صرح شادي طلعت، مدير منظمة اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية، بأن منح واشنطن المعونة العسكرية لمصر لم يكن "بندا" إلزاميا للولايات المتحدة الأمريكية من بنود "كامب ديفيد"، اتفاقية السلام التي وقعت بين مصر و اسرائيل في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأضاف في تصريحات أن الرد على "الإهانة" الأمريكية لمصر عقب قطعها المساعدات العسكرية لا يجب أن يتم عن طريق العبث بمعاهدة سلام بين مصر و إسرائيل، خاصة و أن اسرائيل أبدت تعاونا مع مصر في الفترة السابقة بشأن القضاء على الإرهاب في سيناء.
وأكد "طلعت" ان مصر بإمكانها الرد بقوة على الإهانة الأمريكية بالتدخل في الشأن الداخلي الأمريكي كما تصر إدارة أوباما على التدخل في الشأن الداخلي المصري، خاصة و أن لأمريكا مصالح كبيرة في الشرق الأوسط في الوقت الذي باتت فيه مصر أكبر و أهم قوى في المنطقة.
و أوضح أن مصر بيدها فرصة ذهبية تتجلى في التفاف العرب حول وزير الدفاع المصري الذي يرى يرى فيه ملوك و رؤساء هذه الدول طموحاتهم الكبيرة بعودة القومية العربية، و هو ما يمكن مصر من تهديد القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج العربي بمساعدة هذه الدول، لافتا إلى أن هذه القواعد الأمريكية نشأت في الفترة التي لم تكن مصر تتمتع بدور القيادة في الشرق الأوسط .
و أضاف: كما تستطيع مصر إعادة النظر في البترول العربي الذي تستفيد منه أمريكا و كذلك تعيد النظر في السفن الأمريكية العابرة لقناة السويس.
وقال إن مصر بإمكانها اتخاذات اجراءات يتأثر في أعقابها وجود الديمقراطيين في حكم أمريكا، و صعود الجمهوريين الذين يقفون ضد سياسة "أوباما".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد كشفت اتجاه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتخفيض المعونات العسكرية لمصر، بعد مناقشات طويلة تمت بمشاركة إسرائيلية لبحث التعاون العسكري الأمريكي المصري بعد تصاعد العنف في البلاد مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين تأكيدهم على أن القرار سيصدر خلال الأيام القادمة، وشارك مسئولون إسرائيليون في المناقشات وتم الموافقة على خطط لوقف جزء كبير من المعونة العسكرية التي تقدم سنويا لمصر، بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد الفترة الماضية والعنف بين تنظيم الإخوان والجيش.
بينما أعرب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه من القرار وتخفيض المساعدات العسكرية لمصر ورد فعل الجيش المصري.
وسيتضمن القرار وقف تسليم العديد من الأسلحة للجيش المصري منها دبابات وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر، لكنه لن يشمل المعدات التي يستخدمها الجيش المصري في محاربة الإرهاب ومراقبة الحدود في سيناء ومع قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ أغسطس الماضي جرت عملية مراجعة دقيقة للمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر خاصة عقب فض اعتصامات جماعة الإخوان في نهضة مصر ورابعة العدوية، وتم في أعقابها تعليق تسليم طائرات "اف-16" المقاتلة لمصر وإلغاء مناورات النجم الساطع.
وقال مسئول اسرائيلي رفض الكشف عن هويته "على الرغم من قلق اسرائيل حول الاستقرار في مصر واتفاقية السلام الموقعة عام 1979، إلا أننا نتفهم جيدا الصورة الكبيرة للمصالح الأمريكية في مصر، وحاجتها إلى ممارسة نفوذها."، وأضاف "نحن نتشارك مع الأمريكيين في وجهات النظر والمبادئ حول الأمور المفيدة وغير المفيدة لمصر."
ولن تكتفي واشنطن بالمساعدات العسكرية بل سيتم أيضا وقف المساعدات غير العسكرية التي كانت تحصل عليها مباشرة الحكومة المصرية، والتي لا ترتبط ببرامج تدعيم التعليم والصحة ..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.