سيطرت عليه شهوة المال وترعرعت فكرة الآثار فى مخيلته، فاتخذها سبيلاً من أجل الثراء السريع ولم يبال بالمخاطر المحدقة به ولم يتعظ من أفعال من سبقوه ولاقوا حتفهم، حتى لعنة الفراعنة كانت مجرد فكرة عابرة لا تؤثر على قراره بالحفر والبحث عن الآثار داخل منزله، مقارنة بكمية الأموال التى سيجنيها من وراء ذلك.
(محمد.ع) عاطل 25 سنة أصيب بهوس الكنوز الأثرية، وحاول أن يكسر البطالة بطرق غير تقليدية، فبدأ البحث عن الآثار أسفل منزله بمدينة السادس من أكتوبر، بعدما أقنعه أحد الدجالين بوجود كنز أثرى أسفل المنزل، إلا أن الرمال انهارت عليه فلقى مصرعه.
حاولت أسرته إخفاء الأمر عن رجال الشرطة، لكنها فشلت فى إخراج جثته، فاضطرت فى نهاية المطاف إلى تحرير بلاغ يفيد بمصرع ابنهم داخل عقار المنزل، ولم يذكر أى منهم تفاصيل الحادث، فانتقل العميد محمد الدرملى مأمور قسم أول أكتوبر، وضباط المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن الشاب حفر حفرة بعمق 14 مترا، وأن الرمال انهارت عليه، وتم العثور على ملابسه الخارجية بالقرب من الحفرة، وأدوات للحفر، وتبين فيما بعد ومن خلال التحريات أن الضحية توفى نتيجة سقوطه فى الحفرة التى أعدها باحثاً عن الآثار بعدما أقنعه أحد الدجالين بوجود كنز أثرى أسفل منزله.
وبعد أن انتقل الأمر إلى النيابة العامة، انتدبت فريق من الحماية المدنية وكلفته بمهمة إخراج الجثة، إلا أنه فوجئ بحفرة عمقها ما يقرب من 14 متراً، وهو ما حال دون قيام الفريق بتنفيذ المهمة المكلف بها، خشية أن ينهار العقار بأكمله أثناء الحفر، وكأن لعنة الفراعنة قد لعبت دوراً فى الأمر فأرادت معاقبة ذلك الشاب الطامح على فعلته، ولم تكتف بوفاته فاحتجزت جثته، وما كان من النيابة العامة برئاسة المستشار عمرو مخلوف رئيس النيابة، إلا أن خاطب جهاز مدينة السادس من أكتوبر لتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقار.
استمعت النيابة إلى أسرة القتيل الذين أكدوا جميعاً عدم معرفتهم بنوايا الضحية ورغبته فى التنقيب عن الآثار وأنهم ليس لهم علاقة بالأمر من قريب أو بعيد، وأنه كان كثيراً ما يختفى داخل تلك الحجرة التى كان يبحث فيها عن الآثار ويمنع أيا منهم من الدخول إليها، وأن تصرفاته باتت غريبة فى الفترة الأخيرة، ولكنهم لم يتوقعوا أن يصل به الأمر إلى حد مصرعه.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.