن بعض المواقع الإسرائيلية حمت أثناء القتال، ما يؤكد أن عناصرها سقطوا بين قتيل وجريح. تقرير موقع الرصد الذي تابع العملية بدقة وسجل كل لحظة من لحظاتها يقول إن العدو دفع بقواته إلى مسرح العملية بما في ذلك مروحياته العسكرية التي عملت على مطاردة المجموعة الفدائية وهي تحاول الانسحاب ويؤكد التقرير أن المجموعة الفدائية سيطرت على الموقع الإسرائيلي، وأن جنود العدو فشلوا في منعها من تحقيق هدفها وأن نيران المروحيات العسكرية وصواريخها، هي التي نجحت في تطويق المجموعة الفدائية، حيث دارت معركة جديدة نجح فيها العدو في قتل أفراد المجموعة، فسقطوا واحدا تلو الآخر، شهداء فوق أرض فلسطين. من بين هؤلاء الشهداء الرفيق القادم من الكويت: فوزي عبد الرسول إبراهيم المجادي الذي نقل العدو جثمانه ودفنه إلى جانب رفاقه في مقبرة الأرقام في شمال فلسطين. وفي التبادل الأخير، في إطار عملية الرضوان، نهض فوزي من قبره، وعاد إلى الكويت مارا عبر الأراضي اللبنانية. هناك استقبله الأهل والأصدقاء واستقبله شعب الكويت مرحبا بالعائد وقد حمل فوق رفاته حبات من تراب فلسطين اختلطت بتراب الكويت.ملاحظة: حرصت القيادة العسكرية للقوات المسلحة الثورية على تكريم الرفيق الشهيد فوزي عبد الرسول المجادي، فأطلقت اسمه على واحدة من عملياتها القتالية ضد العدو في شمال فلسطين. جموع حاشدة كانت بانتظار الشهيد فوزي عبد الرسول المجادي في مطار الكويت الدولي (26/7)، بعد أن شيعته الجماهير الفلسطينية تشييعا مهيبا في مخيم اليرموك، مع رفاقه حملة السلاح الشهداء في الثورة الفلسطينية. المشهد في مطار الكويت الدولي اختلطت فيه الدموع بالفرح والزغاريد، وخارج المطار كانت جموع حاشدة بانتظار موكب الشهيد المهيب، ورافقت الموكب حتى ووري الرفات الثرى، وألقيت كلمات تأبينية حملت إيمان الأشقاء الكويتيين بقضاياهم الوطنية والقومية، وفي المقدمة منها قضيتهم الأولى، قضية فلسطين. من جانبه أعرب المنبر الديمقراطي في الكويت عن «اعتزازه وافتخاره بما قدمه الشهيد فوزي عبد الرسول المجادي ابن الكويت البار من تضحية بروحه في سبيل المبادئ القومية التي آمن بها بصدق، وأخلص لها عندما انضم إلى قافلة المناضلين في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين،
من أجل الدفاع عن الحق العربي المشروع في مواجهة العدو الصهيوني»..ما أعظمهم شهدائنا
الشهيد المغربي البطل .. الرفيق مصطفى قزيبر
الشهيد البطل مصطفى قزير
الذي سبق له أن انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
واستشهد في عملية بطولية استهدفت المحتل الصهيوني على الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
لب العشرات من المناضلين و المناضلات دعوة النهج الديمقراطي لاستقبال رفات الشهيد البطل مصطفى قزيبر و الذي افرج عن جثمانه بعملية تبادل الاسرى التي نفذها حزب الله
و قد كان من المفروض أن يتم نقل الرفات من بيروت في طائرة تحط بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء في
الساعة التاسعة و خمس دقائق ..ليلا يوم الأحد 31 غشت 2008
الطائرة لم تحط إلا حوالي الحادية عشرة و 45 دقيقة، و خلال مدة الانتظار رفضت إدارة المطار إعطاء توضيحات حول مدة التأخر و لا على مصير رفات الشهيد
يتضح بالملموس مناورات الدولة المغربية في قضية نقل رفات الشهيد..
و أمام مناورات ممثلي الدولة في هذه القضية، فقد نظم الحاضرون و قفة احتجاجية داخل مطار محمد الخامس رفعت فيها عدة شعارات أغلبها مرتبطة بتضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني
و اختتمت الوقفة بكلمة للنهج الديمقراطي ألقاها الرفيق براهمة
و بكلمة الفنان المناضل بزيز
و قد عبر المئات من الوافدين على المطار عن تضامنهم مع الوقفة التي التحقوا بها و رددوا الشعارات المرفوعة
ونقل رفات الشهيد إلى مسقط رأسه ...أرفود بالراشيدية بالمغرب بتشييع مهيب من المواطنيين ..بعد فشل الحكومه بمحاولة عرقلة مراسم التشييع الشعبية
الطريق الى الوطن .. عملية القدس البحرية الفدائية 1990م
ابطال عملية القدس البحرية الفدائية
في 30 / أيار / من عام 1990 انطلقت مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين باتجاه شواطئ فلسطين المحتله ، انطلقوا على زوارق بحرية عسكرية مجهزة براجمات الصواريخ و مضادات الطائرات و أسلحة أخرى منوعة ...
الرفيق أنور الشيخ "أبو فادي " حدثنا عن هذه العملية العسكرية النوعية و عن أسباب اختياركم لهذا الأسلوب المعقد و الضخم لهذا العمل ؟
بداية أوجه تحية اعتزاز و افتخار لإبطال هذه العملية النوعية التي نفذها نخبة من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية .
إن هذه العملية النوعية التي اشرف و خطط لها الشهيد القائد أبو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، حيث كان الإعداد و الشروع في التحضيرات لها على الأسس التالية :
أولا : انتخاب المقاتلين و فق طبيعة هذه المهمة و بمعايير و ضوابط خاصة ، منها أن يكون المشارك في هذه المهمة لا يتجاوز عمره أل 25 عاما ، و أن لا يكون وحيدا لأهله أو متزوجا و أن يكون بصحة جيدة و متعلما .
ثانيا : بعد إتمام الفحص الطبي للمقاتلين ، يتم نقلهم إلى أماكن خاصة للتأكد من أوضاعهم الأمنية .
ثالثا : تم نقلهم إلى محطة مؤقتة ثم الانتقال إلى موقع التدريب
كل هذه الخطوات تمت بسرية تامة
إن التفكير بهذا العمل العسكري كان له أسباب عديدة منها عدم وجود قاعدة انطلاق لتنفيذ أي عمل عسكري من الأراضي العربية المحاذية لفلسطين ، و انكشاف بعض المنافذ البحرية من قبل العدو الصهيوني عند الشروع لتنفيذ أي عمل عسكري بحري خاصة من جنوب لبنان مما حذا بالقيادة التفكير بعدم الاستسلام لهذى الواقع و لابد لتصعيد وتيرة العمل العسكري و استمراره ضد العدو الصهيوني فكان اختيار البحر الأبيض المتوسط و خاصة في المياه الدولية للانطلاق في تنفيذ هذا العمل العسكري الكبير و مباغتة العدو من مكان لا يتوقعه و لا يخطر في حساباته لأسلوب المعركة المتبع بحيث تقتحم مجموعه من الفدائيين شواطئه من نقطة ما في عرض البحر ، برغم بعد المسافة عن شواطئ فلسطين المحتلة و المدججة بالترسانة العسكرية و بخفر السواحل الاسرائلية و المراقبة بصورة دائمة من قبل دوريات الزوارق البحرية العسكرية السريعة المعروفة باسم الدبور التي كانت تجوب البحر ليلا نهارا ، فكان لا بد من التحضير و الإعداد الجيد لهذا العمل العسكري الكبير من خلال إعداد المقاتل وطبيعة التسليح الذي ارتبط بطبيعة الهدف المراد اختراقه و تدميره لذلك تم تكليف عدة لجان بمهام متعددة .
ذكرت في نهاية حديثك عن لجان اختصت في الإعداد لهذه المهمة ، هل من الممكن ذكر هذه اللجان و طبيعة عملها ؟
أولا : لجنه الاستطلاع داخل فلسطين ومهمتها مراقبة شواطئ فلسطين من الشمال الى الجنوب و تصويرها و تحديد النقاط العسكرية لخفر السواحل الاسرائيلي ، وكذلك لمعرفة الطبيعة الجيولوجية للشواطئ الفلسطينية لتحديد المناطق الصخرية و الرملية لتلك الشواطئ لتعيين نقاط الإنزال العسكري للزوارق البحرية ، و أيضا لمعرفة أماكن التجمعات السكنية العسكرية و خاصة في مدينة تل أبيب و التي يقطنها ضباط عسكريين اسرائليين .
ثانيا : لجنة التوجيه المعنوي كان دورها الإشراف المباشر على متابعة المقاتل لسير تدريباته اليومية و مأكله و مشربه و حالته المعنوية و النفسية لتوفير كل احتياجاته ليتم التركيز على الجانب التدريبي دون انشغاله ببعض المشاكل اليومية و احتياجاته الضرورية .
كما كان للجنة التوجيه المعنوي دور في توجيه المقاتل لمعرفة أدق التفاصيل عن جغرافية فلسطين و بالخصوص شواطئ فلسطين ومدنها ، إضافة إلى ذلك تعليمهم اللغة العبرية كتابتا و قرائه لأهميتها عند وصول المقاتلين إلى شواطئ فلسطين لتمكنهم من قراءة اللافتات و القارمات الدالة للطرق و المناطق العسكرية .
ثالثا : اللجنة الفنية العسكرية ، كان دورها معرفة قوة و أنواع الأسلحة التي يستخدمها العدو لخفر السواحل من بطاريات و نوعية و حجم و سرعة الزوارق و عدد أفراد طاقمها و نقاط ضعفها ، و كذلك كفاءة الرادارات المستخدمة من قبل العدو لكشف الأجسام الغريبة في البحر .
رابعا : اللجنة العسكرية الخاصة في الإعداد و التدريب العسكري ، تم اختيار نخبة من خيرة المدربين العسكريين بكفاءاتهم العالية فكان هناك التدريب البري و البحري و الجوي ، حيث تم إخضاع المقاتلين لعدة دورات عسكرية متتالية و تم إدخالهم في دورة خاصة بالضفادع البشرية و الإبحار و الملاحة البحرية للإبحار لمسافات بعيدة و تم تدريبهم على الإبحار في ظروف جوية مختلفة و في الليل و النهار .
ما نوعية الأسلحة التي تدرب و تجهز بها المقاتلين المنفذين للمهمة ؟
تم تجهيزهم و تدريبهم على استخدام مختلف أنواع الأسلحة و منها ، الخفيفة و المتوسطة و الثقيلة و بأنواع مختلفة لمعالجة أسلحة العدو البرية و البحرية و الجوية و نذكر من الأسلحة التي استخدمت في تنفيذ المهمة ،
1 / تجهيز المقاتل بسلاحه الشخصي المسدس و الكلاشنكوف و القنابل اليدوية و الانيرجا
2 / تم تجهيز الزوارق بالأسلحة ذو القوة النيرانية الكثيفة لمعالجة الدروع و الطائرات و و الزوارق العسكرية الاسرائليلة (( الدبور )) و المواقع الحصينة على شواطئ فلسطين حيث تم نصب و تركيب سلاح الدفاع الجوي 14,5م و سلاح 23 م و أيضا راجمات للصواريخ عيار 107 م ، و تجهيز المقاتلين أيضا بأسلحة القناصة (( دراكانوفا ) و الار بي جي 7 (( RBG7 )) و سلاح البي كي سي (( BKC )) و صواريخ الدفاع الجوي المحمول للافراد ستريلا (( SAM 7 )) و الدكتريوف .
3 / تم أيضا تجهيز المقاتلين بالنواظير النهارية و الليلية و بالبوصلات الالكترونية البحرية لتحديد سير الزوارق صوب الأهداف المحددة للإنزال . بالإضافة إلى أجهزة اتصال لاسلكية الكترونية حديثة لتلقي الأوامر و التعليمات من قائد العملية .
سؤالنا هنا رفيق أبو فادي ما نوعية الزوارق التي استطعتم تحميلها بكل هذا العتاد العسكري و الأسلحة المستخدمة الضخمة لهذه المهمة ؟
قد يستغرب القارئ الكريم بحجم هذا التسليح للزوارق ، وكما اعتاد استخدام الزوارق المطاطية في العمليات العسكرية البحرية الفلسطينية لتنفيذ هجماتها من جنوب لبنان .
إلا أن نوعية الزوارق التي استخدمت في العملية تختلف تماما عن سابقاتها حيث كان نوعيتها فيبر كلاس مزوده بمحركين ذو كفاءة عالية في سرعتها و قدرتها على مواجهة كل الظروف الجوية في البحر .
و تم العمل على الزوارق من قبل مختصين في تحوير و تحديث الزوارق لتحويلها إلى زوارق عسكريه قادرة على تحمل المهمة ، حيث تم طلائها بماده عازلة خاصة لتامين عدم كشف الزوارق للرادارات المعادية إضافة إلى إجراء بعض التعديلات على الزوارق كي نتمكن من نصب و تركيب الأسلحة السابقة الذكر عليها و بالإضافة إلى أن نوعية الزوارق ساعدت كثيرا لقدرتها على حمل الأوزان الثقيلة و عدم التأثير على سرعتها لأنها تحتوي على محركين قويين .
هنا أود طرح سؤال هام جدا ! كيف استطاعت الزوارق الأنطلاق من نقطه بعيده و قطع كل هذه المسافة و صولا الى شواطئ فلسطين ؟
سؤال هام فعلا ... المسافة من نقطة الانطلاق إلى شواطئ فلسطين بعيدة جدا لذلك كان لا بد من استخدام وسيلة نقل لإيصال الزوارق لأقرب نقطه في المياه الدولية القريبة من شواطئ فلسطين لذلك تم استخدام ناقلة تجارية لنقل الزوارق و حملها إلى نقطه معينة حددت مسبقا بالإضافة إلى زورق مرافق لتزويد الزوارق المهاجمة أثناء الإبحار بالوقود و إيصالها إلى اقرب نقطة من الشاطئ .
حدثنا عن مدة الإعداد و أساليب التدريب لهذه العملية البطولية ؟
بعد كل ما ذكر من حقائق لا بد أن نشير إلى أن الإعداد لهذا العمل العسكري البطولي الكبير استغرق أكثر من سنتين للإعداد و التحضير في مكان لا تتجاوز مساحته كيلوا متر مربع واحد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط حيث كان التدريب مستمر في الليل و النهار في البر و البحر و التدريب على الإنزال من البحر إلى البر و على شواطئ رملية و صخرية مع استخدام الذخيرة الحية و كذلك التدريب على أهداف بحرية و الهجوم عليها في عرض البحر بالأسلحة و الذخيرة الحية و بتشكيلات هجومية عسكرية بحرية لتمرس و زيادة الخبرة للمقاتلين في المناورة و الالتفاف على أهداف العدو .
بعد هذا التسلسل في الاعداد و التدريب و تهيئة المقاتلين و دراسة الأهداف نرجوا منك أن تروي لنا تفاصيل بدء تنفيذ العملية و لحظة الانطلاق ؟
في لحظة إعلان ساعة الصفر لتنفيذ العملية و بعد مدة سنتين من التدريب و التجهيز ، بلغنا بالأمر العسكري بتنفيذ العملية العسكرية و كانت عملية التنفيذ تنقسم إلى مرحلتين
المرحلة الأولى : كان لابد من إجراء التمويه اللازم لعدم كشف تحركات المجموعات المقاتلة من الموقع و انطلاقها نحو الهدف حيث تم إحضار مجموعة بديلة للموقع و تمتلك نفس التجهيزات العسكرية و الرياضية و عدة و زوارق أخرى ، و ذلك لعدم إشعار أي جهة بأنه تم إخلاء الموقع و انطلاق المقاتلين .
و من الجدير بالذكر انه تم نقل الزوارق الحقيقية التي سوف تستخدم في تنفيذ المهمة مع المقاتلين إلى سفينة الأم الناقلة للزوارق إلى المياه الدولية في عرض البحر الأبيض المتوسط و بسير محدد إلى نقطة انطلاق الزوارق و المقاتلين إلى أهدافهم ، لتنفيذ العملية العسكرية ، ضد الأهداف المحددة وفق الأوامر العسكرية المعطاة لقادة المجموعات المهاجمة .
المرحلة الثانية : بعد بدء سير الزوارق بالبحر حيث كانت التعليمات لهم أن يتخذوا التشكيلات القتالية عند اقترابهم بمسافة محددة مسبقا للأهداف المراد اقتحامها ، فكان على الشكل التالي مجموعة تتجه إلى شمال شواطئ فلسطين و مجموعة أخرى إلى وسط شواطئ فلسطين و المجموعة الثالثة إلى شواطئ جنوب فلسطين ، حيث كان عدد الزوارق المتجهة إلى تنفيذ المهمة أربع زوارق أي أربع مجموعات قتالية و كان طاقم كل مجموعة يتكون من ست مقاتلين لكل زورق ، وزورق خامس مهمته تزويد الزوارق أثناء الإبحار بالوقود .
وكان لكل مجموعة قائد و كان هناك قائدا للعملية البطولية يأتمروا بأوامره و توجيهاته . و من هنا بدأ أفراد المجموعات بتنفيذ العملية و تم الانطلاق ليلا .
تحدثت سابقا عن أن من ضمن اهداف العملية الوصول الى الشواطئ الفلسطينية و الاشتباك مع العدوا و ضرب أهداف محدده ، هل حققت هذه العملية تلك الاهداف ؟
حتى ننصف هذه العملية العسكرية البطولية و التي هي ثمرة جهد وطني فلسطيني أقول لك يا سيدي أن الإعداد للعملية استغرق أكثر من عامين وقد تم تغطيتها الإعلامية بدقائق قليلة لم تعطيها حقها الكامل و سأقول لك لماذا !!!
لان معظم المصادر التي وردت في الإعلام هي مصادر إعلامية من العدو ، هي التي حددت نوع هذا الهجوم و أخفت الكثير من الحقائق لعدد قتلاهم وجرحاهم و الفزع الذي أصابهم نتيجة هذه العملية العسكرية البطولية ، لكن من الجدير بالذكر أن احد القادة العسكريين الاسرائليين قد أنصف هذه العملية البطولية باعترافه حيث قال (( لو استطاعت كل هذه المجموعات الوصول الى شواطئ فلسطين لكانت الكارثة الكبرى لاسرائيل )) بحكم طبيعة التسليح و طبيعة المقاتلين المقتحمين و قوتهم النيرانية المزودين بها لكن الصدفة هي التي جنبت اسرائيل من هذه الكارثة كما وصف .
أقول هذا الكلام برغم ما خططنا له بدقة و علمية و أخذ كافة الحسابات بعين الاعتبار و تقدير الموقف العسكري و اتخاذ الإجراءات الاحتياطية لكافة الاحتمالات التي يمكن ان تواجهنا أثناء تنفيذ العملية العسكرية .
و هذا ما حصل حيث تعطل احد الزوارق أثناء انطلاقهم إلى الأهداف مما أدى إلى نقل طاقم المجموعة إلى زورق آخر و هذا أدى إلى تأخرهم في الوصول إلى الهدف حتى بزوغ الفجر مما عرضهم للكشف من قبل الطائرات الاسرائلية وكانت هناك زوارق قد أتمت عملية الإنزال على شواطئ فلسطين و الاشتباك مع العدو و استشهد على أثرها أربعه من الأبطال المنفذين لهذه العملية الجبارة ، و تم أسر باقي المجموعات المقاتلة ، أما الزورق المزود للوقود ، و الذي كان يقوده أحد المقاتلين بعد تنفيذ مهمته تم إبلاغه بالتوجه إلى سواحل مصر .
الرفيق أنور الشيخ أبو فادي ، كونك مشرفا و مسئولا في التوجيه السياسي و المعنوي للمقاتلين في جبهة التحرير الفلسطينية آنا ذاك ، هل تعتقدون أن هذه العملية ناجحة و حققت أهدافها ؟
نعم بالتأكيد ، حققت نجاحها من خلال كشفها لهشاشة الأمن الاسرائيلي و جهازها ألاستخباري الموساد حيث انه كما ذكرنا سابقا استغرق منا الإعداد و التجهيز للعملية عامان و لم يتم كشفها مسبقا لان اسرائيل بطبيعتها تضرب أي محاولة للهجوم عليها مسبقا .
و أنا اسميها عملية الاختراق ، نعم الاختراق لأننا في جبهة التحرير الفلسطينية استطعنا أن نخترق هذه المؤسسة العسكرية المتبجحة بغرورها الأمني و عظمة قوتها العسكرية كما تدعي .
و نجحت أيضا لان مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية قد حققوا حق العودة على طريقتهم الخاصة باستشهادهم على ارض فلسطين . لان أغلبية منفذي العملية هم من فلسطيني الشتات حيث ضمت المجموعات مقاتلين فلسطينيين من العراق و لبنان و سوريا و الأردن و مقاتلين من داخل فلسطين بالإضافة إلى مقاتلين سوريين الأصل .
و في نهاية حوارنا هذا ما هي كلمتك الاخيرة التي تود ان توجهها ؟
كلمتي أوجهها بشكل خاص إلى كل رفاقي الذي عايشتهم بهذه التجربة الكبيرة من مدربين و معلمين و مشرفين و قادة و كذلك أوجه تحياتي إلى كل المقاتلين في هذه العملية ولقائد العملية و قادة المجاميع و كافة مقاتلي هذه العملية البطولية لهم التحية النضالية الصادقة المخلصة و إلى كافة مناضلي جبهة التحرير الفلسطينية و فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و إلى شعبنا الفلسطيني الصامد .
ابطال عملية القدس البحرية
صورة مأخوذة من الصحف الصهيونية لاحد الزوارق على الشواطئ الفلسطينية بعد الاشتباك مع العدو
عملية الخالصة الفدائية
أسماء فدائيي العملية وهم
منير المغربي ( أبو خالد ) , فلسطيني من مواليد 1954 ,
احمد الشيـخ محمود , حلب , من مواليد 1954 ,
ياسين موسى فزاع الحوزاني ( أبو هادي) جنوب العراق ـ 1954,
استشهدوا في 11-4-1974 داخل مستوطنة كريات شمونة .
تفاصيل عملية الخالصة .... الجبهة الشعبية القيادة العامة
من العمليات الفدائية الأولى التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة داخل فلسطين المحتلة .
ففي 11/4/1974 اقتحمت مجموعة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة * مستعمرة كريات شمونة شمالي فلسطين ، و سيطرت على مدرسة و بناية تتكون من /15/ شقة واحتجزت عدداً من الرهان الإسرائيليين بعد معركة مع قوة إسرائيلية .
تقدم الفدائيون بطلب الإفراج عن مائة من الأسرى الفدائيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية * حسب قدمهم في الأسر منذ 1966 ، و من بينهم الفدائي الياباني كوزو اوكاموتوا المحكوم عليه بالسجن المؤبد و المشارك في عملية مطار اللد * عام 1972 .
رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مطالب الفدائيين ، و عززت قواتها في المستعمرة ،ثم شنّت هجوماً على المبنى الذي يحتجز فيه الرهائن . و جرت معركة عنيفة بين مقاتلي الوحدة الانتحارية وقوات العدو . و قد نفذّ الفدائيون إنذارهم و قاموا بتفجير المبنى بعد أن زرعوا العبوات الناسفة في أماكن مختلفة منه .
أسفرت العملية عن استشهاد الفدائيين الثلاثة و مقتل /18/ إسرائيلياً و جرح /15/ آخرين إضافة إلى الخسائر المادية .
خلّفت عملية الخالصة ردود فعل عنيفة داخل الكيان الصهيوني ، و أثبتت عجز الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الإسرائيلية عن مواجهة عمليات المقاومة الفلسطينية ، و تقدمت كتلة ليكود * المعارضة يومئذ في الجلسة التي عقدتها الكنيست * الإسرائيلية لمناقشة أبعاد العملية في 17/4/1974 ، ببيان انتقدت فيه الحكومة الإسرائيلية و اتهمتها بالتقصير.
اليوميات الفلسطينية لعملية الخالصة
الجمعة 12 نيسان " إبريل " 1974
اقتحمت مجموعة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة * مستعمرة كريات شمونة شمالي فلسطين ، و سيطرت على مدرسة و بناية تتكون من /15/ شقة واحتجزت عدداً من الرهان الإسرائيليين بعد معركة مع قوة إسرائيلية .
,نشرت * صحيفة " إلى الأمام " الناطقة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في عددها الصادر بعد العملية, تفصيلات عملية الخالصة " كريات شمونه " فقد نقلت المجلة عن مصدر مسؤول في الجبهة بان إحدى وحداتها الإستشهادية في داخل فلسطين المحتلة قامت بعملية اقتحام لمستعمرة كريات شمونه وبعد اشتباك مع قوات الأمن الإسرائيلية نجح عناصر المجموعة في احتـلال مدرسة كورشك وبناية سكنية واحتجزوا عددا من الرهائن . وقد حذرت الج . ش . ق . ع السلطات الإسرائيلية من أن أية محاولة لاقتحام هذين المبنيين ستعرض حياة الرهائن للخطر . وصرح مصدر مسؤول الـ ج .ش . ق . ع بان الجبهة تنفي ادعـاء إسرائيل نفيا قاطعا من أن المجموعة المقاتلة قدمت من لبنان وتؤكد أن المجموعة هي من المجموعات العاملة في الأراضي المحتلة . وقد وجه أحمد جبريل , الأمين العام ل ج . ش . ق . ع , إلى كافة المقاتلين في الجبهة وفي حركة المقاومة الفلسطينية نداء عاهد فيه الشهداء على المضي بنفس الدرب . وذكرت الصحيفة أسماء فدائيي العملية وهم منير المغربي ( أبو خالد ) , فلسطيني من مواليد 1954 , احمد الشيـخ محمود , حلب , من مواليد 1954 , ياسين موسى فزاع الحوزاني ( أبو هادي) جنوب العراق ـ 1954, استشهدوا في 11-4-1974 داخل مستوطنة كريات شمونة . وذكرت " وفا " أن الفدائيين الفلسطينيين استشهدوا في مستعمرة كريات شمونة في شمال فلسطين وكان الفدائيون قد هاجموا مستعمرة كريات شمونة حيث احتلوا بنايتين و احتجزوا بعض الرهائن بعد اشتباك مع الإسرائيليين وقد وجه الفدائيون للإسرائيليين بيانا طالبوا فيه
مطالب الفدائيين
1-
بإطلاق سراح مائة أسير فلسطيني مقابل إطلاق الرهائن المحتجزة . وعلى رأسهم كوزو اوكوموتو , فدائي ياباني اشترك في عملية مطار اللد , والفدائيات الفلسطينيات وفي مقدمتهن عايده , فدائية من غزة , والفدائيين الجرحى والمصابين وبعض الأسرى الفدائيين حسب أقدميتهم في الأسر منذ العام 1966 .
2-
يتم ترحيل الأسرى إلى اقرب بلد عربي مجاور .
3-
يجب أن يتم ذلك خلال ست ساعات . وأضافت " وفا " أن الفدائيين الثلاثة وزعوا خلال هجومهم منشورات باللغة العربية والعبرية بين الإسرائيليين قالوا في الأول " لا يمكن لنا أبدا أن نقبل بتواجدكم الاستعماري الاستيطاني وإننا نحب السلام ونحارب من اجله " و أضاف البيان الأول مخاطبا الإسرائيليين " أمامكم خياران إما الرحيل أو الموت فارحلوا لنعيش بسلام وانبذوا قيادتكم التي اختارت لكم الموت خدمة لأهدافها " . وجاء في البيان العبري " إن الهدف المركزي لنضالاتنا هو إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية على كل التراب الفلسطيني " . وقد عقدت الـ ج . ش . ق . ع مؤتمرا صحفيا ففي بيروت , تكلم فيه أبو العباس , الناطق الرسمي باسم الجبهة , ونفذتها إحدى خلايا الداخل على رغم انتماء الشهداء الثلاثة إلى ثلاثة أقطار "
أننا قادرون على ضرب تل أبيب لكن الخالصة اقدم واكبر مستعمرة حدودية في الجليل الأعلى الشرقي
وقد ابرز أبو العباس بطاقة هوية إسرائيلية وقال " إن الفدائيين الثلاثة استخدموا بطاقات كهذه للوصول إلى كريات شمونه ( الخالصة ) كما استعانوا بأشياء أخرى إسرائيلية الصنع ما عدا أسلحتهم . أضاف أبو العباس " أننا قادرون على ضرب تل أبيب لكن الخالصة اقدم واكبر مستعمرة حدودية في الجليل الأعلى الشرقي . وهذه المستعمرة تمثل حاجز آمن لسكان إسرائيل فلا يمكن اعتبار سكان المستعمرات الحدودية مدنيين . وضربنا هذه المستعمرة يؤكد مطالبتنا "نحن حريصون على الحفاظ على ارض لبنان والمقاومة وهي تتعلق بعمليات القشرة " . وذكرت " وفا " إن مصدرا مسؤولا في الـ ج . ش . ق . ع صرح بان ما تردد في بقض الأوساط الصحفية والذي يفهم منه إن ما قاله أبو العباس في مؤتمره الصحفي اليوم مقصود به الإساءة إلى ياسر عرفات ( أبو عمار ) فان الجبهة تؤكد أنها ملتزمة بـ م . ت . ف ومجلسها الوطني وبرنامجها السياسي وإنها تعتبر أبو عمار هو قائد الثورة الفلسطينية . وفي إسرائيل أدلى شلومو هيلل , وزير الشرطة الإسرائيلـي , بحديث للإذاعة الإسرائيلية حذر لبنان ودعاه إلى أن يصفي فورا كل مخيمات الفدائيين وقواعدهم في أراضيه . وقال هيلل " إن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لتضع حدا لهجمات الفدائيين عليها من الأراضي اللبنانية " . وزاد " أن في إمكان لبنان أن يضع حدا لنشاطات الفدائيين كما فعل الأردن في العام 1970"0واضاف هيلل " أن الطريقة التي سيتصرف بها لبنان ستحدد رد الفعل الإسرائيلي على عمليات كعملية كريات شمونة " وفي بيروت ذكرت" المحرر" أن تقي الدين الصلح قابل سفراء الدول الخمس الكبرى أعضاء مجلس الأمن لاطلاعهم على التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان بعد عملية " كريات شمونة " لتحذير دولهم من أن هناك اعتداء على لبنان من إسرائيل . وعقب انتهاء المقابلة صرح الصلح للصحفيين فقال " إننا ابلغنا سفراء الدول رأينا وموقفنا محذرين من النيات العدوانية التي لا تبيتها إسرائيل بل تعلنها " . واما على صعيد الأمم المتحدة فقد ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن يوسف تكواع , سفير إسرائيل في الأمم المتحدة أرسل مذكرة إلى كورت فالدهايم , السكرتيـر العام للأمم المتحدة , اشتكى فيها لبنان ,واتهمه بمسؤولية حادث كريات شمونة. وقال تكواع إن دولا عربية أخرى تؤيد مثل هذه الأعمال وتقدم للمقاومة مساعدات . وتحدث كمال جنبلاط لصحيفة " المحرر " عن عملية الخالصة فقال " إننا نفضل أن تبقى المنظمات الفلسطينية مستمرة في تمسكها بالقرار الذي اتخذتــه وذلك بعدم الانطلاق من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي المحتلة ". و أضاف جنبلاط "أن العمليات الفدائية يجب أن تنفذ في عمق الأراضي المحتلة وعلى بعد كاف من حدود لبنان الجنوبية لان إسرائيل تتذرع دائما عند وقوع مثل هذه العمليات بقربها من الأراضي اللبنانية لشن الاعتداءات على قرى الجنوب ". وعلى الصعيد الداخلي في إسرائيل فقد ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه شيع في كريات شمونة جنازة سكان البلدة وعددهم 16 شخصا الذين كانوا قد قتلوا بالهجوم الفدائي عليها . وقد دعا اتحاد الكنس ولجنة حماية المقدسات الإسرائيلية جميع الوافدين على الكنس في إسرائيل إلى تلاوة الصلوات عن أرواح قتلى كريات شمونة وذكرت الإذاعة أن رؤساء البلديات بعثوا ببرقيات تعز إلي عائلات القتلى في كريات شمونة وقال تيدي كوليك رئيس بلدية القدس," إن القدس مستعدة لان تقدم لكم المساعدة المطلوبة , رجاء لا تترددوا في التوجه إلينا ". أضافت الإذاعة إن يوسف بورج على اتصال دائم مع المجلس المحلي في كريات شمونه كلمات رثاء وذلك بسبب التقاليد الخاصة بشهر نيسان ( إبريل ) .وقالت الإذاعة إن جماعة من مخمني ضريبة الأملاك في إسرائيل توجهت من حيفا إلى كريات شمونة لتخمين الأضرار التي أصابت المساكن التي تضررت من عملية كريات شمونة , وان ضريبة الأملاك ستحاول ترميم المساكن وشراء مساكن أخرى إذا اقتضت الضرورة . ومن واشنطن نقلت الإذاعة الإسرائيلية أن نحو مائة ممثل من المنظمات اليهودية تظاهروا أمام سفارة لبنان في واشنطن احتجاجا على " المجزرة في كريات شمونة ".
ردود الأفعال على عملية الخالصة
12/4/1974 " زهير محسن " أدلى بحديث لـ صحيفة " الحياة " اللبنانية أشاد فيه بالعملية الفدائية في " كريات شمونه " . كما أشار إلى قضية الأسيرين الإسرائيليين المحتجزين في لبنان فحذر لبنان من " إن العلاقات بين سوريا ولبنان مقدمة على توتر إذا لم يتم تسليم الأسيرين لسوريا " .
12/4/1974 " وفاء " ذكرت أن السلطات الإسرائيلية قامت خلال اليومين الماضيين بحملة في الخليل لمحو الشعارات الثورية التي كتبها المواطنون بالدهان على جدران عدد من الأبنية في المدينة .
12/4/1974 " الإذاعة الإسرائيلية " ذكرت أن ابا ايبن تحدث لإذاعة الجيش الإسرائيلي فقال " انـه يؤدي المسعى لاعادة تأليف الحكومة خلال وقت قصير بدون حل الكنيست " وعن عملية كريات شمونه قال ايبن " انه اتضح الآن لجميع العالم ما هو طابع منظمات التخريب " .
13/4/1974 " الإذاعة الإسرائيلية " ذكرت أن وحدات من الجيش الإسرائيلي زحفت على ست قرى بمحاذاة خط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان , وقد نسفت القوات الإسرائيلية المغيرة عددا من المباني بعد أن أخلتها كليا من السكان , وخلال العملية لم تحصل أية مقاومة من الجيش اللبناني الذي انسحب من المنطقة , أضافت الإذاعة أن القوات الإسرائيلية عادت بدون إصابات , وقد شملت يارون , والضهيرة . وزادت الإذاعة بأن موشيه ديان و العميد يتسحاق حوفي , القائم بأعمال رئيس الأركان الإسرائيلي , والعميد مردخاي جور , قائد المنطقة الشمالية , تابعوا عن كثب سير العملية . ومن الجانب اللبناني فقد ذكرت صحيفة " الأنوار " اللبنانية أن القوات الإسرائيلية قامت فجر اليوم بعدوان على القرى الأمامية في الجنوب , فقد دخلت القوات الإسرائيلية إلى هذه القرى ونسفت عدة منازل بعد أن قامت بقصف للمناطق الممتدة من الحاصباني حتى راشيا الفخار وشويا . و أشارت " المحرر " إلى أنه لم تتوافر أية معلومات إضافية عن العدوان أو عدد المنازل التي نسفت , وقالت مصادر عسكرية لبنانية وفدائية فلسطينية في بيروت وصيدا ومرج عيون أن لا تفاصيل لديها . وبعد العملية تحدث موشيه ديان لوكالات الأنباء والصحفيين في تل أبيب بعد مرور ساعات قليلة على العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان فوجه تحذيرا إلى لبنان ووصف العملية بأنها " لم تكن عملية انتقامية بل كانت ذات هدف سياسي أكثر منها ذات هدف عسكري " . وزاد إذا سمحت الحكومة اللبنانية لمقرات قيادة الإرهابيين بالتمتع بحريتها وتسهيلاتها في بيروت , وبان يعبر هؤلاء الحدود ليلا إلى إسرائيل فاعتقد أن جزءا كبيرا من لبنان سيصبح مدمرا ومهجورا في نهاية الأمر " . أفادت وكالات الأنباء أن ديان حث الحكومة اللبنانية على أن تقيد الفدائيين وقال " على الشعب اللبناني أن يتعاون في ذلك وإلا لن يتمكن شعب جنوب لبنان من العيش . وسيدمر الإسرائيليون بيوتهم . وقال اللواء يتسحاق حوفي أن القوات الإسرائيلية عبرت الحدود الجبلية على الأقدام إلى القرى التي تقصدها وان المغيرين نسفوا 20 بيتا , منها عشرة وبئر ماء في الطيبة وحدها نظرا إلى الاشتباه بـان سكانها فدائيون أو من الذين يساعدونهم . وقال حوفي انه تم إحضار نحو عشرة أشخاص بينهم دركي لبناني إلى إسرائيل لاستجوابهم . وقال ديان انه يشتبه بأن الأسرى تعاونوا مع الإرهابيين في عملية الخالصة . وانذر ديان بان " كل أسير تثبت علاقته بعملية كريات شمونه سيعاقب " وحمل ديان على احمد جبريل الذي قام فدائيو منظمته بالهجوم على كريات شمونه ووصفه بأنه " قاتل "وقال " إنني متأكد من أن مقر جبريل في بيروت أو في مكان آخر هناك وليس لدي أي شك في أن حكومة لبنان تعرف أين تجده وتجد جماعته " . وزاد ديان " إننا نريد أن يسود السلام جانبنا من الحدود " . و أتضاف ديان " إن الغارة الإسرائيلية لم تكن انتقاما فلا يمكن أن يكون هناك انتقام يناسب ما حدث في كريات شمونه " . ومن جهة ثانية فقد ذكرت النهار أن تقي الدين الصلح أعلن بعد اجتماع عقد في قصر بعبدا للصحفيين " انه من الطبيعي أن يكون كل منا متأهبا في مركزه وان يشعر كل مواطن لبناني بالمسؤولية لأننا لا نعرف مكان أي عدوان إسرائيلي ونأمل في أن يعود العدو إلى صوابه " . وعلى صعيد الأمم المتحدة ذكرت " رويتر " أن ناطقا بلسان الأمم المتحدة أكد اليوم أن لبنان دعا إلى اجتماع لمجلس الأمن للبحث في الغارة التي شنتها إسرائيل على عدد من القرى في جنوب لبنان .
13/4/1974 ردود الفعل العالمية على عملية الخالصة التي قام بها فدائيو ج . ش . ق . ع كانت كما يلي : في واشنطن , شجب ناطق رسمي باسم الحكومة الأميركية العملية ووصفها " بأنها مجزرة وحشية ضد مدنيين أبرياء " . وفي لندن نددت الحكومة البريطانية بالعملية وقال ناطق بلسان الخارجية " إننا نندد بهذا العمل الوحشي وان أعمال العنف من هذا النوع من أية جهة جاءت لا يمكن إلا أن تكون نكسة للتسوية السلمية التي نرغب كلنا في أن تتحقق " . أما في بون فقد علق الناطق باسم الحكومة على العملية فقال" إن الحكومة تأسف لإراقة الدماء واعمال العنف دون النظر إلى الجهة التي تقع فيها " . وفي الفاتيكان ندد البابا بولس السادس بالهجوم ووصفه بأنه " عمل عنف سيئ يستحق التأنيب " . وقد ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن زعماء حزب ماكي أرسلوا برقيات للأحزاب الشيوعية والمنظمات اليسارية في العالم طالبوا فيها بشجب المنظمات الفلسطينية التي تنادي بالوسائل والأهداف المشابهة لتلك " المنظمة المسؤولة عن جريمة كريات شمونه " . و أضاف ماكي " أن لإسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن النفس مقابل مثل هؤلاء الأعداء " 0
13-14/4/1974 " النهار " ذكر أن الوفد اللبناني في مجلس الأمن وجه إلى طالب شبيب, رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر , والى كورت فالدهايم رسالة رد فيها على الرسالة التي وجهها أمس جوزف تكواع , جاء فيها " أن تكواع ادعى في رسالته إن مجموعة من الإرهابيين عبرت الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية وشنت هجوما في كريات شمونه نتج عنه مقتل 18 من السكان ومقتل المهاجمين أنفسهم . إن الحكومة اللبنانية ليست في وضع يمكنها من أن تقرر ماذا حدث في تلك البلدة وكيف حدث ذلك . إن هذا حادث وقع خارج نطاق صلاحياتها . على أن الحكومة اللبنانية يعنيها الاتهام الخاطئ بان المهاجمين عبروا من الحدود اللبنانية إلى إسرائيل . إن رسالة تكواع , إضافة إلى البيان الذي أدلت به جولدا مئير في 11نيسان (إبريل) 1974 في الكنيست الإسرائيلي , حاولا أن يجعلا حكومة لبنان وشعب لبنان مسؤولين عن التطورات التي حدثت في كريات شمونه . إن هذه ليست المرة الأولى التي تضع فيها حكومة إسرائيل المسؤولية على عاتق لبنان " . وأضافت الرسالة " أن الحكومة اللبنانية ترغب في أن تؤكد انه لم يحدث أي تسلل على الإطلاق من لبنان على إسرائيل وإن الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني تحول دون أي تسلل. وأكثر من ذلك فإن لدى لبنان تأكيدات من م . ت . ف . بأنها لا تقوم بأي عملية من داخل الحدود اللبنانية " وزادت الرسالة " أن ياسر عرفات وغيره من الممثلين الفلسطينيين يعلنون ويؤكدون أن المنظمات تقوم بأعمال المقاومة من داخل إسرائيل والأراضي المحتلة وبواسطة عناصر موجودة هناك " .
وأضافت الرسالة " انه لا يمكن تحميل لبنان أو الشعب اللبناني مسؤولية أعمال يقوم بها أناس غير لبنانيين ويعملون خارج لبنان سواء داخل إسرائيل أو خارجها " . وقالت الرسالة " إن الرسالة الإسرائيلية تدعي أن القيادة العامة أصدرت بيانها حول العملية في بيروت وهذا خطأ فاضح لأن بيانين صدرا خارج لبنان الأول في أوروبة والأخر في الشرق الأوسط " . وذكرت " النهار " قالت إن مصادر رسمية في مجلس الأمن ذكرت أن بعض الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة تسعى إلى إقناع إسرائيل بعدم القيام برد انتقامي على لبنان بسبب عملية كريات شمونه . وأضافت المصادر إن مجلس الأمن يقف مع ذلك في حالة استعداد للانعقاد في أي لحظة إذا ما حدث تطور جديد كاعتداء على الأراضي اللبنانية .
الأحد 14 نيسان " إبريل " 1974 " وفاء " ذكرت أن مسيرة جنائزية لفدائيي معركة الخالصة قامت في مخيم اليرموك بدمشق , حيث شارك فيها جميع فصائل المقاومة والتنظيمات الشعبية الفلسطينية بالإضافة لممثلين عن حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا . وقد ألقى محمود الخالدي , مدير مكتب م . ت . ف في دمشق , كلمة حيا فيها الشهداء . هذا وذكرت " النهار " أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( القيادة العامة ) كررت تأكيدها أن عملية " كريات شمونه " تمت من الداخل . وقال أبو العباس , الناطق الرسمي باسم الجبهة , انــه " إضافة إلى استحالة المرور من الحدود الجنوبية اللبنانية في هذه المرحلة والتزامنا بذلك فان طبيعة المراقبة الإسرائيلية للمناطق الحدودية تجعل من العبور مسألة مستحيلة . فالعناصر التي تريد أن تمر عليها أن تجتاز حاجزا أوليا , هم طريقا ترابيا معلما أخر مزروعا بالألغام . ثم حتى لو اجتازت المجموعة كل هذا , وهو أمر مستحيل , فستصطدم بحاجز آخر للألغام وسياج يطوق المستعمرة " .
14/4/1974 " النهار " ذكرت أن قوة كومندوس إسرائيلية قدرت بأكثر من 600 جندي تسللت إلى ست قرى حدودية لبنانية موزعة في اقضية صور وبنت جبيل ومرج عيون ونسفت عددا من المنازل وخطفت عددا من المواطنين , وقد نتج عن العملية التي استمرت نحو ساعتين مقتل امرأة وابنتها وخطف 13 شخصا وتهديم محطة ضخ مياه جبل عامل في الطيبة و27 منـزلا وتحطيم سبع سيارات . هذا وذكرت" وفا " أن قيادة الثورة الفلسطينية قررت اعتبار الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا نتيجة العدوان الصهيوني الغادر على قرى الجنوب شهداء للثورة الفلسطينية . أما صحيفة " الأنوار " اللبنانية فقد ذكرت أن الأحزاب والقوى الوطنية في لبنان أصدرت بيانا حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان دعت فيه إلى تفويت الفرصة على إسرائيل ومنعها من قطف ثمار عدوانها في التأثير على صمود الجبهة الداخلية وتراصها , وعلى الأخوة اللبنانية الفلسطينية التي تنهض على قاعدة المصير الوطني المشترك . وذكرت " النهار " أن بيار الجميل أعلن في جلسة لمجلس النواب اللبناني معلقا على الاعتداء الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان فقال " إن العمل الفدائي يجب أن يظل مستترا وينطلق من كل أنحاء العالم لكن إمكانات لبنان المادية ـ وهذا السبب ليس معيبا ـ لا تسمـح له بأن يبني قدرة يدافع بها عن إخواننا الفلسطينيين المنطلقين من أرضه ولا حتى عن حدودنا " .. هذا وذكرت " النهار " أن كبار المسؤولين اللبنانيين ما زالوا يعيشون في جو الترقب وإجراء الحسابات . وقالت أوساط حكومية لبنانية مطلعة أن الاتصالات التي أجريت لم تمكن المسؤولين من تكوين فكرة عما يمكن أن يحدث . والاعتداء الذي نفذ فجر السبت ضد عدد من القرى الحدودية لا تعتبره أكثرية المسؤولين خاتمة التهديدات الإسرائيلية .
وأشارت الأوساط ذاتها إلى أن الأحاديث التي تبودلت في الاجتماعات الرسمية في اليومين الماضيين لم تنحصر في مناقشة الوسائل التي يمكن أن تلجأ إليها إسرائيل للانتقام بل تطرقت إلى تأثير عملية " كريات شمونه " على الوضع في الجنوب . هذا وقد نقلت " النهار " عن الأوساط المطلعة تعليقا لـ تقي الدين الصلح جاء فيه " إن الوضع الداخلي عاد إلى الدوران في حلقة الأحداث الضخمة , وانه من الخطأ استباق الأمور والتكهن بالنتائج التي ستسفر عنها التطورات التي طرأت على الموقف " . وفي هذا التعليق كما نقلته الأوساط اعترف الصلح بالمتاعب التي سيواجهها الحكم بعد الأحداث الجديدة و أعرب عن أمله في أن يقدر جميع الزعماء دقة الظروف التي نشأت وسيساعدوا الدولة على مواجهتها .وكتبت " النهار " في الموضوع نفسه فقالت إن قضية نزوح سكان قرى الحدود إلى بيروت وضواحيها كانت إحدى القضايا البارزة التي نوقشت في بعبدا انه خلافا للأخبار الرسمية التي وزعت عن التدابير الكفيلة بمواجهة النزوح لم تتخذ الحكومة أي إجراء . وكل ما جرى في بعبدا ينحصر في مطالبة فريق من رجال السياسة والموظفين بالاتصال بالأهالي ودعوتهم إلى البقاء في منازلهم .
14-15/4/1974 " العقيد معمر القذافي " , رئيس مجلس الثورة الليبية , تحدث للصحفيين في ليبيا عن مصر وسوريا وقضايا الوحدة وعن الحرب والتسوية . وعن عملية كريات شمونة "الخالصة " علق القذافي فقال " إن هذا العمل كان مطلوبا منذ زمن طويل , ولقد اخترق رجال المقاومة جدار الخوف للمرة الأولى " .
14-15/4/1974 " الإذاعة الإسرائيلية " ذكرت إن الحكومة الإسرائيلية خصصت جزءا من اجتماعها اليوم لمناقشة الأعمال التي ستقوم بها وزارات الحكومة المختلفة . وقد ابلغ بنحاس سابير الحكومة عن الأعمال التي نفذت والتي ستنفذ في " كريات شمونه " وحسب التخطيط كما قال سابير في وزارة المالية سيبلغ حجم الاستثمار الإجمالي في المدينة نحو ثمانين مليون ليرة منها 30 مليون ليرة سوف تستثمر في إقامة مركز طبي ظهرت الحاجة إليه خلال أحداث الأسبوع . وتحدث كذلك شلومو هيلل الذي نقل طلب سكان كريات شمونة القاضي بتوزيع السلاح على مسرحي الجيش . وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن يوسف تكواع تكلم في جلسة مجلس الأمن مساء أمس و " ذكر أسماء القتلى فيها و أعمار الأطفال الذين ذهبوا ضحية هذا العمل " ألقى المسؤولية على لبنان " الذي يشجع الفدائيين , وقد حذر تكواع الأعضاء في مجلس الأمن من الوقوع بخطأ . وقال " إن الأزمة الداخلية في إسرائيل لا تشير إلى ضعف الدولة وان إسرائيل قوية كما كانت عليه في السابق " . وقد ذكرت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في بلدة الخالصة قد نزحوا إلى داخل فلسطين المحتلة بعد العملية التي نفذها الفدائيون فيها .
15/4/1974 " رويتر " ذكرت أن قنبلة صغيرة انفجرت في المبنى الذي تقع فيه القنصلية اللبنانية في لوس أتجلس ولكن لم تحدث سوى أضرار طفيفة .وقال مجهول في مكالمة هاتفية أن القنبلة هي " انتقام من هجوم الفدائيين على كريات شمونه " .
" النهار " ذكرت إن مجلس الأمن بدا اليوم جلساته للبحث في شكوى لبنان ضد الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية . وقد بدأ فؤاد نفاع , وزير خارجية لبنان , جلسة مجلس الأمن بإلقاء خطاب طالب فيه المجلس باتخاذ الإجراءات الممكنة لتنفيذ القرارات التي اتخذت في السابق في صدد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان , وشدد نفاع على " إن عملية الخالصة لم تنطلق من لبنان وان لبنان يفعل ما في وسعه لمنع عمليات من هذا النوع ولكنها إذا تمت مع ذلك فان المسؤولية تقع على إسرائيل وحدها , لان لبنان ليس مكلفا الدفاع عن حدود إسرائيل " . وزاد نفاع " إن إسرائيل تريد منا أن نصفي المقاومة الفلسطينية , أي أن نقوم بما تحاول إسرائيل أن تقوم به وعجزت وستظل عاجزة عن تحقيقه " وتحدث في الجلسة نفسها يوسف تكواع فقال " إن على الحكومة اللبنانية أن تمنع استخدام اراضيها لهجمات ضد إسرائيل " . أضاف تكواع " إذا سمحت الحكومة اللبنانية لبلادها بان تصبح ارض عصابات فان من الواضح أن جيرانها سيعاملونها كأرض عصابات " .وحمل على لبنان لتوقيعه " اتفاقات رسمية مع منظمات فدائية تتيح لها حرية العمل من لبنان " وكذلك تحدث هيثم كيلاني و المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة , الذي ندد بـ " إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل " . هم تكلم إسماعيل فهمي فقال " على إسرائيل أن تختار بين الحرب والسلام " . وان تصرفاتها " تهدد إمكانات السلام في إطار مؤتمر جنيف " .
الثلاثاء 16 نيسان " أبريل " 1974 " وفا " ذكرت أن عناصر إسرائيلية ألقت متفجرات على مبنى القنصلية اللبنانية في لوس أنجلوس . وقد أعلنت مصادر الشرطة هناك أن الانفجار تسبب في أضرار قدرت بـ 1500دولار ولم يصب أحد من العاملين بأذى . وقالت " ي . ب " أن مجهولا اتصل قبل الانفجار هاتفيا وابلغ القنصلية بان قنابل ستنفجر واغلق الهاتف بعد أن ردد شعارات رابطة الدفاع اليهودية .
16/4/1974 " النهار " ذكرت أن مجلس الأمن تابع جلساته وقد علقت الصحيفة على ذلك بان اليوم كان يوم لبنان في مجلس الأمن وانه لم تطرح على المجلس حتى الآن أي صيغة كاملة لمشروع القرار , وان الديبلوماسية اللبنانية تحاول أن تحصل على تأييد إجماعي سلفا أي قبل أن تطرح اقتراحاتها للتداول . وقد تكلم في جلسة اليوم جاكوب مالك , رئيس الوفد السوفيتي وطالب المجلس بان يتخذ إجراءات فعالة لوقف أعمال قطاع الطرق هذه وان لا يكتفي فقط بالتنديد بأعمال القرصنة الإسرائيلية .وقال ريفوري ريتشارد ,مندوب بريطانيا في الأمم المتحدة , " العنف لا يبرر العنف كما أن عملية تنظمها حكومة داخل ارض أجنبية لا يمكن تبريرها بموجب الميثاق مهما تكن الظروف " . أما مندوبو فرنسه والصين وموريتانيا وإندونيسيا والكاميرون فقط نددوا جميعا بالهجوم الإسرائيلي .
17/4/1974 جنازة رمزية لشهداء عملية كريات شموية ( الخالصة ) الثلاثة أقيمت في بيروت . وقد تحولت الجنازة إلى تظاهرة انطلقت من أمام جامعة بيروت العربية وانتهت في مستديرة شاتيلا أمام مقبرة الشهداء حيث أقيم مهرجان خطابي . وكان على رأس المشيعين احمد اليماني ( أبو ماهر ), وأبو العباس , الناطــق بلســان الـ ج . ش . ت . ف ـ ق . ع , وقد ألقى أبو ماهر كلمة حيا فيها الشهداء الثلاثة و أعلن رفضه للحلول السلمية المطروحة وقال : " الحل الصحيح هو استمرار الثورة واستمرار تعبئة الجماهير ومقاومة كل الحلول وعدم الذهاب إلى جنيف وان نظل متمسكين بالبندقية " وقال أبو ماهر " إن م . ت . ف في ميثاقها الوطني تقول فلسطين لنا بكامل ترابها " . وقال زاهر الخطيب نائب لبناني , أن استشهاد أبطال الخالصة كان ردا متكاملا ومطلقا على المضللين الذين قالوا بقومية المعركة ووحدة الصف العربي و أرادوا من وراء هذا الشعار ضرب حركة التحرر العربية " .
17/4/1974 " ي . ب " ذكرت أن مشاورات غير رسمية جرت في الأمم المتحدة بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول القرار المنتظر اتخاذه ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان . وقد ذكرت صحيفة " الأنوار " اللبنانية أن فؤاد نفاع , وزير الخارجية اللبنانية , أعلن أمام مجلس الأمن الدولي " بأنه إذا كانت السلطات الإسرائيلية راغبة فعلاً في وضع حد لاعمـال العنف فأمامها طريق واحدة هي الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقوقه الشرعية " . وأضاف نفاع في خطابه أمام المجلس الذي بدأ مناقشة شكوى لبنان ضد إسرائيل فقال : " أود أن الفت نظر المجلس إلى انه في تمام اللحظة التي حدثت فيها مأساة قرية الخالصة وعلى الرغم من التصريحات المتحفظة والحذرة التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي , في تلك اللحظة بالذات لن يتورع ولم تتورع رئيسة وزراء إسرائيل دون إجراء أي تحقيق ولو صوريا من أن يقفزوا فورا إلى إصدار حكم مبرم بإدانة الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني وفي اليوم التالي قام الجيش الإسرائيلي بضرب السكان المدنييـن الأبرياء " .
17/4/1974 وكالات الأنباء " ذكرت أن ارئيل شارون , أحد زعماء كتلة ليكود , وجه انتقادا شديدا في جلسة الكنيست إلى موشيه ديان بسبب ما وصفه بالقصور وعدم الاستعداد بين قوات الأمن على الخطوط الإسرائيلية الأمر الذي أتاح للفدائيين الثلاثة فرصة الهجوم على مستعمرة كريات شمونه . وقال شارون " إن حماية سكان المستعمرات هي مسؤولية الحكومة الإسرائيلية والجيش لا مسؤولية لبنان كما يحاول أن يؤكد ديان بان قدرة الفدائيين الثلاثة قدرة لا تصدق حقيقة " .
17/4/1974 " الإذاعة الإسرائيلية " ذكرت أن مئات المتظاهرين من سكان كريات شمونة اقتحموا مدخل باحة الكنيست وجرى صراع بين حرس الكنيست وبين المتظاهرين الذين يحاولون اقتحام المبنى ويطالبون بان يواجهوا جميعا أعضاء الحكومة . وكذلك ذكرت الإذاعة أن مناحيم بيجن تحدث للمتظاهرين أمام مبنى الكنيست وحاول تهدئتهم وأعرب عن ثقته بان كل أعضاء الكنيست لن يهدءوا ولن يسكتوا حتى يتأكدوا أن هناك من يدافع عن البلدة . وأضافت الإذاعة انه جرى استقبال وفدين من المتظاهرين في مبنى الكنيست . وقد اجتمع شموئيل تمير ,رئيس اللجنة الاقتصادية في الكنيسة , بوفد من متظاهري كريات شمونه وتسلم منهم مذكرة بمطالب السكان . وبعد المقابلة خاطب تمير المتظاهرين وقال : " لا أريد أن يقال أن هناك حروبا بين اليهود واليهود " و أطلعهم على قرار الكنيست وعلى الخطوات التي ستتخذ للاطلاع على الظروف في كريات شمونه . وذكرت الإذاعة في خبر آخر أن وجهاء دورزاً من قرى الجولان قدموا دعوة إلى وجهاء في كريات شمونه للاجتماع بهم لبحث القضايا التي أثيرت في أعقاب " المجزرة التي وقعت في البلدة " . وأضافت الإذاعة بان العديد من سكان كريات شمونه أعلنوا عن معارضتهم لتشغيل دروز من قرى الجولان في أعمال البناء بحجة انه يحتمل أن يتعاونوا مع الفدائيين .
17/4/1974 وكالات الأنباء ذكرت أن جان فيليب لوكه , وزير الإعلام الفرنسي ,قال في اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي في باريس أن الحكومة الفرنسية " تستنكر مذبحة كريات شمونة ولا تؤيد الإجراءات الانتقامية الإسرائيلية ضد لبنان " .
18/4/1974" الإذاعة الإسرائيلية " ذكرت أن افرايم كتسير زار كريات شمونه وقال " إن المأساة هي مأساة كل الشعب اليهودي وأننا أقسمنا ألا يستباح الدم اليهودي مرة أخرى " . و أضافت الإذاعة أن كتسير أشاد بالطائفية الدرزية التي يخدم أبناؤها في صفوف الجيش الإسرائيلي . وقد اجتمع كتسير بـ كمال قاسم , مستشار وزير التجارة والصناعة لشؤون الاقليات , حيث قال قاسم " أن الطائفية الدرزية تمحض ولاءها لرابطة الام التي تربطها بالدولة الإسرائيلية و قال :" إننا نعلم إن ضعاف العقول الحقوا أذى بأبناء اللطائفة و أن هؤلاء يريدون أن يستغل أعداء إسرائيل هذا الظرف و إن من غير المنطق أن ينتقم أبناء كريات شمونة من أبناء حلفائهم و المدافعين عنهم " كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نور الدين الحلبي قاضي المحكمة الدرزية في حيفا ، تقدم بكتاب إلى موشيه ديان طالبه بالسعي لكي يتمكن مئات العمال الدروز في هضبة الجولان من العودة للعمل بسلام في كريات شمونة و أشار الحلبي في كتابه إلى أن الشباب الدروز يخدمون الدولة الإسرائيلية بإخلاص و أنه على استعداد أن يقدم جميع راتبه الشهري للجيش الإسرائيلي كما ذكرت الإذاعة أن أعضاء الدائرة العربية في المكتب التنفيذي التابع للهستدروت قرووا استئناف أعمال الدروز في كريات شمونه فوراً وقد قام يعقوب كوهن رئيس الدائرة العربية بنقل هذا القرار لوجهاء الطائفة الدرزية في هضبة الجولان وذكرت الإذاعة أن اللواء مردخاي جور رئيس الأركان الإسرائيلي ، عاد كمال جبيش ، جندي درزي أصيب خلال عملية " كريات شمونة " ويعالج في المستشفى الحكومي في صفد ، كما ذكرت الإذاعة أن ابراهام الوني رئيس المجلس المحلي في كريات شمونه اجتمع بقادة وحدات الأقليات المرابطة في كريات شمونه وقالت الإذاعة أن الغاية من الاجتماع هي القيام بعمل مشترك لتهدئة الخواطر في أعقاب الغليان الذي طرأ بعد العملية الفدائية في كريات شمونه 0
"رويتر " ذكرت أن مجلس الأمن استأنف مناقشة الشكوى اللبنانية وخلال الجلسة طالب يوسف تكواع بإبعاد العراق عن رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر بسبب تأييده " لمذبحة كريات شمونه " 0
19/4/1974 " الإذاعة الإسرائيلية " ذكرت أن أهالي العفولة يتضامنون مع كريات شمونه فقد يحول اسم ساحة الاستقلال في المدينة إلى ساحة كريات شمونه طيلة شهر كامل 0
20/4/1974 الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن ابراهام الوني ، رئيس المجلس المحلي في كريات شمونه ، اجتمع بوجهاء الدروز في قرية المغار في الجليل وقد جرت بين الطرفين مصالحة على إثر التوتر بين الدروز و سكان كريات شمونه بعد العملية الفدائية الأخيرة فيها ، و أضافت الإذاعة بأن الوني وعد المجتمعين بإعادة العمال الدروز فوراً إلى أماكن عملهم في كريات شمونه حيث يبلغ عددهم /500/ درزي من الجليل و الجولان 0
20/4/1974 " و.ص.ف. " ذكرت أن أحمد جبريل أمين عام الـ ج.ش.ت.ف.ق.ع. قابل جابر الأحمد رئيس الوزراء الكويتي وقد ذكر مصدر مطلع أن الاجتماع تناول الموقف العربي و الفلسطيني على وجه خاص 0
20/4/1974 " السفير " ذكرت أن التلفزيون الفرنسي خصص أحد برامجه لمقابلات أجراها مع شمعون بيرس وماجد أبو شرار مسؤول الإعلام الفلسطيني الموحد ، و أحمد جبريل وقد قال بيرس " أن هناك ثلاثة أطراف تدعي تمثيل الشعب الفلسطيني وهذه الأطراف هي م.ت.ف. وزعماء الضفة الغربية وحسين بن طلال و إذا ما اخترنا فإننا سنختار الجانب الأردني " أما أبو شرار فقد أكد في حديثه بأننا " لن نتنازل عن حقوقنا التاريخية وحق شعبنا في إقامة سلطته الوطنية على أرض يتم انتزاعها من العدو " و تحدث احمد جبريل فقال :" إننا لن نقبل بأية قطعة من الأراضي الفلسطينية و نريدها كاملة " 0
22/4/1974 " وفا " ذكرت أن فصائل المقاومة الفلسطينية نظمت أمس في مخيم البداوي مسيرة داخل المخيم تخليداً لأبطال عملية كريات شمونه 0
23/4/1974 " وفا " ذكرت أن اشتباكات عنيفة وقعت خلال الأيام القليلة الماضية في شمال فلسطين المحتلة بين المواطنين العرب الدروز و بين المستوطنين الصهاينة في عدد كبير من المستوطنات و القرى . وجاء في تقرير لـ " وفا " من فلسطين المحتلة بأن موجة من السخط و الغليان تجتاح أوساط المواطنين العرب الدروز في شمال فلسطين و ذلك لقيام السلطات الإسرائيلية على إثر عملية الخالصة بالاعتداء على العمال العرب ومنعهم من العمل 0
5/4/1974 " وفا " ذكرت أن المواطنين العرب الدروز في فلسطين المحتلة عقدوا أمس الأول اجتماعاً في عكا بشمال فلسطين . وقد حضر هذا الاجتماع وفود درزية من جميع القرى الفلسطينية الدرزية في شمال فلسطين . و شجب المجتمعون ما قامت به السلطات الإسرائيلية ضد المواطنين الدروز في الآونة الأخيرة وفي أعقاب عملية الخالصة و من جهة ثانية فقد صرح الزعيم الروحي للدروز في هذا الاجتماع بأن إسرائيل عززت الحراسة في جميع المستوطنات والقرى بشمال فلسطين وتقوم باستفزاز المواطنين العرب خاصة في مدن حيفا وعكا وصفد والناصرة و " كريات شمونه " 0
25/4/1974 مجلس الأمن الدولي وافق على قرار يدين إسرائيل لخرقها سلامة لبنان الإقليمية و يدعوها إلى الامتناع عن القيام بعمليات عسكرية ضد لبنان . و أدان القرار أيضاً كل أعمال العنف وخصوصاً تلك التي تنتج عنها خسائر مفجعة في أرواح المدنيين الأبرياء وذكرت " النهار " أن موافقة المجلس على هذا القرار جاءت بعد مشاورات خاصة جرت في الكواليس بين مختلف الأعضاء . و يدعو القرار إسرائيل إلى إطلاق المدنيين اللبنانيين الذين اعتقلتهم خلال عدوانها الأخير و إعادتهم إلى لبنان فوراً . و أفادت وكالات الأنباء بأن الوفد الإسرائيلي انسحب من مجلس الأمن إثر الاتفاق على هذا القرار احتجاجاً على قرار إدانة و عدم الإشارة إلى هجوم الفدائيين على كريات شمونه ، و قد جرى التصويت على القرار فأيدته 13 دولة من أصل 15 ولم تشترك العراق و الصين في المناقشات وذكرت وكالات الأنباء أن المراقبين في الأمم المتحدة يرون أن قرار مجلس الأمن الذي اتخذ الليلة الماضية رفع عن لبنان أي مسؤولية في العمليات الفدائية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية في الأراضي الإسرائيلية و يعتقد المراقبون أن هذا الموقف الدولي هو الذي دفع ممثل إسرائيل إلى الخروج غاضباً من الاجتماع . و أضافت الوكالات بأن بريطانية أعربت اليوم عن انطباعها بأن المجلس كان يجب أن يدين عملية كريات شمونه 0
الخالصة عربياً
لقد جاءت هزيمة حزيران 1967 لترسم ملامحها على أدب مرحلة من مراحل الأدب العربي اتسمت بالمرارة وأيضاًَ بتناول مواضيع كانت أكثر الأقلام تحجم عن تناولها ..
وجاءت حرب تشرين ردت الروح للمجتمع العربي وأعادت إليه الثقة بنفسه
لكن عملية الخالصة وأبطال الخالصة فجروا مكامن الكبرياء العربي وأرجعوا البطل العربي إلى أرضنا وشمسنا وشعبنا وأمتنا وإن كانت حكايا البطل العربي قد تناولت الفرد البطل فإن الخالصة جسدت " البطولة العربية " حيث وزعتها بين بطل عراقي , وآخر سوري , وثالث فلسطيني ..
ومن هنا كان رد الفعل العربي عارماً شاملاً من المحيط إلى الخليج فعلى امتداد الرقعة العربية لم يبق كاتب أو شاعر أو فنان إلا وتناول أبطال الخالصة .. وعملية الخالصة .
ردود الفعل العربية كما جاءت في الصحف العربية
- في الرباط نشرت الصحف المغربية تحت عناوين ضخمة وفي صدر صفحاتها الأولى لبرقيات التي أوردتها وكالات الأنباء العالمية حول الغارة الفلسطينية ضد مستعمرة كريات شمونة ووصفتها بأنها أكبر عملية مدوية منذ حرب العاشر من رمضان صحف المغرب 12/4/1974م
- في الجزائر : وصفت صحيفة " المجاهد " العملية بأنها " عمل بطولي " وقد خصصت الصحيفة الرسمية مكاناً كبيراً لهده العملية
- في تونس : أشارت صحيفة " الصباح " إلى " نضال " لكنها لم تعقب عليها – المجاهد 12/3/1974م التحرير الذي تخوضه الثورة الفلسطينية بالفعل منذ يناير 1965 مستمراً إلى اليوم بصورة فعالة وداخل تشكيلات العدو نفسها على الرغم من الإمكانيات العسكرية الهائلة التي يملكها " – الصباح 12/4/1974م
- في طرابلس : وصفت الإذاعة الليبية العملية الفدائية ضد مستوطنة كريات شمونة الإسرائيلية بأنها " تطور إيجابي في ساحة العمل الفدائي " وأضافت " أن العملية خطوة في الاتجاه الصحيح للتأكيد على المفهوم الحقيقي للعمل الفدائي الذي ينبغي أن يتجه أساساً وبشجاعة داخل فلسطين المحتلة وليس إلى خطف الطائرات المدنية الذي يضر بالقضية الفلسطينية " تعليق إذاعة طرابلس
- القاهرة وصفت الصحف هذه العملية بأنها " بالغة الجرأة " وأنها هجوم انتحاري , وأن إسرائيل واجهت بهذه العلمية يوماً عصيباً آخر في تاريخها و في ظل الأزمة الوزارية الموجودة حالياً هناك والتي أحدثتها حرب تشرين الأول المجيدة وأشارت صحيفة " الأهرام " إلى أن هذه العملية جاءت في ذكرى الهجوم على بيروت في العام الماضي الأهرام – الجمهورية – المساء 12/4/1974
- دمشق : في صدر الصفحات الأولى وصفت " البعث " و " الثورة " رسالة الأبطال للرئيس حافظ الأسد وركزت على النوعية الجديدة والجرأة التي تفذت بها العملية – البعث – الثورة 12/4/1974
- بغداد : أيضاً في صدر الصفحات الأولى نشرت " الجمهورية " رسالة أبطال الخالصة إلى الرئيس أحمد حسن البكر وتناقلت الأخبار التي وزعتها وكالات الأنباء وركزت على البطولة في الخالصة
- الكويت : في الكويت اهتمت الصحف الكويتية بعملية " كريات شمونة " وأبرزتها في صدر صفحتها الأولى وعناوينها الرئيسية ودارت تعليقات حول هذا الموضوع فكتبت صحيفة " الرأي العام " تقول " مرة أخرى أكدت الثورة الفلسطينية قدرتها على الحركة وتوجيه الضربات للعدو الصهيوني حيثما وجد أو تواجد أما على المستوى الجماهيري فيكفي أن نذكر أن الجنازات الرسمية في دمشق , بيروت , وبغداد التي أقيمت للأبطال سار فيها الألوف وهم يهتفون لأبطال الخالصة ولمدرسة النضال الجديدة ومرة أخرى فإن الذي فجرته الخالصة في النفس العربية لا يمكن أن يحصى وحسبنا من ذلك ما فجرته في نفس الأديب العربي عموماً وعلى مستوى الجماهير التي وقفت تعتبر الخالصة بداية مرحلة ما بعدها يقاس نسبة لها .
ردود الفعل على العملية في صحف العدو
الخالصة أصبحت مدرسة .. وكثر عدد الخريجين
ردود فعل الخالصة على مستوى العدو
وقف شلومو هليل وزير شرطة العدو يهدد ويتوعد قائلاً : " أريد أن أخاطب الفدائيين وأقول أن باستطاعتنا الوصول إليهم في كل مكان كانوا إننا لن نلقي أسلحتنا إلا بعد أن نحيل كل واحد إلى القضاء .. " لكنه لم يكمل خطابه ولم يكمل تهديده فقد رشق بالحجارة والتراب وسارعت الشرطة لإنقاذ وزيرها وإبعاده عن الجمهور الغاضب ..
ولم يكن هذا الرد الوحيد على تهديد ووعيد شرطة العدو فلم تمض شهور حتى جاءته معالوت , وتبعها نهاريا وأم العقارب ثم .. ثم ..
هاآرتس : إن مذبحة كريات شمونة هي تذكير مؤلم لنا بالحقائق القائمة وبنوعية العدو الذي نواجهه
أما موشي دايان بطل العدو الأسطوري فلم يستطيع مواجهة الجمهور ولقد كان حين الخالصة وزيراً للدفاع بل لجأ إلى مبنى يحتمي به ومع ذلك فلقد اضطر الجيش لإنقاذه بعد أن كسر الجمهور الغاضب الأبواب ورشق النوافذ بالحجارة والوحول أما على مستوى الشارع في فلسطين المحتلة والجمهور الصهيوني فقد قالت امرأة تصف حالة الرعب والقلق الذي نتج عن عملية الخالصة ما يلي : ما هذا النوع من الحياة كل يوم يوقظني زوجي من النوم ونذهب إلى الملجأ .."
أما الصحافة المعادية فلقد ركزت كثيراً على الانتقام لكنها لم تستطع إخفاء الهلع ..
هاآرتس : " إن مذبحة كريات شمونة هي تذكير مؤلم لنا بالحقائق القائمة وبنوعية العدو الذي نجابهه وبضرورة إعادة تنظيم توازننا العقلي الجماعي بدلاً من أن تركز إسرائيل اهتماماتها على مشكلاتها الداخلية بصورة كلية إننا نمر بأقسى ساعات تاريخنا إذ نعيش بال حكومة وبلا رئيس للأركان , وليس هناك مزيد من الوقت لكي نضيعه " 12/4/1974 هاآرتس
دافار : " إن مذبجة كريات شمونة تتجاوز من حيث ما تنطوي عليه كل ما أقدم عليه الفلسطينيون حتى الآن إن هذه العملية تتطلب رداً واضحاً قوياً وفعالاًَ 12/4/1974 دافار
وكما يحدث عادة .. فقد حركة الصهيونية أذنابها في العالم ففي باريس أصدرت الحركة الصهيونية بياناً شجبت فيه العملية وفي بون ناشد المجلس المركزي لليهود الرئيس الألماني الغربي التدخل لمنع تكرار كريات شمونة جديدة وفي نيويورك أبرقت التجمعات الصهيونية إلى كورت فالدهايم مستنكرة طالبة منع تكرار مذابح أخرى ..
وانقلب السحر على الساحر ..كنا نحن نتظاهر ضد الاعتداءات الصهيونية وكنا نبرق نناشد بالتدخل لوقف الإرهاب الصهيوني والآن دارت الدوائر ..أبطال الخالصة
بالتأكيد , أبطال الخالصة يتجددون يومياً ويتحدون مع أبطال كل العمليات الفدائية الخاصة التي تلت .. فلم يكن أبو هادي , ولا أبو خالد , ولا أبو شاكر , يشكون لحظة أنهم زوبعة في فنجان ..
أبداً كانوا يعتقدون ويؤمنون بأنهم أول ضربة معول وأنهم أول خطوة في الطريق الطويل وأن بعدهم سيأتي الأبطال ولم يكن هذا الإيمان وهماً بل كان حقيقة وتفجرت داخل الأرض المحتلة حسب إحصاءات العدو ست عمليات بفترة أقل من سنة وكان لهذه العمليات نفس طابع الخالصة المميز وإن اختلفت في الأسلوب لكنها كلها بنفس خط الخالصة العسكري وبرز من شعبنا بل من أمتنا من يؤكد تجدد أبطال الخالصة ويجعلهم يعيشون في قلب كل عملية من نفس النوع والطبيعة
" لا خوف من الحاضر , ولا رهبة من المستقبل , أحبكم يا أطفال بلادي ولذا سأصنع لكم طريق الفرح فحافظوا عليه وقدموه هدية لمن يأتي بعدكم "
البطل العربي المغوار ( عبدالله التل ) بطل معركة القدس
أحد أبرز قادة الجبهة الأردنية بحرب فلسطين عام 1948 م
الكتيبة السادسه.. والقائد العسكري لجبهة القدس
المولد والنشأة
عبدالله التل أردني الجنسية ولد في مدينة اربد عام 1918 ثم درس المرحلتين الابتدائية و المتوسطة في مدارسها ثم التحق بثانوية السلط ليتخرج منها في عام 1937
عمل موظفا في مديرية الجوازات ثم حصل على دورة أركان حرب في بريطانيا عام 1946
وحصل على ماجستير آداب من جامعة الأزهر
عبدالله التل والجيش العربي
القائد ( كولونيل ) عبدالله التل عن يمينه شقيقه القائد أحمد التل وعن يساره الرقيب زكي التل في عام 1942 عمل ملازما في الجيش العربي ثم عين حاكما عسكريا للقدس في الفترة ما بين 1948_1949وبسبب شجاعته النادرة وسجله الحافل حصل على أربعة ترقيات عسكرية في ست سنوات فقط وكان رقمه في الجيش العربي 147
من اليمين الى اليسار : الحسن نجل محمد علي الطاهر _الكاتب الاسلامي الشيخ أحمد الشرباصي _القائد عبدالله التل حاكم مدينة القدس الأسبق _جورج واكد_ الصحافي البرازيلي السوري الأصل موسى كريم _ محمد علي الطاهر
جهاده
ارتبط اسم المجاهد عبدالله التل بمدينة القدس والدفاع عن عروبتها و هويتها الاسلامية
وهو بطل معركة القدس وهو اسم يطلق على المعارك التي خاضها الجيش الأردني في القدس ضد القوات الاسرائيلية في حرب فلسطين في الفترة ما بين أيار 1948 وكانون ثاني 1949 التي تمكن من خلالها من السيطره على القدس الشرقية بما فيها البلدة القديمة
الجيش العربي الأردني بقيادة عبدالله التل يهاجم الحي اليهودي في القدس
بحكم موقعه القيادي في الجيش العربي وبحكم وعيه و قراءته العسكرية والسياسية الناضجة فهم عبدالله التل كثيرا من أسرار الحرب ودور الجيش البريطاني في دعم العصابات الصهيونية وتوفير الحماية لها لذلك كانت مذكراته التي أصدرها في القاهرة تمثل وثيقة سياسية مهمه من قائد عسكري محنك قال كلمته بجرأه و شجاعه في كل ما رآه في تلك الحرب التي لم تكن متكافئة وحجم المؤامرة التي تعرضت لها فلسطين في تلك المرحلة من الأحداث الهامة في حياته ان آخر العمليات العسكرية التي قام بها عبدالله التل خلال معركة القدس عندما فتح نيرانه ضد القوات اليهودية ..لم تكن مؤيدة بأوامر صريحة من قائد الجيش الأردني الجنرال البرطاني ( جون باجوت جلوب ) الشهير بجلوب باشا ..وكان رجال العشائر يلقبونه ب أبو حنيك ..لانه كان فقد جزءا من حنكه بسبب اصابته خلال احدى الحروب التي خاضها في زمانه ...فقد اعتبر جلوب باشا عملية عبدالله التلتمردا على الأوامر
الجنرال البريطاني جون باجوت جلوب جلوب باشا ولكي يتفادى الملامه من المسؤولين العرب الآخرين
رضخ الملك عبدالله الأول على مضض لمبادرات عبدالله التل العسكرية المتحمسه حيث كان الملك في خضم مباحثات سرية مع بعض قادة الحركة الصهيونية و الوكالة اليهودية مثل : جولدا مائير ..و موشيه شاريت ..و الياهو ساسون طمعا في الحصول على بعض أجزاء من فلسطين وقد عكست مبادرات عبدالله التل العسكرية عن عدم تحمله هو وجنوده الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يقع مواطنيهم سكان القدس تحت رحمة نيران العدو دون من يدافع عنهم بينما يقوم ملكه بالتآمر مع هذا العدو
الملك عبدالله الأول
الهدنة العربية و الكارثة الكبرى
تم التوقيع على هدنه بين الأردن و الحكومات العربية الأخرى من جهة والقيادة اليهودية من جهة أخرى
علما بأن الفلسطينيين لم يشكلوا طرفا في تلك الهدنه او في الاتفاقيات التي تلتها
أظهر الملك عبدالله الاول ساعتها غضبه تجاه مبادرات عبدالله التل العسكرية التي كانت على وشك أن تفشل مخططاته ومن دواعي العجب أن تمرد عبدالله التل هو الذي أنقذ القدس القديمة
والا فان قوات الهاجانا اليهودية كانت ستحتلها عام 1948 معندما استسلم اليهود للقائد البطل عبدالله التل
مذكرات مهمة و نادرة
وثيقة التسليم
الفريق الأول : وكيل القائد عبدالله التل
الفريق الثاني : قائد الهاجاناه في القدس القديمة
بناء على الطلب المقدم من يهود القدس القديمة للاستسلام
قدم الفريق الأول الشروط فقبلها الفريق الثاني وهي
1..القاء السلاح وتسليمه للفريق الأول
2..أخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب
3..السماح للشيوخ من الرجال والنساء و الأطفال ومن كانت جراحهم خطيرة بالخروج من القدس بواسطة الصليب الأحمر
4..يتعهد الفريق الأول بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين
5..يحتل الجيش العربي الأحياء اليهودية في القدس القديمة
الفريق الأول _ عبدالله التل الفريق
الثاني _ موشيه روزنك
هذه الوثيقة السابقة حدثت أثناء حرب فلسطين عام 1948
ذكرها القائد البطل عبدالله التل في كتابه ومذكراته المهمه _كارثة فلسطين وبين فيها أن النصر على اليهود كان قاب قوسين أو أدنى بسبب تضييق الحصار عليهم الا أن الخيانات _ برعاية حاكم الأردن _ عبدالله بن الحسين _والتدخل البريطاني و الأمريكي باقتراح الهدنه التي ساعدوا فيها اليهود حالت دون ذلك
ولقد خشي الملك عبدالله الأول أيضا من شعبية عبدالله التل المتزايدة فاتهمه فجأة بأنه يتآمر مع السوريين للاستيلاء على الحكم وضم الأردن الى سوريا وبدلا من أن يعود عبدالله التل الى بلده وعشيرته كبطل فقد اضطر التل الى اللجوء الى مصر حيث أمضى ما يقارب العشرين عاما كلاجيء سياسي
ومثلما لمع اسم القائد عبدالله التل في معركة القدس فقد لمع كذلك أثناء اقامته في القاهرة التي كانت مليئه بالسياسيين من مختلف جهات الأرض
مما مكنه من التعرف على سياسيين و عسكريين ومثقفين مصريين
الجريمة الكبرى
أظهر عبدالله التل في كتابه القيّم _ كارثة فلسطين _مذكرات عبدالله التل قائد معركة القدس _ وقد ظهرت طبعته الأولى عام 1959 م
أظهر أن النصر على اليهود كان بمتناول اليد وكان النصر المحتم قاب قوسين أو أدنى بسبب تضييق الحصار عليهم
الا أن الخيانات العربية والتدخل البريطاني و الأمريكي باقتراح الهدنة التي ساعدوا خلالها اليهود حالت دون ذلك
يقول موضحا ذلك
حينما أيقنت بريطانيا من قرب هلاك ربيبتها اسرائيل ولم يمضي على دخول الجيوش العربية أكثر من اسبوعين فقط ..سارعت لنجدة اليهود ..سياسيا و عسكريا تلبية لاستغاثة كبار الصهيونيين الذين نشطوا لاقناع الانجليز والأمريكان بخطورة الوضع في فلسطين
فتقدم المندوب البريطاني لمجلس الأمن في آخر شهر مايو 1948 م باقتراح يقضي بوقف القتال لمدة أربعة أسابيع وتعيين وسيط دولي للتوفيق بين العرب و اليهود
وقد استخدمت بريطانيا نفوذها للتأثير في جميع أعضاء مجلس الأمن فأقر مجلس الأمن الاقتراح البريطاني في 29 مايو 1948 م بوقف القتال في فلسطين لمدة أربعة أسابيع وتعيين _ الكونت برنادوت _وسيطا منتدبا من قبل هيئة الأمم مهمته التوفيق بين العرب واليهود
وبعد أن أبلغ مجلس الأمن قراره لليهود والدول العربية وطلب الرد على هذا القرار اجتمعت اللجنه السياسية لجامعة الدول العربية في عمان لدراسة قرار مجلس الأمن واتخاذ الخطوات الازمه بشأنه
ثم يقول
وهكذا وافقت الدول العربية على قرار الهدنة بعد أن اشترطت امورا معينة ما لبثت أن تنازلت عنها بعد أن سعى _ برنادوت _ وأقنعها بقبول حله الوسط ويتابع قائلا
ليس لي الا أن أصفها بالجريمة الكبرى
وهي أخف وصف يمكن أن توصف به موافقة الجامعة العربية على شروط الهدنة التي قدمها _برنادوت_بدون قيد أو شرط ..فقد وافق أعضاء اللجنة السياسية على أكبر خطيئة في تاريخ حروب الشرق العربي
الا وهي السماح بفك الحصار عن مدينة القدس و انقاذ مائة ألف يهودي كانوا على وشك التسليم أو الموت جوعا وعطشا
وافقوا_ أي العرب _ قبل التفكير قليلا بالنتائج
وما أقدموا عليه وافقوا قبل أن يفكر أحدهم فيما سيقع بعد عشرة أيام فقط من ذلك اليوم المشؤوم ..وافقوا لأنهم وثقوا من وفد الأردن في اللجنة السياسية ..وصدقوا رئيس الحكومة الأردنية الخائن ..وافقوا قبل أن يفهموا أن القدس هي كل شيء في فلسطين ..وأن من يحتلها ينهي المعركة كلها ..وافقوا قبل أن يسألوا ليفهموا ..كيف كانت حال مائة ألف يهودي في القدس ..هم سبع عدد اليهود في كل فلسطين
؟؟؟؟؟؟
وافقوا قبل أن يسمعوا ما يقوله القائد العربي في تلك المدينة العظيمة وقبل أن يعلموا مقدار الدماء و الدموع و الجهود التي بذلناها في القدس
حتى جعلناها تترنح لتهوي صاعقه على رأس الصهيونية فتزيلها الى الأبد
وافقوا قبل أن يفكروا قليلا في نوايا الانجليز وعزمهم على انقاذ الصهيونية وخاصه في القلب..فلسطين وافقوا قبل أن يسيئوا الظن قليلا بشروط الهدنة ويفرضوا شرطا واحدا على الأقل لمراقبة طريق الحياة للقدس
وجعل تموين اليهود تحت اشراف العرب
لقد وافقوا ولم يفعلوا لتغيير مجرى الحرب في فلسطين
و انني أعتبر جميع الدول العربية مسؤوله عن ذلك القرار في اليوم الأسود بعمان لأن الواجب كان يقضي باخراج الأردن من الجامعة العربية في ذلك التاريخ ما دامت النتيجة واحدة
وما يريده الأردن من فواجع وكوارث لا بد أن يتحقق أما اذا كانت الدول العربية في ذلك الحين حسنة الظن في عمان ..فتكون الجريمة قد تمت نتيجة الجهل الفاضح وسوء الادراك لما يجري على مسرح السياسة وفي هذا مسؤولية لا تقل عما سبق ....
مؤلفاته
وكما جاهد عبدالله التل بالسلاح
جاهد بالكلمة ..فترك عدة كتب في قضية فلسطين
والتي تعد من أهم الكتب التي يجب على الجميع قرائتها لفهم جذور قضية فلسطين القضية العربية و الاسلامية الأولى
وجميع هذه الكتب طبع في الأربعينيات و الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي
أي خلال وبعد الاعلان الرسمي عن سرقة أرض فلسطين وتقديمها على طبق من ذهب لليهود
أهم كتاب كارثة فلسطين
وهو مذكراته وتفاصيل معركة القدس التي انتصر فيها الجيش العربي على اليهود وفيالق الانتداب البريطاني
كتاب الأفعى اليهودية في معاقل الاسلام
حول التغلغل الباكر لليهود في عقول الطبقات السياسية الحاكمة وغيرها من الطبقات في العالم العربي و الاسلامي
كتاب جذور البلاء
حول أصل مشكلة فلسطين
وفاته
كان عبدالله التل ..صخرة من الصخور العربية التي لا تقبل التفجير
ومن سيوف الاسلام التي لا تقبل الانحناء
ولا يكون الانسان مبالغا اذا قال بأنه كان الرمح العربي الذي لا يقبل الانكسار
فقد ظل عند ثوابته على الرغم من مئات الوشايات و المؤامرات ومحاولات الاغتيال و الاتهامات الباطله التي كالها له أصحاب الأحقاد
وقد فاضت روحه لبارئها في الثالث عشر من أغسطس عام 1973 م
ليدفن في مسقط رأسه
وقد ملأ الحزن قلبه على ما آلت اليه أوضاع الأمه العربية و الاسلامية
ولم يكتب له أن يشهد يوميات معركة اكتوبر التي نشبت بعد شهرين من رحيله
وفيها تم بفضل الله هزيمة الصهاينة
وقد أنجب ابنه واحده أسماها ايناس
وخمسة أولاد هم : منتصر وصلاح و اسامه و خالد و حمزة
خمسه وخمسون عاما عاشها عبدالله التل كانت مليئة بالاحداث الكبيرة فقد قدم الكثير لدينه و أمته
العائلة المالكة في الأردن، تاريخ خيانة من جيل الى جيل...
دلال المغربي
دلال المغربي بطلة عملية الساحل
دلال
بطلة عملية الساحل حين استشهادها
المغربي فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت وهي ابنة لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948 تلقت دلال دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الاعدادية في مدرسة حيفا وكلتا المدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين في بيروت.
و تم اعادة جثتها لعائلتها في لبنان في اطار صفقة لتبادل الأسرى أُبرمت بين حزب الله اللبناني و إسرائيل في 17 تموز 2008.
عملية الساحل
ثلاثون عاماً ويزيد مرت على "عملية الساحل" التي قامت بها الشهيدة الشابة دلال المغربي بتخطيط وتفكير من الشهيد خليل الوزير " أبو جهاد",قائد جهاز الأرض المحتلة المعروف بإسم جهاز القطاع الغربي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
الجيش الإسرائيلي لم يتوقع أن تصل الجرأة الفلسطينية إلى تلك الدرجة، لكن دلال المغربي الشابة الفلسطينية التي ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 48 فعلتها وقد تلقت دلال المغربي دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد, والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت, كما والتحقت دلال بالحركة الفدائية الفتحاوية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني.
كان عام 1978 عاما سيئا على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان التي وضع خطتها الشهيد القائد أبو جهاد.وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست الذي كان في حينه هناك, حيث كانت عملية فدائية استشهادية ومع ذلك تسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من ((12-14 ) مختلف على العددوبينهم لبناني وآخر يمني كان يحلم بالصلاة في المسجد الأقصى ) بالإضافة إلى دلال عرفت العملية باسم عملية "كمال عدوان" وهو القائد الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لفتح الذي استشهد مع كمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت, حيث كان وزير الجيش الاسرائيلي حاليا ايهود باراك رئيسا للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت متخفيا بزي امراة واضعا شعرا مستعارا وقتلتهم في بيوتهم في حي الفرداني في قلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين.
في صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال مع فرقتها الفدائية .ركبت مجموعة دير ياسين سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية تصل بهم إلى شاطئ مدينة يافا القريبة من تل أبيب حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية غير أن رياح البحر المتوسط كانت قوية في ذلك اليوم فحالت دون وصول الزوارق إلى الشاطئ في الوقت المحدد لها، الأمر الذي دفع بالزورقين المطاطيين إلى البقاء في عرض البحر ليلة كاملة تتقاذفها الأمواج حتى لاحت أضواء تل أبيب ووصلوا إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون حيث لم تكن إسرائيل تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو كما نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب ثم تجاوزت مع مجموعتها الشاطئ إلى الطريق العام قرب مستعمرة (معجان ميخائيل) حيث تمكنت دلال المغربي ومجموعتها من إيقاف سيارة باص كبيرة بلغ عدد ركابها ثلاثين راكبا وأجبروها على التوجه نحو تل أبيب .. في أثناء الطريق استطاعت المجموعة السيطرة على باص ثاني ونقل ركابه إلى الباص الأول وتم احتجازهم كرهائن ليصل العدد إلى 68 رهينة.
كان الهجوم يخيم على وجوه الرهائن إذ لم يخطر ببالهم رؤية فدائيين على أرض فلسطين ، وخاطبتهم قائلة: نحن لا نريد قتلكم نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر، وأردفت بصوت خطابي نحن شعب يطالب بحقه بوطنه الذي سرقتموه ما الذي جاء بكم إلى أرضنا ؟ وحين رأت دلال ملامح الاستغراب في وجوه الرهائن سألتهم : هل تفهمون لغتي أم أنكم غرباء عن اللغة والوطن !!! هنا ظهر صوت يرتجف من بين الرهائن لفتاة قالت إنها يهودية من المغرب تعرف العربية ، فطلبت دلال من الفتاة أن تترجم ما تقوله للرهائن ثم أردفت دلال تستكمل خطابها بنبرات يعلوها القهر: لتعلموا جميعا أن أرض فلسطين عربية وستظل كذلك مهما علت أصواتكم وبنيانكم على أرضها. ثم أخرجت دلال من حقيبتها علم فلسطين وقبلته بكل خشوع ثم علقته داخل الباص وهي تردد ....
بلادي ... بلادي ... بلادي ** لك حبي وفؤادي فلسطين يا أرض الجدود ** إليك لا بد أن نعود عند هذه المرحلة اكتشفت القوات الاسرائيلية العملية فجندت قطع كبيرة من الجيش وحرس الحدود لمواجهة الفدائيين وسعت لوضع الحواجز في جميع الطرق المؤدية إلى تل أبيب لكن الفدائيين تمكنوا من تجاوز الحاجز الأول ومواجهة عربة من الجنود وقتلهم جميعا الأمر الذي دفع بقوات الاحتلال إلى المزيد من تكثيف الحواجز حول الطرق المؤدية إلى تل أبيب غير أن الفدائيين استطاعوا تجاوز حاجز ثان وثالث حتى أطلوا على مشارف تل أبيب فارتفعت روحهم المعنوية أملا في تحقيق الهدف لكن قوات الاحتلال صعدت من إمكاناتها العسكرية بمزيد من الحشود لمواجهة ثلاثة عشر فدائيا تقودهم فتاة أطلوا من خلف الشتات بأسلحة خفيفة صمدت في وجه دباباتهم فتمركزت الآليات العسكرية المدرعة قرب ناد ريفي اسمه (كانتري كلوب) وأصدر إيهود باراك قائد الجيش اليوم المواجه للعملية آنذاك ، أوامره بإيقاف الباص بأي ثمن.
فعملت قوات الاحتلال على تعطيل إطارات الباص ومواجهته بمدرعة عسكرية لإجباره على الوقوف .. حاولت المجموعة الفدائية مخاطبة الجيش بهدف التفاوض وأملا في ألا يصاب أحد من الرهائن بأذى لكن جيش الاحتلال رفض أن يصغي لصوت الفتاة اليهودية المغربية التي حاولت محادثتهم من نافذة الباص بل إن الجيش أعلن عبر مكبرات الصوت أن لا تفاوض مع جماعة (المخربين) وأن عليهم الاستسلام فقط.
ثم أصدرت دلال أوامرها للمجموعة بمواجهة قوى الاحتلال وجرت معركة عنيفة ضربت خلالها دلال المغربي ومجموعتها نماذج في الصمود والجرأة في الأوقات الصعبة عندما نجحت في اختراق الجيش ومقاتلته بأسلحتها البسيطة التي استخدمتها في آن واحد . أصيبت دلال واستشهد ستة من المجموعة وبدأ الوضع ينقلب لمصلحة الجيش خاصة وأن ذخيرة المجموعة بدأت في النفاذ .كانت قوات الاحتلال خلال هذا المشهد تطلق قذائفها غير مبالية باليهود الرهائن المحتجزين بالباص ، فسقطوا بين قتيل وجريح وظهر للمجموعة أن الوضع أخذ في التردي خاصة وأن دلال أصيبت إصابة بالغة .
استشهدت دلال المغربي ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا) كرقم أعلنته قوات الاحتلال ، أما الاثنين الآخرين فتقول الروايات انه نجح أحدهما في الفرار والآخر وقع أسيرا متأثرا بجراحه فأقبلت قوات الاحتلال بشراسة وعنجهية على الأسير الجريح تسأله عن قائد المجموعة فأشار بيده إلى دلال وقد تخضبت بثوب عرسها الفلسطيني ، لم يصدق إيهود براك ذلك فأعاد سؤاله على الأسير الجريح مهددا ومتوعدا فكرر الأسير قوله السابق : إنها دلال المغربي.
فاقبل عليها إيهود باراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات . أما الاسماء المتوفرة للذين نفذوا العملية فهم : دلال المغربي .. (20) عام ، المفوض السياسي للمجموعة ، أصيبت برصاصة فوق عينها اليسرى و استشهدت .أبو أحمـد .. (18) عام ، يمني الأصل ، غرق بعد أن انقلب الزورق . فـاخــــر .. (18) عام ، فلسطيني من مواليد الكويت ، قناص من الدرجة الأولى أصيب في عينه برصاصة قاتلة أدت إلى استشهاده .عـامـــر .. ( 18) عام ، لبناني الأصل ، استشهد بعد إصابته برصاصة قاتله .وائــــل ..( 17) عام ، دائم الابتسام حتى خلال العملية ، أصيب برصاصة في بطنه أدت إلى استشهاده . يحيى محمد سكاف لبناني، مواليد 1959 اصيب في العملية شهادات الصليب الاحمر تقول انه كان محتجز في سجون الاستخبارات العسكرية واسرائيل لم تعترف بوجوده في سجونها ومتوقع تسليم جثمانه في صفقة التبادل وقد تركت دلال وراءها وصية بخط يدها تطلب فيها من المقاتلين حملة البنادق تجميد جميع المتناقضات الثانوية و تصعيد المتناقض الرئيسي مع سلطات الاحتلال وتوجيه البنادق إليها ، وقد استشهدت فداءً لما أوصت به ، فقدمت حياتها دفاعاً عن ثرى وطنها .
كتب الشاعر و الأديب العربي نزار قباني مقالاَ بعد العملية قال فيه : إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية و رفعت العلم الفلسطيني ، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية ، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة ، على طريق طوله (95)كم في الخط الرئيسي في فلسطين
بعمليتها الفدائية الجريئة في الحادي عشر من آذار- مارس 1978م.. وخلال وقت وجيز سرى الخبر في كل مكان من بيروت الغربية مُشِيعاً الحماسة والابتهاج.. ومع الخبر تواردت التفاصيل عن العملية النوعية التي نفذتها مجموعة مقاتلين فلسطينيين وعرباً (من لبنان واليمن)، تتبع "جهاز الأرض المحتلة" الخاص بحركة "فتح" والمعروف باسم "القطاع الغربي" بقيادة "خليل الوزير" -أبو جهاد-.
حملت المجموعة اسم قرية "دير ياسين"، لتذكر بالمجزرة المروعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية فيها ربيع العام 1948م، وأطلق على العملية اسم الشهيد "كمال عدوان" قائد جهاز الأرض المحتلة السابق، الذي اغتاله الصهاينة في بيروت في نيسان- ابريل 1973.
تميزتلك العملية بكونها من العمليات النادرة للثورة الفلسطينية التي تتم عبر البحر المحروس جيداً من قبل الدوريات الإسرائيلية. وكان نجاح المجموعة المكونة من أحد عشر مقاتلاً، في استخدام القوارب المطاطية للوصول إلى الساحل الفلسطيني قرب شاطئ يافا، والتمكن من الاستيلاء على حافلة إسرائيلية والتوجه إلى "تل أبيب" والاشتباك مع العدو لساعات، ضربة قوية لنظرية الردع وللبنية الأمنية الإسرائيلية، ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة على الموقف إلا بعد نفاد ذخيرة المقاتلين واستشهادهم -فيما عدا اثنين تم أسرهما- وبعد إيقاع خسائر كبيرة في العدو.
لكن ما ميز العملية أكثر، كان قائدتها الشابة السمراء ابنة العشرين سنة، المولودة في أحد مخيمات بيروت لأب لاجئ من "يافا" وأم لبنانية. وهو ما أجج شعوراً عارماً بالحمية والاعتزاز والفخر لدى الجميع، خصوصاً لدى الشابات اللواتي رأين فيها رمزاً ملهماً لهن، فتدفقت المئات منهن على مقرات الثورة للالتحاق بدورات عسكرية، ليتاح لهن القيام بما قامت به دلال.
إحدى صديقاتها –التي كانت معها في المعسكر التدريبي خلال فترة الإعداد- روت بحسرة وندم أنها قد استبعدت من المشاركة في العملية، لأنها، عندما سألها المفوض السياسي للمعسكر بعد انتهاء فترة التدريب (ولم يكونوا يعلمون الهدف بعد)، عما تحلم به وتتمناه؟؟ أجابت بقولها -وهي اليتيمة-: أنها تتمنى أن تتزوج وتنجب طفلاً يعوضها عن اليتم... فيما كان جواب "دلال" على سؤال المفوض حاسماً ومصمماً: أنها تريد أن تقاتل لتحرير فلسطين...
لم تكن دلال أو "جهاد" –حسب اسمها الحركي- حالة استثنائية في المشاركة النسوية في العمليات الفدائية، لكنها كانت أول شابة تقود مجموعة قتالية من الشباب كلفت بتنفيذ مهمة معقدة تتطلب إلى جانب الشجاعة والاقدام، مهارة ميدانية عالية، ورباطة جأش وصبر وقدرة على التصرف في المواقف الصعبة والمستجدة.. وهي عناصر امتلكتها "دلال" بجدارة استحقت الإعجاب والتكريم؛ فقبل "دلال" نذكر –في القرن العشرين- "جميلة بو حريد" الفدائية الجزائرية ابنة حي "القصبة" الشهير، التي أحيت في الوجدان الجزائري إرث القائدة الثورية الكبيرة في القرن التاسع عشر: "لالا فاطمة نسومر". وقد ذاع صيت "جميلة" أيام حرب التحرير الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي (1954م-1962م)، كمقاتلة صلبة وأسيرة تحملت التعذيب بصبر.
ونذكر "فاطمة برناوي" و"أمينة دحبور" و"ليلى خالد" و"تيريز هلسه" اللاتي قمن -في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي- بعمليات مميزة ضد المحتلين الصهاينة؛ وبعضهن تعرض للأسر (فاطمة وتيريز) لسنوات طويلة قبل تحريرهن.
وفي الثمانينيات الماضية، قدمت الفدائيات اللبنانيات اسهامهن البارز في العمليات النوعية ضد الصهاينة: "سناء المحيدلي"، "لولا إلياس عبود"، و"سهى بشارة"؛ ومعهن السورية "حميدة الطاهر".
أما الإسهام الأكبر فقد قدمته فدائيات "انتفاضة الأقصى" ومن ثم "المقاومة العراقية"، الأمر الذي يعني إقراراً بالدور القتالي للنساء، بعكس النظرة التقليدية السابقة لهن التي كانت تحصر أدوارهن في حدود "العمل الشعبي" وفي حدود مساعدة "الرجال"، الذين فهموا ان "القتال" امتياز خاص بهم فقط!
لكن شرف المشاركة في قتال المعتدين والظالمين، أكبر من أن يستأثر به الرجال، فهو "واجب عام" أكدته تجربة الشهيدة دلال ورفيقاتها، وأكدته من قبل مشاركة النساء في كل العصور...
دلال المغربي فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 في مخيم اللاجئين صبرا القريب من بيروت من ام لبنانية واب فلسطيني الذي لجأ إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948. تلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الاعدادية في مدرسة حيفا وكلتا المدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين في بيروت.
شاركت بعملية عسكرية في إسرائيل في مارس 1978 مع مجموعة دير ياسين وقامت باختطاف باص كان متوجهاً من حيفا إلى تل أبيب وقُتلت في تلك العملية.
كانت على قائمة الجثامين التي طالب بها حزب الله اللبناني في اطار صفقة لتبادل الأسرى أُبرمت مع إسرائيل في 17 تموز 2008 ولكن فحوص الحمض النووي DNA أظهرت عدم اعادة الجثمان وأن الجثث المعادة هي لأربعة شهداء مجهولي الهوية...ولا يزال جثمانها غير معروف المكان.
تفاصيل العملية
هذه الصورة للشهيد خضر احد ابطال عملية ايلات مع الشهيدة دلال المغربي
تركت دلال المغربي التي بدت في الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها "المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني". ثلاثون عاماً ويزيد مرت على "عملية الساحل" التي قامت بها دلال المغربي بتخطيط من خليل الوزير " أبو جهاد",المعروف باسم جهاز القطاع الغربي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
الجيش الإسرائيلي لم يتوقع أن تصل الجرأة الفلسطينية إلى تلك الدرجة ولكن دلال المغربي الشابة الفلسطينية التي ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة 48 فعلتها وقد تلقت دلال المغربي دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد, والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت, كما والتحقت دلال بالحركة الفدائية الفتحاوية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني. كان عام 1978 عاما سيئا على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان التي وضع خطتها القائد أبو جهاد. وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست الذي كان في حينه هناك, حيث كانت عملية فدائية استشهادية ومع ذلك تسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من ((12-14) مختلف على العدد وبينهم لبناني وآخر يمني كان يحلم بالصلاة في المسجد الأقصى) بالإضافة إلى دلال عرفت العملية باسم عملية "كمال عدوان" وهو القائد الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لفتح الذي استشهد مع كمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت, حيث كان وزير الجيش الإسرائيلي حاليا ايهود باراك رئيسا للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت متخفيا بزي امراة واضعا شعرا مستعارا وقتلتهم في بيوتهم في حي الفرداني في قلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين. في صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال مع فرقتها الفدائية.ركبت مجموعة دير ياسين سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية تصل بهم إلى شاطئ مدينة يافا القريبة من تل أبيب حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية غير أن رياح البحر المتوسط كانت قوية في ذلك اليوم فحالت دون وصول الزوارق إلى الشاطئ في الوقت المحدد لها الأمر الذي دفع بالزورقين المطاطيين إلى البقاء في عرض البحر ليلة كاملة تتقاذفها الأمواج حتى لاحت أضواء تل أبيب ووصلوا إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون حيث لم تكن إسرائيل تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو كما نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب ثم تجاوزت مع مجموعتها الشاطئ إلى الطريق العام قرب مستعمرة (معجان ميخائيل) حيث تمكنت دلال المغربي ومجموعتها من إيقاف سيارة باص كبيرة بلغ عدد ركابها ثلاثين راكبا وأجبروها على التوجه نحو تل أبيب.. في أثناء الطريق استطاعت المجموعة السيطرة على باص ثاني ونقل ركابه إلى الباص الأول وتم احتجازهم كرهائن ليصل العدد إلى 68 رهينة.
كان الهجوم يخيم على وجوه الرهائن إذ لم يخطر ببالهم رؤية فدائيين على أرض فلسطين، وخاطبتهم قائلة: نحن لا نريد قتلكم نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر، وأردفت بصوت خطابي نحن شعب يطالب بحقه بوطنه الذي سرقتموه ما الذي جاء بكم إلى أرضنا ؟ وحين رأت دلال ملامح الاستغراب في وجوه الرهائن سألتهم : هل تفهمون لغتي أم أنكم غرباء عن اللغة والوطن !!! هنا ظهر صوت يرتجف من بين الرهائن لفتاة قالت إنها يهودية من اليمن تعرف العربية، فطلبت دلال من الفتاة أن تترجم ما تقوله للرهائن ثم أردفت دلال تستكمل خطابها بنبرات يعلوها القهر: لتعلموا جميعا أن أرض فلسطين عربية وستظل كذلك مهما علت أصواتكم وبنيانكم على أرضها. ثم أخرجت دلال من حقيبتها علم فلسطين وقبلته بكل خشوع ثم علقته داخل الباص وهي تردد....
بلادي... بلادي... بلادي ** لك حبي وفؤادي
فلسطين يا أرض الجدود ** إليك لا بد أن نعود
عند هذه المرحلة اكتشفت القوات الإسرائيلية العملية فجندت قطع كبيرة من الجيش وحرس الحدود لمواجهة الفدائيين وسعت لوضع الحواجز في جميع الطرق المؤدية إلى تل أبيب لكن الفدائيين تمكنوا من تجاوز الحاجز الأول ومواجهة عربة من الجنود وقتلهم جميعا الأمر الذي دفع بقوات الاحتلال إلى المزيد من تكثيف الحواجز حول الطرق المؤدية إلى تل أبيب غير أن الفدائيين استطاعوا تجاوز حاجز ثان وثالث حتى أطلوا على مشارف تل أبيب فارتفعت روحهم المعنوية أملا في تحقيق الهدف لكن قوات الاحتلال صعدت من إمكاناتها العسكرية بمزيد من الحشود لمواجهة ثلاثة عشر فدائيا تقودهم فتاة أطلوا من خلف الشتات بأسلحة خفيفة صمدت في وجه دباباتهم فتمركزت الآليات العسكرية المدرعة قرب ناد ريفي اسمه (كانتري كلوب) وأصدر إيهود باراك قائد الجيش اليوم المواجه للعملية آنذاك، أوامره بإيقاف الباص بأي ثمن.
فعملت قوات الاحتلال على تعطيل إطارات الباص ومواجهته بمدرعة عسكرية لإجباره على الوقوف.. حاولت المجموعة الفدائية مخاطبة الجيش بهدف التفاوض وأملا في ألا يصاب أحد من الرهائن بأذى لكن جيش الاحتلال رفض أن يصغي لصوت الفتاة اليهودية المغربية التي حاولت محادثتهم من نافذة الباص بل إن الجيش أعلن عبر مكبرات الصوت أن لا تفاوض مع جماعة (المخربين) وأن عليهم الاستسلام فقط.
ثم أصدرت دلال أوامرها للمجموعة بمواجهة قوى الاحتلال وجرت معركة عنيفة ضربت خلالها دلال المغربي ومجموعتها نماذج في الصمود والجرأة في الأوقات الصعبة عندما نجحت في اختراق الجيش ومقاتلته بأسلحتها البسيطة التي استخدمتها في آن واحد. أصيبت دلال واستشهد ستة من المجموعة وبدأ الوضع ينقلب لمصلحة الجيش خاصة وأن ذخيرة المجموعة بدأت في النفاذ.كانت قوات الاحتلال خلال هذا المشهد تطلق قذائفها غير مبالية باليهود الرهائن المحتجزين بالباص، فسقطوا بين قتيل وجريح وظهر للمجموعة أن الوضع أخذ في التردي خاصة وأن دلال أصيبت إصابة بالغة.
استشهدت دلال المغربي ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا) كرقم أعلنته قوات الاحتلال، أما الاثنين الآخرين فتقول الروايات انه نجح أحدهما في الفرار والآخر وقع أسيرا متأثرا بجراحه فأقبلت قوات الاحتلال بشراسة وعنجهية على الأسير الجريح تسأله عن قائد المجموعة فأشار بيده إلى دلال وقد تخضبت بثوب عرسها الفلسطيني، لم يصدق إيهود براك ذلك فأعاد سؤاله على الأسير الجريح مهددا ومتوعدا فكرر الأسير قوله السابق: إنها دلال المغربي. فاقبل عليها إيهود باراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات.
تركت دلال المغربي التي بدت في الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.....
[عدل]أسماء المحاربين
دلال سعيد المغربي {جهاد} مواليد بيروت،(20) عام، المفوض السياسي للمجموعة، أصيبت برصاصة فوق عينها اليسرى واستشهدت.
محمود علي أبو منيف {أبو هزاع} مواليد نابلس، 1960، قائد المجموعة، أصيب في جبهته واستشهد.
الأسير حسين فياض { أبو جريحة} مواليد غزة - خان يونس 1960، أوكلت له قيادة المجموعة بعد إصابة أبوهزاع بدوار، وبقي القائد حتى بعد تحسن حالة أبو هزاع، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد.
أبـو الرمــز.. (18) عام، أشجع أفراد المجموعة، تظاهر بالاستسلام للقوات الإسرائيلية وعندما اقتربوا منه التقط الكلاشينكوف المعلق بكتفه وقتل مجموعة من القوات الإسرائيلية، أصيب بعدها واستشهد
الأسير خالد محمد أبراهيم {أبو صلاح} مواليد الكويت (18) عام، أصيب في يده، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد.
حسين مراد {أسامة} مواليد المنصورة 1961 ،15 عام، لبناني الأصل، اصغر أفراد المجموعة سناََ، أصيب بطلقة في رأسه واستشهد.
محمد حسين الشمري {أبو حسن} مواليد شمر - اليمن 1958 ،(18) عام، يمني الأصل، ارتبط مع الفلسطينيين بوشائج الدم، كان مواظباً على الصلوات الخمس، كان يحب فتاه فلسطينية اسمها فاطمة كان سيتزوجها بعد العملية، حتى يحقق أمنيته بأن يصبح الفلسطينيون أخوال أولاده، أصيب أثناء العملية بكسر في قدمه اليمنى ثم أصيب برصاصة أدت إلى استشهاده
خالد عبد الفتاح يوسف { عبد السلام} مواليد طولكرم 1957، (18) عام، غرق قبل أن تصل المجموعة إلى هدفها وذلك بعد أن انقلب الزورق الذي كان يستقله هو ورفاقه فنجا بعضهم وغرق هو وفدائي آخـر واستشهدا.
عبد الرؤوف عبد السلام علي { أبو أحمد} مواليد صنعاء - اليمن 1956، يمني الأصل، غرق بعد أن انقلب الزورق.
محمد محمود عبد الرحيم مسامح { فاخر النحال} مواليد طولكرم 1959، فلسطيني من مواليد الكويت، قناص من الدرجة الأولى أصيب في عينه برصاصة قاتلة أدت إلى استشهاده.
عامر أحمد عامرية {طارق بن زياد} مواليد المنية - طرابلس 1953، لبناني الأصل، استشهد بعد إصابته برصاصة قاتله.
محمد راجي الشرعان {وائل} مواليد صيدا 1957، 17 عام، دائم الابتسام حتى خلال العملية، أصيب برصاصة في بطنه أدت إلى استشهاده.
يحيى محمد سكاف {أبو جلال}لبناني، مواليد مواليد المنية - طرابلس 1959 اصيب في العملية شهادات الصليب الاحمر تقول انه كان محتجز في سجون الاستخبارات العسكرية وإسرائيل لم تعترف بوجوده في سجونها ومتوفع تسليم جثمانه في صفقة التبادل
محمد حسين الشمري {أبو حسن} مواليد شمر - اليمن 1958
وقد تركت دلال وراءها وصية بخط يدها تطلب فيها من المقاتلين حملة البنادق تجميد جميع المتناقضات الثانوية وتصعيد المتناقض الرئيسي مع سلطات الاحتلال وتوجيه البنادق إليها، وقد استشهدت فداءً لما أوصت به، فقدمت حياتها دفاعاً عن ثرى وطنها.
كتب الشاعر والأديب العربي نزار قباني مقالاَ بعد العملية قال فيه: إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة، على طريق طوله (95)كم في الخط الرئيسي في فلسطين.
وصية دلال
نص توضيحي لوصية الشهيدة دلال المغربي
(حملت أمانة العمل لإشعال الثورة وتحقيق أهداف شعبي وقد بدأت سيري لأعاهد الله والوطن والشهداء على الصمود في هذه الطريق المليئة بالأشواك والعقبات والموت وإني لماضية في الطريق مهما كلفني ذلك من جهد وتضحية ودماء ولن أتراجع أو أتردد.
والله خير شاهد
وصيتي لكم جميعا أيها الأخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار و التجرؤ على خوض النضال أقولها لإخواني جميعهم أينما تواجدوا والاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه.
ياصحابي لايهم المقاتل حين يضحي أن يرى لحظة الإنتصار، سأراها بعين رفيقي فاستمروا وصونوا الوصية وتحرير كامل الوطن المحتل دون المساومة على أي شبر من الأرض العربية وأن لاتعترفوا بالعدو الصهيوني حتى تحرير كل التراب الوطني.
بلغوا أمي الحنونة وأبي والأخوات يكفكفوا دمعا حزينا صرت بنتا للبلاد وأنها لثورة حتى النصر).
التوقيع:دلال سعيد المغربي
فهل ستصونوا الوصية؟؟
ففي سجل التاريخ وذاكرته قائمة أسماء لا حد لها منهن...
رحم الله شهداء الثورة والثوار من أجل الحق والعدل.رحم الله شهداء الحرية...
دمتم بكل خير وتصبحون على وطن حر كريم عادل.ويسقط يسقط حكم العسكر
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.