الجيش المصرى يبدأ المرحلة الثانية من «فجر سيناء».. ويهاجم الإرهاب بـ 6 طائرات «أباتشى» و600 من رجال «الصاعقة»

العملية بدأت فجر الجمعة بمشاركة 40 آلية عسكرية.. والقبض على إرهابيين بعد مداهمة مسجد وقت صلاة الجمعة

إحدى البؤر الإرهابية التى قصفتها طائرات الأباتشى فى سيناء

واصلت قوات الجيش حملتها العسكرية على بؤر الإرهاب فى شمال سيناء، وقال شهود عيان إن 6 طائرات أباتشى و40 آلية عسكرية ومدرعة وراجمات صواريخ، وما يقرب من 600 من عناصر العمليات الخاصة والصاعقة، داهمت أمس «الجمعة»، بؤر الإرهاب فى 5 قرى جنوب الشيخ زويد ورفح، وخاصة قريتى المهدية والمقاطعة.

وأوضح الأهالى أنهم سمعوا دوى انفجارات متتالية، صباح أمس، صحبه تصاعد كثيف للدخان، مشيرين إلى أن الطائرات استهدفت عدداً من السيارات والمنازل العشوائية والعشش، مؤكدين أن القوات حاصرت عدداً من العناصر الإرهابية فى قرية المقاطعة، وطاردتهم تحت غطاء جوى.

وحول العمليات الميدانية، قال مصدر أمنى إن المرحلة الثانية من عملية «فجر سيناء» بدأت بالفعل فجر أمس، بمداهمة 5 قرى تتمركز فيها العناصر الإرهابية، وسط غارات وتحليق كثيف للطائرات.

وفى سياق متصل، داهمت القوات الأمنية مسجداً يعتقد أنه للجماعات الجهادية بحى الترابين جنوب قسم الشيخ زويد أثناء خطبة الجمعة، واعتقلت عدداً من العناصر التكفيرية.

وقال «م.ن» من جيران مسجد «الفلسطينى» بحى الترابين بالشيخ زويد، إن مدرعتين للجيش حاصرت الباب الأمامى بعد صعود الإمام للمنبر، وقبض الجنود على مجموعة من العناصر «الجهادية»، فيما فرت مجموعة أخرى من الباب الخلفى للمسجد الذى وجدوا به كمية من الأسلحة الألية

وأوضح الشهود أن إمام المسجد معروف بخطبه المتشددة، مؤكدين أن مجموعة من المسلحين الذين يستهدفون القوات الأمنية اعتادوا على الصلاة فيه، مشيرين إلى أن قوات الجيش كانت ألقت القبض على أحد أفراد المجموعة ويدعى «ى.أ» قبل 6 أيام من أمام منزله الكائن بحى الترابين وبحوزته أر بى جى مخبأ بالمكان

كان الشيخ إبراهيم أحمد، وكيل مديرية أوقاف جنوب سيناء، أعلن فى بيان له مساء أمس الأول «الخميس»، منع إقامة صلاة الجمعة فى 30 مسجداً صغيراً و40 زاوية على مستوى مدن جنوب سيناء تنفيذاً لقرار وزارة الأوقاف الذى حظر إقامة صلاة الجمعة فى المساجد والزوايا التى تقل مساحتها عن 80 متراً.

وأضاف البيان أنه تقرر أن تقام صلاة الجمعة فى المساجد الكبرى فقط الموزعة توزيعاً جغرافياً والمنتشرة بمدن المحافظة، مشيراً إلى أنه تم منع الخطباء غير الأزهريين من صعود المنبر لإلقاء خطبة الجمعة بمساجد المحافظة.

غارات ليلية على رفح والشيخ زويد وتدمير مخزن للسلاح وسيارتين للإرهابيين

وتأتى هذه التطورات غداة قصف عنيف للطائرات العسكرية المصرية على بؤر الإرهاب فى قرى رفح والشيخ زويد، وقال مصدر أمنى إن طائرتى أباتشى قصفتا، ليلة أمس، أوكار الإرهاب بقرى المقاطعة والزوارعة وأبولفيتة، للاشتباه فى اختباء منفذى تفجير مبنى المخابرات الحربية برفح بداخلها.

وأوضح أن الغارات أسفرت عن تدمير مخزن للسلاح فى قرية أبولفيتة وإحراق سيارتين عليهما منصة كلاشينكوف كانتا تستخدمان فى العمليات الإرهابية.

وقالت مصادر أمنية إن قوات الجيش اقتحمت قرية الجورة التابعة للشيخ زويد منذ مساء الخميس، وداهمت عدداً من المنازل والبيوت والمحلات بدون اتلاف لهما بحثاً عن المطلوبين، مضيفاً أنه تم تطويق القرية طوال الليل.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن أغلقت ميدان قرية «الجورة»، الذى توجد به عدة أكمنة أمنية، فيما شهدت القرية انقطاعاً للتيار الكهربائى، عقب تعطل خطوط الضغط العالى بها.

وفى رفح، واصل سلاح المهندسين بالجيش مساء أمس الأول، عملية هدم الأنفاق وتمشيط الشريط الحدودى مع قطاع غزة، وقال شهود عيان إن قوات الجيش دمرت أمس 3 أنفاق ومنزلاً غرب منطقة صلاح يمر أسفله نفق سرى لتهريب البضائع والسلاح يبعد عن الحدود 50 متراً فقط، ويتكون من طابق واحد ويمتلكه مواطن يدعى «صبحى.أ».

من جهتها، ذكرت «إذاعة إسرائيل» فى تقرير مطول لها أمس نقلته بعض الوكالات الأجنبية والعربية، خبراً عن إخلاء بعض الإسرائيليين القاطنين فى مدن قريبة من الحدود المصرية لمنازلهم، خوفاً على حياتهم من العمليات الدائرة فى سيناء. وقال مواطنون من سكان الحدود برفح إن طائرة إسرائيلية قصفت أمس سيارة يستقلها عناصر إرهابية داخل الحدود المصرية، ما أسفر عن مصرع أحد العناصر وإصابة آخر، وهو ما نفته مصادر أمنية مصرية رسمية.

من ناحية أخرى، قال مصدر أمنى بسيناء: إن «الكراسى الطائرة» الثلاثة التى تم ضبطها مساء الثلاثاء الماضى، بحوزة بعض العناصر الإرهابية، بإحدى القرى بمدينة رفح الحدودية، تبين أنها أسلحة حديثة يطلق عليها «الخفاش الطائر» وتعتبر من الأسلحة العسكرية الخطيرة التى توجد فقط بسلاح المظلات بالجيوش المتطورة، والتى تعتمد على تدريبات ذات تقنية حديثة لمستخدمى هذا السلاح، حتى يستطيع الصمود فى الجو لأكبر فترة ممكنة، وهو ما يؤكد أن التنظيمات الجهادية فى سيناء تمول من جهات خارجية بالأسلحة الحديثة.

وأوضح أنه من الممكن أن يستقل الكرسى الواحد منها فرد أو اثنان، ويستطيع مستخدمها أن يطير بسرعات فائقة وعلى ارتفاعات عالية.

وفى سياق آخر، لقى شرطى مصرعه وأصيب 5 آخرون فى حادث انقلاب مدرعة للشرطة على طريق الكونتلا بوسط سيناء، مساء الخميس الماضى. وقال مصدر أمنى إن "الحادث أسفر عن مصرع الشرطى حسين.م"، 28 عاماً، وإصابة 5 مجندين آخرين، تم نقلهم لمستشفى السويس العسكرى. وعلى الصعيد السياسى، تبرأ حزب النور بشمال سيناء فى بيان أصدره أمس من تصريحات جمال خليل عضو مجلس الشورى السابق عن حزب النور بشمال سيناء، التى استهزأ خلالها بعمليات الجيش فى سيناء، وذلك فى مداخلته الهاتفية لقناة «الجزيرة».

وقال الحزب: نود التنويه بأن هذه التصريحات تمثل وجهة النظر الشخصية للسيد النائب، كما أوضح هو شخصياً فى ذلك الاتصال، كما أنه لم يراجع المسئولين عن إدارة الحزب فى المحافظة، أو إدارته المركزية بهذا الصدد.

وأضاف البيان: «هذا ويختلف الحزب مع معظم ما قاله السيد خليل، بشأن ما يجرى فى سيناء من أحداث»، وتابع أن مكتب الحزب فى المحافظة حاول التواصل مع القناة أكثر من مرة لتوضيح موقف الحزب الرسمى إلا أنه لم يتمكن من ذلك.