مجموعة عمل " قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" تدين حوادث الانتهاك الجنسي الجماعي للمتظاهرات في ميدان التحرير وتستنكر تخاذل القوى السياسية عن حماية الميدان وعدم مهنية الإعلام
شهد ميدان التحرير يوم الجمعة الموافق ٢٥ يناير ٢٠١٣ - خلال التظاهرات الحاشدة في الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الثورة المصرية - جرائم مروعة في حق النساء المشاركات في التظاهرات وإحياء ذكرى الثورة. حيث تلقت "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي تسعة عشر بلاغاً بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب في عاهات مستديمة، وقامت المجموعة بالتدخل في خمسة عشر حالة منهم، قامت المجموعة فيها بإخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وإيصالهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقي الخدمة الطبية اللازمة.
تشكل هذه الاعتداءات تصاعداً في موجات العنف ضد النساء في ميدان التحرير سواءا كان من ناحية عددها أو تفاقم العنف المستخدم فيها، والذي وصل في بعض الحالات إلى استعمال الأسلحة البيضاء والأدوات الحادة ضد النساء وضد متطوعي ومتطوعات "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" و كل من حاولوا التدخل. إن العنف الجنسي المستخدم وتفاقمه في محيط ميدان التحرير يتطلب مواجهة ومعالجة طارئة للوضع، خاصة وأننا نرى فيه انعكاساً لتفاقم مشكلة التحرش في مصر عامة كظاهرة اجتماعية خطيرة، وتزايد العنف والعدوانية تجاه النساء في المجال العام، مصريات كن أو زائرات.
تعرب المجموعة عن خيبة أملها الشديدة من موقف القوى الثورية والأحزاب والحركات الداعية للمسيرات والفعاليات السياسية، والتي لم تقم بأداء واجبها وتحمل مسؤوليتها في تأمين الميدان ومحاولة حماية المشاركات في الثورة من مثل هذه الاعتداءات المتكررة. ويأتي تخاذل القوى الثورية في حماية المتظاهرات داخل الميدان من استهانة هذه القوى بجرائم العنف الجنسي التي ترتكب في حق النساء برغم بشاعتها وتكراراها، وتنظيمها في معظم الأحيان. فعلى الرغم من افتقارنا للأدلة المادية، تشير أغلب شهادات المعتدى عليهن والمتطوعين والأنماط التي رصدتها المجموعة والمنظمات - من حيث أسلوب الاستهداف والاعتداء وتوقيتهما وأماكن حدوثهما، إلى درجة من التنظيم والتعمد؛ تهدف في النهاية لإرهاب النساء المشاركات وإقصاءهن من الفعاليات الثورية.
وترى المجموعة أن هذه الاعتداءات والتحرشات الجماعية لا تنفصل - بالرغم من مشاركة بعض المارة والمتواجدين في الميدان فيها - عن أساليب قمعية تطول الثورة والثوار عموماً. وفي الوقت الذي أصبح فيه مجرد نزول النساء إلى ميدان التحرير بخطورة التوجه الى الصفوف الأمامية للمعركة، يأتي إصرار هؤلاء الثائرات على عدم ترك الميدان و المظاهرات والمشاركة السياسية بالرغم من الأخطار الجسيمة التي يتعرضن لها جديراً بالاحترام والإعجاب والتشجيع؛ بينما نجد معظم القوى الثورية والسياسية تميل إلى تهميش إصابات النساء على أرض المعركة أواعتبارها عارًا أو أمراً يستدعي الشفقة والإحسان.
إن النساء اللاتي يخضن مثل هذه التجربة الأليمة يتحملن أحكاماً مجتمعية مسبقة وتعليقات مهينة ونكات منحطة حول ما تعرضن ويتعرضن له وحول أسباب نزولهن إلى الشارع وماكن ترتدينه لحظتها أو حتى التشكيك في وقوع مثل هذه الحوادث. وتشير "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" إلى أن استمرار تجاهل ما تقدمه وتتعرض له نساء هذا الوطن في سبيل استكمال مسيرة الثورة وتركهن مع قلة قليلة في مواجهة العشرات والمئات من المعتدين والمتحرشين، هو أمر لا يهدد فقط استمرار مشاركة النساء وإنما نجاح هذه الثورة التي لا يمكن أن تستمر دون مشاركة من كافة المواطنين. إن مسؤولية حماية ميدان التحرير وتأمينه للجميع تقع على عاتق القوى الثورية والسياسية التي تدعو إلى تنظيم فعاليات فيه والتي تراهن سياسياً على نزول أعداد كبيرة إليه، وهي ذاتها التي تتكاسل يوماً بعد آخر عن حمايته .
كما تدين المجموعة بشدة بعض التعامل الإعلامي مع القضية والذي خلا من أي التزام بآداب المهنة أو احترام لخصوصية النساء المتعرضات للعنف. حيث أصرت بعض وسائل الإعلام، وخاصة الصحف، على نشر تفاصيل شخصية عن بعض من تعرضن لاعتداءات يوم الجمعة؛ ضاربة عرض الحائط بحساسية الموضوع وأهمية الحفاظ على الخصوصية والسلامة النفسية للمعتدى عليهن، ومهددة بتدهور حالتهن بسبب الضغط النفسي الناجم عن الملاحقة الإعلامية ونشر الكثير من التفاصيل التي لا تشكل أي أهمية لسياق الخبر الصحفي. وتشدد "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" على رفضها الإدلاء بأية معلومات شخصية عن النساء اللاتي تعرضن للاعتداء وذلك احتراماً لحقهن في الخصوصية، وكذلك لقناعتنا أن هوية السيدة أو مكان عملها أو سكنها لا تشكل فرقاً في طرح القضية أمام الرأي العام سوى انتهاكاً لحقوق هؤلاء النساء بهدف السبق الصحفي الخال من المضمون والشبيه بتغطية الصحف الصفراء، على أن هذه التغطية جاءت من مؤسسات صحفية كبيرة سواء قومية أو مستقلة.
وتندد المجموعة كذلك بموقف المجلس القومي للمرأة، والذي قامت إحدى المحاميات العاملة فيه بنشر أخباراً مغلوطة وعارية من الصحة عن أماكن تواجد النساء المعتدى عليهن، كما قامت بتسريب معلومات شخصية عن إحدى الفتيات التي تم الاعتداء عليها دون مراعاة لظروف هذه الفتاة أو رغبتها في نشر هذه المعلومات من عدمها.
أخيراً، تود "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" توجيه التحية لكل المتطوعين والمتطوعات الذين دافعوا عن ميدان التحرير وتدخلوا بالرغم من المخاطر الكثيرة لمحاولة وقف الاعتداءات على النساء، وإيصالهن إلى نقطة آمنة والمتابعة معهن. ونوجه التحية والدعم خصوصاً إلى كل المتطوعين والمتطوعات الذين تعرضوا إلى اعتداءات جنسية وجسدية ونفسية أثناء محاولات الإنقاذ، واستمر إصرارهم على المشاركة في قوة العمل. كما تعبر القوة عن عميق احترامها ودعمها التام إلى كل النساء اللواتي تعرضن إلى اعتداءات في ميدان التحرير، أنتن من بطلات هذه الثورة ومن مصابي المعارك التي خضناها ونخوضها كل يوم من أجل استكمال مطالب الثورة والشعب المصري. نأسف لما طالكن من أذى ونتمنى أن ننجح في وقف هذه الاعتداءات وفي توفير كل الدعم الذي في مقدورنا. لذا فإننا نؤكد على استمرار عمل المجموعة في محاولة التصدي لهذه الاعتداءات الجسيمة - لن نسكت ولن نتنازل عن حقنا في شوارعنا ومياديننا ولا عن دورنا في المشاركة في هذا الوطن.
من نحن؟
قوة العمل ضد التحرش والاعتداء الجنسي الجماعي ("قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي")، هي مجموعة عمل تشكلت في نوفمبر ٢٠١٢ في محاولة للمساهمة في الجهود المبذولة لمواجهة اعتداءات التحرش الجماعي في ميدان التحرير وغيره من المناطق المحيطة. وجاءت المجموعة امتداداً تنسيقياً لجهود العديد من الأفراد والمنظمات والمبادرات المنضمة إليها قبل نوفمبر ٢٠١٢. لا نستهين بحوادث التحرش الفردي سواء اللفظي أو الجسدي أوننكرها؛ ولكن تركيزنا كمجموعة عمل بشكل مباشر على اعتداءات التحرش الجماعي. يأتي هذا من الشهادات التي تم جمعها وملاحظات فرق العمل الميدانية أن معظم هذه الحوادث منظمة، مع اقتناعنا بأن هذا التنظيم معتمد على ظاهرة متفشية ومزمنة في الشارع المصري ومواجهتها لا تقل اهمية. تهدف هذه الاعتداءات الجماعية بالأساس إلى إقصاء النساء من المجال العام وعقابهن على المشاركة في المجال العام والحركة السياسية، وفي المظاهرات والاعتصامات المناهضة للسلطة، وأيضاً محاولة لتشويه صورة ميدان التحرير والثورة والثوار عموماً؛ كما نرى فيها امتداداً لممارسات النظام من سنة ٢٠٠٥ (المعروفة بالأربعاء الأسود). ولهذا، وإيماناً منا بحق وأهمية مشاركة النساء في تشكيل حاضر ومستقبل البلاد من خلال العمل الاحتجاجي أو غيره من صور العمل العام، فإننا نرى أهمية قصوى لمحاولات الحد من ومواجهة هذا الاعتداء.
وتهدف المجموعة بالأساس إلى مواجهة حوادث التحرش/ الانتهاك الجنسي الجماعي الذي تتعرض له النساء في ميدان التحرير أثناء الاعتصامات والمظاهرات والمواجهات التي تقع في محيطه، وتقوم المجموعة بمحاولة إنقاذ الفتاة التي تتعرض لمثل هذه الحوادث وكذلك جعل التجربة أقل إيلاماً من خلال المراقبة اليقظة للميدان والتدخل السريع في حال تكَوُن مثل هذه العصابات المتحرشة والتي ينضم لها بالتأكيد وللأسف عدد من المتظاهرين والمارة. كما تقوم المجوعة بتوفير الدعم والمتابعة للسيدات من الناحية القانونية والصحية والنفسية في حالة تعرضهن لمثل هذه الاعتداءات بالتعاون مع العديد من الناشطات والناشطين، وبالتنسيق مع العديد من المنظمات والمجموعات تضم:
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- تعاونية مصرين للإعلام الشعبي
- مبادرة امسك متحرش - خريطة التحرش الجنسي
- نظرة للدراسات النسوية
- شفت تحرش من مبادرة فؤادة ووتش
- مركز النديم
- مبادرة نفسي
- بهية يا مصر
- المصري الحر
- مشروع بصي
- حركة ضد التحرش
- انتفاضة المرأة في العالم العربي
للتواصل مع المجموعة
البريد الاكتروني opantish@gmail.com
صفحتنا على الفيسبوك www.facebook.com/opantish
حسابنا على تويتر @OpAntiSH
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.