سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير 1949 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية قتل متعمدة. وهو ابن الممثل المصري السيد بدير.
كان من اوائل الثانوية العامة بمجموع 95% التحق بالكلية الفنية العسكرية لولعة الشديد بالقوات المسلحة عين معيدا فى الكلية وعمل أستاذا فى الكلية لبضع سنين وحصل على الدكتوراه والماجستير وأحيل على المعاش بناء على رغبته وسافر الى المانيا لاستكمال ما بدأه من أبحاث. كان مجال الدكتور سعيد التحكم فى المدة الزمنية منذ بدء اطلاق القمر الصناعى الى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعى والتحكم فى المعلومات المرسلة من القمر الصناعى سواء كان قمر تجسس أو قمر أستكشافى الى مركز المعلومات فى الأرض .
توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ ويقال ان برنامج حرب الفضاء الذي نفذته الولايات المتحدة الامريكة كان نتيجة الابحاث التي سرقت منه كما ان اخر بحث له كان عن كيفية تسخير قمر صناعي معادى لمصلحتنا
اكدت زوجته أن دكتور سعيد رفض تخصيص أبحاثه لصالح بعض الجهات الأجنبية التى استخدمت معه كافة السبل لإغرائه لكنه رفض وخص مصر بأبحاثه جميعها وأضافت كنا نستيقظ على أصوات غريبة نضىء الأنوار فنجد فى الصور المعلقة وقد انتقلت من موضعها على الحائط ومعلقة فى مكان غير مكانها الأصلى وفى أحد الأيام بينما كان سعيد يعبر أحد الشوارع كادت سيارة مسرعة أن تدهسه وتوالت المكالمات الهاتفية على المنزل ومضمونها الرضوخ أو التصفية
قرر العودة الى مصر وأرسل بخطاب الى الرئاسة المصرية يطلب حمايته وفى طريقه الى المطار وعند صعوده الى الطائرة حاولت المخابرات الألمانية منعة من السفر ولكن كان لكابتن الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران موقف نبيل وقال لهم ان أن لمصر سيادتها والطائرة جزء من أرض مصر.
عند عودته إلى مصر اتصل بشقيقه سامح وطلب منه مفتاح شقة الإسكندرية حتى يستكمل بحثه الهام وطلب من شقيقه رعاية زوجته وطفليه الصغيرين ولكن كان هناك من لا يرغب في إتمام هذا البحث الهام وقرر التخلص من العالم العبقري .
وفىالرابع عشر من يوليو 1989 عثر على جثته ملقاة أمام مدخل العمارة دون أن يتعرف عليه أحد فى البداية ، مقطوع الشريان وملقى من الدور الرابع وعندما صعدوا الى الشقة كانت رائحة الغاز تملئ المكان ..وجاء تقرير الطبيب الشرعي وكذلك تحقيقات النيابة تؤكد أن القضية مجرد انتحار !
تخرج من الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية حتى وصل إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد مهندس بالمعاش بناء على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة ألمانية وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين، وكان مجال الدكتور سعيد يتلخص في أمرين:
1-التحكم في المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعي.
2-التحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي إلى مركز المعلومات في الأرض سواء أكان قمر تجسس أو قمراً استكشافياً.
نشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى أتفق معه باحثان أمريكيان في أكتوبر عام 1988م لإجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية، وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين، وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988م ليحمية من محاولات متوقعة لاغتياله وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها حيث عثر عليه جثه هامدة.
أكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها وتؤكد المعلومات أن العالم سعيد بدير توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ.
ويقال ان برنامج حرب الفضاء الذي نفذته الولايات المتحدة الامريكة كان نتيجة الابحاث التي سرقت منه. كما ان اخر بحث له كان عن كيفية تسخير قمر صناعي معادى لمصلحتنا
جــــــــــــــريمة التـــــــــصفيـــة بالــــقـــتل
بينما كان أحد سكان العمارة رقم (20) بشارع طيبة بالإسكندرية يفكر في المصدر الذي يجيء منه رائحة الغاز التي انتشرت في العقار سمع صوت ارتطام شديد بأرض الشارع أسرع الساكن إلى النافذة ليرى مشهدا مروعا جثة شخص في الأربعينات ملقاة على الأرض والدماء تنزف من رأسه فيسرع للاتصال تلفونيا بشرطة النجدة التي وصلت في الحال لمكان الحادث وبدءوا في سؤال سكان العمارة والشارع أيضا عن شخصية القتيل ولكن أحد لم يجب فقد كان القتيل غريبا عن الحي كله وبسرعة تتوصل تحريات رجال الشرطة إلى شخصية الضحية إنه الدكتور سعيد السيد بدير الذي جاء بالأمس إلى شقة شقيقه سامح بالطابق الرابع من العمارة رقم (20) يسرع رجال الشرطة إلى الشقة ليجدوا أمامهم التالي :
وجود أنبوبة بوتاجاز في غرفة النوم وجود بقعة دم واحدة على مخدة سرير النوم
ثم جاء تقرير الطبيب الشرعي وكذلك تحقيقات النيابة تؤكد أن القضية مجرد انتحار وذلك لأن الجميع لم يكن يعرف عن الضحية سوى أنه ابن الفنان الراحل السيد بدير وخرجت الصحف في اليوم التالي للحادث الموافق 18 يوليو 1989 بخبر الانتحار ولكن شقيق الضحية سامح كشف في تحقيقات النيابة عند استدعائه عن الكثير من شخصية شقيقه.
عـــــــــــــــــالـــــــــــــم عبـــــــــــــــقري
الضحية كان عالما مصريا عبقريا بل ثالث العلماء على مستوى العالم في مجال الميكرويف والاتصالات الفضائية وهو من مواليد روض الفرج في 4 يناير 1949 ، ضابط مهندس متقاعد في القوات المسلحة يحمل رتبة عقيد كما أنه يحمل العديد من الشهادات العلمية وهو أول من حصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية ... هذا بالإضافة إلى درجة الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية من جامعة كنت بإنجلترا وتم ترشيحه لجائزة الدولة التشجيعية.
وبدأت النيابة تصغي جيدا وهي تسمع عن المكانة العلمية والعالمية لسعيد السيد بدير ... وعرف وكيل النائب العام أن الضحية بعد إنهاء خدمته سافر لاستكمال أبحاثه في ألمانيا بعد أن تعاقد مع جامعة ديزبورج مع وعد منه بأن يرسل لمصر قبل أي دولة في العالم نتيجة أبحاثه أولا بأول .
وبالفعل سافر د. سعيد إلى ألمانيا ونجح في إنجاز 13 بحثا علميا في غاية الأهمية وعندما فكر في التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال هذه الأبحاث حيث هناك الإمكانيات الأفضل بدأت المشاكل تحاصره في ألمانيا ... فكان يعاني من ضغوط كثيرة مثل أن يجد بعض أثاث بيته قد تغير من مكانه أثناء غيابه عن المنزل .
لم يحتمل د. سعيد تلك الضغوط فقرر العودة إلى مصر حيث كان مشغولا بأحد أهم الأبحاث في حياته ولذا عند عودته إلى مصر اتصل بشقيقه سامح وطلب منه مفتاح شقة الإسكندرية حتى يبدأ في بحثه الهام وطلب من شقيقه رعاية زوجته وطفليه الصغيرين ... ولكن كان هناك من لا يرغب في إتمام هذا البحث الهام وقرر التخلص من العالم العبقري .
ليــــــــــــــس انتــــــــــــــــــــــــحارا
للوهلة الأولى اعتقد الجميع أن الدكتور سعيد انتحر بأن قام بفتح أنبوبة الغاز في غرفة نومه ثم قام بقطع شرايين يديه ... ثم قفز من الطابق الرابع !!!
هذا السيناريو قد يصدقه البعض ولكن هناك بعض النقاط التي تهدم هذا التصور من أساسه
أولى هذه الملاحظات السيناريو نفسه فمن غير المعقول أن يقوم شخص بثلاث محاولات للانتحار في دقائق معدودة وكل محاولة بمفردها كفيلة بإنهاء حياته، ثاني هذه الملاحظات حالة الخوف الغريبة التي سيطرت عليه من أجل أولاده ... فلا يعقل أن يقدم شخص على الانتحار وهو خائف على مصير أبنائه ، ثالثا عثر بين الأوراق التي عثر عليها داخل الشقة على مقدمة بحث علمي بالفعل أي أنه لم يخدع شقيقه سامح عندما طلب منه مفتاح الشقة ... فهل يمكن لعالم بدأ في بحث قال عنه أنه الأهم في حياته أن ينتحر قبل أن يفرغ منه ؟
الإجابة بالطبع لا .. إذن هناك من قتل الدكتور سعيد والسيناريو الأقرب للتصديق أن شخصين أو ثلاثة اقتحموا شقته وقيدوه ثم اقتادوه إلى غرفة نومه وقام أحدهم بقطع شريان يده بينما أحضر الآخر أنبوبة الغاز إلى غرفة النوم وفتحها .. وعندما فاضت روح العالم الكبير إلى بارئها .. ألقى الجناة الجثة من البلكونة ، هذا السيناريو ليس غريبا على جهاز القتل الإسرائيلي ( الموساد ) الذي تكرر بعد ذلك في شقة الدكتور جمال حمدان العالم المصري الكبير بعد سنوات .
*يقول احد المعلقين على هذا المقال:
"اولا هذا الدكتور كان متسع المجال في العلم حيث انه يدرس تكتيكات الاجهزه العسكريه وعلوم الفضاء المتصله بها لدى ناسا وغيرها اما مقتل هذا العالم لم يكن لا انتحارا ولا قتل شخصيه ليست لها صله بالعلوم التي لن يستفاد منها من قبل القوات المصريه فهو كان لب التطورات التي لا يريدون الافصاح عنهى الدول الكافره من العلوم الكهربائيه والعلوم العسكريه لدفاعات الدول اما مقتل هذا الانسان للاسف لم يفهمه البعض.فقد كان هذا العالم مطاردا من قبل الموساد الذين يظنون انه يوما سوف يكون عالما لقوات الدمار الشامل والعلوم الذريه فقد نبه هذا العالم بوجود اشخاص يلاحقونه ويراقبونه عن كثب وكأنه حس بمقتله وهذا يدل على وجود ابحاث خطيره تفيد ايا كان من الدول سواءا مصر او غيرها ولذلك قد نبه القاده من قبل الاستخبارات المصريه برسائل مكتوبه منه ولكن لم يلقى اي ردود او اجراءات امنيه تخصه وقد كتب هذا العالم نصا يقول فيه انني امشي واشعر بوجود شخص ورائي اينما كنت حتى مع عائلته ولذلك لم تتحد اي من الفطاعات سوءا عسكريه او علميه بخصوص هذا العالم الذي لم تكتشف ابحاثه بعد فقد كان عمل بعض البحوث التي لم يرغب بعض الدول بوجودها مع عالم مصري عربي ولقى اعجاب العلماء بسرعه بديهته في العلم وذكائه الخارق وعقله المصقول ولكن لا يعلم هومن هم اعدائه سواءا من العلماء او القوات العسكريه اومن مخابرات الدول التي اجرى ابحاثه لديهم وقد كانوا بعض المسؤولون في الدول ومصر يشكون انه لديه علم لا يريده ان يكتشف فولد لديهم دوافع هذا القتل وبعض الشكوك انه يعمل لدى مخابرات معينه .فقد نبه اخوه بالاعتناء باولاده وكانه يعلم ماذا سيحصل وعلى بعض الدول ان تكون حريصه على علمائها من جميع النواحي ولكن هذا العالم برز مع وجود قله في العلم العربي للاسف الشديد وهذا ماحصل وقيل انه فتح ملفات طائرات الكنكورد وقيل له ابحاث للاسف لم يفهمها قادة دول مصر العربيه..وهذا للاسف قلة الوعي في التعامل مع العلماء بشكل عام.....فقد كانت نفسيته مندمره في السنوات الاخيره لديه وكان وجوده في بعض الدول محك للشكوك نحوه من قبل مصر والدول المحاربه له او التي تريده كما هم يريدون وقد كان مقتله حلا لدى بعض القاده ولم تاتي مجريات جنائيه يشتبه ان الموساد هم من فعلوا هذي ولكن الاحتمالات يكونو هم من نفذوا خطة الدول التي من اجرى البحوث لديهم وهم المانيا وامريكا وغيرها من الدول التي لا يريدون العرب يفقهون شيئا ....لدي بعض الملاحظات في الموضوع وهو الدم الموجود في المخده نتيجة مقاومته لديهم وليس نتيجه انتحاره كما ظنوا المحققين والقضاة وانه قتل من قبل فكره المانيه طبقت على عالم مصري من قبل وتوجد لدي بعض الاحتمالات المقرره في قتله وهو ان الجناة دخلوا شقة اخوه وهم يلبسون الكمامات وقد كبلوه وفتحوا الغاز عليه لكي يختنق ثم القوه لكي تتم بعض الاجراءات انه يحتمل انه هو من قتل نفسه لكي يلوذوا بالفرار خارج البلاد قبل ان يتمكنوا من خبر قتله القصود ولكن للاسف طبق انتحاره في سجل التحقيقات لمده طويله .....ولم اجد في هذا الموضوع خبر مزيف الا انه لم تكتشف حقائق هذه الشخصيه يشكل كاملا حتى يومنا هذا..."
اغتيال نابغة الأقمار الصناعيّة والصواريخ
****************************
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
في 13 يوليو عام 1989 تلقى قسم شرطة شرق في الإسكندرية بلاغا عن سقوط شخص من أعلى عمارة في شارع طيبة بكامب شيزار على الأرض. صوِّرت القضية على أنها محاولة انتحار، خصوصاً بعدما اكتشف المحققون قطعاً بالوريد وتسريباً للغاز، على نحو يوحي بأن المنتحر كان مصمماً على التخلص من حياته إما بالغاز أو القفز من شقته.
لكن القضية عرفت مساراً آخر عندما اكتشف الجميع أن المقتول هو الدكتور سعيد بدير، الذي سارعت زوجته إلى اتهام أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأميركية بقتله، استناداً إلى معرفتها بشخصية زوجها الراحل وقالت: {سعيد لا ينتحر أبداً...}.
سعيد نجل الفنان الراحل سيد بدير، تخرج في الكلية الفنية العسكرية، وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية، حتى وصل إلى رتبة مقدم وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد بناء على طلبه، بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنكلترا، ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة ليبزيخ الألمانية الغربية، وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين، وهناك توصل المهندس الشاب من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى العالم في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، وبعدما رفض عرضاً من وكالة الفضاء الأميركية الـ'ناسا' للعمل فيها في مقابل الحصول على الجنسية الأميركية وأجر مالي ممتاز، شعر بأن حياته وحياة أسرته باتت في خطر، فكتب رسالة إلى الحكومة المصرية يطلب فيها حمايته.
تلقى سعيد اتصالاً من السلطات في القاهرة تطلب منه عودته فوراً الى أرض الوطن وللاسف لقي حتفه على هذه الأرض حيث حلّ خبر وفاته كالصاعقة على أفراد اسرته فاتحاً المجال للتساؤل حول مدى قدرتنا على حماية علمائنا من الأعداء في عقر أوطانهم.أما أنا الدكتور سمير قديح الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية وكاتب هذا الموضوع وقول ان هذه العملية قامت بها المخابرات الأميركية، ومن المرجح أن المخابرات الإسرائيلية شاركت فيها.
تقول سطور القصة القصيرة إن سعيد هو ابن الفنان العظيم الراحل سيد بدير، ولد في يناير عام 1949 وفرح به والده الفنان سيد بدير ليس لأنه كان آخر العنقود فحسب، بل لأنه في سنواته الأولى بدا فائق الذكاء، وكلما كبر ازداد ذكاءً حتى إن أصدقائه في المدرسة الثانوية قالوا عنه إنه كتلة من الذكاء على الأرض.
في الثانوية العامة كان سعيد بدير الثاني على مستوى الجمهورية بمجموع خمسة وتسعين في المائة واختار الكلية الفنية العسكرية التي تخرج المهندسين الضباط، واجتاز اختباراتها بسهولة، وظل الخط البياني له في ارتفاع حتى أصبح معيداً في الكلية الفنية العسكرية عام 1972، ثم مدرساً مساعداً في الكلية نفسها، ثم مدرساً فيها عام 1981.
توالت إنجازاته العلمية، حتى قيل إنه {يضع يده في الحديد فيتحوّل ذهباً}، وتحول سعيد من مدرس بالفنية العسكرية إلى رئيس قسم الموجات والهوائيات في إدارة البحوث والتطويرات في قيادة القوات الجوية. بدأت مخاوف الأجهزة المخابراتية التابعة للدول غير الصديقة تصل إلى حد الرعب، خصوصاً أن لمسات سعيد بدأت تظهر في الطيران الشرقي وتزيده تطويراً بعدما كان سيتم الاستغناء عنه في مصر وبعض الدول العربية.
تحوّل سعيد عقبة أمام أميركا، وأمام بيع السلاح، لذا بدأت القصة عندما سافر ليكمل تعليمه ويعمل كأستاذ زائر في جامعة دويسبرغ في ألمانيا الغربية،وكانت مدة العقد سنتين تبدأ في 1987، وتحول سعيد بسرعة إلى اسم لامع في المحافل الدولية، وأكمل تعليمه العالي وحصد دكتوراه في هندسة الإلكترونيات من جامعة {كنت} في إنكلترا.
استمر في مواصلة أبحاثه، حتى صنف من بين 13 عالماً على مستوى العالم في الميكرويف، وكان ترتيبه الثالث، وبدأ في ألمانيا إجراء تجارب علمية على مشروع خاص باسم 254، يتعلّق بالهوائيات والاتصال بالفضاء وإمكان التشويش على سفن الفضاء الأميركية، فعرضت عليه وكالة الـ'ناسا' الأميركية العمل هناك مقابل مبلغ خيالي والجنسية الأميركية، لكنه رفض حباً في مصر.
وعندما علم بذلك الرئيس المصري حسني مبارك عينه مستشاراً له في مجاله، واستمر سعيد في تجاربه في ألمانيا على أساس أن الإمكانات في مصر غير متاحة لمثل هذه التجارب، وبدأت المخابرات الأميركية تهدده بطريقة غير مباشرة، مثل محاولة قتل ولده تارة، وزوجته طوراً، وهنا أحس سعيد بالخطر، فأرسل زوجته وولديه إلى مصر، ثم أرسل خطابا إلى أكبر سلطة في مصر يطلب حمايته، ولما ازداد التهديد والخطر قرر أن يعود إلى الوطن.
وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988، وكي يبعد الأنظار عنه قرر أن يفتتح مصنعاً للإلكترونيات لمجرد صرف نظر المخابرات الأميركية عنه، وأعلن عن هذا المصنع، وطلب شركاء ومساهمين، وانهالت عليه العروض وكان أهمها عرض من ألمانيا.
بعد ذلك الإعلان بأسبوع، تحديداً في الإسكندرية في 13 يوليو عام 1989 تلقى قسم شرطة شرق في الإسكندرية بلاغاً عن سقوط شخص من أعلى عمارة في شارع طيبة في كامب شيزار في ما يبدو أنه انتحار، لذا تم التحقيق في الإسكندرية بهذا الاتجاه، فلا أحد كان يعرف من هو سعيد بدير وقيمته العلمية، ثم وجدوا الغاز مفتوحاً في شقته وكأنه أراد الانتحار بالغاز وعندما فشل ألقى بنفسه من العمارة! كذلك وجدوا وريد يده مقطوعاً أيضاً، فكأنه أراد الانتحار بطرق الموت كافة.
لكن من يعرف سعيد يؤكد أنه لا يمكن أن ينتحر أبداً، فلا هو بالفاشل في حياته، ولا ينقصه المال مثلاً، وعندما سئلت زوجته في ما بعد 'هل تستطيعين أن تقولي إن الموساد والمخابرات الأميركية وراء مصرع زوجك سعيد بدير؟'، أجابت بثقة: {ذلك صحيح وبنسبة كبيرة جداً فسعيد لا ينتحر أبداً}.
نــــــــــــــــــوابـــــــغ العــــــــــــــــــــــرب
علماء ونوابغ عرب كثر رفضوا هجرة أوطانهم واعتبروا أن دراستهم في الغرب فرصة للحصول على خبرات نادرة، فتعرّضوا إلى الاغتيال وقيد ذلك كجرائم {ضد مجهول}. في مقدمة قائمة الاغتيال الدكتورة سميرة موسى، والدكتور يحيى المشد، والدكتور سعيد سيد بدير، وثمة أسماء كثيرة في تلك القائمة الدامية نعرض مختصراً عنهم في السطور التالية.
سمير نجيب...
قُتل في حادث سيارة غامض
تخرّج عالم الذرة سمير نجيب في كلية العلوم في جامعة القاهرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة، ولكفاءته العلمية المميزة رُشحّ في بعثة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء فيما لم يتجاوز الثالثة والثلاثين.
أظهر سمير نبوغاً مميزاً وعبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينات خلال بعثته إلى أميركا، إلى درجة أنه انتهى من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل، وصودف أن أعلنت جامعة {ديترويت} الأميركية عن مسابقة للحصول على وظيفة أستاذ مساعد فيها في علم الطبيعة، وتقدم لهذه المسابقة أكثر من مئتي عالم ذرة من مختلف الجنسيات، وفاز بها الدكتور سمير نجيب، وبدأ أبحاثه الدراسية التي حازت إعجاب كثير من الأميركيين، وأثارت قلق المجموعات الموالية للصهيونية في أميركا.
بدأت تنهال على الدكتور سمير العروض المادية لتطوير أبحاثه، لكنه، لا سيما بعد حرب يونيو 1967، شعر أن بلده في حاجة إليه، وصمم على العودة إلى مصر وحجز مقعداً على الطائرة المتجهة إلى القاهرة يوم 13 أغسطس من عام 1967،
وما إن أعلن الدكتور سمير عن سفره حتى تقدمت إليه جهات أميركية كثيرة تطلب منه عدم السفر، وعرضت عليه إغراءات علمية ومادية متعددة كي يبقى في الولايات المتحدة، لكنه رفض.
وفي الليلة المحددة لعودته إلى مصر، وفي مدينة ديترويت وبينما كان يقود سيارته والآمال الكبيرة تدور في عقله ورأسه، يحلم بالعودة إلى وطنه لعرض جهده وأبحاثه ودراساته على المسؤولين، ثم يرى عائلته بعد غياب، فوجئ في الطريق العام بسيارة نقل ضخمة، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات، حاول قطع الشك باليقين فانحرف إلى جانبي الطريق، لكنه وجد أن السيارة تتعقبه، وفي لحظة مأساوية أسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارته التي تحطمت ولقي الدكتور مصرعه فوراً، وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت، وقُيّد الحادث ضد مجهول، وفقدت الأمة العربية عالماً كبيراً كان ليعطي بلده وأمته الكثير في مجال الذرة.
نبيل القليني...
خرج من منزله ولم يعد
قصته غاية في الغرابة، فقد اختفى منذ عام 1975 ولم يُعرف مصيره بعد. كان هذا العالم قد أوفدته كلية العلوم في جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بمزيد من الأبحاث والدراسات في الذرة، فكشف عن عبقرية علمية كبيرة تحدثت عنها جميع الصحف التشيكية، ثم حصل على الدكتوراه في الذرة من جامعة براغ، وفي صباح 27 يناير من عام 1975 دق جرس الهاتف في الشقة التي كان يقيم فيها الدكتور القليني، فخرج ولم يعد إلى الآن! وعندما انقطعت اتصالاته مع كلية العلوم في جامعة القاهرة، أرسلت الكلية إلى الجامعة التشيكية تستفسر عن مصير نبيل الذي كان بعبقريته حديث الصحافة التشيكية والأوساط العلمية العالمية، ولم ترد الجامعة التشيكية، وبعد رسائل ملحة عدة، ذكرت السلطات التشيكية أن العالم الدكتور القليني خرج من بيته بعد مكالمة هاتفية ولم يعد.
الغريب أن الجامعة التشيكية علمت بنبأ الاتصال الهاتفي فمن أين علمت به؟ وهل اتصلت بالشرطة التشيكية؟ إذا كانت الشرطة أخبرت إدارة الجامعة التشيكية فمن أين عرفت الشرطة؟ لكن الأغرب أن السلطات المصرية (عام 1975) لم تحقق في الجريمة.
نبيل أحمد فليفل...
اختفاء غامض
نبيل أحمد فليفل عالم ذرة فلسطيني شاب، استطاع دراسة الطبيعة النووية، وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين، وعلى رغم أنه كان من مخيم 'الأمعري' في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد رفض العروض كافة التي انهالت عليه في الخفاء وعن طريق الوسطاء للعمل في الخارج، وكان يحلم بأن يخدم وطنه بأبحاثه ودراساته العلمية، وفجأة اختفى الدكتور نبيل، وفي 28 أبريل من عام 1984، عثر على جثته في منطقة 'بيت عور'... ولم يتم التحقيق في شيء!
حسن كامل صباح...
"أديسون العرب"
يصل عدد ما اخترعه اللبناني العبقري حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 176 اختراعاً سُجلت في 13 دولة مثل: الولايات المتحدة الأميركية، بلجيكا، كندا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، أستراليا، الهند، اليابان، إسبانيا، واتحاد دول إفريقيا الجنوبية. بدأ العالم اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط الذي يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها، وفي عام 1928 اخترع جهازاً للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو والتلفزيون ورؤية صاحبه في آن، كذلك اخترع جهازاً لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، خصوصاً السينما سكوب، إضافة إلى التلفزيون.
في العام نفسه، اخترع جهازاً لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو عبارة عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد تعرضها إلى أشعة الشمس، وإذا وُضع عدد منها يغطي مساحة ميل مربع في الصحراء، فإن القوة الكهربائية التي يمكن استصدارها من الشمس عندئذ تكون 200 مليون كيلو وات، وعرض الصباح اختراعه على الملك فيصل الأول ملك العراق ليتبناه، لكن الأخير توفي، ثم عرضه على الملك عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع الخالي، لكن الصباح توفي بعد فترة وجيزة.
وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.
مساء 31 مارس من عام 1935 كان حسن كامل الصباح عائداً إلى منزله في الولايات المتحدة فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة، خصوصاً أنه وجد على مقعد السيارة من دون أن يصاب بأية جروح، ما يرجح وجود شبهة جنائية فهو كان يعاني من حقد زملائه الأميركيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته إلى والديه، وحمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى لبنان، وشيع إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه في بلدة النبطية - جنوب لبنان.
ورثاه رئيس شركة جنرال إلكتريك قائلاً: {إنه أعظم المفكرين الرياضيين في البلاد الأميركية، وإن وفاته تعد خسارة لعالم الاختراع}.
رمال حسن رمال...
وفاة غامضة في معمله
أحد أهم علماء العصر في مجال فيزياء المواد كما وصفته مجلة 'لوبوان'، التي قالت أيضاً إنه مفخرة لفرنسا، وتعتبره دوائر البحث العلمي في باريس السابع من بين مائة شخصية تصنع في فرنسا ملامح القرن الحادي والعشرين العلمية.
جاءت وفاته في ظروف مريبة، إذ تُوفي في المعمل ووسط الأبحاث العلمية التي تحدثت عنها فرنسا، ولم يستبعد وجود أصابع خفية وراء الوفاة التي تتشابه مع وفاة العالم حسن صباح في عدم وجود آثار عضوية مباشرة على الجثتين!، وأيضاً وقعت حادثة وفاته بعد حسن كامل الصباح بفترة قليلة.
وكانت فرنسا قد طلبت من العالم الراحل العمل لديها عقب حصوله على درجة الدكتوراه فوافق على تولي منصب أستاذ في جامعة غرونوبل إضافة إلى عمله كباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية الذي يضم خلاصة العقول المفكرة في فرنسا. كذلك تولى مهام مدير قسم الفيزياء الميكانيكية والإحصائية في المركز بعد فوزه بالميدالية الفضية عن أبحاثه حول فيزياء المواد، وتمكن من التوصل إلى اكتشافات علمية مبهرة في مجال الطاقة، وأبرز إنجازاته العلمية اكتشافاته في مجال الطاقة البديلة باستخدام الطاقة الشمسية والكهرباء الجوية والطاقة الصادرة عن بعض الأجسام الطبيعية.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.