بقلم أمل السامرائى ٩/ ٥/ ٢٠١٢
رأيت فى حلمٍ ما بين يقظة ونوم، المجلس العسكرىّ قد استجاب للمتظاهرين فوضع طبقاً فضيا مليئاً بـ(نبق) سكّرىّ مختلف الألوان والأحجام يتوسطه مفتاح «مصر» على مائدة عامرة، يفصل بينها وبين أرتال بشرٍ خطّ يمتد بين نار وجنّة.. بشر ترتفع رقابهم فوق رقاب البعض.. وتتدافع الأجساد بالأجساد.. وما إن تنطلق إشارة البدء حتى يهرول الجميع حيث المائدة، وكلّ يمنّى النفس بحفنة (نبق) تشبع جوع النفوس، بينما ثمّة عنقاء تنتهز ذلك لتخطف المفتاح مقهقهة من المتخمين بـ(النبق) المحقونين بهرمونات التغييب.. المضطجعين على أرائك الخيبة الجهنمية، تاركين مفتاح (جنة) الوطن بين مخالب وحوش ارتبط صوتها المخيف فى غفوتى بصوت المطارق والفؤوس المقتلعة حجارة الأرصفة المعبّدة من قوت الشعب فى وقت هو الأحوج للبناء لا للهدم.. لأستيقظ وأنا أدعو الله خير هذا المنام وخير ما صحوت عليه منقولا على الفضائيات من قلع حجارة تنبئ عن مواجهة بين أشقّاء.. وهتافات سباب مستفزّة، وغضب ينتظر بدء انفجار يعقبه سفك دماء..
من أجل مطالب تعجيزية فى فترة تسيير أعمال مؤقتة لا تتجاوز استمراريتها أسابيع!! مطالب يقشعر من بعضها بدن الخوف وقلب الأمان.. أولها تسليم السلطة الآن!! فكيف؟ ولمن؟ وحسب أى دستور والدستور مازالت لجنته التأسيسية تبحث عن مخرج؟ هل تُسلّم بالقرعة؟ أم لحزب معين لينشب اقتتال بين بقية الأحزاب؟ أم للشيخ أبوإسماعيل رغما عن القانون والصناديق؟ ثمّ أين هو الشيخ مما حصل؟ ألا يجب أن يكون بين أنصاره حقنا لدماء سكبت تحت قدمىّ الرغبة فى الرئاسة؟ التساؤلات تعصف بغالبية المواطنين خاصة المؤمنين بالثورة ممن تناهبهم الحزن على ضياع أهدافها على يد حزب أغلبية، طامح بشدة إلى الهيمنة على السلطات الثلاث والمؤسسات.. الناس يتساءلون هنا وفى الخارج.. عربا ومصريين.. لماذا وزارة الداخلية.. الإذاعة والتليفزيون.. المجمع العلمى؟ ثم وزارة الدفاع المؤسسة الأهم التى يدفع العدو ما يستطيع للولوج إلى دهاليز أسرارها..
بينما أنصار أبوإسماعيل ومن يختلفون معهم أيديولوجيا وسياسيا يبذلون الدماء لاقتحامها؟ لماذا البعد عن ميدان التحرير؟ الكل مندهش لما يحدث من فوضى وتخريب وحرائق وترويع مواطنين وإغلاق طرق وتعطيل مصالح وإتاحة الفرصة لما يسمى (اللهو الخفى) للعبث ووضع المعتصمين والمجلس العسكرى فى دائرة الريبة؟ الكل مندهش من وجود الفتيات فى هذه الظروف شديدة الحساسية؟ لماذا رحلة البرلمان المئوية الى السعودية وعدم الاكتفاء بعدد لا بأس به وتكليف الآخرين بحل أزمة العباسية؟ ولماذا لا يعلن المجلس العسكرى عن هويات المسلحين والمهربين للسلاح ويتجنب وضعه فى ساحة الشبهات؟
ولماذا لا تقف التيارات المتهافتة على السلطة أمام مرآة الحقيقة متجردة عن «الأنا» والاستراتيجيات الخاصة وتسمو فوق «البراجماتية» لتنصهر مع الأطياف جميعا فى هدف واحد وتسترجع ما عانته من الديكتاتوريات لتتحاشى إذاقته للآخرين.. وتعلم أن ذلك من أهم أسباب هبوط أسهمها فى بورصة الجماهير؟ ولماذا لا تتواءم أقوال السلفيين مع أفعالهم دون الخوض فى بحر التناقضات؟ ولماذا المقارنة بين سوريا ومصر بينما التظاهر هناك سلمى بصفوف منتظمة وأهازيج تقشعر لها الأبدان، أما المقارنة بين الجيشين فهى مقارنة غير منصفة؟ ولماذا لا تصمت قنوات الفتنة عن عوائها؟ ولماذا لا نغتسل من تهمة أننا شعوب لا تُحكم إلا بالقمع؟ ولماذا لم يتنبه أحد إلى نجمة داوود المنقوشة على جدران نفق الجيزة وما يعنيه ذلك؟
ثمّ لماذا يصبح الوطن طبق (نبق) شهى لمن سبق؟
لمــــــــــــــــــــاذا ؟
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.