حصلت "اليوم السابع" على مستندات تكشف قيام وزير النقل الإخوانى حاتم عبد اللطيف بفرض "إتاوات" شهرية على هيئة السكك الحديدية قبل استقالته اعتراضاً على ثورة 30 يونيو، لصالح أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ممن جاء بهم إلى ديوان عام الوزارة، حيث مكتبه بمدينة نصر، وهم ممن كانون يعملون فى السابق بالسكك الحديدية، حيث قام بتصعيدهم ليحتلوا مواقع قيادية بديوان الوزارة.
المستندات التى بحوزة "اليوم السابع" تكشف تعامل الوزير الإخوانى مع الوزارة كما لو كانت عزبة مملوكة له ولجماعته.. يأتى بمن يشاء من أعضاء جماعته إلى ديوان الوزارة ويصرف لهم ما يشاء، ويفرض "إتاوات" شهرية على الهيئات والشركات لصالحهم كيفما يشاء تحت مسمى "جهود غير عادية" أو مسمى "دعم"، وذلك بجانب ما يتحصولون عليه من رواتب وحوافز وبدلات ومكافآت أصلية ثابتة شهرياً.
وهذا يرجعنا إلى ما قام به الوزير الإخونى منذ توليه مسئولية وزارة النقل فى بداية يناير الماضى، حيث شرع فى تجميع أعضاء جماعة الإخوان المنتشرين فى الهيئات والشركات التابعة للوزارة، وقام بتصعيدهم ليحتلوا مواقع قيادية فى ديوان عام الوزارة، ليتمكن من خلال هؤلاء الأعضاء من السيطرة على كافة القطاعات التابعة للوزارة، على أن يجمع هؤلاء الأعضاء بين أماكنهم بالهيئات والشركات التى جاء بهم منها والمواقع القيادية التى صعدهم إليها بديوان عام الوزارة، دون مراعاة للقانون الذى لا يجيز الجمع بين منصبين أو وظيفتين، وهؤلاء كان يشرف على اختيارهم وتصعيدهم الإخوانى محمد العجرودى صديق الوزير الإخوانى ومستشاره للمشروعات.
وتشمل هذه المستندات خطاب موجه من مكتب الوزير الإخوانى إلى رئيس هيئة السكك الحديدية المهندس حسين زكريا الفضالى ينص على: "بالإشارة إلى تكليف بعض السادة العاملين بالهيئة القومية لسكك حديد مصر لمتابعة الأعمال المتعلقة بالهيئة مع مكتب الدكتور وزير النقل، ونظراً للجهود المبذولة منهم لإنهاء الأعمال المكلفين بها، بالإضافة لعملهم والذى استتبع معه قيامهم ببذل جهود إضافية، فقد تم عرض مذكرة على وزير النقل بشأن طلب إثابتهم بمكافأة، وذلك بالإضافة لما يتقاضونه من رواتب وبدلات ومكافآت وما فى حكمها أسوة بزملائهم بالهيئة".
ونص هذا الخطاب على صرف هذه المكافأة شهرياً للأسماء الواردة بالكشف الذى تم إرفاقه بالخطاب نظراً لما تبذله هذه الأسماء من جهود غير عادية، وذلك وفقاً لنص لما ورد بالخطاب، واللافت أن جميع الأسماء التى جاءت بهذه الكشوف ممن حصلوا على هذه "الإتاوات" المفروضة على السكة الحديد تحت مسمى "جهود غير عادية"، وكانوا من أعضاء الجماعة الذين صعدهم الوزير ليحتلوا مواقع قيادية بديوان عام الوزارة.
أحد هذه الكشوف كانت لصالح أعضاء وحدة التنسيق والمتابعة بالوزارة التى أنشأها الوزير الإخوانى مع قدومه للوزارة بهدف إحكام سيطرته من خلالها على كافة قطاعات الوزارة، ووضع على رأسها الإخوانى سامى عبد الفتاح والذى ضم إليها أعضاء الجماعة بالهيئة، وتقوم هذه الوحدة وفقاً لقرار إنشائها بتنفيذ توجهيات وتعليمات الوزير فى جميع الجهات التابعة للوزارة وتقييم أداء العاملين بهذه الجهات ورفع تقارير للوزير، وضم هذا الكشف الصادر عن شهر مايو الماضى المهندس محمد أحمد على البلتاجى مدير عام التنسيق والمتابعة بالوحدة حصل على 3500 جنيه، والمهندس أشرف محمد زيد فودة مدير إدارة التنسيق والمتابعة حصل على 3000 جنيه، وأحمد محمد صبرى عبد الحميد رئيس قسم التنسيق والمتابعة حصل على 2500 جنيه، وبهاء الدين السيد محمد البربرى مدير إدارة التنسيق والمتابعة حصل على 3000 جنيه، ومحمود السيد محمد الشامى رئيس قسم التنسيق والمتابعة حصل على 2500 جنيه، كل هذا بجانب رواتبهم وحوافزهم وبدلاتهم ومكافآتهم الأصلية التى يتحصولون عليها شهرياً مثل باقى زملائهم بالهيئة.
وكشف آخر عن شهر يونيو الماضى لصالح نفس الوحدة ويضم نفس الأسماء السابق ذكرها يضاف إليها فاتن أحمد عبد الفتاح سكرتارية وإدخال بيانات 1500 جنيه، وياسر صلاح عبد العظيم سكرتارية وإدخال بيانات 1500 جنيه.
وكشف ثالث عن شهر يونيو الماضى صادر عن مكتب وزير النقل الإخوانى إلى رئيس هيئة السكك الحديدية لصالح وحدة تنظيم السلامة والنقل بالوزارة ويضم خالد فاروق نور الدين رئيس الإدارة المركزية لهذه الوحدة وحصل على 5950 جنيهاً، وخالد محمد أحمد صبرة مدير عام هذه الوحدة 5800 جنيه، ووجدى شحات عبد الحكيم مهندس ثان بالوحدة 3300 جنيه، ومحمد عبدالله إبراهيم مهندس ثان 1225 جنيهاً، وأحمد صالح السعدنى مهندس ثالث 1875 جنيهاً، وعمرو نبيل محمد مهندس ثالث 1875 جنيهاً، ومحمد كمال حربى مهندس ثالث 1225 جنيهاً، ومصطفى ماجد محمد عز الدين مهندس ثالث 1875 جنيهاً، وأحمد محمد عثمان مهندس ثالث 1875 جنيهاً.
واللافت أن هذا الكشف الذى حمل توقيع خالد فاروق نور الدين باعتباره رئيس الإدارة المركزية لتنظيم السلامة والنقل بالوزارة ضم نور الدين نفسه فى أعلاه دون أى مراعاة للقانون الذى لا يجيز للمسئول أى يصرف أى حوافز أو مزايا لنفسه.
وهذه الكشوف التى تم فرضها على هيئة السكك الحديدية لصالح الأسماء الورادة بها سواء تحت مسمى جهود غير عادية أو دعم أو حافز إثابة، كانت تصرف شهرياً بجانب ما يحصل عليه هؤلاء شهرياً من رواتب وحوافز ومكافآت وبدلات أصلية ثابتة من هيئة السكة الحديد أسوة بزملائهم العاملين بالهيئة، فيما قدرت مصادر لـ"اليوم السابع" ما يحصل عليه القيادات المنتمية للجماعة ممن يماثلون فى وضعهم الإخوانى سامى عبد الفتاح رئيس وحدة التنسيق والمتابعة بالوزارة بـ10 آلاف جنيه شهرياً، بالإضافة إلى مستحقاته الأصلية التى يحصل عليها شهرياً من الهيئة.
المصادر تؤكد أن ما كان يفعله الوزير الإخوانى مع السكة الحديد لصالح أعضاء الجماعة فعله لصالح باقى أعضاء الجماعة الذين صعدهم إلى ديوان عام الوزارة من الهيئات والشركات الأخرى التابعة للوزارة، أما المستشارون الإخوان أمثال الأخوانى محمد العجرودى مستشار الوزير للمشروعات والإخوانى وليد عبد الغفار مستشار الوزير لشئون النقل البحرى فكان ما يتحصلون عليه شهرياً يتراوح بين 50 إلى 70 ألف جنيه شهرياً، بالإضافة إلى أن كل واحد منهم كان مخصصاً له سيارة حديثة بسائق وخط اتصالات مفتوح تتحمل تكلفته الوزارة.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.