جزيرة ليتي الفلبينية هي من أكثر المناطق تضررا بإعصار هايان. فبعد مرور حوالي أسبوع على العاصفة المهولة لا يزال آلاف المواطنين هناك بدون مأوى أو غذاء أو مياه صالحة للشرب ، غير أن هناك بوادر أمل بالنسبة لبعض مناطق الجزيرة.
على يمين الطريق الرئيسي ويساره في بلدة مارِدَة الساحلية بجزيرة ليتي الفلبينية تنتشر أطلال البنايات التي دمرها إعصار هايان بشكل رهيب. وبعد مرور نحو أسبوع على العاصفة العاتية تمكن بعض سكان بلدة ماردة، البالغ عددهم 30 ألف نسمة من بناء أسقف جديدة وإعادة إنشاء بعض الحيطان للاحتماء بها من الظروف المناخية.
روبرتو روما، الذي يبلغ عمره 64 عاما، يسكن أيضا في الشارع الرئيسي، حيث جلس على مقعد خشبي صغير ليتحمص مساحة المكان الذي كان ذات مرة فناء خلفيا لمنزله المتهدم الآن. لقد أخذ الإعصار منه أعز إنسان لديه، وهي: زوجته "وانا". العاصفة اقتلعت شجرة مثمرة فأصابت زوجته بضربة قاتلة. لم يتمكن هو أيضا من الهرب سريعا، حيث أصابه فرع شجرة في رأسة. وتبدو الغراز الطبية بشكل واضح في الموضع المجروح.
إعصار هايان قضى على زوجة روبرتو روما.
معونات لم تصل بعد
تتساقط الأمطار من جديد في منطقة ماردة ويتجمع الناس تحت السقوف المتبقية أوفي المنازل التي تم إعادة بنائها. المطر يعقد أعمال إعادة البناء التي يقوم بها السكان بأنفسهم دون أية مساعدة خارجية حتى الآن.
ساندرا بولينغ تعمل في منظمة "كير Care" للإغاثة الدولية وهي تقوم بمسح شامل لما حدث من أضرار وللإطلاع على الوضع في البلدة. وقد سافرت نحو 30 كيلومترا عبر ساحل جزيرة ليتي طولا لتصل إلى مدينة أورموك الساحلية. وتقول الخبيرة إن أكثر ما يحتاج إليه السكان هو الغذاء، وتتمنى أن تصل المعونات الغذائية من العاصمة مانيلا سريعاً إلى جزيرة ليتي، وتضيف: "ما نخطط له في الأيام المقبلة هي وصول المعونات الغذائية إلى القرى والبلدات النائية للجزير مثل ماردة وإيزابيل. وسنقوم خلال الأيام المقبلة بشحن مواد بناء بواسطة السفن إلى تلك المناطق، حتى يتمكن الناس من بناء مآوي مؤقتة لهم على الأقل".
نقل أكياس المساعدات الغذائية إلى مبنى البلدية.
مبنى البلدية - مركز عمليات الإغاثة
في مدينة أورموك نفسها فقد وصلت بالفعل بعض الإمدادات الإغاثية. وينقل المتطوعون بشكل سريع أكياساً من الأرز واللحوم المعلبة إلى مبنى البلدية، الذي تضررت نوافذه وسقفه بشكل محدود جراء العاصفة. وقد أرسلت الحكومة الفلبينية تلك المواد الغذائية إلى هناك بهدف توزيعها وتخزينها مؤقتا تحت حراسة الشرطة والجيش.
ويقول بنغو كابا، أحد العاملين في مبنى البلدية، حيث يساعد في أعمال إزالة مياه الأمطار المتساقطة باستمرار: "لقد أصبحت مدينة أورموك مدمرة بالكامل". ورغم ذلك فقد تم استخدام مبنى البلدية كمركز رئيسي لأعمال الإغاثة ولتنسيق حالات الطوارئ في كل المناطق المحيطة بجزيرة ليتي. وتتجلى أولوية مهمات الإغاثة أساسا في توفير الوجبات الجاهزة لسكان الجزيرة.
تيكينغ إيتانغ يعزف الغيتار وسط أصدقائه.
ويوضح بنغو كابا سبب اختيار أورموك منطلقا لأعمال الإغاثة ويقول: "لدينا هنا مطار وميناء بحري، لا يزالان في حالة جيدة نسبيا – كما قيل لنا - لذلك فإن مدينة أورموك تعتبر حاليا مركزا لتوزيع الإمدادات الإغاثية في جزيرة ليتي". ويضيف: "سنعمل كل ما في وسعنا".
الموسيقى للتعبير عن مدى الحزن
وحين تغرب الشمس ويزحف الظلام مغطيا مدينة أورموك، التي انقطع عنها الكهرباء منذ العاصفة الكارثية، يلوح أمام دار بلدية أورموك نور أحد المصابيح اليدوية في الظلام الحالك. إنه مصباح السيد تيكينغ إيتانغ: رجل جلس مع أصدقائه في الشارع وبيده غيتارة يعزف عليها. منزل تيكينغ إيتانغ كان ضحية العاصفة الهوجاء، ورغم ذلك "فالموسيقى هي خير دواء لنسيان الكارثة ولو مؤقتاً" كما يقول، ليواصل العزف وكأنه يأمل في غد أفضل.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.