السعودية ترفع «الكارت الأحمر» لـ«قطر».. «السيسي» و«العريفي» وراء طرد «الدوحة» من «التعاون الخليجي».. الخلاف بين الدولتين بدأ في الثمانينات.. و«30 يونيو» والأزمة السورية تشعلان الصراع مجددًا.
بالرغم من أن دولة قطر والمملكة العربية السعودية عضوان في مجلس التعاون الخليجى، إلا أن الخلافات لم تتوقف بينهما منذ الثمانينات، ولكنها كانت «على نار هادئة»، كما يصفها البعض حتى اشتعال الأزمة السورية، واحتدم الصراع بينهما عقب اندلاع ثورة 30 يونيو التي ساندها الجيش المصرى وأيدتها جميع الدول الخليجية عدا قطر، التي تنظر إليها على إنها انقلاب عسكري، على غير الحقيقة.
قضية الخلافات بين السعودية وقطر تتداولها بعض المواقع الإخبارية اليوم السبت تحت عنوان "السعودية تهدد بطرد قطر من مجلس التعاون الخليجى" وكشفت مصادر خاصة عن نية السعودية في إخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي والإطاحة بها إن لم تتوقف عن التدخل في الشئون السعودية.
وقالت المصادر إن الأمير الكويتي تلقى اتصالًا هاتفيًا من الملك عبدالله، عاهل السعودية، أبلغه فيه خادم الحرمين الشريفين بإيصال رسالة إلى أمير قطر مفادها "إذا لم تتوقف قطر عن التدخل في الشئون السعودية، فسوف تقود المملكة حصارًا بحريًا وبريًا وجويًا ضدها وصولًا إلى إخراجها من مجلس التعاون الخليجي".
وكان الأمير الكويتي قد كشف عن المكالمة وما دار فيها بينه وبين الملك السعودي، خلال اجتماعه مع رئيس حكومة بلاده ورئيس مجلس الأمة، معربًا عن انزعاجه من طلب الإبلاغ وقال إنه ليس موظفًا لدى السعوديين، وبعد إلحاح من الملك عبدالله، جرى اتصال بين أمير قطر وأمير الكويت وأبلغه برسالة الملك.
وأكدت المصادر أن الأمير الكويتي طلب من ديوانه عدم إبلاغ الصحافة بالمكالمة، لكن أمير قطر، من جانبه، أعلن عن تفاصيل الاتصال، مشيرة إلى أنه وبعد وقت قصير زار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الكويت وظن البعض أن الأمر له علاقة بزياره وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وهو ما لم يكن صحيحًا، وبعدها زار وزير خارجية قطر الكويت، وفي تفسير لذلك قد يتعلق الأمر بالإخوان ومساندة قطر ملف مصر، حيث يبدو أن قطر تقترب من ملف الإخوان في السعودية بسرعة كبيرة.
وأفادت مصادر مطلعة أن قطر تعرض الجنسية على عدد كبير من القيادات وفي صدارتهم الداعية السعودي "محمد العريفي" وهو أحد أهم الأسباب التي دعت الملك إلى تهديد قطر، وفق بعض التحليلات.
وبالرغم من أن قطر والسعودية عضوان بمجلس التعاون الخليجي إلا أن دعم القطريين للمجموعات المتشددة في بعض الدول العربية ومعارضة السعودية لهذه المجموعات واعتبارها بأنها تشكل تهديدًا لأمن المنطقة أدى هذا إلى احتدام حدّة الخلافات بين البلدين.
ومؤخرًا نقلت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية عن مصدر زعم أن "بندر بن سلطان" رئيس جهاز الاستخبارات السعودية والسفير السابق للسعودية في واشنطن– والذي يتولى مسئولية تنسيق المساعدات المرسلة إلى المجموعات المسلحة في سوريا– في الصيف الماضي، سخر من قلّة عدد سكان قطر وقناة الجزيرة وأن الدوحة ليست سوى 300 شخص وقناة فضائية فقط لا غير!
وهذه التصريحات قوبلت برد فعل عنيف من قبل وزير الخارجية القطري «خالد العطية» على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر".
بداية الخلاف السعودي القطري
وبدأ الخلاف القطري السعودي في الثمانينات في عهد خليفة آل ثاني "الأب" عندما أغلقت السعودية المنفذ الحدودي بين قطر والإمارات والذي يقع في الأراضي السعودية للحفاظ على سيادتها، بعدها ظهرت مشكلة في عام 92 في حادثة مخفر الخفوس الحدودي والتي اتهمت فيه الدولة القطرية قبيلة بني مره القطرية بعدم الولاء لها وولاءها للسعودية.
وحينها قالت الحكومة القطرية إن قبيلة بني مرة ساندت القوات السعودية ضد القوات القطرية، وعلى إثر ذلك صدر بيان قطري اتهم فيه القوات السعودية بمهاجمة مركز الخفوس ما أدى إلى قتل جنديين قطريين وأسر ثالث، واتهامهم أيضًا بمهاجمة الموقع ومحاولة الاستيلاء عليه، وتم نفي هذا البيان من قبل السلطات السعودية، التي أكدت أن كل ما حصل لم يكن أكثر من تبادل لإطلاق النار بين أفراد من البادية داخل الحدود السعودية أسفر عن مقتل قطريين وسعودي ولم يكن هناك أي تواجد عسكري سعودي، وهذا ما قاله أهل البادية.
أما في عهد الشيخ حمد بن خليفة "الابن" فقد تطورت الأحداث للأسوأ بعد الطريقة التي انتزع بها الحكم من والده فبعد وصول الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى الحكم إثر ازاحته لوالده حين سافر للخارج، وقام ابنه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني العام 1995 بطريقة جديدة تختلف عن انتقال الحكم بالوراثة تمامًا وظل والده خارج دولته خمس سنوات متنقلًا فيه بين السعودية والإمارات ورفضه لشرعية انقلاب ابنه ضده.
وحين اضطر الأب لزيارة قطر لوفاة إحدى زوجاته اختفى عن الظهور، وقيل إنه في أحد المستشفيات المرموقة، وبعد مده تم الكشف عن أنه تحت الإقامة الجبرية بأمر من أمير قطر ابنه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وهو من لم تتقبل الحكومة السعودية هذه الإزاحة واعتبرتها خروجا عن المألوف وانقلابا على شرعية الحكم، وتحفظت على طريقة انتقال الحكم.
وفسرت القيادة القطرية الجديدة التحفظ السعودي على أنه رسالة عداوة لها في تلك الفترة، فيما أثار افتتاح قطر لمكتب إسرائيلي يمثل اليهود غضب السعودية، معتبرة أن هذا التصرف الغريب من دولة خليجية مسلمة يدعم احتلال اليهود للأراضي الفلسطينية.
قطر وتسليح المعارضة السورية
أما فيما يخص الأحداث السورية، فكان هناك تكاتف بين السعوديين وقطر والإمارات لدعم الثوار في مطلع عام 2012، ولتمويل جماعة المعارضة الرئيسية حينذاك، المجلس الوطني السوري.
وبدأت السعودية بتسليح المعارضة مباشرة إلى جانب العمل مع قطر عبر مركز قيادة في تركيا لشراء وتوزيع الأسلحة، ولكن التوتر تصاعد بين الطرفين بسبب الخلاف بشأن أي الجماعات ينبغي تسليحها، فالسعودية والإمارات عبرتا عن قلقهما من تسليح قطر وتركيا لجماعة الإخوان، فيما أنكرت قطر وتركيا تفضيلهما لجماعات على أخرى، ولكن الملك السعودي لم يكن مرتاحًا لتقاسم السيطرة مع قطر في الملف السوري.
وشدد الأمير بندر بن سلطان، مدير المخابرات السعودية، في انتقاد قطر، خلال اجتماع لتنسيق شحنات السلاح الصيف الماضي، صارخًا إن قطر "ليست سوى 300 شخص... وقناة تليفزيونية، وهذا لا يشكل بلدًا".
موقف قطر من ثورة «30 يونيو»
لكن علاقة السعودية توترت بقطر أكثر مع اتخاذ السعودية موقف التأييد العلني لخطوة القوات المسلحة المصرية بقيادة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، في استجابة للجيش للثورة الشعبية في 30 يونيو، وهو الموقف الذي سارعت دول الخليج الأخرى إلى تبنيه، حيث إن معظم دول الخليج مؤيدة لموقف الجيش المصري الذي استجاب لمطالب الملايين من شعبه وتدخل لحقن الدماء وعدم حدوث اقتتال شعبي.
ويبدو أن الدور القطري في الملف السوري تراجع مع توسيع الائتلاف مؤخرًا وتراجع نفوذ جماعة الإخوان في سوريا وتولي أحمد الجربا زعامة الائتلاف، وهو من المقربين للسعودية، إذ إنه من شيوخ عشائر شمر السورية التي تتمتع بعلاقة وثيقة مع آل سعود ..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.