أصبح عام 1950 القاهرة مكان براق للزيارة
كان هذا المصطلح ينطبق على محاولة "العلم المزيف" لعام 1954 من قبل الصهاينة الإسرائيلييين لقتل المئات من المدنيين الأميركيين والجنود البريطانيين، ويلقون باللوم على مصر وقتها . لكن هذه المرة، وقعت إسرائيل وفضح مخططها.
الإسكندرية، مصر، 1950
شكلت مدينة جميلة وتاريخية، وسلمية، حتى للإسرائيليين.
في يوليو من عام 1954، كان يعاني مصر من خلال سلسلة من القنابل الموجهة أساسا ضدها أثار غضب واستياء الملكية الأمريكية والبريطانية في القاهرة والإسكندرية.
اعتقد معظم المصريون أن الصراع كان داخلي منهم أنفسهم
وأعتقد المصريون أنه كان من عمل جماعة الإخوان المسلمين الذين دأبو على المشاكل والتخريب والدموية حينها، ثم التحدي الأكثر خطورة للسلطة لا يزال غير مؤكد ( ناصر ) العقيد وثورته ظلوا لمدة عامين من العمر.
أرادت إسرائيل بريطانيا لمحاربة مصر
كان ناصر يحاول التفاوض مع بريطانيا على اخلاء القواعد العسكرية العملاقة في منطقة قناة السويس، واسرائيل تريد إضعاف مصر بشتى الطرق.
بيني جوبيللى وعملية سوزانا
تخشى إسرائيل أنتصار توحد العرب، الذين رأوا إسرائيل على أنها سرطان في وسطهم. في عام 1954 بدأ العقيد بنيامين جوبيللى ، رئيس دائرة المخابرات العسكرية الاسرائيلية، امان، عملية سوزانا من أجل إلغاء وتحطيم هذا القرار. كان الهدف من العملية تنفيذ تفجيرات وغيرها من أعمال التخريب في مصر، وذلك بهدف خلق جو أضطراب لدى البريطانيين والأميركيين إلى البقاء فى مصر وحماية إسرائيل أو أعلان الحرب عليها ليدخلوها
الوحدات الخاصة بالمتفجرات وخبراء الإرهاب
تم تعيين وحدة 131 من النشطاء لعدة سنوات من قبل، عندما قبل ضابط المخابرات الإسرائيلي أفرام دار بالمهمة وووصل الى القاهرة بسرية كمواطن من جبل طارق عندما دعته البريطانية جون دارلينج.
مصر الطابور الخامس
جندت إسرائيل اليهود المصريين الذين كانوا أعدوا في السابق كنشطاء في أنشطة الهجرة غير المشروعة وتدريبهم لعمليات سرية .
ضرب وكلاء وعملاء الصهاينة مكتب بريد ومكتبة. فى 14 يوليو . وبالاتصال مع إذاعة سرية مع تل أبيب، النار قصفت قسم خدمة معلومات المكتبات في الولايات المتحدة بالقاهرة والإسكندرية. في ذلك اليوم نفسه، انفجرت قنبلة فوسفورية واحدة قبل الأوان في جيب فيليب ناتاسون، لأنه كان على وشك الدخول بها إلى للسينما ريو بالإسكندرية المملوكة لبريطانيا ، وقتل المئات. على 15 يوليو، أكد الرئيس إيزنهاور للمصريين أن "وقت واحد" مع توقيع اتفاق السويس الولايات المتحدة ستدخل حيز 'التزامات ثابتة "لمساعدات اقتصادية لتعزيز قواتها المسلحة. على 23 يوليو - الذكرى السنوية لثورة 1952 - كان العملاء الإسرائيليين لا يزالون مطلقي السراح بالخارج تماما، بل وأشتعلت النيران في أثنين من دور السينما القاهرة، في مكتب البريد المركزي، ومحطة السكك الحديدية.
القاء اللوم على بنحاس لافون بالعملية
عرف وزير الدفاع بنحاس لافون، ورئيس الوزراء، موشيه شاريت، لا شيء للعملية. وكان جيفيللى عضوا في عصبة قوية بوزارة الدفاع التي غالبا ما تتصرف بشكل مستقل، أو في تحد صريح، من مجلس الوزراء.
كان المشتبه به الاول للتخطيط هو بن غوريون
الجناة كانوا محميون من بن غوريون وعلى الرغم من "العجوز" قد غادر الدوري الممتاز لسديه بوكر، وتراجعت عملياته بصحراء النقب، قبل بضعة أشهر من هذا الوقت كان قادر من خلال تلك المخططات . إلى إدامة أقامة المتشددون 'الناشطون' لسياساته ويعتقدون نجاحه ويؤمنون بقدراته.
جزار تل عفير موشى ديان
كان وزير الدفاع وقتها وادعى أنه لا يعلم أى شىء عن الأمر بعد الفضيحة وأنكر.
المحاكمة أثبتت أن ذلك قد تم بالفعل وأن التفجيرات نفذت من قبل دار العقيد الإسرائيلي أفراهارن من خلال التجسس والشبكة الإرهابية. وكانوا قد جندوا عددا من اليهود المصريين، وكان هناك 50000 يهودي في مصر في ذلك الوقت.
صراخ قادة اليهود "التهم ملفقة"
وندد رئيس الوزراء موشيه شاريت بأن المؤامرة "التي تحاك فى مصر وتصفهم بالأشرار في الإسكندرية، بأنها كانت محاكمة صورية ضد اليهود الأبرياء. وقال أيضا أن العرب انتزعوا اعترافات منهم تحت التعذيب.
وحوكم الإرهابيون
المتآمرين الإسرائيلين قد هربوا وأنكروا كل شىء، ولكن كانت يعتمدون على المنهج والأسلوب اليهودي . وقد ادانوا الدكتور موسى أليتو مرزوق، الذي كان طبيب جراح في مستشفى اليهودية في القاهرة، وصموئيل عازار، وهو أستاذ الهندسة من الإسكندرية، بالأعدام شنقا حتى الموت، وشنقوا.
فرار اليهود المصريين
أحد أشهر اليهود الذين أقاموا بمصر عند مغادرته
لأن الإرهابيين من اليهود المصريين الذين عاشوا طوال حياتهم هناك، أصبح الحياة المصرية اليومية مفعمة بالقلق الشديد من زملاء اليهود.وكما حدث في عندما يغادرون كل مكان استقروا فيه بأنهم مبغوضون، وبالتالى قرروا الهجرة من مصر بالفرار.
إسرائيل تسعى للانتقام
43
قتيلا
وبعد أسبوع، وفجأة قام اليهود بغارة على غزة غير مبررة، مما أسفر عن 39 قتيلا مصريا وأدى ذلك إلى حرب العدوان الثلاثى عام 1956
والتى ردعها شعوب محافظات القنال وأولهم وأشهرهم وشجاعة ونضال وبسالة محافظة بوسعيد التى أعطتهم درسا قاسيا لم ولن ينسوه فى المقاومة الشعبيىة والقتال بكل ما يملكون على حين فشل غيرهم دول عظمى فى طرد المعتدى الا أن تلك المدينة الصغيرة وحدها من صنع المعجزة وقمه هذا العدوان.
في حرب 1956 الإسرائيلية بدأت الهجرة بالنزوح الجماعي
تظاهرات كثيرة حدثت لطرد اليهود من مصر
فعندما قامت الحرب الاسرائيلية ، في عام 1956، واحتلت إسرائيل سيناء غزوا، بدأت مشاعر كل العرب بكراهية اليهود وأضطهادهم لعدوانهم الغاشم على مصر وارتفاع الضغينة ضدهم.
وبدأت الحكومة المصرية تأمر اليهود الموجودون بمغادرة البلاد. متأخرا، وبأسرع ما يمكن ليعودوا لبلادهم، غادر 21000 في السنة التالية؛ وطرد أكثر كانوا مختبئين في وقت لاحق، وغيرها،وتركوا البلاد ومعيشتهم وكان ليس مسموح لهم بالبقاء .معظم ذهب إلى أمريكا، وليس الى إسرائيل.
1956 الهجوم الإسرائيلي على مصر
شنت اسرائيل هجوما مفاجئا على مصر، وذلك باستخدام ذريعة كاذبة لاغلاق قناة السويس.
عملية قادش
العملية قادش، هي عملية عسكرية قامت بها القوات الإسرائيلية بالتعاون مع القوات البريطانية والفرنسية لشن هجوم على القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء في أكتوبر 1956، والتي تعتبر بداية للعدوان الثلاثي على مصر.
أحداث العملية
في أكتوبر 1956 شنت القوات الإسرائيلية عملية قادش (الاسم الكودي لعملية الهجوم الإسرائيلية على سيناء أثناء العدوان الثلاثي) بالتعاون مع قوات بريطانية وفرنسية،
وفي المقابل كانت مصر على الجبهة وحدها إذ لم تشارك في هذه الحرب دول عربية أخرى، على الرغم من معاهدات الدفاع المشترك التي وقعت عليها مع مصر.
في هذا التوقيت لم تكن إسرائيل تملك قوات بحرية بالمعنى المفهوم إذ لم تكن عُدتها تتجاوز بضع من لنشات مسلحة.
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم الثالث لعملية قاديش، وقعت المعركة البحرية المهمة الوحيدة في هذه الحرب حيث تعرضت الفرقاطة المصرية لمجموعة من السفن الفرنسية والانجليزية امام الشواطئ المصرية وكانوا أكبر منها واكثر منها قوة.... وهم بدءوا بالسؤال.... من انت ؟ وهى إشارة معروفة لأهل البحر عند تقابل السفن الحربية مع بعضها لتعلن كل منها عن جنستها واسمها.... ولكن الوضع هنا لم يكن كذلك.... فالمياة مياهنا وامام شواطئنا..... فردت عليهم الفرقاطة إبراهيم.... بل من انتم ؟
وتقول الرواية الإسرائيلية التي أوردتها عدة مصادر أن الفرقاطة المصرية (إبراهيم الأول) أبحرت في ساعة مبكرة من صباح 10 أكتوبر 1956 في خليج حيفا قادمة من بورسعيد ومزقت صمت الفجر بـ 220 طلقة أستهدفت بها ميناء حيفا ومصفاة النفط القريبة في عملية معدة من قبل على ما يبدو.
بدأ القصف في الساعة 3:30 صباحا تقريبا وأستمر لدقائق معدودات قبل أن تبدأ سفينة حربية فرنسية كانت راسية في الميناء في الرد على إطلاق النار بسرعة، لكن (إبراهيم الأول) أستطاعت الابتعاد بالإتجاه الشمالي الغربي تحت غطاء الظلام نحو مجموعة من السفن الأمريكية المحايدة.
وبعد أقل من نصف الساعة بدأت سفينتين بحريتين إسرائيليتين هما (إيلات، يافو) في البحث عن المدمرة المصرية.
وفي الخامسة صباحا تقريبا بدأت المعركة البحرية، وبعد تبادل الطلقات بدأت المدمرة المصرية في الابتعاد نحو بيروت، ولعدم التكافئ كانت النتيجة معروفة مسبقا فلم يكن معروفا الا المدفعية كسلاح, وعيار مدافع الفرقاطة المصرية لم يكن يزيد عن 4 بوصه وكانت مدافع العدو تصل إلى ضعف ذلك وتزيد 9 بوصه (أي ان الطفل الصغير يستطيع المرور من داخل ماسورة مدفعهم).
وفي الساعة 6:38 تقريبا تدخلت قوات الجو الإسرائيلية في المعركة وقامت طائرتان إسرائيليتان بقصف المدمرة فتم ضرب نظامها الكهربائي مما عطل أجهزة سيرها وحييد أسلحتها القتالية.. وخرجت المدمرة من المعركة.
وبالتالى بدأت الفرقاطة المصرية في الغرق وأمر قائدها طاقمه بالقفز في الماء لأنقاذ ارواحهم وبقى هو وحده.
وفي السابعة وعشر دقائق تقريبا وقبل غرق الفرقاطة تماما قفز إليها رجال من البحرية الإنجليزية ولأن السفينه إنجليزية الصنع استطاعوا قفل بلوف معينة وتم قطرها إلى الخلف إلى حيفا وتم المحافظة على السفينة عائمة ولكن في حالة يرثى لها.[1]
وتم تسليم السفينة لأسرائيل وأسمتها (حيفا) فكانت تربطها على أحد ارصفة الميناء وترفع عليها العلم الإسرائيلي في أعلى وتحته العلم المصري للدلاله انها سفينة اسرت في معركة.
وبعد فترة غرقت الفرقاطة ولم تستطع إسرائيل أن تبحر بها مرة واحدة بالرغم من كل المجهود والمصاريف التي صرفتها على ذلك فقد كانت السفينة محطمة تماما.
العدوان الثلاثي
العدوان الثلاثي هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا[بحاجة لمصدر] مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء[بحاجة لمصدر] وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وانزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري. نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب. فأصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذارا بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كم من ضفتي قناة السويس مما يعني فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بور سعيد ومنطقة قناة السويس إلا أن الجيش المصري لم يحاصر لأن قطاعاته كانت قد انسحبت. كان واضحا أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث فاصدر الاتحاد السوفيتي إنذارا بضرب لندن وباريس بالصواريخ الذرية[بحاجة لمصدر] وأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفوري من الأراضى المصرية. وانتهت الحرب بفضيحة كبرى وخرج عبد الناصر منتصرا نصرا سياسيا كبيرا.
الأسباب
كان لكل دولة من الدول التي أقدمت على العدوان أسبابها الخاصة للمشاركة فيه من هذه الأسباب:-
دعم ثورة الجزائر بالسلاح والمال والمدربين الامر الذي هدد التواجد الفرنسي في أفريقيا .
توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي تقضي بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، مع العلم أن توقيع هذه الاتفاقية لم يأت إلا بعد رفض الدول الغربية تزويد مصر بالأسلحة. الأمر الذي أثار حماسة إسرائيل للاشتراك في هذا العدوان لأنها رأت أن تزوّد مصر بالأسلحة المتطورة تهدد بقاءها وكما أن إسرائيل كانت مهمتها أثناء العدوان أن تقصف فلسطين جواً وبراً وتحتل أجزاءً منها بالإضافة إلى احتلالها لـسيناء في مصر .
تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبد الناصر في يوم 26 يوليو عام 1956م. هذا التأميم منع إنجلترا من التربح من القناة التي كانت تديرها قبل التأميم، وبذلك دخلت إنجلترا في العدوان الثلاثي .
إرادة إسرائيل استكمال مشروع دولتها من الفرات إلى النيل، وهذا ما كان يخططه قائد عملية المسكيتي تشارلز فريدريك كيتليى .
الغزو
كانت إسرائيل مطمئنة بشأن بعض الدول العربية، إما لأنها بعيدة عن حدودها أو لوقوعها تحت نفوذ الدول الموالية لإسرائيل، أو لعدم قدرتها عسكرياً على التصدي لها، ولكنها كانت تعتقد أن مصر بعد قيام ثورة 1952 هي العقبة الحقيقية في طريق أطماعها. لذلك انتهزت الفرصة عندما تلاقت مقاصد الاستعمار الغربي مع مقاصدها بمناسبة تأميم حكومة الثورة لشركة قناة السويس في يوليو 1956م. واتفقت على مؤامرة مع كل من إنجلترا وفرنسا، وبدأت القوات الإسرائيلية تهاجم الحدود المصرية في 29 أكتوبر 1956م. وانذرت الدولتان الاستعماريتان كلا من مصر وإسرائيل بوقف القتال على ان تقف قوات كل منهما على بعد أميال قليلة من جانبي قناة السويس، ولما رفضت مصر الإنذار هاجمت القوات الاستعمارية الإنجليزية والفرنسية منطقة القناة لتطويق الجيش المصري في سيناء، لكن القيادة المصرية فوتت عليهم هذا الغرض فارتدت واخلت سيناء حيث تقدم الجيش الإسرائيلي واحتلها. استمر الفدائيون من رجال الجيش بالاشتراك مع الشعب في قتال القوات الاستعمارية في بور سعيد، وتدخلت الأمم المتحده ونددت بالعدوان الثلاثي علي مصر وطالبت المعتدين بالانسحاب وضغطت الولايات المتحدة على كل من إنجلترا وفرنسا، كما هدد الاتحاد السوفيتي الدول المعتدية، بالإضافة الي ثورة العمال المتعطلين في إنجلترا وفرنسا ضد حكومتهما بسبب ما تعرضوا له من البطالة، وبذلك فشل الاعتداء واضطرت الدول المعتديه سحب قواتها بعد أن وافقت مصر على قرار الأمم المتحدة بوجود قوة طوارئ دولية على الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وفى منطقة شرم الشيخ المطلة على خليج العقبة.
أسباب الفشل
معارضة الاتحاد السوفيتي للعدوان الثلاثي وتهديده بالتدخل العسكري وضرب لندن وباريس وتل أبيب بالسلاح النووي.
عدم تأييد الولايات المتحدة الأمريكية للحرب.
نشاط قوات المقاومة الشعبية المصرية فى بورسعيد.
نتائج العدوان الثلاثي
انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بور سعيد في 23 ديسمبر 1956م، ولذلك تحتفل محافظة بورسعيد في ذلك اليوم من كل عام بعيد جلاء قوات العدوان.
هروب إسرائيل متأخرةً من سيناء في أوائل عام 1957م، كما هربت من قطاع غزة (لم يكن انسحاباً كما يقولون).
وضعت قوات طوارئ دولية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل.
تعتبر أزمة السويس استنادا للأدبيات السياسية والاستراتيجية للدول العظمى، بانها فاتحة عصر جديد في عملية الصراع وأدواته بين القوى العظمى بعد الحرب العالمية الثانية وظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوة دولية طامحة لتبوء مكانة مهيمنة في السياسة الدولية، جاءت ضمن العالم الغربي لتحتل عنوة جميع مواقع الدول العظمى السابقة بريطانيا وفرنسا، والتي أفل نجمها بعد العدوان الثلاثي. ناهيك عن صراع الوجود الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ممثلة للعالم الغربي وبين الاتحاد السوفيتي ممثلا للعالم الشرقي.
كما نجم عن أزمة السويس تصورا خطيراً لدى الشعوب العربية وقادتها ونخبها السياسية والإعلامية، مفاده بأن موقف الولايات المتحدة المناوئ للعدوان الثلاثي مبني على نظرة اميركية متصالحة وصديقة نحو العرب، وعزز هذا الاعتقاد بعض السلوكيات والتصريحات للولايات المتحدة والتي توحي بالود والصداقة نحو العرب في عهد الرؤساء ايزنهاور وكنيدي ومستهل فترة جونسون، مما أدى إلى رسم سياسات مغلوطة بان الولايات المتحدة ستساند العرب ضد اي عدوان إسرائيلي، كما حدث في أزمة السويس. ولم يخطر ببال منسقي السياسة الاستراتيجية العرب بان للولايات المتحدة خططا للهيمنة على العالم من خلال الحرب الباردة وسياسة الأحلاف. وهذه إحدى الأسباب التي أدت بالنتائج السلبية لحرب يونيو \ حزيران 1967 والتي استبعدت عامل دخول الولايات المتحدة إلى جانب اي عدوان مرتقب، حيث كانت القوات العربية قد ضمنت تفوقها في المعركة ومن خلال الدعم السوفيتي على إسرائيل، مع اي دعم بريطاني وفرنسي لإسرائيل.
من النتائج الأخرى لفشل العدوان الثلاثي هي ازدياد شعبية جمال عبدالناصر والخط السياسي الذي كان ينتهجه وازدادت هذه الشعبية أكثر بعد إعلان قيام الاتحاد العربي بين سوريا ومصر كنواة لدولة عربية شاملة ذات نظام لامركزي والتي أعلنت عام 1958 مما أدى إلى تسريع قيام الحركات المناهضة للأنظمة الموالية للدول العظمى الاستعمارية، ذات التطلعات المهيمنة على مقدرات العالم الثالث كحركة 14 يوليو \ تموز 1958 في العراق وحركة 26 سبتمبر \ ايلول 1962 في اليمن، ومسيرة الاستقلال في تونس عام 1956. في الحقيقة مسيرة الاستقلال في تونس توجت في 20 مارس من عام 1956 أي قبل العدوان الثلاثي.
وإثر افتضاح أمر عصابته ونجاته هو من الوقوع في القبضة، هاجر كوهين إلى إسرائيل وتابع فيها مشواره. وقد تولى الموساد إعداد كوهين لمهمة جديدة، في سورية هذه المرة. واستفاد معدو كوهين لمهمته من سمتين فيه: إتقانه، هو اليهودي المصري، لغة العرب، وملامحه العربية. ودرّب كوهين على إتقان اللهجة السورية وإتباع أنماط السلوك التي يتبعها سوري مسلم عادي. كما درّب كوهين، بالطبع، على ما يدرّب عليه أي جاسوس: جمع المعلومات واستخدام الأجهزة اللازمة لبثها. وأعطي كوهين إسماً يلائم مهمته: كامل أمين ثابت، وزوّد بالوثائق التي تلائم وضعه. ولا أظن أنك تجهل أن بإمكان أي جهاز مخابرات أن يوفر لأي من رجاله وثائق متقنة التزوير.
وباستعداده ووثائقه والمال الذي وضع بحوزته، اتبع كوهين الخطة التي رسمها الموساد. فذهب هذا الذي حمّل اسم كامل إلى الارجنتين، وبرز في البلد البعيد بوصفه مغترباً سورياً، وتقرّب من أبناء الجالية السورية بوصفه وطنياً يزمع العودة إلى الوطن الذي لم تطفئ الغربة حنينه إليه. وكان من الطبيعي أن يحظى هذا المغترب بسمعة طيبة بين أبناء الجالية السورية ويلقى أتم التشجيع منهم.
وفي الطريق إلى سورية، على الباخرة التي نقلت الجاسوس من روما إلى بيروت، قدّم مواطن سوري نفسه إلى كوهين. وكان رؤساء الجاسوس قد أبلغوا إليه أن رجلاً سورياً سيتعرف عليه ويسهّل دخوله ودخول جهاز الإرسال الذي بحوزته إلى بيروت ثم إلى دمشق. وقد طلب الرؤساء من جاسوسهم أن يتصرف على أساس أن اللقاء تمّ بالصدفة. وبصحبة الرجل الذي قدّم الرشاوى اللازمة، اجتاز كوهين التفتيش الجمركي في كلٍ من ميناء بيروت ومركز الحدود السورية في الجديدة، وحصل على الشقة التي أقام فيها في دمشق. وبعدها، أي بعد أيام قليلة من حلوله في العاصمة السورية، اختفى رفيق الطريق من حياة كوهين.
حل كوهين في دمشق في إبان عهد الانفصال، في كانون الثاني/يناير 1962 إن شئت الدقة، قبل استيلاء البعثيين على السلطة بسنة وشهرين إن شئت مزيداً من الدقة. وأقام كوهين في شقة فاخرة في حي "أبو رمانة" الراقي غير المكتظ بالسكان، في مبنى قائم على نقطة وسط بين السفارة الأردنية وبين السفارة الهندية، وبقي في هذه الشقة ثلاث سنوات. وجعل كوهين شقته منتدى للسمر يجتذب الرواد وطلاب المتع من معارفه الذين أكبروا مبادرة المغترب ميسور الحال إلى هجر مغتربه والعودة إلى الوطن. ومن هؤلاء المعارف، في جو السمر الذي ينشّط الثرثرة، كان كوهين يحصل على المعلومات التي أوكل الموساد إليه مهمة جمعها. وقد أسعفت الجاسوس حرفتُه والتدريب الذي تلقاه والتوجيه المتواتر من رؤسائه، فأتقن تشجيع معارفه على البوح بما يعرفونه.
هنا، ينبغي أن تعرف أمرين عن مهمة هذا الجاسوس تيسر لي أن أستقصيهما بنفسي وأتيقن من صواب كل منهما.
أول الأمرين أن مهمة كوهين في دمشق، كما حددها له الموساد، اقتصرت على جمع المعلومات عن الحياة السياسية في البلد، خصوصاً ما يتصل بالخلافات بين الأحزاب والقوى المتصارعة على السلطة. وقد حظر الموساد على كوهين حظراً حازماً الانصراف إلى ما عدا ذلك. ويبدو أن أمر "ما عدا ذلك" قد أوكل إلى جواسيس آخرين. وفي مرتين أو ثلاث أُغوي كوهين بكسر هذا الحظر وأرسل معلومات من خارج النطاق المرسوم له، فتعرض هذا الجاسوس إلى التوبيخ من قبل رؤسائه، وتشدد الرؤساء في إلزامه المجال المرسوم لمهمته.
وثاني الأمرين أن كوهين طولب من قبل رؤسائه بأن يتجنب التواجد في أي مكان يتواجد فيه رجال الدولة ونجوم الحياة العامة في البلد، ناهيك بأن يتعرف عليهم أو يتقرب منهم. وقد التزم كوهين ما طولب به. وما أسهل تفسير هذا الأمر. فوجود الجاسوس بين المسؤولين والمشهورين من شأنه أن يجتذب أنظار رجال الأمن الموكلين بحماية هؤلاء أو بمراقبتهم، وفي هذا ما فيه مما قد يؤدي إلى افتضاح أمره. ولك أن تكون على يقين من أن كوهين لم يلتق أحداً من قادة السلطة أو المعارضة، لا في عهد الانفصال، ولا في عهد البعث، ولم يوجد في مكان واحد مع أي منهم.
وقد وفر الحظ لكوهين فاتحة مناسبة لأداء مهمته. إذ وضعت الصدفة على طريق هذا الجاسوس، أول ما حل بدمشق، شاباً تشبث الجاسوس المتستر بعباءة مغترب عائد بتوثيق علاقته به، وتعرف بواسطته على كثيرين من أقرانه، وكان هذا الشاب بالنسبة للجاسوس لقية ثمينة لم يفرّط بها. اسم الشاب هو معزّى زهر الدين، وهو بعثي كان في عهد الانفصال، أي حين قدوم كوهين إلى سورية، ضابطا صغيراً في الجيش، ملازماً أو ملازماً أول، وكان من المؤيدين لإعادة وحدة مصر وسورية، المعارضين للانفصال، فكان شديد السخط على عمّه اللواء الشهير عبد الكريم زهر الدين وزير الدفاع في العهد الذي يبغضه هو.
وبصلة الضابط الصغير بعمّه المنهمك في الصراع المحتدم على السلطة، أتيح للشاب أن يعرف أكثر مما يعرف أي من روّاد الشقة. وبسخطه على العهد وعلى عمّه، كان الشاب مسكوناً بالحاجة إلى البوح، ولم يجد ما يحمله على التكتم أمام وطني نبذ المغترب وعاد إلى الوطن، أو أمام رواد شقته. بل على النقيض من هذا، وجد معزّى ما يحثه على البوح، ولو من باب التحريض ضد العهد المبغوض. وصار معزّى واحداً من كثيرين استثمر كوهين ثرثرتهم على أتم وجه.
وجهاز الاتصال اللاسلكي الذي جلبه كوهين كان يبث على تردد يعلم الموساد أن أجهزة المراقبة السورية لا تملك وسيلة اكتشافه. أما كيف تمكنت المخابرات السورية من اكتشاف وجود الجاسوس، فالحكاية بسيطة لا صلة لوقائعها الفعلية بالروايات المهولة التي روّجت. ففي أواخر العام 1964، زوّد الاتحاد السوفييتي سورية بأجهزة مراقبة جديدة متقدمة. وبهذه الأجهزة، التقطت المخابرات العسكرية السورية بثّاً بشيفرة غير مألوفة يصدر عن المنطقة التي تقع شقة كوهين فيها. فظن ملتقطو البث أن واحدة من السفارتين الأردنية أو الهندية تبث في غير الوقت المأذون لأي منهما بالبث فيه، وشددوا المراقبة، فكان أن اهتدوا إلى الشقة. وهكذا، ألقي القبض على الجاسوس في 18 كانون الثاني / يناير 1965، فيما هو منكب على جهازه والشيفرة التي يستخدمها مفتوحة أمامه. اقتيد كوهين ومعه جهازه وشيفرته إلى مكتب العقيد أحمد سويداني قائد المخابرات العسكرية. واجتهد العقيد اجتهاداً ظنّه فطناً، فأمر ببث رسالة إلى الموساد على جهاز كوهين وبشيفرته. تصوّر العقيد أنه وقع على وسيلة ملائمة لتزويد إسرائيل بمعلومات مضللة قبل أن تعرف نبأ اعتقال جاسوسها. فكانت هذه هي الوسيلة التي عرف بها الموساد أن الجاسوس معتقل. فقد كان من المتفق عليه بين الجاسوس ورؤسائه أن ينهي كوهين كل رسالة يبثها هو بجملة غير ذات معنى فيعلم متلقو الرسالة أنه في مأمن. فلما جاءت الرسالة الأخيرة خالية من هذه الجملة، فقد أدرك رؤساء كوهين أن رجلهم وقع في القبضة.
أُخضع الواقع في القبضة إلى التحقيق، واستخدمت معه الوسائل كلها التي يستخدمها المحققون، المشروع منها وغير المشروع. وحقن الجاسوس بالعقاقير التي توهن الإرادة وتضعف السيطرة على النفس. وساهم في التحقيق العقيد عبد الكريم الجندي وهو من كان واسع النفوذ في الدولة وحزب البعث. وهذا العقيد الذي نشأت بيني وبينه علاقة قائمة على الاحترام هو الذي أطلعني في ما بعد على مجرى التحقيق. وقد خرج المحققون جميعهم بنتيجة واحدة: كوهين عمل لوحده ولم ينشئ شبكة بل اكتفى بما كان يفيض على أفواه معارفه، وكانت حصيلته من الفيض وفيرة.
وفيما التحقيق جارٍ، أقامت إسرائيل الدنيا دون أن تقعدها، محاولة استنقاذ حياة جاسوسها. وقد تلقى رئيس الدولة الفريق أمين الحافظ والمسؤولون الكبار جميعهم اتصالات مثابرة من كل مكان في العالم. حتى رئيس دولة الفاتيكان، قداسة البابا ذاته، اتصل بالفريق الحافظ ثلاث مرات. وحث المتصلون المسؤولين السوريين على صيانة حياة الجاسوس. فعل بعضهم هذا بصيغة تمنٍ. وجهر آخرون بالتخويف أو حتى بالتهديد. ونقل الوسطاء عرضاً إسرائيلياً بمبادلة الجاسوس بمأسورين عرب في سجون إسرائيل بعضهم معاقب بتهمة التجسس لصالح سورية. وعرضت إسرائيل تقديم فدية، وكررت العرض، وأبلغت رقم الفدية إلى ثلاثة عشر مليون دولار أميركي. وكان هذا، وقتها، مبلغاً يسيل له لعاب كثيرين، بما في ذلك لعاب دول كثيرة.
وفي حديثه إليّ، أقرّ العقيد عبد الكريم الجندي بأنه كان واحداً من مسؤولين قليلين مالوا إلى اغتنام الفرصة. وكان من رأى العقيد أن لا أهمية لحياة جاسوس انكشف أمره ولا مسوّغ للتعفف عن الظفر بالمبادلة والمال. لكن دخول حكاية كوهين في مسننات الخلاف بين البعثيين وبين الناصريين، من جهة، ثم بين البعثيين أنفسهم بكتلهم المتخاصمة، من جهة أخرى، أحبط الاتجاه إلى القبول بالعرض الإسرائيلي.
أما الضغوط الهائلة التي أنصبت من أجل استنقاذ حياة الجاسوس، فقد روعي بعضها فقط، وكانت المراعاة جزئية ليس أكثر. وهكذا، قدّم كوهين إلى محكمة عسكرية وروعي أن تجري محاكمته وفق القانون. وأصدر الحكم بإعدام الجاسوس ونفذ وفق القانون أيضاً. وفي إجراءات دفن الجثة، روعيت طقوس ديانة كوهين، فجرى دفنه في المقبرة اليهودية في دمشق، ولم تسلم الجثة إلى مختبرات كلية الطب، كما يحدث لجثث من تنفذ فيهم أحكام الإعدام وليس لهم أقارب يطالبون بجثثهم. وأشرف رجل دين هو حاخام الطائفة اليهودية في دمشق على طقوس الدفن.
طويت مهمة كوهين، إذاً، بأعجل مما توقع الذين ندبوه لها وظنوا أنهم حصنوه ضد الخطر. أما ما لم يطو فهو التهويل في وصف ما أنجزه الجاسوس. وهذا هو ما حملني على استقصاء وقائع حكاية كوهين. وفي سياق الاستقصاء، وقعت على التفسير المعقول لتمكن إذاعة إسرائيل من نشر نبأ القرار السري بشأن الوفد المتجه إلى القاهرة.
فضيحة لافون.. أخطر عملية تخريبية لليهود في مصر
ترجع وقائع تلك العملية حينما كانت مصر تتهيأ للاستقلال التام عن بريطانيا بعد الشروع في مفاوضات الجلاء التي بموجبها كانت ستنسحب القوات البريطانية من منطقة قناة السويس. كانت الولايات المتحدة برأسة "دوايت ايزنهاور" الرئيس القوي الذي كان قبلا قائدا لقوات الحلفاء في اوروبا في الحرب العالمية الثانية، والذي كان يبدو بأنه غير عابيء حتى لو ان تحسين العلاقة مع مصر يكون ولو على حساب جزء مما لاسرائيل عند امريكا، فقد كان أيزنهاور يتطلع الى علاقة مصر كون امريكا كانت ساعية الى ميراث نفوذ الامبراطوريات القديمة في المنطقة العربية بريطانيا وفرنسا.
كانت الخطة التي وضعتها المخابرات العسكرية في الجيش الصهيوني، الاضرار بالمصالح البريطانية والامريكية، لاجل زعزعة الامن المصري وجعل بريطانيا تعدل عن سحب قواتها من مصر، وكذلك توتير العلاقة بين مصر والولايات المتحدة.
تم تجنيد مجموعة من الشباب اليهود من المقيمين في مصر، ورتبت الامور على اساس عمل تفجيرات في دور السينما والمنشآت العامة والمصالح الامريكية والبريطانية الموجودة في القاهرة والاسكندرية. أسس بنحاس لافون في البداية ما سمي بالمجموعة "131" برئاسة المقدم موردخاي بن تسور، الذي قام بدوره بتكليف الرائد "إبراهام دار" في الجيش الإسرائيلي، بالسفر إلى مصر، والبدء في تجنيد العناصر اللازمة لتنفيذ الخطة. في نهاية عام 1953 م نجح ابراهيم دار في دخول مصر بجواز سفر كرجل أعمال بريطاني تحت اسم "جون دارلينج"، ولم تمض سوى أسابيع قليلة على استقراره في القاهرة حتى تلقى اوامر التنفيذ.
في 2 يوليو 1954م حدث انفجار في مبنى البريد الرئيسي بالاسكندرية، عثر بعدها فريق التحقيقات المصري على بعض الأدلة وكانت عبارة عن علبة اسطوانية الشكل لنوع من المنظفات الصناعية كان شائعا في هذا الوقت، إلى جانب بيت نظارة طبية يحمل اسم محل شهير في الإسكندرية، كان يملكه أجنبي يدعى "مارون أياك"، وقد تبين فيما بعد أن العلبة كانت تحتوى على مواد كيميائية، وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر.
في 14 يوليو 1954م وقع انفجار في المركز الثقافي الامريكي بالاسكندرية، وبينما فريق التحقيق المصري يقوم بعمله للبحث عن اسباب الحادث، هز انفجار اخر المبنى الثقافي الامريكي في القاهرة، وكانت نتائج التحقيق هو وجود نفس مخلفات حادث 2 يوليو وايضا وجود بيت نظارة طبية من نفس نوع ما وجد في بقايا الحادث الاول. في تلك الايام اعلنت الصحف المصرية ان اسباب الحادثين هو ماس كهربائي.
في 23 يوليو 1954 م والذي يصادف الذكرى السنوية الثانية للثورة، كانت مجموعة "دارلينج" قد أنهت استعداداتها لوضع كميات مختلفة من المتفجرات في عدد من المرافق العامة في القاهرة والإسكندرية، من بينها محطة باب الحديد، ومسرح "ريفولي" بالقاهرة، وسينما "مترو" و"ريو" في الإسكندرية.
إلا أن المرحلة الثالثة كان مآلها الفشل وذلك بعد أن اشتعلت النيران فجأة في جيب أحد العملاء المكلفين بوضع المتفجرات بدار سينما "ريو"، وبينما كان المارة يهرعون إلى الرجل وقد أمسكت به النيران لإطفائه، ظنا منهم أنها محاولة انتحار، ساورت الشكوك رجل شرطة كان موجودا أمام دار العرض السينمائي، فاصطحب الرجل الذي أصيب بحروق إلى المستشفى، وأبلغ مرؤوسيه بالحادث الغريب.
في المستشفى صدر التقرير الطبي عن الحادث يقول إن جسم الشاب المحترق كان ملطخا بمسحوق فضي غريب، طال "جراب نظارة" يحملها في يده، مرجحا أن يكون الاشتعال قد نتج عن تفاعل كيميائي، وبتفتيش الشاب كانت المفاجأة، حيث عثرت أجهزة الأمن معه على قنبلة أخرى عليها اسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات.
في إفادته أمام جهاز المخابرات المصري اعترف اليهودي "فيليب ناتاسون"، البالغ من العمر 21 عاما، بعضويته في منظمة إرهابية هي المسئولة عن التفجيرات الغامضة، وقد عثر في منزله حينذاك على مصنع صغير للمفرقعات وبعض الأواني التي تضم مواد كيميائية سريعة الاشتعال، وبعض القنابل الحارقة الجاهزة للاستخدام، فضلا عن بعض الأوراق التي تشرح طريقة صنع القنابل.
في البداية، زعم الثلاثة أنهم يحبون مصر، ويرغبون في المساهمة في قضيتها الوطنية، بمحاربة الإنجليز والأمريكان حتى يخرجوا من البلاد بالقوة، لكن قبل أن تنتهي التحقيقات فجر تقرير المعمل الجنائي مفاجأة تدحض تلك المزاعم، مشيرا إلى العثور على شرائح ميكروفيلم دقيقة للغاية، لصقت في ظهور بعض طوابع للبريد، كانت أجهزة الأمن قد عثرت عليها في منزل فيليب ناتاسون. الميكروفيلم وقتها كان مقصورا في استخداماته على أجهزة المخابرات وشبكات التجسس، ومن ثم فقد بدأت شبهة التجسس تحوم حول العملية، وبعد تكبير الشرائح، تبين أنها تحتوى على سبع وثائق عن تركيب واستعمال القنابل الحارقة، إضافة إلى شفرة لاسلكي. (شبكة المعلومات العربية)
أثناء القبض على مرزوق
أثناء القبض على عازر
القت السلطات المصرية القبض على اعضاء الشبكة، وقدموا للمحاكمة وحوكموا وحكموا، تراوحت الاحكام على اعضاء شبكة التخريب بين الاعدام والحكم لعدة سنوات. ولم تخضع مصر للضغوطات الكبيرة من رؤساء الدول الذين طالبوا بالافراج عن المحكومين لاسباب انسانية. في تلك الاثناء تلقى جمال عبد الناصر رسائل من كل من الرئيس ايزنهاور رئيس امريكا وونستون تشرسل رئيس وزراء بريطانيا وغيرهما. أفرجت مصر عن المحكومين بعد نكسة 1967م ضمن صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل.
أحد أشهر عمليات المخابرات على المستوى المصري – الإسرائيلي وربما على المستوى العالمي أيضا، جرت العملية في أوائل الخمسينيات في مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952، يطلق عليها أيضا "فضيحة لافون" في إشارة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق غير أن الإسم الحقيقي للعملية هو "سوزانا".
تم التخطيط للعملية بحيث يقوم مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب بتخريب بعض المنشأت الأمريكية الموجودة في مصر بهدف زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة.
الخلفية السياسية لوضع اسرائيل عام 1954.
كان بن جوريون أحد أشهر الشخصيات الإسرائيلية وزيرا للدفاع ورئيسا للوزراء وفي هذا العام أستقال بن جوريون من رئاسة الوزارة ووزارة الدفاع، وتوجه الى الاستيطان في كيبوتس (مستوطنة) سد بوكر في النقب.
وجاء بدلا منه موشي شاريت في رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع اسرائيل دوليا في منتهى التعقيد، فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها المرابطة في منطقة السويس، والادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور تنكرت جزئيا لاسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
وكان الإعتقاد السائد لدى إسرائيل في هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد اسرائيل، ولذلك فمن الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة والعتاد.
وبناء على هذا الإعتقاد وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي – وهي المختصة بتفعيل شباب اليهود - خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وكان الأمل معقودا على أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس.
وبالفعل تم تشكيل المجموعة وأطلق عليها الرمز (131) وتم تعيين المقدم موردخاي بن تسور مسؤولا عن الوحدة عام 1951، وكان بن تسور هو صاحب فكرة انشاء شبكات تجسس في مصر، ولذلك قام بتجنيد الرائد "أبراهام دار" الذى ارتحل على الفور إلى مصر ودخلها بجواز سفر لرجل أعمال بريطاني يحمل اسم "جون دارلينج".
بداية العملية:
عبر اللاسلكي أرسل إلى الخلية في مصر برقية توضح أسلوب العمل كالتالي:
"أولا:
العمل فورا على الحيلولة دون التوصل إلى إتفاقية مصرية بريطانية.
الأهداف:
المراكز الثقافية والإعلامية
المؤسسات الإقتصادية
سيارات الممثلين الدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من الرعايا الإنجليز
أي هدف يؤدي تدميره إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا
ثانيا:
أحيطونا علما بإمكانيات العمل في منطقة القناة
ثالثا:
استمعوا إلينا في الساعة السابعة من كل يوم على موجه طولها (G) لتلقي التعليمات...
وفيما بعد أتضح أن الموجه (G) هي موجة راديو إسرائيل وأن السابعة هي الساعة السابعة صباحا وهو موعد برنامج منزلي يومي كانت المعلومات تصل عبره يوميا إلى الشبكة .. وعندما أذاع البرنامج طريقة "الكيك الإنجليزي" كانت هذه هي الإشارة لبدء العملية..!!
وفي يوم الأربعاء الثاني من يوليو 1954، أنفجرت فجأة ثلاثة صناديق في مبنى البريد الرئيسي في الاسكندرية ملحقين أضراراً طفيفة وعثرت السلطات المصرية على بعد الأدلة عبارة عن:
- علبة اسطوانية الشكل لنوع من المنظفات الصناعية كان شائعا في هذا الوقت أسمه "فيم".
- جراب نظارة يحمل أسم محل شهير في الإسكندرية يملكه أجنبي يدعي "مارون أياك".
وكان من تولى التحقيقات هو الصاغ ممدوح سالم وزير الداخلية فيما بعد ثم رئيس الوزراء ثم مساعد رئيس الجمهورية!
وبعد الفحص تبين أن العلبة الإسطوانية كانت تحتوى على مواد كيميائية وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر، ولأن الخسائر لم تكن بالضخامة الكافية فقد تجاهلت الصحافة المصرية الموضوع برمته.
وفي الرابع عشر من يوليو انفجرت قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي (وكالة الإستعلامات الأمريكية) في الاسكندرية. وعثر في بقايا الحريق على جراب نظارة مماثل لذلك الذى عثر عليه في الحادث الأول، غير أن السلطات المصرية رأت أن الشبهات تنحصر حول الشيوعيين والأخوان المسلمين. وبرغم أن الصحافة لم تتجاهل الموضوع هذه المرة لكنها أشارت إلى الحريق بإعتباره ناتج عن "ماس كهربائي"!.
وفي مساء اليوم نفسه أنفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة وعثر على جرابين من نفس النوع يحتويان على بقايا مواد كيميائية.
وفي الثالث والعشرين من يوليو (الذكرى السنوية الثانية للثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي.
وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله،
وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق.
وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل.
وبناء على أعترافات ناتاسون تم القبض على كل من:
فيكتور موين ليفي مصري الجنسية يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عام مهندس زراعي.
روبير نسيم داسا مصري المولد يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عاما يعمل في التجارة.
وأمام المحققين أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أم الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!".
وحينما سؤلوا: لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين .. لم يجدوا جوابا!
وقبل أن تنتهى التحقيقات جاء تقرير للمعمل الجنائي يثبت العثور على شرائح ميكروفيلم في منزل فيليب ناتاسون، وثبت فيما بعد أن هذه الشرائح دخلت مصر قادمة من باريس بالتتابع بأن لصقت على ظهور طوابع البريد!
ولأن الميكروفيلم كان أعجوبة هذا العصر وكان قاصرا فقط على أجهزة المخابرات وشبكات التجسس فقد بدأت شبهة التجسس تحوم حول العملية.
وبعد تكبير الشرائح، بوسائل بدائية، أتضح أنها تحتوى على سبع وثائق عن تركيب وأستعمال القنابل الحارقة إضافة إلى شفرة لاسلكي وأشياء آخرى.
وبمواصلة التحريات تم القبض على:
صمويل باخور عازار يهودي الديانة يبلغ من العمر 24 عام مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا.
ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى ماير موحاس ذو الأصل البولندي وهو يهودي الجنسية عمره 22 عام يعمل كوسيط تجاري (مندوب مبيعات).
وكان أخطر ما أعترف به موحاس هو إشارته إلى جون دارلينج أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موسى ليتو وهو طبيب جراح وهو مسؤول فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين الجاسوس الشهير الذى أفرج عنه فيما بعد.
وأعدت النيابة قرار الإتهام كالتالي:
1- إبراهام دار (جون دارلينج) ضابط بالمخابرات الإسرائيلية – هارب – مؤسس التنظيم
2- بول فرانك – هارب – المشرف على التنظيم
3- ماكس بينيت حلقة الإتصال بين الخارج والداخل
4- صمويل عازار مدرس بهندسة الإسكندرية مسؤول خلية الإسكندرية في البداية
5- فيكتور مويز ليفي مسؤول خلية الإسكندرية عند القبض عليه
6- د. موسى ليتو مرزوق طبيب بالمستشفى الاسرائيلي مسؤول خلية القاهرة
7- فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل مسؤولة الاتصال بين خلايا التنظيم
8- ماير ميوحاس مسؤول التمويل في خلية الاسكندرية
9- فيليب هرمان ناتاسون عضو
10- روبير نسيم داسا عضو
11- إيلي جاكوب نعيم عضو
12- يوسف زعفران عضو
13- سيزار يوسف كوهين عضو
بعد الفضيحة
في أعقاب سقوط الشبكة في مصر وما صاحبها من دوي عالمي أصدر موشي ديان رئيس الأركان في ذلك الوقت قرارا بعزل مردخاي بن تسور من قيادة الوحدة 131 وتعيين يوسي هارئيل بدلا منه فما كان من الأخير الا أن اتخذ أحد أكثر القرارات غرابة في تاريخ المخابرات بأن استدعى جميع العملاء في البلاد العربية وأوقف جميع النشاطات.
المحاكمة:
في الحادي عشر من ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي:
الإعدام شنقا لموسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955).
الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون.
الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لفيكتورين نينو وروبير نسيم داسا.
الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
براءة إيلي جاكوب نعيم وسيزار يوسف كوهين.
مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت.
وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام.
في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن التنظيم بعد أن وصل الشارع الإسرائيلي الى مرحلة الغليان، والعجيب أن الولايات المتحدة وبريطانيا اشتركتا في هذا الطلب فقد بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق.
وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة على أقفية حكام الغرب ويدل على أن مصر تمضي في طريقها غير عابئة بغير مصلحتها".
وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موسى ليتو مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل بخور عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.
وأستمرت الفضيحة في إسرائيل..
فقد أتضح أن موشي شاريت رئيس الوزراء لم يكن على علم بالعملية على الإطلاق!، وكان لابد من كبش فداء وأتجهت الأنظار الى بنحاس لافون وزير الدفاع الذى أنكر معرفته بأى عملية تحمل أسم "سوزانا"! .. وتم التحقيق معه لكن التحقيق لم يسفر عن شئ.
وأستقال بنحاس لافون من منصبه مجبرا وعاد بن جوريون من جديد لتسلمه، كما عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية ليحل محله نائبه هركافي.
وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو.
وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مرسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان.
وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!!.
مارسيل فيكتور نينو
في عام 1951 وصل إلي مصر أحد كبار العملاء الإسرائيليين، وهو " إبراهام دار" الذي اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً هو " جون دار لنج " ، وكان " دار لنج " يهودياً بريطانياً من الذين عملوا مع الموساد عقب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.. وقام " دار لنج" بالتخطيط من أجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين استعداداً للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة،
وكان أشهر من نجح " دار لنج " في تجنيدهم وتدريبهم فتاة يهودية تدعي" مارسيل نينو" ، وكانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ومعروفة كبطلة أوليمبية مصرية شاركت في أوليمبياد عام 1948.. كما عرفت بعلاقاتها الواسعة مع بعض ضباط الجيش المصري في أواخر حكم الملك فاروق.
وعندما ألقي القبض علي مارسيل نينو في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة " لافون أو عملية لافون عام 1954
حاولت مارسيل الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلي المحاكمة مع 11 جاسوساً يهودياً آخر ضمن الشبكة نفسها.. وحكم عليها بالسجن 15 عاماً، وكان من المقرر أن تنتهي عام 1970..
إلا أن عملية التبادل التي جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام ،1968 أدت إلي الإفراج عن مارسيل نينو وعدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة.. وكان شرط الرئيس جمال عبدالناصر ألا تعلن إسرائيل عن عقد هذه الصفقة في أي وقت من الأوقات، وبالفعل التزمت إسرائيل بهذا الشرط، حتي عام ،1975 وذلك عندما شك أحد الصحفيين الإسرائيليين فى خبراً بدا له غريباً، أو أن وراءه بالضرورة قصة مثيرة.. وكان الخبر عن حضور رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير حفل زواج فتاة في الخامسة والأربعين من عمرها.
والسؤال الذي دار في عقل هذا الصحفي الإسرائيلي: لماذا تذهب شخصية في وزن »جولدا مائير« لعرس فتاة عانس، لا تربطها بها أي صلة قرابة؟!.. وتوصل الصحفي إلي القصة، ونشر حكاية مارسيل نينو التي كاد المجتمع الإسرائيلي أن ينساها تماماً.
ويبقي السؤال:
كيف تفاوض الرئيس جمال عبدالناصر مع الموساد الإسرائيلي لعقد هذه الصفقة السرية؟
تؤكد الحقيقة التاريخية، أن إطلاق سراح هؤلاء الجواسيس لم يتم إلا بعد سلسلة طويلة من المباحثات والمفاوضات السرية بين القاهرة وتل أبيب، فبعد إلقاء القبض علي أعضاء الشبكة، صدر حكم المحكمة العسكرية برئاسة اللواء محمد فؤاد الدجوي في 27 يناير 1955 علي أعضاء الشبكة..
حيث صدر الحكم
بالإ عدام علي كل من :
موسي ليتو مرزوق و شموئيل باخور عزرا
والأشغال الشاقة المؤبدة:
فيكتور موين ليفي و فيليب هيرمان ناتانسون
وبالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً علي كل من:
مارسيل فيكتور نينو وبير تسيم داسا
وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات علي كل من:
مائير يوسف زعفران و مائير شموئيل ميوحاس
والإفراج عن 5 آخرين.
نديم هاشم احد ضباط المخابرات المصرية
تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثي على مصر قبله بفترة مناسبة إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد
تزويد مصر بميعاد الهجوم عليها في 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجد لوجود معلومات أخرى تشير بأن الهجوم سيكون منصبا على سوريا
إبلاغ مصر باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه علي غالي في ميلانو
زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر على الانتصار في حرب أكتوبر
كانت له علاقة صداقة وطيدة بينه وبين موشي ديان وعيزر وايزمان وشواب وبن غوريون
الإيقاع بأخطر جاسوس إسرائيلى فى سوريا , وإسمه الحقيقى "ايلي كوهين" وعرف فى سوريا بإسم كامل أمين ثابت عندما أبلغ المخابرات المصرية، أن صورة "كامل أمين ثابت"، التي نشرتها الصحف، المصرية والسورية، إنما هي لزميله السابق الإسرائيلي "إيلى كوهين".
الإيقاع بشبكة "لافون" التى قامت بعمل تفجيرات فى مصالح أمريكيه فى مصر لإفساد العلاقات المصريه الأمريكيه فيما عرف أثناءها بإسم "فضيحه لافون" نسبة إلى قائدها.
وعقب انهيار الشبكة وسقوطها في أيدي أجهزة الأمن المصرية، بدأت جهود إسرائيل السياسية في العمل علي جميع المسارات لإطلاق سراح أعضاء الشبكة، وفي أكتوبر 1954 تم تشكيل مجموعة من السياسيين الإسرائيليين وكبار رجال الموساد، للسعي لدي كل حكومات العالم من أجل الضغط علي مصر لإطلاق سراح أعضاء الشبكة.. لكن مصر بدأت في إجراءات محاكمتهم في 11 سبتمبر 1954 بشكل علني.
ووقتها، اقترح بنيامين جبيلي أحد كبار هيئة الاستخبارات الإسرائيلية العليا، والمسئول عن فشل العملية وسقوط أفرادها، إرسال خطابات سرية إلي الرئيس جمال عبدالناصر في محاولة لإقناعه بأي طريقة يراها لإطلاق سراح الجواسيس الإسرائيليين.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. حتي أن عاميت رئيس الموساد ـ في ذلك الوقت ـ قام بإعداد خطاب إلي عبدالناصر عرض فيه تقديم قرض مالي إلي الحكومة المصرية قدره 30 مليون دولار مقابل الإفراج عن الجواسيس الستة المحكوم عليهم.. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول رفض هذا الاقتراح علي اعتبار أنه سيؤدي إلي تحسين الأوضاع الاقتصادية لمصر(!!).. وتقوية جيشها(!!)،
وهو ما يتعارض مع سياسة إسرائيل العدائية تجاه مصر.
وظلت إسرائيل تواصل ضغوطها الدولية علي مصر لمدة 7 سنوات كاملة، حتي تم الإفراج عن اثنين من جواسيسها وهما مائير شموئيل ميوحاس و مائير يوسف زعفران
وتسليمهما إلي تل أبيب.. إلا أن عدد الجواسيس الإسرائيليين في القاهرة عاد للارتفاع مرة أخري إلي 14 جاسوساً عقب سقوط 5 شبكات دفعة واحدة في قبضة جهاز المخابرات المصرية.
توالي سقوط الجواسيس
في عام 1960 سقطت في أيدي أجهزة الأمن المصرية 5 شبكات ـ دفعة واحدة ـ بعد جهد شاق استمر حوالي عامين في العملية الشهيرة المعروفة بـ عملية سمير الإسكندراني الفنان المعروف، الذي تمكن بالتعاون مع جهاز المخابرات المصرية في إسقاط 10 جواسيس
وهم: جود سوارد و رايموند دي بيترو وفرناندو دي بتشولا
ونيقولا جورج لويس مصمم الفترينات بشركة ملابس الأهرام فرع مصر الجديدة،
وجورج استاماتيو الموظف بمحلات جروبي بوسط القاهرة..
والمصريون: إبراهيم رشيد المحامي، ومحمد محمد مصطفي رزق الشهير بـ رشاد رزق ومحمد سامي عبدالعليم نافع، ومرتضي التهامي، وفؤاد محرم علي فهمي مساعد طيار مدني..
وكان وراء هذه الخلايا الخمسة، التي تعمل داخل مصر عدد كبير من ضباط الموساد المحترفين، المرابضين في تل أبيب وروما وباريس وسويسرا وامستردام وأثينا.. يخططون ويدبرون ويصدرون الأوامر والتعليمات والتوجيهات لعملائهم.. يتبادلون الخطابات السرية، ويتلقون المعلومات عبر شبكة اتصالات كبيرة ومعقدة، وكانت تلك العملية التي أحبطتها المخابرات المصرية عملية معقدة ومتشعبة وخطيرة، ولذلك كان سقوطها أيضاً صاخباً ومدوياً.. بل وفضيحة لإسرائيل وجهاز مخابراتها، والذي ترتبت عليه الإطاحة برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي من منصبه.
وفي عام 1962 توالي سقوط الجواسيس والعملاء الذين يعملون لحساب إسرائيل.. فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية من إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي ليفجانج لوتز وزوجته بتهمة إرسال رسائل ملغمة لقتل خبراء الصواريخ الألمان العاملين في القاهرة.. ليرتفع بذلك عدد الجواسيس المقبوض عليهم في مصر إلي 16 جاسوساً.. وبدلاً من أن تسعي إسرائيل لدي الرئيس جمال عبدالناصر لإطلاق سراح الجواسيس الأربعة الباقين من قضية لافون عادت تفاوض من جديد للإفراج عن الـ16 جاسوساً دفعة واحدة.
وجاءت نكسة 5 يونيو ،1967 لتضع مصر في مأزق تاريخي، ولتعطي إسرائيل فرصة ذهبية لاسترداد جواسيسها مقابل الإفراج عن الأسري المصريين في تلك الحرب.. ولكن عملية الإفراج عن جواسيس إسرائيل جاءت في سرية تامة بناء علي طلب الرئيس جمال عبدالناصر.
وفي 2 يناير 1968 بدأت مصر في الإفراج عن الجواسيس الإسرائيليين، حيث سافر سراً فيليب هيرمان إلي جنيف بسويسرا طبقاً للاتفاق، وسافر فيكتور ليفي إلي أثينا باليونان.. وفي 13 يناير 1968 كان كل جواسيس فضيحة لافون بمصر ومعهم لوتز وزوجته، قد تجمعوا في تل أبيب..
وفي نهاية عام 1968 أرسلت مصر ـ بناء علي طلب تل أبيب ـ رفات كل من الجاسوس موسي ليتو مرزوق و شموئيل باخور عزرا سراً إلي إسرائيل بعد استخراج رفاتهما من مقابر اليهود بالقاهرة والإسكندرية
رغم مرور أكثر من نصف قرن، على وقوع هذه العمليات الإرهابية وضبط مرتكبيها ومحاكمتهم أمام القضاء على أفعالهم الإجرامية، إلا أن الذاكرة الإسرائيلية لا تزال تستحضرها باعتبارها "عملاً بطولياً يستحق من قاموا به شهادات التقدير والتكريم وتقليدهم الأنواط التذكارية نظير دورهم في تأمين أمن دولة إسرائيل"، بعد أن قام الرئيس موشيه كاتساف مؤخراً بتسليم رسائل شكر إلى ثلاثة من عناصر الشبكة ما زالوا على قيد الحياة وجميعهم فى العقد السابع من العمر وهم: مارسيل نينو، روبير داسا، ومائير زعفران. وسلمت رسائل أيضا إلى عائلات ستة آخرين من عناصر الشبكة منهم اثنان أعدما فى مصر بعد الحكم عليهما بالموت.
ولعل رد الفعل المصري متمثلاً فيما أبداه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط من دهشة واستغراب، إزاء تكريم إسرائيل لهؤلاء الإرهابيين ومنحهم الأوسمة على ما قاموا به من أعمال تخريبية على الأراضي المصرية، ما ينذر ببوادر أزمة دبلوماسية قد تشهدها العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية، والتي شهدت طيلة الأربع سنوات الماضية توتراً ملحوظاً توجته القاهرة بسحب سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب اندلاع الانتفاضة وتزايد العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين. قبل أن يؤدي مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، إلى إشاعة "دفء ملحوظ" في أجواء العلاقات بين الجانبين.
وكان من نتيجته أن أعادت القاهرة سفيرها إلى تل أبيب، في مبادرة منها لفتح صفحة جديدة في العلاقات تؤذن بإحياء مسار العملية السلمية المجمد وإلى تفعيل خطة "خارطة الطريق" التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وجاء التكريم الإسرائيلي لعناصر أخطر شبكة إرهابية هددت الأمن المصري قبل سقوطها، ليبدد جهود الداعين للتطبيع مع إسرائيل، وإنهاء ما يسمى بـ "السلام البارد"، نتيجة رفض الأوساط الشعبية والقوى السياسية والنخبة الثقافية تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية رغم مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقية السلام المعروفة بـ "كامب ديفيد" في مارس 1979م.
عبدالناصر رفض تمويلاً إسرائيلياً للسد العالى مقابل إطلاق سراح جواسيس فضيحة لافون
نشرت صحيفة إسرائيلية عام 1975 خبرا عن حضور جولدا مائير وموشى ديان حفل زواج فتاة فى الخامسة والأربعين من عمرها ( مارسيل نينو ).. تنبه أحد الصحفيين للخبر مندهشا من حضور جولدا مائير وديان حفل زفاف سيدة مجهولة ولا تربطها بهما أى صلة قرابة ؟؟؟ .. سعى الصحفى لمقابلة العروس وأجرى معها حوارا صحفيا لتنكشف له أحداث عملية تخريبية فى مصر خطط لها وزير الدفاع الإسرائيلى - فى فترة الخمسينات - بنحاس لافون وكانت العملية تسمى ( عملية سوزانا ) وأطلق عليها الصحفى الإسرائيلى إسم (فضيحة لافون )
أهمية فضيحة لافون أنها السبب الرئيسى فى تأسيس المخابرات السرية المصرية برئاسة زكريا محيي الدين ، وبداية ظهور البطل المصرى رأفت الهجان ، وإستقالة كلا من بن جوريون من رئاسة وزراء إسرائيل وبنحاس من وزارة الدفاع ، وهجرة اليهود من مصر .
فضيحة لافون / عملية سوزانا ..
بعد أن إتفقت مصر وإنجلترا على كافة بنود الجلاء الإنجليزى عن الأراضى المصرية وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، على أمل أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس.
أرسل لافون رجل المخابرات الإسرائيلى إفرى إلعاد الشهير بـ جون دارلنج ( طبقا لروزاليوسف) إلى مصر لتجنيد عدد من الشباب اليهودى ، نجح إلعاد بالفعل فى تجنيد عدد من شباب يهود مصر المنتميين إلى الوكالة الصهيونية والتى كانت تعمل في الخفاء علي نقل اليهود لإسرائيل الجديدة وهم الطبيب اليهودي المصري "موشية مرزوق" والذي كان يعمل في المستشفي الإسرائيلي بالعباسية، وقد ترأس الشبكة صمويل عازار ومعهما كل من: فيكتور ليفي - روبير داسا - فيليب ناتاسون - مارسيل فيكتورين نينو - مائير زعفران - مائير ميوحاس - إيلي جاكوب وتسزار كوهين ، إيلى كوهين .. ثم إنضم إليهم الضابط الإسرائلى ماكس بنيت والذى كان يتجسس على مصر وقتها و هو نفس الجاسوس الإسرائيلي الذي دبر تفجيرات في بغداد عام 1951م ضد الجالية اليهودية في العراق لزرع العداوة و الكراهية بينهم و بين باقي العراقيين لحثهم علي الهجرة إلي إسرائيل...
بداية العملية ..
كانت التعليمات تصل من إسرائيل إلى الخلية التخريبية من خلال راديو إسرائيل ، وبالتحديد من برنامج منزلى يومى ، وفى أحد حلقات البرنامج ( طريقة عمل الكيك الإنجليزى ) أطلقت إسرائيل كلمة السر ( إختيار ربة البيت ) لبدء العملية
والتعليمات كانت واضحة وصريحة .. تفجير سيارات الدبلوماسيين والرعايا الإنجليز ، المؤسسات الإقتصادية ، المراكز الثقافية والإعلامية .
في 2 يوليو 1954 كانت أولي العمليات الإرهابية للشبكة نجحوا فيها بتلغيم مكتب البريد الأمريكي في مدينة الإسكندرية بطرد صغير الحجم في البداية مما أسفر عن حريق المكتب وعدد من الضحايا، وفي 14 يوليو نفذت الشبكة عمليتها الثانية عندما زرعت قنابل حارقة في مقر المكتبة الأمريكية بالقاهرة والإسكندرية في توقيت واحد مما أدي لحرائق وإصابات بين العاملين والمترددين علي المكتبتين. . تعاملت الصحافة وقتها مع هذه الحوادث بإعتبارها ماس كهربائى .
وفي 23 يوليو (إحتفالات الثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل ( فليب ناتاسون ) المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي.
وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله، وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق ، وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل..
وبناء على إعترافات ناتاسون تم القبض على كل من ( فيكتور ليفى ، روبير داسا )
تولى الصاغ جمال سالم ( عضو مجلس قيادة الثورة ) التحقيقات..
أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أما الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!".
سألهم ممدوح سالم : لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين ؟؟.. لم يجدوا جوابا!
بمواصلة التحريات تم القبض على صمويل عازار مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا.
ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى مائير ميوحاس ذو الأصل البولندي
وكان أخطر ما أعترف به ميوحاس هو إشارته إلى جون دارلنج الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موشية مرزوق المسؤول عن فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين ..
هرب إفرى إلعاد من مصر قبل القبض عليه ،وكانت إسرائيل تساورها الشكوك فى تورط إلعاد فى تسليم أعضاء الشبكة للمخابرات المصرية
المحكمة ..
في 11 ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي:
* الإعدام شنقا لموشية مرزوق وصمويل عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955).
* الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب ناتاسون.
* الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لمارسل فيكتورين نينو وروبير داسا.
* الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
* براءة إيلي جاكوب وسيزار يوسف كوهين وإيلى كوهين.
* مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت.
* وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام.
في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن أعضاء التنظيم
،و بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق.
وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة لحكام الغرب ".
وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موشية مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.
وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو.
وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" ، وتم تعيينهم في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!!.
إيلى كوهين ..بعد حصوله على البراءة فى فضيحة لافون هاجر إلى إسرائيل عام 57 ، وهناك تم تجنيده للعمل جاسوس إسرائيلى فى سوريا ، سافر إلى الأرجنتين تحت ٍإسم رجل الاعمال السورى ( كامل أمين ثابت ) وهناك تقرب من الجالية السورية ، ثم سافر إلى سوريا بعد أن أوهم الجميع أنه صفى جميع أعماله فى الأرجنتين من أجل حنينه للوطن ، إستمر فى سوريا طيلة اربع سنوات يتقرب من ضباط الجيش والمسئولين العسكريين ، وإستطاع الحصول منهم على معلومات هامة كانت يرسلها إلى إسرائيل ..فى عام 65 وبالصدفة شاهد جاك بيتون ( رأفت الهجان ) صورة لـ كامل ثابت على هضبة الجولان بصحبة عسكريين سوريين ، فأرسل لمصر رسالة وفيها ( كامل ثابت ما هو إلا جاسوس إسرائيلى إسمه إيلى كوهين شاهدت صورته عند صديقة يهودية مغربية إسمها ليلى وعندما سألتها عنه قالت أنه زوج شقيقتى ) ..
فى نفس ليلة وصول رسالة الهجان سافر ضابط من المخابرات المصرية إلى سوريا وقابل الرئيس أمين الحافظ .. وأبلغه بالمعلومات المرسلة من العميل المصرى رأفت الهجان
وتم القبض على ايلي كوهين واعدم في 18 مايو 1965 فى ساحة المرجة بـ دمشق.
يقول رأفت الهجان: " حضرت جنازته في إسرائيل بين رجال الموساد بعد أن اعلنت الصحف العربية نبأ القبض عليه وإعدامه وشاركت الأصدقاء الحزن على سقوط (نجمنا) الأسطوري ايلي كوهين"
فضيحة لافون هي عملية سرية إسرائيلية فاشلة كانت تعرف بعملية سوزانا كان من المفترض أن تتم في مصر، عن طريق تفجير أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية في مصر، في صيف عام 1954، ولكن هذه العملية اكتشفتها السلطات المصرية وسميت باسم " فضيحة لافون " نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك بنحاس لافون الذي أشرف بنفسه على التخطيط للعملية.
عملية "سوزانا" في سجلات المخابرات العسكرية الإسرائيلية ، التي عرفت فيما بعد باسم "فضيحة لافون" ، تعتبر من أشهر العمليات الإرهابية في العصر الحديث التي تسلط الضوء على دور إسرائيل التخريبي في المنطقة العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة من خلال ما يسمى بـ "الضربات الوقائية" التي يتبناها "المحافظون الجدد" في الإدارة الأمريكية الحالية.
وحكمت السلطات المصرية على منفذي العملية في ديسمبر عام 1954، عقوبات مختلفة تراوحت ما بين الإعدام لشخصين هما: موسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار، والأشغال الشاقة لكل من: فيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون، والأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لكل من: فيكتورين نينو وروبير نسيم داسا، والأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لكل من: مائير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس
فضيحة لافون..عملية سوزانا
يهود مصر يفجرون مصر
بالرغم من أنهم مصريون، قام الشباب اليهودي المصري بحمل المتفجرات وزرعها داخل دور السينما المصرية لقتل من يفترض انهم ابناء وطنهم. الشباب اليهودي المصري راح أيضا يزرع القناليل في المنشآت المملوكة للدول الغربية في القاهرة لإفساد العلاقة بين مصر وبين هذه الدول، ولقتل أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل بأي قضية سياسية او دينية. هذا الفيلم يعرض اعترافات رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية وإعترافات الجناة
فضيحة لافون هي عملية سرية إسرائيلية فاشلة كانت تعرف بعملية سوزانا، التي أجريت في مصر في صيف عام 1954.
كجزء من عملية العلم المزيف ، تم تعيين مجموعة من اليهود المصريين من قبل الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لتخطط زرع قنابل في أهداف مصريه، و أهداف أمريكية وبريطانية. وكانت الخطة ان تلام الهجمات على جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين المصريين ، القوميين بهدف خلق مناخ من العنف وعدم الاستقرار لحث الحكومة البريطانية على الاحتفاظ بقوات الاحتلال في منطقة قناة السويس المصرية. اصبحت تعرف العملية بأنها فضيحة لافون بعد أن إضطر بنحاس لافون وزير وزارة الدفاع الاسرائيلي للإستقالة بسبب الحادث.
وحكمت السلطات المصرية على منفذي العملية في ديسمبر عام 1954، عقوبات مختلفة تراوحت ما بين الإعدام لشخصين هما: موسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار، والأشغال الشاقة لكل من: فيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون، والأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لكل من: فيكتورين نينو وروبير نسيم داسا، والأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لكل من: مائير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس
بعد إهمال دام 51 عاما ، العملاء الذين ظلوا على قيد الحياة في عام 2005 كرموا رسميا مع شهادة تقدير من قبل الرئيس الاسرائيلى موشيه كاتساف.
هكذا يكرم رئيس إسرائيل أبناءها المخلصين ولنا فى تكريم جمعة الشوان عبرة فى مصر
وقالوا
غرضنا تحطيم ثقة الغرب في النظام المصري الحالي…عليكم القيام بعمليات تؤدي إلي اعتقالات، و مظاهرات، تعقبها أعمال انتقامية للتعبير عن الغضب و الاحتجاج. كونوا حذرين حريصين بحيث لا تشير الأصابع بالاتهام إلي اليد الإسرائيلية، أو يقال إننا خلف تلك الأعمال. في الوقت نفسه علينا تحويل الأنظار نحو أيه جهة يمكن اتهامها و تحميلها المسئولية” (2)
” عملية سوزانا” من الوثائق الإسرائيلية الرسمية عام 1954
كانت مفاوضات جلاء الإنجليز عن مصر تسير بشكل جيد، و ترأسها جمال عبد الناصر نفسه بعد إقصاء محمد نجيب في مارس 1954. و كانت الأمور تسير في اتجاه توقيع الاتفاقية بالأحرف الاولي في 24 يوليو 1954.
لذلك عمدت الاستخبارات الإسرائلية إلي القيام بعمليات تستهدف المصالح و الرعايا البريطانيين و الأمريكيين في مصر، لإفساد مفاوضات الجلاء، لأن إسرائيل كانت تري أن خروج 80 ألف جندي إنجليزي عن منطقة القناة سيجعل مصر في مواجهة إسرائيل بدون الحماية الإنجليزية مثلما حدث في حرب 1948م، كما أنها كانت تعرف أن نهاية الاحتلال البريطاني الذي دام كثر من 80 عاما و كذلك نهاية الملكية و خروج الملك و حاشيته من مصر كل ذلك يضع مصر علي أعتاب عصر نهضة جديد تتحول فيه إلي قوة إقليمية في مواجهة إسرائيل ، و من هنا جاءت عملية سوزانا.
كانت عملية سوزانا عملية استخبراتية أطلقتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية بقيادة بنيامين جيبلي Gibli Binyamin ، و هي في نطاق عمليات “العلم الخادع” False Flag و معناها أن تقوم بعمليات معينة ضد أهداف معينة و باستخدام طريقة و أماكن و اشخاص معينين بحيث توحي للرأي العام علي نحو غير صحيح أن العلمية قامت بها جهة أخري تريد ألصاق التهمة بها.
أهداف العملية كانت كالآتي: ضرب مصالح و رعايا بريطانيين و أمريكيين في مصر متمثلة في مكاتب الاستعلامات الأمريكية في القاهرة و الاسكندرية و دور السينما التابعة لشركات بريطانية و أمريكية و هي سينما ريفولي و ريو و أمير، و كذلك القيام بحرائق في منشآت عامة لتصوير الوضع في مصر علي أنه غير مستقر و ينذر بإنقلابات جديدة مما يعطل خطط جلاء الإنجليز عن مصر، و إلصاق التهمة بالإخوان المسلمين أو الشيوعيين المناوئين لحكم جمال عبد الناصر.
جاءت الضربة الأولي يوم 2 يوليو 1954 لمبني البريد الرئيسي بالأسكندرية ، ثم الضربة الثانية يوم 14 يوليو لمكاتب الاستعلامات الأمريكية في القاهرة و الاسكندرية.
و كاد الحريق الثالث أن يحدث في 23 يوليو في سينما ريو بالأسكندرية، لكن اشتعال النار في ملابس أحد المخربين قبل أن يضع قنبلة حارقة داخل السينما كشفت المخطط كله و أوقعت أول شبكة تجسس إسرائيلية في مصر مكونة من مواطنيين مصريين من اليهود، و هي التي عرفت بالوحدة 131.
وكان أفراد الوحدة 131 كالتالي: (1)
جون دارلنج- ضابط بالجيش الإسرائيلي (هارب)
موسي ليتو مرزوق- طبيب بالمستشفي الإسرائيلي بالقاهرة
صمويل باخور عازر – مدرسة بهندسة الأسكندرية
فيكتور مويز ليفي – بلاسيه
فيكتورين نينيو ( الشهيرة بمارسيل) – موظفة بشركة فبريقات الإنجليزية
ماكس بنينت – بشركة الأنجلو إجيبشان
بول فرانك (هارب)
فيليب هرمان ناتاسون – مساعد سمسار بمكتب إيلي شوارتس
روبير داسا
يوسف زعفران – مهندس معماري
مائير صمويل ميوحاس – قومسيونجي
سيزار يوسف كوهين – موظف ببنك زلخا
ثلاثة من أفراد الوحدة كانوا من رجال المخابرات الإسرائيلية المحترفين، و هم جون دارلنج ( ابراهام دار) و بول فرانك و ماكس بينيت. اثنان منهم تمكنا من الهرب و هما جون دارلنج و بول فرانك، و وقع ماكس بينيت في قبضة الأمن، و لكنه انتحر في السجن قبل أن يصدر عليه حكما.
و ماكس بينيت هذا هو نفس الجاسوس الإسرائيلي الذي دبر تفجيرات في بغداد عام 1951م ضد الجالية اليهودية في العراق لزرع العداوة و الكراهية بينهم و بين باقي العراقيين لحثهم علي الهجرة إلي إسرائيل.
صدر حكم المحكمة في 27 يناير 1955م:
حكم علي إثنين من المتهمين بالإعدام شنقاً و هم موسي ليتو مرزوق و صمويل باخور عازر
و بالأشغال الشاقة
المؤبدة علي فيليب هيرمان ناتاسون و فيكتور مويز ليفي
و بالأشغال الشاقة 15 عاماً علي مارسيل نينو و روبير داسا
و بالأشغال الشاقة 7 سنوات علي مائير يوسف زعفران و مائير صمويل ميوحاس
قضت مارسيل نينو مدة السجن التي كان مقررا لها أن تنتهي عام 1970، و لكن إفرج عنها مع باقي الشبكة عام 1968 في صفقة سرية لتبادل الأسري، و سافرت إلي إسرائيل، و حضرت جولدا مائير حفل زواجها عام 1975.
و أٌفرج عن الباقي لعدم كفاية الأدلة، و ممن أفرج عنهم العميل إيلي كوهين الذي سيصبح بعد ذلك أشهر جاسوس إسرائيلي عمل في سوريا بالقرب من الدوائر العليا السياسية، و كشفه بالصدفة العميل المصري رفعت الجمال (رأفت الهجان) و هو في إسرائيل، فقبض عليه و حكم عليه بالإعدام شنقاً.
و في عام 2005 قام الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف بتكريم الناجين من عملية سوزانا الكارثية و هم مارسيل نينو و روبير داسا و مائير زعفران.
و مصر أولي بأن تكرم قادتها من المباحث العامة و المخابرات المصرية الذين أوقعوا أول شبكة تجسس إسرائيلية في مصر، و من حق الأجيال الحالية و القادمة أن تعرفهم بأسمائهم و أدوارهم التي لعبوها في حماية الوطن و صيانة امنه.
فقالوا
إنه مهما كانت نتيجة ما حدث، فقد كسبنا عداء المصريين لليهود، ذلك العداء الذي جعل إسرائيل تستقبل أعداداً منهم. (1)
عندما تم الإيقاع بأوائل المتهمين فى عملية الجاسوسية الكبرى، التى عرفت باسم (عملية سوزانا)، أو (فضيحة لافون)، كان من أهم الأدلة، التى تم العثور عليها، فى منزل (فيليب ناتاسون)، أحد المتهمين، شرائح ميكروفيلم دقيقة، لم يكن من الممكن توافرها، فى ذلك الحين، إلا لأجهزة المخابرات، ولقد تبيًَّن فيما بعد، أن تلك الشرائح قد دخلت إلى (مصر) عن طريق (باريس)، وبوسيلة كانت آنذاك مبتكرة للغاية؛ إذ تم لصقها خلف طوابع البريد، فى رسائل عادية، ولعناوين مختلفة ... وعندما تم تكبير تلك الشرائح، وجد الخبراء عليها سبع وثائق، عن تركيب واستعمال بعض القنابل البدائية الحارقة، وشفرة للاتصال اللاسلكى، وعدد من الخرائط للأهداف المراد توجيه الضربات إليها، وأشياء أخرى، تنتمى كلها إلى منظومة التجسًَّس ... ولقد قادت التحريات والاستجوابات إلى الإيقاع بعدة متهمين آخرين، مثل (صمويل باخور)، وهو مهندس يهودى، فى الرابعة والعشرين من عمره، أسس خلية الوحدة فى (الإسكندرية)، وتولًَّى زعامتها مؤقتاً، قبل أن يحتل (فيكتور ليفى) منصب الزعامة، لتفوقه خبرة وتدريباً، وعبر اعترافات (صمويل)، تم إلقاء القبض على (ماير موحاس)، اليهودى البولندى الأصل، والذى يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً، ويعمل مندوباً للمبيعات، والذى أرشد فى اعترافاته إلى (جون دارلنج)، أو (إبراهام دار)، قائد الشبكة، ومؤسس فرعيها، فى (القاهرة) و(الإسكندرية)، وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية، وأكثرهم مهارة، كما أرشد عن (موسى ليتو)، الجرًَّاح ومسئول فرع (القاهرة)، والذى تم القبض عليه، ليرشد بدوره عن (فيكتورين نينو)، الشهير باسم (مارسيل نينو)، و(ماكس بينت)، و(إيلى جاكوب)، و(يوسف زعفران)، و(سيزار يوسف كوهين)، و(إيلى كوهين)، الذى لم يثبت تورًَّطه فى (عملية سوزانا)، وتم الإفراج عنه فيما بعد، وإن ساعد ملفه فى هذه العملية، على كشف أمره فيما بعد، عندما تم زرعه فى (سوريا)، تحت اسم (كامل أمين ثابت)، وألقى القبض عليه هناك، قبل أن يفوز بمنصب نائب وزير الدفاع مباشرة ... ولقد أعقب سقوط الشبكة فى (مصر) وما صحب ذلك من دوى إعلامى عالمى، أن أصدر (موشى ديان)، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى فى ذلك الحين، قراراً بعزل (موردخاى بن تسور)، من قيادة الوحدة (131)، وتعيين (يوسى هارئيل)، بدلاً منه، ومن الواضح أن اختياره لم يكن موفقاً، إذ أن (يوسى هارئيل) قد اتخذ قراراً بالغ الغرابة والعجب، فى تاريخ المخابرات كله؛ إذ خشى تحمًَّل المسئولية، فأصدر قراره بإيقاف جميع عمليات التجسسًٍَّ، فى كل الدول العربية، واستدعاء جميع العملاء فيها، حتى لا يواجه مصيراً مشابهاً لمصير سلفه ... وهو إجراء لا يمكن ان يتخذه رجل مخابرات حقيقى، فى فترة شديدة السخونة كهذه... وعلى جانب آخر فقد تمت محاكمة أفراد شبكة التجسًَّس، التى استهدفت ضرب الجبهة الداخلية، وإفساد علاقات (مصر) الدولية، فى الحادى عشر من ديسمبر عام 1954م، وصدر الحكم على (موسى ليتو مرزوق)، و(صمويل بخور عازرا)، بالإعدام شنقاً، والأشغال الشاقة المؤبدة، لكل من (فيكتور ليفى)، و(فيليب هرمان ناتاسون)، والأشغال الشاقة لخمسة عشر عاماً، لكل من (فيكتورين نينو)، و(روبير نسيم داسا)، والأشغال الشاقة لسبع سنوات، لكل من (ماير يوسف زعفران)، و(ماير صمويل ميوحاس) ومصادرة أجهزة اللاسلكى والأموال المضبوطة، وسيارة (ماكس بينيت)، والذى لم يرد اسمه فى منطوق الحكم؛ نظراً لانتحاره فى السجن ... أما (سيزار يوسف كوهين)، و(إيلى جاكوب)، فقد تمت تبرئتهما، ليخرجا بعدها من (مصر)، ويعاود (إيلى) نشاطه فى المخابرات الإسرائيلية، ثم يسقط فى (سوريا) بعدها بسنوات، وهو ينتحل شخصية (كامل أمين ثابت) ... ولقد أصيب الشارع الإسرائيلى بحالة من الغضب والغليان، عقب صدور الاحكام، وبذلت (إسرائيل) جهوداً مضنية؛ لإقناع (مصر) بالعدول عن الاحكام؛ لصغر سن المتهمين، وتدخل الرئيس الأمريكى – حينذاك – (أيزنهاور)، وأرسل رسالة شخصية إلى (جمال عبد الناصر)، يناشده الإفراج عن المتهمين لدوافع إنسانية، وكذلك فعل (أنتونى إيدن)، و(وينستون تشرشل)، وعدد من كبار المسئولين الفرنسيين، إلا أن الرئيس (جمال) رفض كل هذا، وأصًَّر على المضى فى تنفيذ الأحكام، باعتبار أن مصلحة (مصر) تفوق كل اعتبار ... وبالفعل، وفى 31 يناير 1955م، تم تنفيذ حكم الأعدام فى (موسى ليتو مرزوق)، و (صمويل بخور عزرا)، حيث تم دفن الأوًَّل فى مقابر اليهود بالبساتين، والثانى فى مقابر اليهود بالإسكندرية ... وعم الحزن (إسرائيل) كلها، حيث نكست أعلامها، ووقف أعضاء الكنيست حداداً، وخرجت كل الصحف الإسرائيلية بمانشيتات سوداء، وتم إطلاق اسم الجاسوسين على أهم شوارع (بئر سبع) ... ولكن الفضيحة لم تنته؛ وقد تم التحقيق مع (موشى شاريت)، رئيس الوزراء، والذى لم يكن لديه أى علم بالعملية، وكذلك التحقيق مع وزير الدفاع (بنحاس لافون)، الذى أنكر معرفته بأية عملية، تحمل اسم (سوزانا)، إلى أنه اضطر بعدها للاستقالة، وعاد (بن جوريون) إلى منصب وزير الدفاع، فأصدر قراره بعزل (بنيامين جيلبى)، مدير المخابرات العسكرية (أمان)، وتعيين (يهو شفاط هركابى) بدلاً منه ... و و(هركابى) هذا، والذى كان نائباً لمدير المخابرات العسكرية، هو صاحب نظرية الردع العسكرى، التى تم تطبيقها فى السياسة العسكرية الإسرائيلية فيما بعد ... أما باقى المتهمين، فقد تم عقد صفقة تبادل أسرى، عقب نكسة يونيو 1967م، وتم الإفراج عنهم فى بدايات عام 1968م، ليعودوا إلى (إسرائيل)، وتم استقبالهم فيها استقبال الأبطال، واستقبلتهم رئيسة الوزراء- آنذاك- (جولدا مائير)، وصدر قرار بتعيينهم فى الجيش الإسرائيلى؛ كوسيلة لمنعهم من ذكر تفاصيل القضية، وحضرت (جولدا مائير) مع (موشى ديان)، وزير الدفاع الإسرائيلى –آنذاك- حفل زفاف (مارسيل نينو)، وإن لم يمنع هذا ظهور هذه الأخيرة، مع (روبير داسا)، و(يوسف زعفران)، على شاشة التليفزيون الإسرائيلى، بعد عشرين عاماً من العملية، فى يوليو 1974م، ليهاجموا الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة؛ لأنها لم تبذل الجهد الكافى إطلاق سراحهم قبل هذا، وأنه لولا عملية تبادل الأسرى، لما عادوا إلى (إسرائيل) ... وهذا يقودنا إلى الحديث عن لعبة تبادل الأسرى وصفقات تبادل الجواسيس، باعتبار أنه حتى هذا ... فن آخر، من فنون اللعبة، التى لا نهاية لها ... لعبة الجاسوسية.
ومن أقوال الثعلب المصرى رفعت الجمال
على الرغم من التعارض الواضح، في مذكراته، مع مانشر عن تفاصيل سقوط جواسيس فضيحة لافون ، فأنا -شخصياً- أكثر ميلاً لتصديق قصة رفعت ، بل وأعتقد أن الهدف من نشر الأمر، على نحو مختلف، كان حمايته بالدرجة الأولى بعدما انتقل عمله من الشرطة والبوليس السياسي إلى عالم الجاسوسية، وتطوَّر الهدف من وجوده، في مرحلة تالية من العملية.. ولقد تم إلقاء القبض على رفعت و إيلي كوهين ، كأفراد في الوحدة 131 ، ثم أطلق سراحهما فيما بعد، لعدم وجود ما يدينهما، فاختفى بعدها إيلي ، في حين بقي رفعت ، ليواصل الحياة لبعض الوقت، باسم جاك بيتون ، الذي لم يتطرَّق إليه الشك حتماً، بدليل أن الإسرائيليين قد اتهموا عضواً آخر، من الوحدة 131 بكشف أسرارها، وهو بول فرانك ، الذي حوكم بالفصل، فور عودته إلى إسرائيل وصدر ضده الحكم بالسجن لاثني عشر عاماً.. وحتى ذلك الحين، وكما يقول رفعت في مذكراته، كانت مهمته تقتصر على التجسُّس على مجتمع اليهود في الإسكندرية ، ولكن عقب نجاح عملية الوحدة 131 تم استدعاؤه إلى القاهرة ، ليلتقي بضابط حالته الجديد علي غالي ، الذي واجهه لأوَّل مرة بأنه قد نجح تماماً في مهمته، وأن الخطة ستتطوَّر، لتتم الاستفادة به أكثر خارج الحدود، خاصة وأن سمعته، كفرد سابق في الوحدة 131 ، ستخدع الوكالات اليهودية، وستدفعها للتعامل معه كبطل.. وهنا أيضاً، أعتقد أنه من الأروع أن نقرأ تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة من مذكرات رفعت مباشرة، عندما يقول:مرة أخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لم أكن أتصور
أنني ما أزال مديناً لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهاز المخابرات. فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكان للاختباء في إسرائيل ، وإذا قبض عليَّ هناك فسوف يسدل الستار عليَّ نهائياً. والمعروف أن إسرائيل لا تضيع وقتاً مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم. ولست مشوقاً إلى ذلك. ولكني كنت أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي تقمصته كما لو كنت أمثل دوراً في السينما، وكنت قد أحببت قيامي بدور جاك بيتون .أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.