Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: من ذاكرة التاريخ : رغم دورها فى ثورة 19 .. ذبحها أهلها ليستردوا شرفهم.. فمن هى !!

Saturday, June 21, 2014

من ذاكرة التاريخ : رغم دورها فى ثورة 19 .. ذبحها أهلها ليستردوا شرفهم.. فمن هى !!


عانت من التجاهل والتهميش رغم أن دورها الوطنى لا يقل أهمية عن الدور الذى قامت به جميلة بوحيرد وفاطمة نسومر وجميلة بو عزو وغيرهن من اللاتى سلط التاريخ الضوء عليهن وعلى بطولتهن وكفاحهن.


الفارق أن البطلة دولت فهمى تلاشت سريعا واقتصر دورها الوطنى على موقع واحد لم يتجاوز بضع دقائق دفعت بسببه حياتها، ففى بداية القرن الماضى وتحديدا 1919 وقتها كانت مصر بكل ربوعها تجتاحها ثورة شعبية عارمة مطالبة بالحرية والاستقلال عن الاحتلال البريطانى وللقضاء على الثورة أقدمت بريطانيا على اعتقال سعد زغلول زعيم الثورة ونفيه إلى خارج البلاد.


وعلى عكس ما تمنت بريطانيا خرجت مصر كلها وازدادت الثورة اشتعالا وجن جنون الشعب باعتقال سعد ونفيه ونتذكر الشعارات الشهيرة لثورة 1919 “سعد سعد يحيا سعد”، وحين حاولت بريطانيا الوقيعة بين عنصرى الأمة تحول الهتاف إلى “يحيا الهلال مع الصليب”، وأمام إرادة الشعب رضخت بريطانيا وأفرجت عن سعد ورفاقه.


لعبة الحب ليست نكتة مصرية أو صورة منقولة عن كتاب البديع والبيان, فلعبة الحب جاء ذكرها في معجم الوطنية, وأن من اهم ضحاياها دولت فهمي الحسناء المصرية الصعيدية التي ضحت بأغلى ما تمتلكه الأنثى وأعز ما يمتلكه الإنسان.. الشرف والحياة.

فمن هي دولت فهمي؟ وما هي لعبة الحب؟ ولماذا ضحت بكل هذا ومن أجل ماذا؟

عزيزي القارئ حينما أقول لك العبارة التالية “مرة واحد صعيدي…” قطعاً ستضحك ..حتى قبل أن أكمل كلامي, لأنك بلا ريب تتوقع أن ما سيأتي بعدها ما هو إلا نكتة أو نادرة من نوادر أهل الصعيد الطيبون بالفطرة, واليوم سأقول لك هذه العبارة لكن مع إضافة حرفين فقط لدواعي التأنيث لتصبح العبارة بهذا الشكل “كان في مرة واحدة صعيدية” لكن لحظة من فضلك, على رسلك يا صديقي, لا تضحك حتى تسمع باقي كلامي, لأنك بعده لن تضحك بلا شك, بل ستصمت لا مناص.

أثناء ثورة 19 زاد عنف الإنجليز تجاه المصريين لإجبارهم على التخلي عن سعد زغلول ورفاقه ليتسنى لهم وئد هذه الثورة التي هزت بريطانيا العظمى وهددت جيشها وسمعته تهديداً لم تواجهه في أشد حروبها ضراوة وهي الحرب العالمية الأولى حتى أن الجيش البريطاني أستخدم ضد المصريين كل أنواع الأسلحة وكل الطرق للتنكيل بهم, استخدم ضدهم القتل والاغتيالات وأحكام الإعدام التي كانت بالجملة وبمحاكمات عسكرية صورية, حتى بلغ به الحد أن يستدعي سلاح الجو ليدك مدينة أسيوط الباسلة دكاً بعد أن فر جنوده وضباطه مذعورين أمام صلابة المصريين الذين نسوا طعم الخوف والذل والانكسار.


لم يكن جيش الاحتلال  وحده ضد الثورة المصرية, بل تكالب عليهم أيضاً رجال السراية وعلى رأسهم الخديوي وأعوانه والكثير من الأعيان المصريين الذين كانوا يرون في ثورة 19 تهديداً لمصالحهم وثرواتهم ومكتسباتهم, في ظل هذا الظلم والقهر قام الوفد بإنشاء جهاز سري مهمته هي التخلص من كل الخونة والعملاء الذين يداهنون الاحتلال ويقفون في وجه إرادة الأمة ويطعنون الثورة في ظهرها.

وكان ” محمد شفيق باشا” من ضمن هؤلاء العملاء, فقد كان وزيراً للأشغال إبان تلك الفترة, وقد وافق على مشروع تغيير نظام الري في السودان وهو ما يخدم المصالح الإنجليزية ويلحق الضرر بالمصالح الوطنية لذا قرر الجهاز السري للثورة التخلص منه إلى الأبد بتصفيته جسدياً.

أوكلت المهمة  لشاب ثوري اسمه “عبد القادر محمد شحاته” وقد كان شاباً قوياً شجاعاً وهو الشاب الذي أجج روح الثورة في مسقط رأسه محافظة المنيا ولقن الإنجليزي دروساً قاسية في فن الرجولة, تم تلقينه الخطة الموضوعة من قبل الجهاز السري للثورة, وقام الشاب الجريء بالعملية على أكمل وجه, والقى قنبلة يدوية على سيارة الوزير أثناء مرورها بمنطقة العباسية, وبالرغم من أن القنبلة انفجرت بالقرب من السيارة إلا أن الوزير نجا من الموت بأعجوبة, وتم القبض على الفتى الشجاع, وشرعت سلطات التحقيق تمارس ضده أشد أنواع التعذيب والإذلال لكي يعترف على زملائه.

لم يتخلى الجهاز السري للثورة عن “عبد القادر” لذا ارسل إليه رسالة سرية داخل السجن أخبروه فيها أن هناك سيدة تدعى “دولت فهمي” ستعترف أنه كان نائم عندها تلك الليلة في نفس توقيت وقوع العملية, والفتى لم يكن يعرف قبل ذلك من هي “دولت فهمي” وما شكلها, وبالفعل أثناء التحقق وبحضور النائب العام والحكمدار الإنجليزي دخلت عليهم الغرفة فتاة حسناء تدعى “دولت فهمي” وكانت ناظرة مدرسة الهلال الأحمر حينئذ, واعترفت أن عبد القادر كان بائت عندها في تلك الليلة وأنهما على علاقة غرامية من سنين, وإمعاناً في حبك الدور راحت تقبل عبد القادر وتحتضنه أمام النائب العام والحكمدار الإنجليزي الذي كانا يتابعان المشهد في ذهول واندهاش.

تم تخفيف الحكم على بعد القادر من “إعدام” الى الاشغال الشاقة المؤبدة والفضل يرجع الى تلك السيدة العظيمة دولت فهمي, وقضى الشاب ايامه ولياليه في السجن وهو يتذكر هذه الفتاة بوجها الصبوح وجرأتها التي لم يرى ولم يسمع مثلها في البلاد, وبدأ الشوق يتسلل الى قلبه رويداً رويداً, فهام بها بحق, ووقع في حبها فعلاً وراح يعد الثواني والساعات على أمل ان يراها ولو مرة واحدة, ولما لا وهي الفتاة الشجاعة الجميلة ذات الحسب والنسب الغيورة على تراب بلدها والتي ضحت بسمعتها من أجل انقاذ شاباً لا يجمعها به أي رباط سوى رباط الوطنية وما أقواه من رباط لقوم يتفكرون.

قضى عبد القادر اربعة سنوات فقط في السجن ولما جاءت أول حكومة وفدية برئاسة سعد زغلول تم الإفراج عنه, ولما خرج ظل يبحث عن الفتاة التي أسرت عقله وفؤاده وروحه لكي يتزوجها, لكن كلما سأل عليها أحد من أصدقائه الفدائيين لا يتلقى أي إجابة تريح قلبه, لكن بعد إصرار منه وعناد, تم إبلاغه أن أهل الفتاة استدرجوها الى مسقط راسها في “المنيا” وقتلوها انتقاماً لشرفهم.. فتلوها وهم لا يعرفون أنهم قتلوا سيدة من أشرف واعظم سيدات مصر. ذهل عبد القادر وحزن حزناً شديداً وظل قلبه دامياً حتى أخر يوم في حياته.

تقول الحكاية أن ثورة 1919 لم تكن لتنجح لولا الجهاز السرى المصرى للثورة الذى أداره عبد الرحمن فهمى وأحمد ماهر، وجاء وقت قرر فيه الجهاز إرهاب كل من يقبل الوزارة فى ظل الاحتلال البريطانى ودفعه إلى رفض ذلك.

وصدر تكليف بإرهاب وزير يدعى محمد شفيق باشا قبل ثلاثة وزارات فى ظل الاحتلال ونفى زعماء الوفد، وقد تطوع طالب يدعى عبد القادر شحاتة لتنفيذ المهمة، وبالفعل ألقى على الوزير قنبلة لإرهابه ونجا الوزير وقبض على الطالب ذو الواحد وعشرين عاماً واعترف بالواقعة.

وحاول المحققون معرفة مكان وجوده قبل الحادث بيوم وضغطوا بقوة وخشى قادة الجهاز السرى أن يعترف تحت وطأة التعذيب لأنه كان يبيت فى ذلك اليوم عند أحمد ماهر فى بيته ولو علم البوليس ذلك لانهار الجهاز السرى تماماً.


وتلقى الطالب الفدائى رسالة من الجهاز السرى تدعوه للقول بأنه كان يبيت فى اليوم المذكور عند ناظرة مدرسة الهلال السيدة دولت فهمى، وفوجئ عبد القادر شحاتة بسيدة جميلة تزوره وتقبله وتشهد أنه كان لديها قبل ارتكاب الجريمة وأنه يمتنع عن الكلام خوفاً على سمعتها، تختفى السيدة الجميلة ويعيش الفدائى الشاب فى السجن على أمل اللقاء بتلك السيدة الفدائية التى ضحت بسمعتها من أجل الثورة.

ثم يخرج عبد القادر خلال وزارة سعد باشا زغلول عام 1924 ويبحث عنها، ويسأل كثيرين عنها ولا يجيبه أحد حتى يخبره أعضاء الجهاز السرى أن أهلها علموا بشهادتها فى القضية واصطحبوها معهم إلى المنيا وهناك ذبحوها ليستردوا شرفهم الضائع ويغسلوا عار العائلة، ولم يعلم من قتلوا دولت فهمى أنهم قتلوا واحدة من أعظم فدائيات ثورة 1919.

عزيزي القارئ: الهدف من هذا المقال ليس لإثارة العاطفة الوطنية لديك لأني أعلم أنها موجودة بالفعل داخل كل شخص فينا, هدفي من كتابة هذا المقال لكي تساعدني في الإجابة عن سؤال ما فتئ يؤرقني منذ أن قرات قصة دولت فهمي أول مرة, لماذا يضحي الإنسان في لحظة ما بكل شيء من أجل شيء ما؟ هل هناك إحساس معين أو شعور ما لم نجربه من قبل داخل نفوسنا هو ما يدفع اي إنسان لتقديم تضحيات غالية مثل التي قدمتها بطلت قصتنا اليوم؟ هل هي رسالة الحياة؟ هل هو الإيمان الحقيقي؟ هل يمكن أن نجرب هذا الشعور يوماً ما تجاه هدف معين نريد تحقيقه؟ هل يمكن أن يكون لنا يوماً رسالة في الحياة؟

لعلك تسأل نفسك عزيزي القارئ وأراني معك من السائلين, ما الذي ربحته هذه الفتاة من وراء اشتراكها في لعبة الحب هذه؟ فهي قد خسرت حياتها وشرفها؟

أنا واثق أن أجلها مقدر, وان سبب موتها مكتوب, وأنها كانت ستموت في هذا العمر وبهذه الطريقة سواء قبلت أم أبت, لكني أرى أنها ربحت سيرة عطره, وشرف حقيقي, واحترام خالد سطر من نور في صفحات التاريخ.

كلنا سنموت, لكن هل سيتذكرنا أحد بعد موتنا مثل ما نتذكر نحن دولت فهمي الآن؟, هل سيكتب التاريخ عنا شيء مثلما كتب عنها؟ حقيقة لا يمكنني الإجابة … كل الذي أعرفه أن دولت فهمي لا تزال على قيد الحياة, وأن الذين ليس لديهم هدف أو رسالة هم الأموات حتى ولو كانوا بيننا يتنفسون…

فرحمة الله على جميع شهدائنا وسلام وتحية لروح البطلة دولت فهمي..

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.