كشفت مصادر سيادية لبرنامج " أهل البلد" بقناة مصر 25 تفاصيل صفقة المجلس العسكرى مع أمريكا حول قضية التمويل الأجنبى، والتى بمقتضاها غادر الأمريكيون الـ 19 المتهمون فى قضية التمويل الأجنبى مطار القاهرة إلى بلادهم بعد قرار رفع حظر السفر عنهم مقابل كفالة 2 مليون جنيه لكل متهم.
حيث كشف اللواء علاء عز الدين عن أن التهديدات الأمريكية لمصر بعد القبض على المتهمين الأمريكيين تعدت التهديد بقطع المعونة ووصلت إلى حد التهديد بعمل عسكرى ضد مصر ليس عن طريق أمريكا ولكن عن طريق إسرائيل.وأوضح عز الدين أن المجلس العسكرى كان أمام خيارين كلاهما أن يغض الطرف عن الأيادى الأمريكية والإسرائيلية التى تعبث بأمن مصر ويبقى متحملا لاتهامه بالترويج لوجود طرف ثالث دائما يحرك الأحداث دون إظهار من هو هذا الطرف أو أن يعلن عن المتهمين ويتحمل المواجهة مع الولايات المتحدة والتى وصلت إلى حد الصدام الواقع الآن
وقالت مصادر سيادية لـ " مصر 25 " :إن قرار المجلس العسكرى بالتضييق على عمل المنظمات الممولة من الخارج لم يكن قرارا مفاجئا أو طبيعيا ولكن سبقته حالة من الحرب الباردة بين مصر والولايات المتحدة. وأضافت المصادر "قبل قرار رفع الحظر عن سفر الأمريكيين المتهمين، تحديدا فى نهاية العام الماضى، طلبت مصر قطع غيار لأسلحة القوات المسلحة من أمريكا باعتبارها المصدر للسلاح إلى مصر، ولكن واشنطن ماطلت فى ذلك، فى الوقت الذى قدمت فيه لإسرائيل أنواعا حديثة من الأسلحة".وتابعت المصادر لبرنامج "أهل البلد" أن السبب الثانى الذى أشعل حالة التوتر هو تدخل أمريكا لمنع تقديم قرض من البنك الدولى لمصر بعد الثورة لإنقاذها من الحالة الاقتصادية الصعبة بل إن أمريكا اشترطت على مصر رفع الدعم عن السلع الأساسية مقابل القرض، وكانت تنوى من وراء ذلك حدوث صدام بين الشارع والمجلس العسكرى.وحسب المصادر نفسها فإن مصر نجحت فى الضغط على أمريكا بمسألة القبض على الأمريكيين العاملين بمنظمات المجتمع المدنى فى مصر وسهل المجلس العسكرى إصدار قرار رفع حظر السفر عنهم بعد أن تحقق له ما يريد بعدما وعدت أمريكا بتوفير قطع الغيار للأسلحة بل إمداد مصر بأسلحة حديثة. وقالت المصادر "كما وعدت أمريكا بعدم التدخل فى مسألة منح القروض لمصر سواء من صندوق النقد الدولى أو الدول العربية الخليجية والدول الثمانى الصناعية الكبرى".من جانبه قال اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا إذا كانت هذه المعلومات صحيحة فإنها تعنى أن المجلس العسكرى أدار الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية بحنكة شديدة للحصول على مكاسب تحتاجها مصر فى هذه المرحلة.ولفت أن سفر المتهمين الأمريكيين لم يكن صفقة معدا لها سلفا لأنها لو كانت كذلك لكان من الأفضل للمجلس العسكرى الانتظار حتى انتهاء المحاكمة، ثم إصدار عفو عن المتهمين بدلا من توريط القضاء فى هذه الأزمة ووضعه فى هذا الوضع الحرج .ودافع عز الدين عن موقف المستشار عبد المعز إبراهيم قائلا إنه ضحى بتاريخه المهنى والوظيفى من أجل المصلحة الوطنية وكان ما فعله هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. .
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.