"الشعب أراد وأسقط النظام، ثورة الشباب أجبرت مبارك على الرحيل"، مانشيت «الأهرام» 12 فبراير 2011.
عائلة الفقيدة حمدية أحمد جنينة، تنشر إعلانا خاصا قدمت من خلاله الشكر لكل من واساها وقام بتعزيتها، وخصت بالذكر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، صفحة الوفيات في "أهرام"، الجمعة 15 نوفمبر 2013.
عامان و9 أشهر وبضعة أيام لم يأتِ فيها ذكر مبارك بهذه الصورة الودودة، وهي المرة الأولى التى يُنشر فيها إعلان خاص به منذ تنحيه عن الحكم في 11 فبراير 2011، والمثير أن برقية الشكر للرئيس المخلوع تأتي مباشرة في أعقاب الإعلان عن إنهاء حالة الطوارئ التي وضعت مبارك قيد الإقامة الجبرية، فهل يعني ذلك أنه أصبح حرا طليقا؟
هل لهذا التوقيت أي مدلول؟، وما هي الصفة القانونية لوضع «مبارك» الآن؟ وهل يرضى الرأي العام بعودة مبارك على الساحة الإعلامية مرة أخرى؟
د. عزة عزت أستاذ الإعلام ومؤلفة كتاب «صورة الرئيس» تقول إن اسم مبارك كما ورد بالأهرام اليوم، تمهيد لعملية ظهور تدريجي له في الإعلام، وجس نبض لفكرة تقبل الرأي العام لعودته للحياة العامة مرة أخرى، من خلال دمجه في علاقات اجتماعية مع الشعب.
ولم تستبعد «عزت» أن نجد في الفترة القادمة إعلانات أخرى خصوصا أنها مادة مدفوعة الأجر لا يمكن محاسبة الأهرام عليها، "لو تكرر هذا الحدث مرة أخرى فسنخرج من طور جس النبض وقياس الرأي العام إلى توجيه الرأي العام وشغله بقضايا جانبية".
وأكدت أن الرأي العام لا يزال يرفض مبارك، حتى بعد اكتشاف مساوئ الإخوان، "رغم ظهور الفلول وأنصار مبارك وشفيق في ثورة 30 يونيو، ورغم أن بعض الإعلاميين استبدلوا كلمة الرئيس المخلوع بالرئيس الأسبق، إلا أن ذلك لا يعني أن غالبية الرأي العام تقبل مبارك".
معرفة هوية ناشر الإعلان٫ بالنسبة للدكتورة عزة، نقطة هامة عند الحديث عن هذا الأمر.
"الموقف كله يخضع للحالة القانونية، والموقف القانوني الشامل لمبارك"، هكذا علق محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المحلول على سؤال بوابة الشروق، فما هو هذا الموقف القانوني؟
المحامي «عصام الإسلامبولي» قال إن مبارك مخلى سبيله بقوة القانون، ومن حقه التصرف كمواطن عادي، وإن كان إخلاء السبيل لا يعني البراءة، لأن مبارك لا يزال متهما في قضايا أخرى.
ورفض «الإسلامبولي» من الناحية السياسية والشعبية ظهور مبارك على الساحة الإعلامية بهذه الصورة التي سوف تستفز المواطنين، حسب قوله.
أما «باسم كامل» القيادي بالحزب المصري الديمقراطي فيرى أن نشر اسم مبارك في صفحة الوفيات لا يستحق أن نقف أمامه كثيرا لعدة أسباب أولها أن سياسة تحرير الصحف القومية لا تكون في صف الشعب ولكنها سياسة "معاهم معاهم، عليهم عليهم" حسب وصفه.
السبب الثاني في وجهة نظره أن "إعلان الأهرام مدفوع الأجر لا يستطيع أحد منعه، وآخر الأسباب أن ظهور مبارك إعلاميا لم ينقطع منذ ثورة يناير، وطوال الوقت وهو موضوع أساسي في الأخبار، فلا أهمية لإثارة لغط حول هذا الموضوع من الأساس"...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.