بقلم : هدى إسماعيل
تتصارع القوى السياسية في مصرمن اجل الصعود للسلطة دون النظرإلى اهمية التوافق على رغبات العامة وتطلعاتهم من اجل حياة افضل قامت من اجلها ثورة ينايرالعظيمة، الكل يسابق الزمن ويتحدى الواقع للفوز بعرش مصر. الاسلاميون يخشون من بعضهم البعض، فالتيارات المعتدلة تخشى التيارات المتشددة. وهذا ما رآيناه في مهرجان اختيار كتابة دستور مصر في الالفية الثالثة، فمعظمهم من القوى الظلامية الرجعية التي لا تعترف بإجتهاد الغزالي او تؤمن بفكرالحداثة والتجديد الديني عند محمد عبده، فهم وهابيون حتى النخاع ميكافيليين بأفكارهم
الاستبدادية بأسم الدين.
اما عن التيارات التي تسمى بالليبرالية اوالقوى المدنية فقد اصيبت هي الاخرى بعدوى التبلد الفكري ولم تعد لديها اجندة عمل تؤثر بها على الناس غيرالشجب وتهييج الجماهير وتعبئتها ضد التيارات الاسلامية التي اخذت شرعيتها من الشعب تحت قبة البرلمان، ولا تريد ان تعترف بذلك وتبرر فشلها بعدم حصولها على اصوات الناخبين بإتهامات باطلة ليس لها اساس من الصحة ولا يصدقها عقل مثل: هناك تزوير شاب عملية فرز الاصوات، اتمام صفقة مشبوهة مع العسكر لتهيئة الخروج الآمن لهم.
ونسوا في ظل اتهاماتهم هذه الظلم والبطش الذي تعرض له الاسلاميين على يد العسكرعلى مدار ثمانية عقود، بل وصل بهم الامر إلى إهانة البسطاء الذين اختاروهم بإرادتهم الثورية الحرة، ونعتهم بالجهل والتخلف دون النظر لتركيبة هؤلاء الناخبون العفوية التي لا تعرف غير تيارين فقط في الشارع المصري: التيار الديني الذي انشئ لهم وحدات علاجية بأرخص الاسعار، وهون عليهم حياتهم الصعبة وصبرهم على احتمال فقرهم بالرضا على قضاء الله وقدره، وفتح لهم مكاتب خدمية تعمل ليل نهارعلى مدار 82 عاما في كل حارة وزقاق وشارع في مصر للحصول على رضاهم ايمانا منهم بمبادئ جماعتهم التي تؤكد على أهمية الاسرة في تقديم الفرد الصالح للمجتمع.
والتيار الاخر هو اليتار المحسوب على جماعة الحزب الوطني والاحزاب الكرتونية التي تربت في حضانات نظام مبارك الذين كانوا يهبطون عليهم بالباراشوتات في وقت الانتخابات فقط. ليشتروا اصواتهم بكيلو جرام من اللحم المستورد المسرطن أو بضع جنيات بسيطة “وبالمرة اهم بيزكوا على اموالهم التي سرقوها من اقواتهم” آفاقين لا يعرفون عن مشاكل الناس واحتياجاتهم شيئا وإن عرفوا “فودن من طين والاخري من عجين” ناظرين اليهم بإستعلاء غريب وعجيب طالبين منهم امرين مهمين: ( اصواتهم – والامر الاخر يحمدوا ربنا على انهم عايشين) واكبر خدمة يقدموها لهم هي تشغيل بناتهن وزوجاتهن خادمات عند سيدات قصورهن.
هذا هو حال اهل مصر ” اسياد وعبيد” في ظل حكم ذلك الملعون مبارك الذي قضى على الجماعة الوطنية في مصر ووضع المصريين بين فكي الاسد “الجماعة بتوع ربنا والجماعة بتوع الحزب الوطني” فبالله عليكم عندما تقام انتخابات حرة نزيهة اي من الجماعتين يختار ذلك الشعب الجبار في صبره وإحتماله؟
وبدلا من ان تتكاتف كل القوى من اجل العمل على تحقيق مطالب ثورتهم والاعتذار لهم عن سنوات الضياع التي عاشوها ذلا وفقرا وحرمانا.. توجه لهم الاتهامات والاهانات بأنهم قطيعا واغناما، واصبح ثوارمصر كلهم فلول يستثمرون جهودهم العظيمة ويدخرونها في مشروع وطني كبيراسمه الثورة المضادة. حالة من التخبط وعدم وضوح الرؤية تصيب المشهد السياسي المصري وكأن الثورة المصرية “ثورة اخوان وعسكر” وليست ثورة شعب يبحث عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .
الاسلاميون صاعدون الى الحكم لا محالة لانهم اصحاب رصيد كبيرعند الشارع المصري والذي لا يرى ذلك فهو كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال تفاديا للرياح العاتية او ضعيف الحجة ولا يقوى على مواجهتهم لضعف موقفه السياسي وضعف رصيده عند الناس.
ولكن ليس معنى كلامي هذا ان الاسلاميين هم الافضل لمصر في هذه المرحلة…!!
خصوصا بعد ما اثبتوا للناس انهم من هواة ابرام الصفقات الخاسرة، ويتمتعوا بغباء سياسي لا مثيل له ..!! فبعد رحلتهم الطويلة ومعاناتهم التي امتدت لاكثر من ثماني عقود من سجن ونفي واعتقال وتعذيب ومصادرة الاموال.. لدخول البرلمان بكل شرف ونزاهة يؤيدهم الملايين من فئات الشعب، تركوا انفسهم تهوى في دهاليز السياسة وانهارت رموزهم في محرقة جنرالات مبارك وكادوا ان يضيعوا علينا الفرصة في التخلص من حكم العسكر الجاثم على نفوسنا منذ ستة عقود من الزمان ولا نعلم متى سنتخلص منه..؟
لو ظلوا هم على هذه السياسة الغبية في فرقعة التصريحات وتبادل الاتهامات والتساهل في حقوق الشهداء والعزف على الاوتار الحساسة لتحقيق اكبر قدر من المكاسب الواهية واستخدام الشعارات الدينية، التي لا تخدم الصالح العام والتهديدات الصبيانية التي سوف تؤدي بنا الى إستنساخ سيناريو 54 مجددا مما قد يؤدي لا قدر الله الى سقوط ثورتنا فريسة جريحة في يد العسكر لصناعة مبارك جديد، بعدما وضع الشعب المصري ثقتة بهم بإختيارهم نوابا في برلمان مصر الثورة
فالجمهورية الثانية امامنا بكل ملامحها الديمقراطية، وعلينا إغتنام الفرصة حتى لا نضطر الى إقامة ثورة اخرى سوف تقضي هذه المرة على السلام الاجتماعي والبنيان المتماسك للشعب المصري وتشعل حرب اهلية لا يحمد عقباها. ولخطورة الامر يجب على جميع القوى السياسية ان تنبذ خلافاتها وتوحد كلمتها وتدفع بمرشح وطني للرئاسة اي كانت خلفيته الدينية اوالسياسية، وتتفق على مبدأ واحد ويتوقفوا عن تبادل الاتهامات ويسرعوا بإعداد دستور يشارك في كتابته كل طوائف الشعب يرفع الظلم عن الناس ويرسخ مبادئ دولة العدل والقانون وتكتب في اولى صفحاته ” يسقط يسقط حكم العسكر
وعليه فجريدة “وجوه عربية ” تأخذ زمام المبادرة وتدعم الدكتورعبد المنعم ابو الفتوح رئيسا منتخبا لمصرالثورة. لما رآته فيه من وطنية خالصة وإسلاما وسطيا نقيا سوف ينقل مصر نقلة حضارية للحاق بركب الحضارة العالمية، فيكفي تاريخه المشرف البعيد كل البعد عن مستنقع النظام القديم، فهو بمثابة كتاب مفتوح سهل الاطلاع عليه والاستفادة من افكارة، شخصية لا غبار عليها وصاحبة كاريزما قومية سوف تعيد لنا امجاد الماضي لتعبر بنا الى آفاق المستقبل ومن يريد خيرا لمصر فليعطي صوته لهذا الرجل المصري -المسلم- القومي – الوطني – العربي
الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.