Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: سكينه فؤاد تكتب " البطل مهران نموذج من أبناء بورسعيد

Thursday, March 21, 2013

سكينه فؤاد تكتب " البطل مهران نموذج من أبناء بورسعيد


موعد أشتاق إليه وأجَّلَته ظروفى الصحية أكثرمن مرة.. أن أكون فى مدينتى بورسعيد وسط أبنائها وأهلها الذين تربطنى بهم جذور وعروق وهى ليست مجرد أحاسيس، فأغلب عائلات بورسعيد القديمة تربطها روابط قرابة ونسب وتربطهم الروابط الأخطر، عروق وروابط الوطنية والمقاومة التى تصهرنا وتوحدنا وتحول المدينة إلى بيت كبير كل من فيه أهل وعائلة واحدة كبيرة. دعتنى مدارس بورسعيد الدولية لأشارك مدينتى فى واحدة من الاحتفاليات التى تقام بمناسبة يوم الشهيد وأعياد الأمومة فى تكريم أمهات الشهداء وأمهات المدينة المثاليات (ملاحظة مهمة: أبناء بورسعيد من طول تاريخهم مع المقاومة وعيشهم على خطوط المواجهة الأولى مع الخطر وحمل مسؤوليات وتحديات تأمين خط الدفاع الأخير والأخطر عن مصر كلها لا ينسون الاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية والوطنية والسلاح فى أيديهم). لقد أخذنى التعليم والعمل بالصحافة والزواج بعيدا عن الإقامة فيها، وإن ظلت مقيمة داخلى بمكوناتها المدهشة التى ربت فىّ عشق الجمال والبحر والصلابة والمقاومة والاعتزاز والكبرياء، وما حققت من نجاح متواضع -بعد فضل الله عز وجل- أدين به لبورسعيد فى خصوصية التكوين الذى ينشأ عليه جميع أبنائها.

هذه المرة أذهب إلى بورسعيد وهى مشتعلة بجراح وآلام الغدر والإهمال واللا مبالاة والتآمر والجرائم والمذابح التى أسقطت من أبنائها خمسين شهيدا وأكثر من ألف مصاب.. أذهب بمشيئة الله وأنا أثق أنه لا شىء.. لا جبروت مهما بلغ يستطيع أن يكسر إرادة أبنائها أو ينتقص من عزيمتهم وتمسكهم بمحاسبة كل من أساء إليهم.. بل كلما تزايدت سياسات وممارسات الاستكبار عليهم واللا مبالاة بحقوقهم فى القصاص، يزداد البورسعيدية تمسكا بالكشف عن الشركاء والمسؤولين والرؤوس الكبير فى حلقات التآمر والمذابح التى ارتُكبت بحقهم وعلى أرضهم من فبراير 2012 إلى يناير ومارس 2013. وللأسف، بدلا من أن يبادر رئيس الجمهورية المسافر إلى باكستان والهند باعتبارهما أقرب من بورسعيد.. بدلا من أن يبادر باعتذار رسمى عن كل ما حدث لأبناء بورسعيد وبإعلان تحمله المسؤولية السياسية والجنائية، إلى أن يثبت وجود من يتحمل المسوولية غيره عن إدارة مصر! قال رئيس الجمهورية فى خطاب لا يحتمل إلا الانحناء خجلا مما ارتُكب فى المدينة وإجلالا لدم الشهيد البرىء الذى أُهدِرَ دون ذنب وممارسة شرطة دفعت دفعا لممارسات متوحشة ضد أبناء المدينة.. فى هذا المقام المزلزل لكل صاحب ضمير خصوصا إذا كان يحمل المسؤولية الأولى عنه.. فى هذا المقام الجلل الذى يكلل بالعار كل مسؤول عنه لا أعرف كيف يتذكر رئيس الجمهورية ويذكر البورسعيدية بأنهم كسِّيبة وتجار وشطار! لا أعرف ما علاقة هذا بالنشاط التجارى المتوقف منذ سنوات طويلة، ولا يزال، نتيجة سوء إدارتها والقوانين والقرارات الظالمة لأهلها وإتاحة فرص التكسُّب للغرباء عنها مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق فى نسبة الفقر والبطالة بعد أن كانت بورسعيد الأولى دائما على جميع محافظات مصر فى جميع معدلات التنمية البشرية.. كانت الأولى دائما فى مناسبات النمو والصحة والتعليم ودخل الفرد.. تراجع وانهار كل هذا ورئيس الجمهورية يتحدث عن الكسيبة والتجار والشطار.. ولا أعرف ما علاقة هذا بما عاشته وتعيشه بورسعيد من مذابح وأحداث إرهابية وعناصر غريبة وأسلحة ومدافع «جرينوف» أطلقت الرصاص فى جميع أنحاء المدينة، وحكى بعض أبناء بورسعيد كيف كانت الشرطة والقناصة تشارك فى قنص وترويع أبناء المدينة حتى امتلأت المستشفيات سواء الأسرَّة والطرقات والممرات والثلاجات بجثامين الشهداء وأرسلت ليلا ونهارا نداءات التبرع بالدم.. ألم يكن كل هذا أولى بحديث واعتذار وتفسير رئيس الجمهورية بدلا من حديث التجارة والشطارة والكسيبة؟ وإن لم تكن خانتنى أذناى فحديثه تضمن أيضا إشارات للتهريب، وإن كان قد حدث فهو غياب للياقة وغياب عن معرفة التاريخ والجغرافيا، فلو قرأ سيادته عن علاقة المناطق الحرة العديدة التى تملأ مصر بالتهريب لعرف أن أقل النسب كانت فى بورسعيد! يقول رئيس الجمهورية فى خطابه المضطرب لأبناء بورسعيد إنه يعز عليه أن تنزل قطرة دم واحدة من دم مصرى، فهل من سالت دماؤهم وكرامتهم وعُذبوا واغتُصبوا واستُشهدوا منذ تولى الحكم ليسوا مصريين؟! لا أعرف من أين تأتى أى مصداقية أو اطمئنان وثقة للشعب والخطاب الرئاسى منفصل تماما عن الواقع وعما يعانيه ويواجهه المواطن من محن وكوارث! أيضا يشير رئيس الجمهورية فى خطابه إلى شعب بورسعيد إلى أن التحقيقات ما زالت جارية وأن القرارات ستترتب على نتائجها.. أين هى هذه التحقيقات؟ ومع مَنْ؟ ومَنْ الرقيب من أهل بورسعيد ومن أهالى الشهداء والمصابين على هذه التحقيقات؟! وهل تتشابه مع التحقيقات التى أُجرِيَت بعد مذبحة استاد بورسعيد وقادت إلى الكوارث التى تعيشها بورسعيد وتعيشها مصر كلها الآن؟! غياب وتغييب شهادات وأدلة عن التحقيقات وإخفاء تقارير تقصى الحقائق الأولية إلى أحكام بإعدام 21 متهما وأحكام متفاوتة بالسجن على آخرين، بينما يتوالى ظهور أدلة جديدة تجمعها الآن هيئة الدفاع القانونية التى تَدافَع للمشاركة فيها مجموعة من كبار القامات القانونية، ويرتب لها نقيب محامى بورسعيد الأستاذ صفوت عبد العظيم.. تحية له ولكل من قرر المشاركة فى هذه المهمة القانونية الجليلة التى تدافع عن كرامة وسيادة القانون، لا فى بورسعيد وحدها ولكن فى مصر كلها.. وأشير إلى توالى ظهور أدلة جديدة من بينها ما كشف عنه محامى شهداء مذبحة الأستاذ محمد رشوان لجريدة «الشروق» عن أهم عشرة أدلة جديدة، ومن بينها أن ثلاثة رجال أعمال مولوا المذبحة وأنه وضعت على مكتب وزير الداخلية خطة مزورة لتأمين المباراة وتم العبث بالأدلة وغسل وتنظيف بعض الآثار من استاد بورسعيد، واستغلال أغنية حكيم فى التشويش على استغاثات الضحايا و250 بلطجيا كلفوا بمهاجمة الجيش بالأسلحة خارج الاستاد وثلاث طلقات صوت وراء نجاة المئات! وإلى جانب هيئة الدفاع القانونية أدعو أبناء بورسعيد إلى تشكيل لجنة من شخصيات بورسعيدية تحظى باحترامهم وثقتهم تقوم بمهمة إدارة الأزمة ويوكل إليها التحدث باسم أبناء بورسعيد والدفاع عن مطالبهم وتمنع محاولات اختراق صف ووحدة مواقفهم.. وتكشف أولا بأول عما يحدث ويدور ويُتخذ من قرارات بشأن المدينة، فلا أحد يعرف ماذا يفعل الذين استجابوا لدعوة اللقاء مع الرئاسة.. هذه الدعوة التى اعتذر عنها أغلب أسر الشهداء والمصابين.. الملاحظة المهمة أنه لم تُنشَر صورة واحدة لهذا اللقاء مع مَن ظل الإعلام الرسمى يصفهم بأنهم وفد من أبناء بورسعيد، بينما لم يتجاوز عددهم ثلاثة! أدعو أيضا أن تضم لجنة إدارة الأزمة فى بورسعيد (وأقصد بالأزمة كل ما تضمن من أبعاد ووقائع وملابسات تتقدمها المذابح ومن سقط من شهداء ومصابين ودور ومسؤولية الشرطة، والعناصر الغريبة القادمة من سيناء التى ملأت المدينة قبل الأحداث، وما وراء ما أشارت إليه التصريحات المهمة لقائد الجيش الثانى المحترم اللواء وصفى وسبق أن أشرت إليه أكثر من مرة)، مع تحية واجبة للجيش فى احترامه وفهمه لغضب أبناء بورسعيد والدوافع المشروعة لعصيانهم السلمى. وأعود إلى العناصر التى أدعو أن تمثل فى لجنة إدارة الأزمة فى بورسعيد.. وعلى رأسهم من يمثلون أهالى الشهداء والمصابين وشباب من ثوار بورسعيد ونقيب المحامين والنائب البدرى فرغلى ومن يمثلن المرأة والأم البورسعيدية التى ظلت كما كانت دائما فى مقدمة صفوف المقاومة وأن تضم اللجنة أيضا من رموز وأبطال معركة 1956 وأرشح البطل محمد مهران، الذى ضحَّى ببصره عندما ساومته عليه القوات البريطانية فى أثناء العدوان الثلاثى.. كانت المساومة أن يتركوا له عينيه وسلامة إبصاره مقابل أن يُدلِى بما لديه من معلومات عن الفدائيين، فرفض المساومة واختار سلامة وطنه، وفقد بصره وعاش منذ 1956 يبصر بحب واحترام أبناء بورسعيد.. نموذج واحد فقط من أبناء بورسعيد وأبطالها يلخِّص المواصفات والمكنونات البورسعيدية.. نموذج تقدمه بورسعيد لمن لا يدركون ولا يعرفون ولا يفهمون التاريخ ولا الجغرافيا ويساومون على مصالح أوطانهم بتقديم وتفضيل مصالح جماعات ينتمون إليها.. ليتهم يتعلمون من الدرس البورسعيدى ومن بورسعيد كلها التى شكلت حائطا من أصلب حوائط الصد والمقاومة المصرية التى تنكسر عندها ويسقط تحت أقدامها كل من يظنون أنهم يستطيعون أن يخادعوا فى الحق ويستهينوا بأمن وكرامة وسيادة واستقلال هذه الأرض الطيبة ودماء أبنائها وحقوق ثوارها وأهداف ثورتها.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.