سلَّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على آراء عدد من خبراء التسليح، الذين حذروا من أن عملية تأمين ترسانة أسلحة الرئيس السوري بشار الأسد الكيماوية مهمة عسيرة للغاية في الوقت الراهن، وباهظة التكلفة وستسغرق سنوات.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، أنه في الوقت الذي يتنافس فيه عدد من الدبلوماسيين على تقديم الخطط حول تأمين ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا، فإن خبراء الأسلحة يحذرون من صعوبة مثل هذه المهمة "المعقدة والخطرة"، وسط تصاعد حدة الصراع الدائر في سوريا.
وأشارت إلى أن فريق الأمم المتحدة الذي سيتم نشره في سوريا من أجل تفكيك الأسلحة الكيماوية، سيواجه مهمة حماية هذه الترسانة المخبأة في عدة أماكن متفرقة من البلاد، التي طالما كانت بعيدة عن الاتفاقيات الدولية بشأن الحد من التسلح، لاسيما خطر تعرض البعثة الأممية لإطلاق نار من جانب أطراف الصراع في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن مهمة البعثة الأممية في سوريا ستكون باهظة التكلفة وقد تمتد لسنوات، خاصة إذا تمحورت حول مخزون أسلحة الدمار الشامل السورية التي تقدر بآلاف الرؤوس الحربية والصواريخ، فضلا عن مئات الأطنان من المواد السامة السائلة المخزنة في شتى أنحاء البلاد.
ونقلت "واشنطن بوست" عن جيان باسكال زاندرس الباحث البلجيكي في مجال الحد من الأسلحة، قوله إن "مهمة تأمين أسلحة الدمار الشامل في سوريا قد تكون سهلة التحقيق، بيد أن عملية تدمير مخزون ترسانة الأسد الكيماوية قد تستغرق عدة سنوات".
ونوهت بأن سوريا لديها ثالث أكبر ترسانة أسلحة كيماوية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، اللتين بدأتا بالفعل في تدمير مخزونهما، فضلا عن أنها تمتلك كميات هائلة من غاز الأعصاب المميت "سارين"، جنبا إلى جنب مع غاز الخردل ومواد سامة أخرى.
وأكدت أن المرحلة الأخيرة وهي تدمير ترسانة الأسد الكيماوية، ستكون الأكثر تعقيدا، لأنها تتطلب بناء مرافق الحرق التي يجب أن تعمل في ظل معايير صارمة لمنع التلوث، مشيرة إلى أن واشنطن التي صنعت 31 ألف طن من الأسلحة الكيماوية خلال حقبة الحرب الباردة، أطلقت برنامجا بمليارات الدولارات للتخلص من مخزونها عام 1997 ولم تنه المهمة حتى الآن.
وشدد السفير الروسي لدي الأردن خلال محادثة هاتفية مع الصحيفة من عمان، على ضرورة ضمان حماية مفتشي الأمم المتحدة من جانب القوات النظامية فضلا عن قوات المعارضة، مشيرا إلى أن موسكو ودمشق تبحثان كيفية السماح للبعثة الأممية بالدخول إلى عدد من المناطق، معتبرا إن مهمة البعثة الأممية لن تكون سهلة.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.