المحلة تستعد لعصيان أول مايو

مؤتمر عمالي فى بلد الصناعة يدعو إلى الإضراب.. وجبهة الثوار تدعو إلى التجمع أمام مجلس المدينة
يبدو أن المحلة التى كانت منبع شرارة ثورة 25 يناير، بإضراب 6 أبريل 2008، لن يتوقف دورها عند ذلك التاريخ. رئيس حزب العمال والفلاحين «تحت التأسيس» كمال خليل قال إن مدينة المحلة الكبرى كانت بداية سقوط صورة مبارك وسوف تكون بداية سقوط مرسى ونظام الإخوان. خليل أوضح، خلال مؤتمر عمالى بالمحلة مساء أول من أمس، عن أحوال العمال ومشكلة شركة «وبريات سمنود»، إن نظام مرسى هو نفس نظام مبارك بنفس سياسة تفقير العمال والخصخصة، مستدلا بالشركات التى لم ترجع للقطاع العام، رغم صدور أحكام قضائية بإلغاء خصخصتها. وأكد أن العدل لن يتحقق إلا إذا تم تحقيق بند العدالة الاجتماعية وهيكلة الأجور، حتى لا يشعر العامل بالغلاء وضيق المعيشة التى وصل إليها فى ظل توقف معظم الشركات عن الإنتاج وانهيار الصناعة المصرية. واستنكر خليل إهمال الحكومة للعمال والمصانع المصرية، ذاكرا أن جميع الصناعات بالدول الأخرى تم تطويرها بداية من صناعة النسيج والملابس والسماد والكتان، مشيرا إلى أن إهمال المصانع يقلل من نسبة الإنتاج، وقال «لم يكن للإخوان أى خطط للتنمية ولكن هى مشاريع خاصة بهم، مثلما ذكر مشروع النهضة الوهمى الذى خدعوا فيه العمال بكلام عن تطوير الصناعة». البرلمانى السابق زياد العليمى تحدث خلال المؤتمر قائلا «من يحكم الدولة بالرهن والشحاتة فلن يشعر بقيمة الفلاح والعامل». وأكد كذب وخداع الإخوان فى استخدام مشروع وهمى قدموه للشعب حتى يقوموا بانتخابهم، «فى حين لم يقوموا على أرض الواقع إلا بمشروع الصكوك الإسلامية الذى يعتمد عل بيع أحلام العمال والفلاحين». العليمى حث العمال على العصيان ضد الحكومة «حتى يتوصلوا إلى حقوقهم وحتى يستكملوا طريق ثورتهم». الناشط السياسى محمد واكد قال «كيف تؤخر الشركات رواتب العمال، بينما لم يتأخر راتب الرئيس ووزرائه ساعة واحدة»، محرضا العمال على الاعتصام والإضراب ضد الأخونة التى شغلت السلطة عن العمل على تحقيق مطالب العمال. القيادى العمالى بشركة «وبريات سمنود» هشام البنا استعاد كلمة عبد الناصر الشهيرة، «ما أخذ بالقوة لا يؤخذ إلا بالقوة»، لافتا إلى أن أزمة عمال شركة «وبريات سمنود» هى أنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، واتهم الحكومة بالكذب عندما وعدت العمال بحل المشكلة، وقال «حتى الآن لم تصرف الحكومة الرواتب للعمال»، مؤكدا أن أول مايو المقبل سيكون ثورة جياع، بسبب ما وصل إليه حال المواطن المصرى وليس العمال فقط، كما طالب هشام بنقابات حقيقية تدافع عن حقوق العمال وتطالب بمطالبهم. رفع الحضور لافتات مناهضة للإخوان منها «لو انت ضد الإخوان اضرب كلاكس.. النكسة مش 67 النكسة إنكم شايفين وسامعين وساكتين.. لمبة جاز لكل مواطن بدون الجاز.. من كتاب الإنجازات سرقة وجوع واغتصاب للبنات». ورددوا هتافات «يا دكتور يا دكتور حد أدنى للأجور .. علِّ وعلِّ وعلِّ كمان لا بلتاجى ولا عريان.. الثوار ويّا العمال ضد الغلاء والاستغلال.. مرسى بيه يا مرسى بيه.. لا يا مرسى مش هنموت بكرة عليك بالجزمة البوت.. عبد الناصر لو كان عايش كان لبسكم طرح وغوايش.. يا مرسى يا ابن سنية ارحل ارحل زى مبارك قولى مين فى الشعب اختارك». وتم توزيع منشور أصدرته ما يعرف باسم «جبهة الثوار الأحرار» تحت عنوان «1 مايو ثورة العمال» يحث على عصيان مدنى عام، بدءًا من 1مايو، وهو يوم عيد العمال، حتى يتم تنفيذ مطالب العمال وتعديل ظروف المعيشة، ونص المنشور على «الأسعار بتولع نار، الأدوية مش موجودة، رغيف العيش بالطوابير، الغاز لإسرائيل، والجاز مش لاقيينه، والضرائب بتزيد، والعامل مش لاقى شغل يفتح بيته والمصانع مش لقية خامات».  البيان أوضح معاناة العامل بالقطاع الخاص غير الخاضع لرقابة الدولة، كما انتقد نظام مرسى قائلا «إذا كان مبارك فاسدا واغتصب حقوق المصريين ورجع مصر سنين لورا.. فإن مرسى أسوأ وأضل سبيلا.. غشنا بمشروع نهضة وكدب علينا بحد أدنى للأجور وبعدين انشغل بأخونة الدولة ومصالح الجماعة».  كما دعت الجبهة القوى السياسية والأهالى لمساندة إضراب العمال المتوقع فى 1 مايو، ضد غلاء الأسعار والفواتير وسوء أحوال المعيشة، كما دعا البيان إلى وقفة احتجاجية فى نفس اليوم فى العاشرة صباحا أمام مجلس مدينة المحلة.