إرهابى لـ«رويترز»: نعيش بين أهالى سيناء.. ونستخدم أوانى الطهى فى صناعة القنابل
ننتظر مرور الدوريات العسكرية على قمم التلال ثم نفجر القنابل عن بُعد بـ«المحمول وأجهزة توقيت»
العملية الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة فى سيناء
نجح مراسل لوكالة «رويترز» فى إجراء تحقيق ميدانى فى مسرح عمليات الجيش ضد الجماعات الإرهابية فى شمال سيناء والتحدث مباشرة مع عدد من عناصر هذه الجماعات المسلحة.
وقال المراسل الذى فضّلت الوكالة إخفاء اسمه، حرصاً على سلامته: إن هذه الجماعات نجحت حتى الآن فى استدراج أكبر جيش عربى فى «لعبة القط والفأر» على مساحة 8 قرى فى شمال شبه الجزيرة الواسعة.
وأضافت الوكالة فى تقريرها المطول، تحت عنوان «جهاديون مصريون يخدعون الجيش فى ساحة المعركة بسيناء» أن هؤلاء المسلحين مزيج من مصريين وأجانب وعدد من أهالى المنطقة الساخطين على الأوضاع فى البلاد وسيطروا على عدد من القرى، وينظمون بشكل دورى اجتماعات سرية للتخطيط لعملياتهم الإرهابية التى وصلت إلى القاهرة بهدف زعزعة الأمن فى مصر وجر السلطات إلى حرب طويلة معهم.
ووفقاً لأحد المسلحين الذى قال مراسل الوكالة إنه نجح فى إقناعه بالتحدث إليه، فإن «تكتيكات الجماعات المسلحة تغيّرت»، مؤكداً أنهم فى البداية كانوا يختبئون فى الجبال لقتال قوات الجيش، لكنهم "تحركوا الآن إلى داخل القرى، لأنهم أدركوا أنهم سيكونون أكثر أماناً بين السكان، إذ يسهل على الجيش استهدافهم بالمروحيات فى شعاب الجبال، وهو ما يصعب أن يجرى إذا اختلطوا وعاشوا بين الأهالى".
وتابع «الإرهابى»، حسب الوكالة، مؤكداً أنه ورفاقه المقاتلين «يستخدمون قنابل محلية بسيطة الصنع، باستخدام الديناميت، وزجاجات المربى، ويجرى إخفاء الأجهزة وأدوات التصنيع فى أشجار الزيتون أو على جنبات الطرق، وينتظرون مرور الدوريات العسكرية على قمم التلال، ثم يفجرون القنابل عن طريق أجهزة التحكم عن بُعد، باستخدام الهواتف المحمولة».
وأشار إلى أنهم أصبحوا «يستخدمون أدوات مختلفة مثل أوانى الطهى وأباريق الماء ويضعون فيها عبوات متفجرة مع أجهزة توقيت وبطاقة محمول (SIM)، ويضعونها فى القنابل التى يزرعونها على الطرق».
ونقل التقرير عن مسئول عسكرى تحدثت إليه الوكالة، دون الكشف عن هويته، قوله: إن «هذا يعنى أن الإرهابيين يتعاملون بطرق بدائية وعشوائية، ودخلوا حرباً قذرة مع الجيش». ونقلت الوكالة أيضاً عن مدير الأمن بشمال سيناء اللواء سميح بشادى أن «قوات الجيش استطاعت قتل والقبض على الكثير من المطلوبين بسيناء»، مؤكداً ما قاله المواطنون بسيناء بشأن انتقال عدد كبير من هذه العناصر إلى القاهرة أو الدلتا، وأنهم نقلوا معهم ساحة المعركة -تحت ضغط الملاحقات الأمنية- إلى المناطق السكانية الرئيسية داخل العاصمة.
وقال أحد سكان القرى الذين تحدث إليهم مراسل الوكالة: إن «الجيش يسيطر على الطرق الرئيسية، لكنه لم يدخل بعد إلى الكثير من القرى»، مؤكداً أن "قوات الجيش تعجز عن مهاجمتهم فى القرى بالطائرات الهليكوبتر، وبالتالى تفشل فى إلقاء القبض عليهم، حتى إن استطاعت مدرعاتها دخول هذه المناطق، لأن هذه العناصر المتطرفة تعرف تضاريس المكان وثغراته أكثر من ضباط الجيش وعناصر الأمن".
وأوضح مواطن سيناوى آخر أن «عمليات الجيش المصرى تخلق أعداءً جدداً للدولة، بسبب ما يلحق بهم من خراب ودمار لممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم». وأشار مواطنون آخرون إلى أن «الحرب على (الأصوليين المسلحين) اختبار رئيسى للحكومة المؤقتة، خصوصاً بعد الهجمات المتعددة على مراكز الجيش والشرطة التى راح ضحيتها المئات، ورغم التقدم الملحوظ فى حربها للقضاء على هذه الجماعات المسلحة بسيناء، فإن تكتيكات الجيش بقصف المخابئ التى يُشتبه فى اختباء هذه العناصر بها تبوء بالفشل، بسبب معرفة المسلحين تضاريس المكان، وهو ما تفتقده قوات الجيش، ويصعب عليها تحديد مواقعهم واستهدافهم بسهولة باستخدام بالطائرات».
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.