من ذاكرة التاريخ : الفقر والجهل يدفع المصريين إلى الثورة ضد المماليك عام 1514م

الفقر والجهل عاملان لا يمكن لأى حاكم أن يغفلهما، فلهم أكبر الأثر فى تحويل مسار الحياة السياسية، والشعب المصرى مر عليه أكثر من دولة حكمته بالظلم والقهر والسلب ولعل حكم المماليك أكبر النماذج التى أثبتت ذلك، فبعد أن أخذت دولة المماليك الثانية فى الضعف التدريجى بسبب عجزها الواضح عن التطور والأخذ بسبل الحضارة الحديثة التى كانت قد بدأت طريق الازدهار فى أوروبا، أثر ذلك على حياة المصريين الاقتصادية وبدأ بعضهم يعانى من فقدان قوت يومه بسبب ظلم المماليك مما دفعهم إلى الثورة ضدهم للمطالبة بحقوقهم.

لما حاول السلطان الغورى تكوين فرق جديدة من المماليك تستطيع القتال بالبنادق والمدافع، ورفض المماليك المرتبطون بفكرة القتال بالسيوف والحصان ذلك، وثاروا هم أيضا ثورة عارمة ضد السلطان الغورى فهاجموا القلعة وأخذوا فى النهب والسلب حتى عمت البلاد الفوضى وضاع منها الأمن والنظام، وأدت تلك الثورة إلى إضعاف وضع السلطان الغورى حتى بعد نجاحه فى إخماد تلك الثورات، مما أفسح المجال للعثمانيين لمهاجمة معاقل المماليك والقضاء على النفوذ المملوكى المصرى عام 1514م.