الجيش يبدأ التطهير بعملية إنزال جوى.. وقوات الصاعقة تحاصر الإرهابيين وتعتقل 20 بينهم 5 من حماس

بدأت القوات المسلحة، مساء أمس الأول، عملية التطهير الكبرى للتخلص من البؤر الإرهابية بسيناء، وانتشرت قوات الصاعقة والعمليات الخاصة فى عدة مناطق بشمال سيناء، ونجحوا فى تضييق الخناق على العناصر الإرهابية، وتمكنوا من إلقاء القبض على 20 مسلحاً بينهم 5 تابعون لحماس، فيما شنت الجماعات الإرهابية هجمات مسلحة على النقاط الأمنية، نتج عنها إصابة رائد ومجند، وأجهضت قوات الأمن محاولة تفجير قسم شرطة الشيخ زويد عبر زرع عبوة ناسفة بجواره. 

وحققت قوات الجيش ورجال العمليات الخاصة تقدماً ملحوظاً خلال الساعات القليلة الماضية فى حربها ضد العناصر الإرهابية بسيناء، وحاصر رجال الصاعقة والعمليات الخاصة المسلحين ومشطوا شوارع مدينتى العريش ورفح، فيما أطلقت طائرة الطلقات المضيئة. 

وقال أهالى وشهود عيان إن القوات الخاصة والقوات «777» نفذت عملية إنزال جوى فى جنوب الشيخ زويد وألقت القبض على عدد من المسلحين، ورفض مصدر أمنى التعليق على شهادات الأهالى وقال إن التحركات الأمنية تتم بسرية تامة. 

وأكد مصدر أمنى اعتقال 5 من عناصر حماس بمدينة رفح، بعد تسللهم عبر الأنفاق، مضيفاً أنه عثر معهم على أسلحة وذخيرة، وتم نقلهم للقاهرة للتحقيق معهم فى إحدى الجهات السيادية، ومعرفة أسباب دخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة. 

كما قبضت قوات الجيش على 7 من العناصر الإرهابية فى منطقة مزارع الزيتون جنوب العريش، وقال مصدر أمنى إن المتهمين كانوا يراقبون تحركات القوات، فتمت محاصرتهم وإلقاء القبض عليهم دون أى مقاومة وترحيلهم إلى مقر قيادة الجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية. 

وقبض أمن الإسماعيلية على أحد الجهاديين التابعين لجماعة التوحيد والجهاد، يدعى «سلامة. ح»، داخل أحد المنازل بمركز التل الكبير وبحوزته أسلحة مهربة من قسم شرطة مدينة نصر، قال مصدر أمنى إن الجهادى ضمن المتهمين فى أحداث تفجيرات طابا، وتم تحويله للتحقيق بجهاز الأمن الوطنى، لمعرفة أسباب وجوده فى المكان وإذا ما كان تورط فى تفجير قسم شرطة أبوصوير. 

وقال مصدر أمنى بشمال سيناء إن القوات قبضت على إرهابى بعد تبادل إطلاق النار معه ومع اثنين آخرين تمكنا من الهرب، وأوضح أن الاشتباكات وقعت بعد مهاجمة الإرهابيين الثلاثة قسم ثانى العريش بعدما استخدموا سيارة «كيا سبارتو» مسروقة، مشيراً إلى أنه تم ضبط السيارة.

كما أعلن مصدر أمنى عن ضبط سيارة الإسعاف التى يستخدمها المسلحون فى الاعتداء على القوات الأمنية فجر أمس، بمنطقة «لحفن» وبها أحد المسلحين. 

وتابعت المصادر أنه تم العثور على عبوة ناسفة زمنية أمس الأول، قام بزرعها إرهابيون بالقرب من قسم شرطة الشيخ زويد، فى محاولة لتفجير القسم، مشيرة إلى أنهم أغلقوا الطريق المؤدى للقسم وأخلوا المنطقة تماماً، حتى تم انتداب خبير مفرقعات من الجيش الثانى لإبطال مفعول العبوة. 

وعلى الرغم من حصار القوات للمجموعات الإرهابية فإن بعض العناصر المسلحة شنت هجمات محدودة على أهداف أمنية، وقال شهود عيان إن مسلحين هاجموا قسم ثانى العريش بالأسلحة الثقيلة وقذائف الـ«آر بى جى» أثناء الإفطار وبادلتهم قوات القسم إطلاق النار لمدة نصف ساعة، ما أدى لإصابة الملازم أول مصطفى نبيل بطلق نارى فى الكتف. 

وأطلق مجموعة من الإرهابيين يستقلون سيارة دفع رباعى النار على مجند شرطة أمام نادى ضباط الشرطة بالعريش، يُدعى خلف الله صدقى أحمد، 23 عاماً، مما أدى لإصابته بطلق نارى بالقدم اليسرى. 

وواصل المسلحون هجماتهم على كمين مطار العريش بقذائف الـ«آر بى جى» وهاجموا القوات المتمركزة بالساحة الرياضية برفح وقوة تأمين البنك الأهلى بالعريش وفتحوا نيرانهم على مدرعتى الجيش والشرطة المتمركزتين أمام بوابة فندق «بالم بلازا» بالعريش الذى يقيم فيه عدد من رجال الشرطة، وبادلتهم القوات إطلاق النيران فى هذه الأكمنة حتى أجبرتهم على الفرار دون وقوع أى إصابات. 

إلى ذلك، قال مصدر طبى إن رقيب الشرطة، السيد محمد أحمد، 25 عاماً، التابع لقوة قسم شرطة الشيخ زويد، استشهد السبت متأثراً بإصابته بطلق نارى فى البطن، فى الهجوم الذى شنه مسلحون على القسم يوم 17 يوليو الماضى. 

وفى تطور متصل، أرسل ضباط أقسام العريش مذكرة للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، تتضمن اقتراحات للقضاء على الجماعات الإرهابية والمحافظة على أرواح رجال الشرطة. 

وطالب الضباط بتفعيل العملية التدريبية للضباط العاملين فى مجال العمليات وكذلك الضباط العاملين فى نطاق التمركزات الأمنية الثابتة داخل المدينة، عن طريق إنشاء (معهد لتدريب الأفراد وضباط الشرطة بمنطقة سيناء) كسائر المناطق، كما طالبوا بالاستعانة بضباط العمليات الخاصة، وإنشاء قرية تدريبية بقطاع الشهيد النقيب كريم هلال تكون على مستوى عال من التجهيز لتكون محاكية للواقع الخارجى ولطبيعية المنطقة الصحراوية والزراعية لسيناء، وإنشاء تبة رماية قتالية، وتنظيم فرق تدريبية للضباط المنقولين من الأمن العام للأمن المركزى، وتغيير مكان التمركزات الأمنية الموجودة داخل المدينة من تمركزات ثابتة إلى تمركزات متحركة. 

وشددت الرسالة على ضرورة تزويد الضباط بكاميرات تسجيل مراقبة مصغرة توضع على كتف الضابط لتسجيل المأمورية، اعتباراً من تحركها والتنفيذ حتى العودة، لعرضها على القوات للاستفادة من الإيجابيات والسلبيات، وتفعيل أجهزة الرؤية الليلية للتمكن من ملاحقة وكشف العناصر الإجرامية المختبئة فى المزارع خاصة بقطاع رفح، وتزويد جميع التمركزات الأمنية بكاميرات مراقبة ثلاثية الأبعاد لإمكانية كشف ومعرفة الجناة فى حالة تعرضها للهجوم وإمكانية ملاحقتهم، وزيادة التعاون والتنسيق مع المخابرات العسكرية والمخابرات العامة والأمن القومى لتزويد إدارة البحث الجنائى بالمعلومات اللازمة وتحديد أماكن وجود العناصر الإرهابية من قبَل جهاز «الأمن الوطنى» لضبطهم.