بسبب تمثالين غضبت اليونان على قطر
لندن – أعاد مسؤولون قطريون تمثالين يونانيين عاريين مرة أخرى إلى أثينا قبل عرضهما في معرض في العاصمة الدوحة، اعتراضا على رفض وزير الثقافة اليوناني تغطيتهما، بعدما كاد الموقف يتطور إلى أزمة حادة بين البلدين.
وقال مسؤولون يونانيون “إن الأمر كاد يتحول إلى خلاف حاد لم يسع إليه كل من اليونانيين والقطريين على السواء”.
وأبرمت الحكومتان القطرية واليونانية اتفاقا على استضافة معرض لتماثيل الرياضيين الذين يمثلون أقدم نموذج لتاريخ ألعاب القوى اليونانية في الدوحة.
وتصاعدت حدة الخلاف عندما قام وزير الثقافة اليوناني كوستاس تسافاراس بزيارة إلى الدوحة الشهر الماضي، ليفاجأ بتغطية التمثالين داخل المعرض برداء طويل يغطي معظم الجسد، بحجة الخوف من خدش حياء النساء الزائرات.
وأكدت مسؤولة في وزارة الثقافة اليونانية، كانت حاضرة في الدوحة أن “في مجتمع يتمتع بقوانين معينة، وعادات وتقاليد تتسم بالمحافظة، ارتأت السلطات أنه من الممكن أن تنزعج الزائرات بمشاهدة الأعضاء التناسلية لرجل، حتى ولو كانت لتمثال”.
وأضافت في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية “بالطبع فقد أكد الوزير على احترامه الكامل للعادات والتقاليد المحلية، ولكنه في الوقت نفسه لم يتمكن من تقبل فكرة ألّا تعرض الآثار في حالتها الطبيعية”.
وأوضحت أن “التمثالين كانا عملا فنيا رائعا، وأعتقد أن فكرة تغطيتهما كانت خاطئة من الناحية الجمالية”.
وكان من المفترض أن يحتل التمثالان الجزء الأوسط من معرض للآثار، تحت عنوان “الألعاب الأولمبية: الماضي والحاضر”.
ويرجع التمثال الأول وهو لشاب رياضي، إلى العصر اليوناني القديم، ويصور الثاني نسخة كلاسيكية لرياضي أولمبي، ويرجع إلى العصر الروماني.
وكانت السلطات اليونانية قد أعربت عن سعادتها عندما تلقت اتصالا من الدوحة يفيد برغبة الحكومة القطرية في استضافة معرض الآثار اليونانية عن الألعاب الأولمبية.
وجاءت الموافقة اليونانية في الوقت الذي تسعى فيه إلى جذب رؤوس الأموال والاستثمارات القطرية، وبعد تلقيها وعودا من الدوحة بضخ مليار يورو في صورة مشروعات استثمارية في اليونان، تزامنا مع مواجهتها لأكبر أزمة ديون، وركود اقتصادي في تاريخها الحديث، خاصة بعد فشل خطة التقشف التي اشترطها الاتحاد الأورربي.
يذكر أن وزير الثقافة اليوناني كوستاس تسافاراس قد وصف زيارته للدوحة مؤخرا “بمد جسور الصداقة” بين البلدين، قبل أن يكتشف تغطية التمثالين بالثياب ويقرر إرسالهما إلى أثينا مرة أخرى.
وذكرت المسؤولة في وزارة الثقافة اليونانية “إننا لا نرغب في أن تتسبب هذه الحادثة في تكدير العلاقات بين البلدين، ولم نكن نريد أن تهيمن كذلك على فعاليات المعرض”.
وأكدت أن “كل شيء كان يتسم بالسلاسة، عندما رفض القطريون إزالة الملابس من على التمثالين، قررنا وضعهما في صندوق، وإرسالهما مرة أخرى إلى أثينا”.
واحتوى المعرض على أكثر من 700 تمثال وقطعة أثرية يونانية، من بينها تماثيل تظهر ملامح جنسية أخرى، لذلك فإنه يبقى من غير المفهوم استياء الدوحة من وجود هذين التمثالين على وجه التحديد.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.