“الزنزانة 54″.. نقطة تحول فى حياة الزعيم الراحل “السادات”

كان للرئيس السادات جهود سياسية قبل توليه منصب رئاسة الجمهورية عام 28 سبتمبر 1970، فقبل توليه المنصب كانت أيام حريته معدودة، حيث ضيق الإنجليز قبضتهم على مصر، وبالتالى على كل مناضل مصرى يكافح من أجل حرية بلاده مثل أنور السادات، فتم طرده من الجيش واعتقاله وإيداعه فى السجن عدة مرات، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكى من بعض الجواسيس الألمان “ضد الإنجليز” لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر.

وفى 6 يناير عام 1946م عزم بعض الشباب المناضلين على قتل أمين عثمان باشا وزير المالية فى وزارة النحاس باشا لأنه كان ودودا لبريطانيا وأكثر المؤيدين لوجودها فى مصر حيث اشتهر بعبارة يصف فيها علاقة مصر ببريطانيا “زواج كاثوليكى” لا طلاق فيه، وتم قتله وتم القبض على السادات ووضعه فى السجن دون اتهام رسمى.

وبعد أن تم القبض عليه، تم وضعه فى زنزانة غيرت مسار حياته وصنعت منه شخصا جديدا يرى أمام عينه مصر فى ثوبها الجديد يحكمها أبناؤها، ففى الزنزانة 54 تعلم السادات معنى كلمة الصبر والخدعة والخديعة وأدى انفراده فى هذه الزنزانة إلى النظر والتفكير فى حياته السياسية ومعتقداته الدينية وكان يرى أن الاتجاه إلى الله هو أفضل ما وجده فى هذه الزنزانة لأن الله سبحانه وتعالى لا يخذله أبدا.

وكان يكتب الأدب الساخر ويروى السادات فى كتابه‏ 30‏ شهرا فى السجن كيف أصدر مع بعض رفاقه صحيفة ساخرة بعنوان “الهنكرة والمنكرة”.