«مصطفى»: شارع «السوق» يصعب اقتحامه.. ووجود الشرطة بـ«المدينة» ليلاً خطر
عناصر من الجيش تفرض سيطرتها على شوارع «كرداسة»
اختلف أهالى كرداسة حول اقتحام قوات الأمن للمدينة صباح أمس الأول ما بين مرحب ومستاء، منهم من رأى أن سيطرة الشرطة عليها وتطهيرها من الإرهابيين مسألة ملحة وضرورية بعد أن تم تشويه صورة المدينة بعد اقتحام مركز الشرطة وقتل وسحل وتعذيب 13 شرطيا، بينما أبدى آخرون استياءهم من طريقة اقتحام المدينة والقبض على بعض المتهمين غير المتورطين فى أعمال عنف ضد الشرطة، وقالوا إن القبض على المسلحين مسألة صعبة بسبب وجودهم داخل العمارات السكنية.
فى البداية يؤكد مصطفى عبيد (30 سنة) من كرداسة أن معظم المسلحين والمطلوبين أمنيا من العناصر الخطرة موجودة بداخل مدينة كرداسة ولم تهرب إلى صحراء أبورواش كما أذاعت بعض وسائل الإعلام وقال إنهم مختبئون داخل العمارات السكنية بالمدينة، مشيراً إلى أن أهالى كرداسة لن يبادروا بالإبلاغ عنهم لأنهم «أهل وكلهم قرايب» على حد تعبيره.
يضيف «مصطفى» أن هناك مناطق بالمدينة لم تتمكن قوات الشرطة من اقتحامها أو ملاحقة العناصر الخطرة بها مثل شارع السوق الذى يقع بالقرب من طريق المريوطية بسبب ضيق الشارع وارتفاع العمارات به، موضحاً أن قوات الشرطة ستكون هدفا سهلا للمسلحين لدى دخولهم بالإضافة إلى أن شارع السوق يتفرع منه شوارع وحارات جانبية تؤدى إلى مناطق كثيرة بالمدينة ولا يعرفها إلا أهل البلد وحدهم، وتابع مصطفى: كان من الضرورى تحديد هوية المتهمين وتحديد عناوينهم بشكل دقيق قبل القبض عليهم أو استهدافهم حتى لا يصاب باقى سكان القرية بالهلع كما حدث لأن كل المصالح والمحلات والمطاعم أغلقت أبوابها، وفرض علينا حظر التجوال بشكل إجبارى وغابت الحياة عن كرداسة طوال يوم الخميس دون نتيجة كما أن الشرطة انسحبت مع أذان المغرب خوفا من استهدافهم من قبل المسلحين بسبب كمية السلاح الكبيرة.
من جانبه قال «أ.ع» 32 سنة، سائق من كرداسة، إن عددا كبيرا من أهالى المدينة غير راضين عن اقتحامها، وقال إن كل ما يتردد حول وجود إرهابيين بها من صنع الإعلام فقط وأن وصف الدكتور محمد نصر غزلانى بزعيم الإرهابيين فى المدينة غير حقيقى، لأنه رجل خير ومحترم و«صاحب واجب»، وأنه يرأس اللجنة الشعبية ويحمى البلد من البلطجية، مشككا فى قيامه بعمل كمائن وحواجز رملية فى مداخل المدينة الرئيسية ضد الشرطة.
وأضاف الشاب الثلاثينى: مرسى لم يفرج عنه بعد توليه الرئاسة كما يردد الإعلام لكن تم الإفراج عنه عقب ثورة 25 يناير ببضعة أشهر، وأضاف أنه استيقظ صباح يوم الخميس على صوت إطلاق النار وأنه لزم البيت طوال فترة النهار، كما أبدى استياءه الشديد من استهداف منازل أقارب القيادى الجهادى «محمد نصر غزلانى» القريبة من قسم شرطة كرداسة مثل بيت زوج شقيقته الذى أشار إليه قائلا: «شفت عملوا فى البيت إيه، الرصاص بهدله وفى الآخر ملقيوش فيه حد، دول كانوا بيضربوا رصاص بالهبل وبرضو ما مسكوش الناس المتورطة فى قتل ضباط القسم»، وتابع: الناس هنا ليست متعاطفة مع الشرطة بقدر تعاطفها مع المسلحين لأنهم من «أهالينا» رغم أنهم عرضونا للإهانة وسوأوا سمعة المدينة.
من جانبه يقول سامى محمود (53 سنة) صاحب ورشة صيانة سيارات تقع بالقرب من قسم الشرطة: «من ساعة ضرب القسم وقتل رجال الشرطة واحنا مش عارفين نشتغل، كرداسة فيها 3 آلاف ورشة ومعظم أصحابها من العاملين السابقين بشركة رمسيس للنقل الخفيف بأبورواش وبعد إغلاقها وإحالة معظمهم إلى المعاش المبكر قاموا بفتح ورش جديدة لصيانة السيارات».
وأضاف: «ورغم أن عدد المسلحين والمجرمين بالقرية قليل إلا أنهم شوهوا سمعتنا، كرداسة معروفة بإصلاح السيارات على مستوى الجمهورية، ونفسى بعد ما الشرطة رجعت ليها تانى الناس تطمن ويرجعوا بلدنا عشان العجلة تدور ونقدر نأكل عيالنا».
يتابع صاحب الورشة الخمسينى حديثه قائلا: «منذ اقتحام القسم وأهالى كرداسة يعيشون فى خوف دائم الصنايعية والبياعين بيخافوا يطلعوا بره كرداسة ويتمسكوا فى اللجان بتاعة الشرطة، وهما ناس مسالمين لا علاقة لهم بالسياسة، الشرطة عارفة أسماء الإرهابيين كويس، تقدر تقبض عليهم وتريحنا من الهم ده».
«شريف»: خاطب من عين شمس ومش عارف أروح عند خطيبتى ولا عارف أزور أختى فى المنوفية
ويقول شريف محمد، سائق من كرداسة «نتمنى أن يعود الأمن من جديد إلى القرية حتى نستطيع العمل مثل الأوقات السابقة ونتخلص من سوء المعاملة التى نتعرض لها خلال خط سيرنا من قبل الأهالى وقوات الأمن، لا يستطيع أحدنا الاقتراب من وسط المدينة بسيارته أو على قدمه، أنا خاطب من عين شمس، ومش عارف أروح عند خطيبتى، ولا عارف أزور أختى فى المنوفية عشان محدش يمسكنى فى أى كمين».
يتابع «شريف»: «معاملة أفراد قسم الشرطة بكرداسة تغيرت معنا للأحسن بعد ثورة يناير وكانوا محترمين وما شفناش منهم حاجة وحشة، وما حدث معهم بعد فض اعتصام رابعة العدوية شىء محزن جدا».
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.