Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: خطّة أوباما لمصر

Friday, December 28, 2012

خطّة أوباما لمصر

سعود قبيلات

كتب سمير أمين, بُعيد سقوط حسني مبارك, مقالاً طويلاً يحلِّل فيه ظروف الحركة الشعبيَّة التي أطاحت بالرئيس المصريّ السابق وطبيعة القوى المشاركة فيها والتي قادتها. وقد وصف تلك الحركة بأنَّها أكبر من انتفاضة أو فورة ولكنَّها أقلّ مِنْ ثورة لأنَّه لم تكن لها أهداف واضحة تتجاوز الإطاحة بمبارك.

وفي مقاله, ذاك, أشار أمين, مبكِّراً, إلى وثيقة امريكيَّة نُشِرَتْ, آنذاك, تؤكد أنَّ تعامل الولايات المتَّحدة مع الوضع الجديد في مصر, سيكون وفق خطَّة باسم "خطَّة أوباما", وضعتها, كما قال, "حكومة واشنطن لإجهاض المدّ الثوريّ في مصر, من خلال مرحلة انتقالية قصيرة, يبقى نظام الحكم خلالها بأيدي الطبقة الحاكمة, بعد الحفاظ على الدستور الحاليّ بتعديلات تافهة وانتخابات سريعة عاجلة تضمن مساهمة الإخوان المسلمين في البرلمان واستمرار النظام". 

أمَّا لماذا كلّ هذا الاهتمام ب¯"مساهمة الإخوان المسلمين", فيقول سمير أمين إنَّ "العدوّ- أقصد الاستعمار (وعميله الصهيونيّ بالطبع)- يعلم تماماً أنَّ "أسلمة" السياسة والمجتمع والإغراق في التأويل الوهَّابيّ المتجمِّد السلفيّ للإسلام إنَّما هو ضمان لعجز المجتمع المصاب به عن مواجهةٍ فعَّالةٍ لتحدِّي العصر. وهذا هو في نهاية المطاف هدف الولايات المتّحدة والخليج وبالتالي أيضاً هدف الدولة الإسرائيليّة: إجهاض الثورة ونهضة مصر".

وآنذاك, شاع أنَّ النمط المرشَّح للاتِّباع في مصر هو النمط الذي طبَّقه الإسلام السياسيّ في تركيّا, وأنَّ هذا ما ستدعمه الولايات المتَّحدة هناك; لكنَّ سمير أمين, رأى, في ذلك الوقت المبكِّر أيضاً, أنَّ هذا التقدير غير صحيح, وأنَّ "النمط الذي تسعى الولايات المتحدة إلى إنجازه في مصر يستلهم النموذج الباكستانيّ وليس التركيّ أبداً". 

والفارق بين هذين النمطين, برأيه, كبير "ففي النموذج التركيّ تقف المؤسّسة العسكريَّة وراء الستار لضمان "علمانيّة المجتمع". وتلك ليست ظروف مصر على الإطلاق". وبرأيه, فإنَّ "ما قيل في أوروبا وهنا وفي البلدان العربية الأخرى عن النمط التركيّ هو كلام للتضليل وتسويغ النموذج الباكستانيّ المُعَدّ فعلا". 

ويتمثَّل "النمط الباكستانيّ", حسب تشخيص سمير أمين له, "في هيمنة بورجوازيّة طفيليّة تابعة ونظام حكم يعلن نفسه إسلاميًا, تقف وراءه من خلف الستار المؤسَّسة العسكريَّة, التي تدخل إلى مقدِّمة المسرح من وقت إلى آخر لتصفية الصراعات بين التيَّارات الإسلاميَّة المختلفة باعتبارها رُمّانة الميزان, لا أكثر من ذلك".
ومعروف أنَّ الدور الأساسيّ للطبقة الحاكمة في باكستان (برعاية العسكر طبعاً) هو حراسة نظام التبعيَّة هناك, والحيلولة دون نهوض البلاد وتقدّمها, والقيام بالخدمات السياسيَّة والعسكريَّة التي تطلبها الولايات المتَّحدة دفاعاً عن مصالحها. وقد رأينا, مراراً, نماذج لتلك الخدمات في أفغانستان وسواها. 

ومن المفارقات البعيدة الدلالة, أنَّ هذه الدولة "المسلمة", التي سُمِحَ لها بحيازة السلاح النوويّ في مواجهة الهند, تُستباح أراضيها المجاورة لأفغانستان, يوميّاً تقريباً, من الطائرات الامريكيَّة التي ترتكب أبشع المجازر ضدّ المواطنين الباكستانيين الموجودين على أرضهم, باسم مكافحة الإرهاب! وأكثر مِنْ ذلك, فقد اخترقت بعض المجموعات العسكريَّة الامريكيَّة الخاصَّة أعماق الأراضي الباكستانيَّة لتقتل أسامة بن لادن وتختطف جثَّته مِنْ دون أنْ تُخطر السلطات هناك بذلك أو تحصل على موافقتها! فلا أدري ما هي فائدة التسلّح النوويّ والجيوش الكبيرة إذا لم تجعل البلد قادراً على حماية حدوده وأرواح مواطنيه من الاعتداءات الخارجيَّة المتكرِّرة.

حتَّى الآن, من الواضح, مع الأسف, أنَّ "خطَّة أوباما", كما أوضحها سمير أمين, هي التي يجري تطبيقها في مصر, حسب الترتيب المُعدّ لها.


No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.