أثار الفيلم الكرتوني الفرنسي "بلاد فارس" استياءً كبيراً لدى التونسيين، وذلك بعد عرضه على شاشة "نسمة تي في" مدبلجاً الى اللهجة التونسية، اذ ظهرت الذات الإلهية مجسّدة في إحدى لقطات الفيلم، وهو ماعتبره مشاهدوه استفزازاً لمشاعرهم من قبل منتجي الفيلم والقناة على حد سواء.
وتدور أحداث الفيلم الكرتوني الي كتبت قصته وأخرجته الفنانة ماريان ساترابي، حول فتاة إيرانية من أسرة ليبرالية تعايش أحداث الثورة الإسلامية بزعامة الخميني في عام 1979، وما تشعره به من اضطهاد وخيبة أمل عقب انتصار الثورة، مما دفع والدها الى إرسالها للنمسا بعيداً عن أجهزة الأمن الإيرانية ولكي تكمل تحصيلها العلمي هناك، كما جاء في موقع "محيط".
وجاء في ردود فعل العديد من الصحف ومواقع الإنترنت التونسية ان بث "بلاد فارس" في هذا الوقت بالذات، في إشارة الى انتخابات المجلس الوطني التأسيس التي تستعد البلاد لإجرائها في 23 من الشهر الجاري، تحد لمشاعر التونسيين ويصب في مصلحة إثارة النعرة الطائفية، معتبرة إياه استفزازاً للتيارات الإسلامية.
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها هذه القناة لانتقادات حادة بسبب ما تعرضه، اذ اسبق لها وان أثارت جدلاً واسعاً في تونس حين تجاهلت دعوى رفعها محامون ضدها، يطالبونها بوقف عرض المسلسل الإيراني "يوسف الصديق" في شهر رمضان الأخير حيث جسّد النبي يوسف وواصلت عرض المسلسل.
وتعليقاً على هذا الأمر رأى مراقبون ان حرية التعبير في تونس مكفولة خاصة بعد الثورة التي أطاحت بالنظام السابق. إلا ان هؤلاء شددوا على ان المعتقد الديني خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه.
وقد طالب نشطاء تونسيون عبر موقع "فيسبوك" بإدانة "نسمة "تي في"، ورفع قضية ضدها لإهانتها مشاعر التونسيين بذريعة حرية التعبير، كما جاء في مطالبهم.
وفي سياق الاعتراض على بعض الأعمال الفنية، كانت إحدى دور السينما في العاصمة التونسية قد تعرضت لاقتحام نفذه سلفيون، عبروا بذلك عن رفضهم لعرض فيلم لمخرجة تونسية أعلنت إلحادها على الهواء.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.