دبلوماسية أمريكية: معارضة المصريين لرئيسهم أكبر مما نعرف.. والإخوان يحاولون "إعادة الجني إلى قمقمه"

"كيري" يدافع عن قرار تسليم مصر طائرات "F16".. وسيناتور أمريكي: صفقات السلاح تشتري صداقة الحكام وليس الشعوب

سينثيا شنايدر
قالت الدبلوماسية الأمريكية المعروفة سينثيا شنايدر، إن معارضة المصريين لسياسات الرئيس محمد مرسى "الديكتاتورية" أوسع وأكبر مما يعرف العالم الخارجي، وأن دعم الولايات المتحدة لحكومة مرسى يعنى أنها تدعم، مرة أخرى، نظاما قمعيا ضد إرادة الشعب.

ورأت شنايدر، الأستاذة بجامعة جورج تاون، في حديثها لشبكة CNN، أن تزايد حشود المصريين في الشارع في الذكرى الثانية للثورة، لحظة خطيرة لكل من مصر والولايات المتحدة.

وأضافت شنايدر أن المصريين ربما لا يعرفون ماذا يريدون، لكنهم واثقون مما لا يريدون، وأن أعدادا متزايدة من كل قطاعات الشعب متوحدة على رفضها لنظام قمعى جديد، موضحة أن مصر الآن على الطريق الانفجار، فقطاع متزايد من الشعب يرفض حكومة الإخوان، ويطالب بتحقيق أهداف الثورة التى تطالب بالعدالة الاجتماعية والحريات وحكومة شفافة مسؤولة أمام الشعب، لكن الحكومة في واد آخر، بسيطرتها الشمولية على الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية، ونظام الإخوان يسعى لإعادة "الجنى إلى قمقمه"، لكنه واهم، لأن الشعب اكتشف أهمية صوته.

من جانبه، دافع مؤخرا السيناتور الديمقراطي "جون كيري" عن قرار أوباما بتسليم مصر الدفعة الأولى من طائرات F16 أمام الكونجرس. وقال المرشح لمنصب وزير الخارجية، خلال اجتماع بلجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، "رغم أن تصريحات مرسي عن اليهود مهينة وبغيضة، إلا أن السياسة لعبة معقدة وليست "أبيض وأسود". والولايات المتحدة لها مصالح هامة ومعقدة مع مصر، فمصر لا تزال ملتزمة باتفاق السلام مع اسرائيل، كما أنها اتخذت خطوات لتنفيذ "اتفاق أمني" في سيناء، وهذه أمور حيوية لأمن إسرائيل والولايات المتحدة.

وأضاف كيرى أن مصر تحاول التقدم في المسار الديمقراطي، "حتى ولو كنا لا نتفق بصورة كاملة مع مرسي"، ولم يشر كيري إلى طبيعة أو بنود "الاتفاق الأمني" في سيناء، الذى تحدث عنه.

يذكر أن دفاع كيرى، جاء بعد انتقادات لعدد من أعضاء الكونجرس لتسليم مصر جزء من صفقة طائرات F16، رغم تحفظات المجلس على سياسات الرئيس المصري وتصريحاته المسيئة لليهود. حيث انتقد السيناتور "راند بول"، فى مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، تسليح الولايات المتحدة لمصر، لأن ذلك سيقابله طلبات تسليح متزايدة من إسرائيل، كما عبر مجددا عن رفضه دعم مصرعسكريا بلا مقابل، ودعا لإقامة علاقات متوازنة، مشروطة باحترام مصر لسيادة الولايات المتحدة ومواطنيها، في إشارة منه للقبض على مواطنين أمريكيين في قضية منظمات المجتمع المدني. وأكد السيناتور الأمريكي أن المساعدات العسكرية تشتري صداقة الحكام ولا تشتري صداقة الشعوب وربما تستخدم بعض الحكومات هذه الأسلحة ضد شعبها كما استخدم نظام مبارك قنابل الغاز الأمريكية ضد المتظاهرين، ما عزز من كراهيتهم للولايات المتحدة.